أرى أناس يحلمون
وآخرين يكتبون عمّا يحلمون به
أرى أناس يطوّعون الحرف العنيد
ويقولون ما يشاؤون
وأرى نفسي أخاف من القلم
أخاف من الكلمة أن تفارق خاطري
أخشى أن تبوح بما يعزّ عليّ البوح به
أخشى أن تتمرّد على سلطاني
وتفضحني  بين الخلائق
أخشى أن تلتقي بها صدفة
فتخبرك عن مدى احتراقي
وشوقي لعينيك الدافئتين
أخشى ىسخريتك من قلب أضناه الزمان
ومن كلمة أعياها الكتمان

ليس الشعر بالتعلم، إلا أن تكون صاحب موهبة أصيلة فتصقلها بالغوص في بحور اللغة وبالدربة على النظم ومطالعة أشعار الأولين. أما أن تتعلم الشعر كما يتعلم الناس الحرف اليدوية ثم تبرع فيه فهذا ما لا سبيل إليه.
يقول ابن رشيق: "إنما الشعر ما أطربَ، وهزَّ النفوس، وحرَّك الطِّباع"، ويقول الأستاذ العقاد: فالشاعر العبقري معانيه بناته فهن من لحمه ودمه، وأما الشاعر المقلد فمعانيه ربيباته، فهن غريبات عنه وإن دعاهن باسمه، ولا يثمر شعر هذا الشاعر مهما أتقن التقليد.

واعلم -أصلحك الله- أنه لا يضير ابن آدم ألا يكون شاعرا أبدا !