بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع / طين الوطن بطعم العسل
كانت أمي رحمة الله عليها تقول عندما تراني وبعض أترابي نأكل الطين (قال احد الأتراك :هل تعلمون لماذا لاتحبون السفر والمغامرة ،لأنكم تأكلون طين الوطن فيجعلكم تتشبتون به ) وهذا الذي حدث فعلا فكل من أكل من طين الوطن وهو صغير أحبه وتمسك به رغم العوز والحاجة ،أجدادنا طوال مسيرة وتاريخ الوطن تمسكوا به وحتى إن غادروه رجعوا إليه ودائما إذا وقعت أخطا كانت فيمن لم يأكلوا من تراب الوطن ،لماذا لاندع أطفالنا الصغار وهم في طور الحبو لماذا لاندعهم يلعبون في التراب ويتناولون جزء منه أنهم فطريا يحبون تراب الوطن ولكننا نمنعهم ، لندعهم يحبون الوطن حتى يتمسكوا به ويضحوا من اجله ،إن ظاهرة التسيب وعدم المبالاة والإحساس بالمسلية كلها تعود لعدم حب للوطن ،تراب الوطن أيها الإباء والأمهات لابد إن يتناوله الطفل مثل ما يتناول لباء أمه عند الولادة ،إن الذين يمارسون الأعمال ويفشلون فيها تنقصهم ذرات من فيتمين الوطن لنغذي إحساسهم بالحب والانتماء ، وهذه العلاقة تخص كل مواطن في أي مكان من العالم ، طين الوطن شفاء ، انه العسل الذي يغذي فينا روح الشجاعة والتضحية والعزة ، أيها الشباب الذين كبرتم ولذيكم شعور بعدم الحب لليبيا زورا الصحراء وتناولوا قليلا من التراب حتى تنموا شعوركم الوطني ،فالوطن بلا حب يعني الخيانة وبالتالي ليس من الصعب التفريط فيه وعندها من يعطيك وطنه أو اسمه عندها الموت أهون من إن تستجدي كسرة خبز في بلاد الغير ،قد يكون هذا الكلام نوع من اللامعقولية ولكن معطيات الحياة والواقع وما اراه يجعلنا نربط تلك الظواهر بعضها ببعض ،هل يمكن لمصنع الماية للأدوية صنع أقراص صغيرة من تراب الوطن الحبيب توزع على التلاميذ الصغار كما توزع الكتب ،كي نأمن الخيانة لابد من غرس حب الوطن في نفوس وأجساد أبناءنا ،إذا كان يعيرنا إن نسمى بالخونة يجب علينا إن نغرس حب الوطن في نفوس اولادنا وبناتنا ولايكون ذلك الابتغذيتهم من تراب الوطن حتى يشبوا وقد مازج حبه كل خلية من اجسادهم وكل خلجة من نفوسهم ،هل الكسب المادي من الصعيد الفردي إلى صعيد الدولة شغلنا عن هذه الجزئية المهمة وهي حب الوطن ،إن ما أثارني هو ذلك السؤال الذي طرح في منتدى (ليبيا 11)على شبكة المعلومات الدولية والذي يقول (ماذا تعني لك ليبيا ؟ )وكانت الاجابات متباينة ،اثارني فيها قول احدهم (بلاد مفرشكين فيها وبس )وقول أخر(شخصيا ماحصلت فيها شأ)،وطبعا هذا الكلام لايصدر من نفوس محبة للوطن ولاتعرف اصلا معنى الوطن /والوطن لايعني لها إلاكونه مكان للفرشكة والزرادي والكسب المادي وينسى اؤلئك إن هذه الصحراء رغم تخلفها قد منحتهم اسما بين العالم وانهم داخلها يستمتعون براحة نفس لايشعرون بها الاعندما يكونوا في بلاد الغير عندما تلاحقهم عيون المخبرين السريين وعندما توقفهم دوريات الشرطة ويستفزونهم بالاسئلة الغير ذات فائدة بينما عندما يوقفهم رجل المرور في بلادهم يقيمون الدنيا ولايقعدونها ولايعتذرون عند الخطأ بينما هناك يكاد الواحد منهم إن يلعق حذاء الشرطي من اجل إن يقبل عذرة ،
كتبه /سعدون عمار
مزده/ليبيا