منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك السبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة السبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة السبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 السبعة أحرف التي نزل عليها القرآن

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بتول عثمان
.
.


القيمة الأصلية

البلد :
الولايات الأمريكية المتحدة

عدد المساهمات :
93

نقاط :
257

تاريخ التسجيل :
06/10/2015


السبعة أحرف التي نزل عليها القرآن Empty
مُساهمةموضوع: السبعة أحرف التي نزل عليها القرآن   السبعة أحرف التي نزل عليها القرآن I_icon_minitime2015-11-16, 09:57

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن
لقد أوضحت الأحاديث النبوية التي أخرجها البخاري ومسلم أن القرآن نزل على سبعة أحرف تسهيلاً وتيسيراً للناس. فاختلف العلماء في تحديد معنى الرخصة بسبعة أحرف: "فاقرؤوا ما تيسر منه". وبالرغم من أن هنالك شبه اتفاق على أنها "سبعة أوجه من المعاني المتفقة بالألفاظ المختلفة" كما جاء في رأي المنجد، إلا أن العلماء قد أوردوا فيها من الأقوال ما وصل إلى أربعين قولاً لا يتسع المجال لذكرهم. ومن أراد معرفة أراء العلماء فعليه بقراءة كتب علوم القرآن للسيوطي وصبحي الصالح والقطان. وذلك لأن هذا البحث قد اتبع منهجاً مغايراً لمنهج العلماء في استنباط الأحرف السبعة. والمنهج مبني على نتائج بحث في أم الكتاب والذي أوضح أن الفاتحة هي مخزن أسرار كل العلوم التي ما زال الغموض يعتريها كالسبعة أحرف التي نزل عليها القرآن وكالمحكم والمتشابه وكالحروف المقطعة في بداية السور. عليه يقتضي توضيح المقصود بالأحرف السبعة إعطاء نبذة عن نتائج البحث في أم الكتاب أولاً ثم تحليل كثير من الآيات والأحاديث التي ذكرها كل العلماء وبنوا عليها آراءهم وذلك عن طريق استخراج أسئلة من تلك الأحاديث والآيات والبحث عن إجاباتها. كما يمكن تحليل أحاديث أخرى لم تذكر في توضيح السبعة أحرف وذكرت في توضيح مواضيع أخرى ولكنني أحسبها ذات صلة بالسبعة أحرف. ومن ثم تتم الإجابة عن كل سؤال في مبحث.
من أهم الأحاديث التي تحتاج للتحليل الدقيق والتي ورد ذكرها، الأحاديث التالية:
الأول: عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
الثاني: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فانتظرته حتى سلم، ثم لببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: أقرانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت : كذبت أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها ، فانطلقت أقوده إلى رسول الله ، فقلت: يا رسول الله . إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئينها ، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله يا عمر، أقرا يا هشام، فقرأ هذه القراءة التي سمعته يقرؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أقرأ يا عمر فقرأت ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منها".
الثالث: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم:" كان الكتاب الأول ينزل من باب
واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب، على سبعة أحرف: زجر وأمر وحلال
وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال". أما الأحاديث الأخرى التي لها صلة بالأحرف السبعة ولم تذكر من قبل وتحتاج إلى تحليل فهي: عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لكل آية ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع". وعن ابن عباس مرفوعاً: " أنزل القرآن على أربعة أحرف: حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير تفسره العرب، وتفسير تفسره العلماء. ومتشابه لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه سوى الله فهو كاذب". لقد جاءت كل أحاديث نزول القرآن على أحرف تتحدث عن النزول على سبعة أحرف ما عدا الحديث الخامس الذي جاء برأي آخر وهو أن القرآن قد نزل على أربعة أحرف. هذا الحديث يحتاج إلى وقفة لمعرفة المقصود منه وهل هو يتنافي مع الأحاديث الأولى التي فيها نزول القرآن على سبعة أحرف أم يتفق معها. وذلك بعد تحليل الأحاديث الأولى التي اتفقت على العدد سبعة.
