بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة غدار دموعك
رائعة الفنان السوداني الراحل مصطفى سيد أحمد
وقبل أن أكتب أبيات القصيدة أود أن أعطي نبذة قصيرة عن قصة القصيدة الواقعية وهي أن حبيبة شقيق كاتب القصيدة قد لزم فراش مرضه ومات نتيجة عشقه لحبيبته التي تزوجت غيره. وبعد مماته بفترة عادت للبلاد وجاءت معزية وهي تزرف الدموع عليه. فكتب أخوه هذه الأبيات الرائعة المعبرة عن حزنه وألمه على أخيه وعلى رفضه لدموع الغدر وعدم الوفاء التي لا تسمن ولا تغني عن جوع. فقال فيها:
لا لا لا لا لا
لا تنبش الماضي البعيد ألم تكن يوماً لقلبي واقعاً مجهولاً
لا تنكأ الجرح القديم فإنني ودعت ليلاً مظلماً وثقيلاً
وحملت روحي في فؤاد نازف ما زال يحمل نصفه مشلولاً
# # #
لا لا لا لا لا
غدار دموعك ما بتفيد في زول حواسه اتحجرت
جرب معاك كل السبل وإيديه ليك ما قصرت
حطمت في قلبه الأمل وكل الأماني الخدرت
كلماته ليك ضاعت عبس لا قدمت ولا أخرت
لا لا لا لا لا
ماكنا وقت الليل يضيع وتشرق نجوموا وتنكتم
ويطل شعاع يكشف قناع والظلمه ترحل تنهدم
وجفونا من طول السهر تلبس وشاح فرقه وألم
تستبشر اليوم الجديد ونقول تعود انت العشم
لا لا لا لا لا
كيف العشم وكتين يموت والقصعة تطعن في الحلق
كيف الحنين وكتين يهز لي زول بعيد ما بتلحق
كيف الرجوع لي زول قنع شايل رفاة قلبه الحرق
سيب الندم وأنسى الدموع ما فات زمان ما بتلحق
لا لا لا لا لا
غدار دموعك ما بتفيد في ظلمه ما بتعرف شعاع
أشباحه ذي موج العدم كسر المقادف والقلاع
ونزلنا في طوف الفشل وأبحرنا في بحر الضياع
ونسينا ذكراك الزمان عشناها في زيف القناع

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد افتقدت البيت الذي وضعت في مكانه العلامة# # #: والبيت هو حتى تكتمل القصيدة:

وخلعت اثواب الحداد أما كفاك أن صار قلبك في الهوى ضليلا