الأسئلة التي استخرجت من الأحاديث هي:
• ما معنى كلمة حرف التي وردت في الأحاديث؟
• ما هي القراءة الأولى التي أقرأها سيدنا جبريل لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟
• ما هي القراءات الست الأخريات؟
• ما هي السبعة أبواب التي نزل منها القرآن وما هي السبعة أحرف التي نزل عليها؟
• ما معنى الحد وما معنى المطلع؟
• لماذا سورة الفرقان وهل توجد في قراءتها الأحرف السبعة ؟
المبحث الأول: معنى كلمة الحرف من تحليل الآيات
لقد وردت كلمة حرف في القرآن في الآية التالية: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} " 11" الحـج
وقد جاء معنى كلمة حرف كالآتي:" قال مجاهد: "على حرف"على شك، وقال غيره على طرف، ومنه حرف الحبل أي طرفه، أي دخل على الدين على طرف...عن ابن عباس " ومن الناس من يعبد الله على حرف " قال: "كان الرجل يقدم المدينة ، فإن ولدت امرأته غلاماً ونتجت خيله قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال: هذا دين سوء." وعن ابن عباس أيضاً قال: كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون، فإذا رجعوا إلى بلادهم، فإن وجدوا عام غيث وعام خصب، وعام ولاد حسن قالوا: إن ديننا هذا صالح فتمسكوا به، وإن وجدوا عام جذوبة وعام ولاد سوء وعام قحط قالوا: ما في ديننا هذا خير، فنزلت الآية". عليه أحسب أن لمعاني الآيات التالية صلة بمعاني الأحاديث المذكوره، وهي:{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(14) الحجرات {وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} "167" آل عمران
إذاً إيمان هؤلاء المنافقين وإسلامهم كان مجرد بداية وهو القول الابتدائي باللسان فقط (آمنا) . فإذا كان معنى الحرف هو قول ابتدائي فهذا يعني أن القرآن قد نزل على سبعة أقوال أي سبعة(بدايات).
المبحث الثاني: القراءة الأولى التي أقرأها سيدنا جبريل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
إن القراءة الأولى التي أقرأها سيدنا جبريل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوضحها حديث السيدة عائشة رضي الله عنها الذي جاء فيه: أن الملك جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء فقال: اقرأ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فقلت: ما أنا بقارئ – قال- فأخذني فغطني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ ، فغطني الثانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطني الثالثة، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق- حتى بلغ – ما لم يعلم" قال فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة فقال: "زملوني زملوني".
لقد أوضح هذا الحديث أن أول ما قاله سيدنا جبريل عليه السلام لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو كلمة "اقرأ" فقط، والتي كررها له ثلاث مرات. وقد جاء في تفسير الشعراوي في كلمة "اقرأ" ما يليSad واقرأ تتطلب أن يكون الإنسان.. إما حافظاً لشيء يحفظه أو أمامه شيء مكتوب ليقرأه.. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان حافظاً لشيء .. وما كان أمامه كتاب ليقرأ منه.. وحتى لو كان أمامه كتاب فهو أمي لا يقرأ ولا يكتب) والآيات التالية أحسبها تعضد رأيه هذا وهي: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} 7 الأنعام فيستنتج من ذلك أن كلمة “اقرأ" تعني "قل". كما يستنتج أن القصد من تكرار كلمة "اقرأ" " ثلاث مرات، هو تهيئة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتلقي ما سيأتيه من القول. بذا يمكن تقدير رد المصطفى عليه السلام "ما أنا بقارئ" بالآتي:"ما أدري ما أقول". ثم جاءه الأمر كاملاً بالآتي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ} {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} (1-3) العلق
ومن ثم أوضح سيدنا جبريل عليه السلام لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القراءة في نهاية الأمر وهي قول "بسم الله الرحمن الرحيم". أي أن القراءة الأولى هي: "بسم الله الرحمن الرحيم".
لقد انتابني خاطر بأن سورة العلق التي كانت مصدر البسمله هي أيضاً مصدر القراءات الأخريات أي الأقوال الأخرى مما يقتضي تحليل آيات العلق الأخريات بالأسئلة أيضاً.
أولاً: تحليل الآيتين {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى} {أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} (6-7) العلق
يتم تحليل هاتين الآيتين بالأسئلة التالية: ما هي مناسبة كلمة كلا؟ وما معنى ليطغى؟ وكيف يطغى؟ ولماذا يطغى؟ وما هو الشيء الذي إذا رآه الإنسان استغنى؟ ووما يستغنى؟ فمعنى الآية: {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى} قد ورد في التفسير الميسر كالآتيSad حقًا إن الإنسان ليتجاوز حدود الله إذا أبطره الغنى.) وجاء معناها في تفسير ابن كثير: (يخبر تعالى عن الإنسان أنه ذو فرح وأشر وبطر وطغيان إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله ثم تهدده وتوعده)
وأحسب أن كلمة كلا لها صلة بالآيات السابقة، أي أن الإنسان بدلاً من أن يذكر ربه الذي اسمه الله واسمه الرحمن الرحيم، لأنه خلقه من علق وأكرمه وعلمه بالقلم ما لم يعلم وبدلاً من أن يشكره كلا لم يفعل ذلك بل يطغى بما يصيبه من خير. ومعنى الطغيان هو عدم حمد رب العزة وشكره على نعمه كطغيان قارون بماله وجحود مصدر نعمته فاستغنى عن حمد "رب العالمين" الذي اسمه "الله" واسمه "الرحمن الرحيم". وكذلك طغيان قوم موسى على الطعام الذي أنزله الله لهم بعدم شكره والصبر عليه وطلب إبداله. بذا يصير معنى الآيات كالآتي: إن خلق الإنسان من علق وتكريمه وتعليمه بالقلم ما لم يعلم يستوجب على الإنسان شكر ربه بقول "الحمد لله رب العالمين" والحمد "لله الرحمن الرحيم". ولكن كلا يستغنى الإنسان عن حمد ربه وذكر اسمه ويجحد إذا رأى الخير). وفي الحديث قال عبد الله: (منهومان لا يشبعان صاحب العلم وصاحب الدنيا ولا يستويان فأما صاحب العلم فيزداد رضى الرحمن وأما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان) عليه نجد أن قولي: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} و {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (2-3) الفاتحة أصلهما معنى الآيتين (6-7) العلق كما انبثق قول {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} من الآيات(1-5)
ثانياً: تحليل الآية: {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} (8) العلق
يتم تحليل هذه الآية بالأسئلة التالية: ما المقصود بالرجعى؟ وما هو تعريف الرب الذي إليه الرجعى؟ ولماذا الرجعى إلى الرب ؟ ومتى تكون الرجعى؟ وماذا يحدث بعد الرجعى؟
وقد جاء في تفسير ابن كثير المعنى التالي للآيةSad أي إلى الله المصير والمرجع وسيحاسبك على مالك من أين جمعته وفيم صرفته). وفي التفسير الميسر جاء معناهاSad فليعلم كل طاغية أن المصير إلى الله، فيجازي كلَّ إنسان بعمله)
لقد عَرَّفت التفاسير الرب الذي إليه الرجعى بالاسم الله ومعنى الرجعى المصير. أي أن رب العالمين الذي اسمه "الله" واسمه "الرحمن الرحيم" هو "مالك اليوم الذي فيه يرجع إليه الناس لحسابهم. وهو يوم تظهر فيه ملكيتة وحده لكل شيء ووحدانيته فيعاقب الذين كفروا بهذه الحقائق التي في الدنيا لأنهم لم يذكروه ولم يحمدوه بإدخالهم النار والغضب عليهم. ويجازي الذين شكروا له هذه النعم متيقنين من أنه الإله الوحيد الذي منه هذه النعم بإدخالهم جنات النعيم والرضاء عليهم. ولهذا كان تقدير هذه الآية هو أن الإنسان عليه حمد ربه الذي اسمه الله واسمه الرحمن الرحين لأنه مالك يوم الدين. وذلك بقول "الحمد لله مالك يوم الدين. فصارت هذه المعاني مصدراً لقول: الحمد لله إلى {ماَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} 4 الفاتحة
ثالثاً: تحليل الآيتين: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى} {عَبْدًا إِذَا صَلَّى} (9-10) العلق
الأسئلة التي تفصل هذه الآية هي: من المخاطب بكلمة أرأيت؟ من هوالذي ينهى؟ ومن هو العبد
الذي صلى؟ ولماذا ينهاه عن الصلاة وما المقصود بالصلاة؟ ولماذ يصلي العبد؟ ولمن يصلي؟
لقد جاء معنى الآيتين(9-10) العلق كالآتيSad أرأيت أعجب مِن طغيان هذا الرجل (وهو أبو جهل) الذي ينهى عبدًا لنا إذا صلَّى لربه (وهو محمد صلى الله عليه وسلم). فالصلاة هي عبادة وطاعة لرب العالمين وحده الذي اسمه الله واسمه الرحمن الرحيم دون شريك له لأنها توحيد مطلق لرب العالمين الذي اسمه الله واسمه الرحمن الرحيم. وهي استعانة ضمنية ولهذا نصر رب العالمين سيدنا محمداً على أبي جهل. والمخاطب أحسبه المؤمن. فالخطاب فيه هدىً وموعظة للمؤمنين المتقين المحسنين ...لأن المؤمن الحق الذي يؤمن بأن رب العالمين الذي اسمه الله واسمه الرحمن الرحيم قد خلقه من علق وأكرمه وعلمه بالقلم ما لا يعلم، يستحق أن توجه له العبادة وحده والإستعانة به وحده. وأن يقول "إياك وحدك نعبد وإياك وحدك ونستعين. عليه نستنبط أن الآيتين (9-10) العلق هما أساس قول {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (5) الفاتحة
رابعاً: تحليل الآيتين: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى}{ أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ } (11-12) العلق
يتم تفصيل هذه الآية بالأسئلة التالية: من المخاطب بكلمة أرأيت؟ وما هو الهدى ؟ ومن هو الذي كان على الهدى؟
لقد جاء تفسير القرطبي لهذه الآية كالآتي: (أي أرأيت يا أبا جهل إن كان محمد على هذه الصفة، أليس ناهيه عن التقوى والصلاة هالك) يوضح هذا التفسير أن المخاطب هو أبوجهل. ولكنني أحسب أن الخطاب بالرغم من أنه كان لأبي جهل ولكنه يشمل كل من كذب بالرسالة آنذاك. والهدى هو طاعة الله واتباع أوامره. والذي كان على الهدى هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان مستقيماً وملتزماً بهدي ربه ( فكان يصلي). وما جاء في تفسير ابن كثير يبين هذه المعاني وهو: (أي فما ظنك إن كان هذا الذي تنهاه على الطريق المستقيمة في فعله) فأقام ابن كثير الطريق المستقيمة مقام الهدى والصلاة لاتفاقهم في المعنى بالرغم من اختلافهم في اللفظ. إذاً كانت الآية(اهدنا الصراط المستقيم) أساسها الآيتين:{أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى}{ أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ}. إذاً جاء من هاتين الآيتين قول {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}(6) الفاتحة
خامساً: تحليل الآيتين: { أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ } 13-14 العلق
جاء في معنى"أو أمر بالتقوى" في التفسير الميسر ما يليSadأو إن كان آمرًا غيره بالتقوى أينهاه عن ذلك) أي أن الذي آمن بوحدانية الله فصلي طاعة له واتباعاً لأوامره وأمر بالمعروف وهو تقوى الله ونهى عن المنكر كنهي النبي صلى الله عليه وسلم لأبي جهل والصمود في وجهه، هو السير في الصراط المستقيم الذي هو صراط الرسل الذين أنعم الله عليهم وفي مقدمتهم سيد المرسلين. أما من صد عن الصراط المستقيم وأمر بالمنكر ونهى عن المعروف كأبي جهل الذي نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وتقوى الله، فهو الذي يسير في صراط المغضوب عليهم والضالين.عليه نصل إلى أن هاتين الآيتين هما اللتان انبثق منهما قول اهدنا: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (7) الفاتحة
وقد أوضحت المعاني مآل كل من يسلك صراط الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يسلك صراط أبي جهل كالآتي: ( فمن لم يسلك صراط الذين أنعم الله لنأخذنَّ بمقدَّم رأسه أخذًا عنيفًا كما وعظ الله أبا جهل, ويُطرح في النار. كما وعظ الرسول صلى الله عليه وسلم وهو وعظ لكل إنسان: فلا تطعه فيما دعاك إليه مِن تَرْك الصلاة, واسجد لربك واقترب منه بالتحبب إليه.)
وما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة العلق أعطي من الأجر كأنما قرأ المفصل كله" يؤيد أنها منبع آيات الفاتحة التي هي المحكم والمفصل كله والله أعلم.
إذاً الأقوال السبعة أي الأحرف السبعة هن آيات الفاتحة. فهل كن بدايات للكتاب؟ فليتم البحث عن إجابة هذا السؤال وإذا وجدنا أن بدايات الكتاب هن آيات الفاتحة نصل إلى أن آيات الفاتحة هن الأحرف السبعة التي نزل عليهن القرآن. ومن ثم نبحث عن الأبواب السبعة من تحليل الكتاب.
لقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث أن الفاتحة هي أم الكتاب. وبالتالي كانت آياتها هن الآيات المحكمات لأنهن أم الكتاب بناءً على قوله تعالى: (منه آيات محكمات هن أم الكتاب) 7 آل عمران. وبما أن آيات الفاتحة هن المحكمات فهن إذاً اللاتي أحكمن ثم فصلن من لدن الحكيم الخبير لقوله تعالى: "الر، كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" 1 هود الذي أوضحه الشعراوي بقوله: (إن التفصيل الذي جاء لنا من القرآن أنه سور، وكل سورة هي مجموعة من الآيات). وقوله هذا فيه أشارة إلى أن كل سور القرآن
هي تفصيل لآيات الفاتحة السبع لأنهن المحكمات اللاتي فصلن. وقد عضد بحث الفاتحة قول الشعراوي هذا حيث استُنبِط منه أن كل آية محكمة من آيات الفاتحة قد فصلت من لدن حكيم خبير في مجموعة من سور القرآن كما يلي:
- إن السور التي افتتحت "بالحمد لله" وعددها أربع سور، هي السور التي أنزلت لتفصيل معنى آيتي:{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} و{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}.
- والسور التي ابتدأت بأسماء مختلفة ليوم الدين كالانفطار والانشقاق والزلزلة والتغابن هي التي أنزلت لتفصيل الآية:{ماَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. وعددها أربع وعشرون سورة.
- أما السور التي ابتدأت بلفظ التسبيح وبلفظ تبارك ( وهما لفظا العبادة التي هي توحيد الله
المطلق وتنزيهه عن الوالد والصاحبة والشريك والولد) قد أنزلت لتفسير وتوضيح معاني الآية:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}. وعدد هذه السور ثمانية.
- كما ابتدأت أربعون سورة "بيا أيها الناس اتقوا ربكم"، و"يا أيها المدثر قم فأنذر"، و"يا أيها الذين آمنوا أقيموا الصلاة"، و"سورة أنزلناها"...". وهي السور التي ابتدأت بالنداء لفئات مختلفة من الناس لتلفت انتباههم لما سينزل عليهم من الأحكام والتكاليف. فهي إذاً السور التي أنزلت تفصيلاً للآية المحكمة: {اهدِنَا الصِّرَاط المُستَقِيمَ} أي طلب الاهتداء إلى إتباع المنهج الرباني.
- أما الآية: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} فقد جاء تفصيلها في ثماني سور وهي التي سمي بعضها "بصفات المغضوب عليهم والضالين" كسورة "المنافقون"، وسمي بعضها الآخر "بصفات الذين أنعم الله عليهم" كسورة "المؤمنون". كما فصل فيها صراط وجزاء كل من الفئتين "كسورتي المطففين وسورة الفيل".
- تتكون كل آية من آيات الفاتحة من شطرين. وأن الآية:{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ
المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} هي آية واحدة قد أنزلت بشطرين مثلها مثل كل آيات الفاتحة الأخريات. وبالتالي تكون البسملة هي الآية السابعة بل الأولى في سورة الفاتحة لأنها أول ما أنزل في القرآن.
- تبقت تسع وعشرون سورة وهي التي ابتدأت بالحروف المقطعة. بذا استنبط أن السور التيابتدأت بالحروف المقطعة هي التي أنزلت لتفصيل الآية: {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
عليه تكون آيات الفاتحة السبع قد فصلتهن 113 سورة. وإذا أضيفت لهن سورة الفاتحة يصير عدد سور القرآن 114 سورة. وبالتمعن في سورة هود نجدها قد أوضحت أن كل آيات القرآن محكمها ومفصلها لا تخرج معانيهن من معاني سورة هود، مما يدل على أن الكتاب كله جاء متشابهاً مثاني.
المبحث الثالث: الأبواب السبعة التي نزل منها الكتاب والأحرف السبعة التي أنزل عليها
يمكن استنباط الأبواب والأحرف السبعة من حديث النواس بن سمعان التالي: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تعوجوا، وداع يدعو فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط الإسلام والسوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله. وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب مسلم". حيث يشير الحديث إلى أن الأبواب هي المداخل والأحرف هي الأقوال التي يبدأ بها الدخول. فالكتاب الذي نزل على رأس الصراط (أي بابه وأوله) ليدعو جميع الناس للدخول في الصراط جاء فيه تفصيل لصفات الله وأسمائه وآياته في الكون التي تدل على خلقه ووحدانيته مما يستوجب توحيده ونبذ أنداده. كما أن الاسلام يشتمل على تفصيل نعم الله على عباده مما يستوجب حمده وشكره. وفيه تفصيل ليوم الدين والجزاء والعقاب والجنة والنار مما يستوجب عبادته الخالصة بالعمل بحدود الله (وهي الأعمال الصالحة). وفي الاسلام أيضاً تفصيل لقصص الرسل السابقين وموقف أممهم من الدعوة وما حدث لهم مع ضرب الأمثال مما يستوجب الاهتداء بتلك القصص للسير على الصراط المستقيم
الذي هو صراط الرسل والأنبياء. وبما أن البدايات سبع فإن الكتب سبعة ومداخلها سبعة وكلها متشابهة. ومجموع تلك الكتب السبعة هو كتاب الله وقرآنه. عليه تكون الأبواب السبعة والأحرف السبعة كالآتي:
نزل الكتاب الأول من باب الذكر وحرفه أي بداية العمل به (أي مدخله) هو قول (بسم الله
الرحمن الرحيم). وأنزل الكتاب الثاني والثالث والرابع من باب الحمد وحرف الكتاب الثاني هو قول (الحمد لله رب العالمين) وحرف الكتاب الثالث هو(الحمد للرحمن الرحيم) وحرف الكتاب الرابع أنزل من باب الحمد أيضاً وحرفه قول (الحمد لمالك يوم الدين). أما الكتاب الخامس فنزل من باب العبادة وحرفه قول (إياك نعبد وإياك نستعين). وأنزل الكتاب السادس من باب الهدى وحرفه قول(اهدنا الصراط المستقيم). وأخيراً أنزل الكتاب السابع من باب الاسلام وقوله الابتدائي هو (اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
وقد تم استنتاج أن الأقوال السبعة لها نفس الدرجات لأن معناهم واحد ومدلولهم واحد. فكل لفظ
من ألفاظ كل آية له معنى ألفاظ الآيات الأخر. إذاً كل لفظ هو ذكر وهو حمد وهو دعاء وهو عبادة. وهو هدى وهو تقوى وهو إيمان وهو إسلام وهو ... وبالرغم من أن هنالك تفضيل لصيغة "لا إله إلا الله" لأنها الصيغة التي جاءت بلفظ التوحيد بصورة مباشرة وواضحة كما ورد في الحديث: عن جابر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أفضل الذكر: "لا إله إلا الله"، إلا أن درجاتهم واحدة ولا يتفاوتون إلا بتفاوت عدد تكرارهم والله أعلم.
وقد نتج من البحث أن تثنية التوحيد وتوكيده يحدثان بصور متعددة منها:
- المترادفات: أي المفردات المتفقات في المعنى ومختلفات في اللفظ فيسهل استبدالهم بدون تغيير المعنى.
- المتضادات: كحسن طلب صراط المستقيم يثنيه ويؤكد ضده وهو عدم طلب قبح صراط الفاسقين.
- الصفات: التي توضح كنه الذات بالاسم الموصول "الذي" أو باسم الاشارة "هو".
عليه يكون الكتاب الأول الذي أرسل للرسل هو كتاب واحد قد أنزل من باب واحد وعلى حرف واحد. وأحسبه قد نزل من باب الحمد وحرفه (الحمد لله رب العالمين) والله أعلم. فقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث أن البسملة قد أوتيت له ولسيدنا سليمان. كما أوضح أن الفاتحة قد أوتيت له ولم تؤتى لرسول من قبله والله أعلم.
المبحث الرابع: عدم تعارض حديث الأربعة أحرف مع حديث السبعة أعرف
وإذا تمعنا في آيات الفاتحة نجد أن آيات الحمد إن تم جمعها وهي ثلاث آيات وتم جمع الآيتين الأخيرتين نصل إلى حديث ابن عباس الذي يقول بأن القرآن نزل على أربعة أحرف وهي الذكر(السملة) والحمد والعبادة والهدى. وبالتالي لا يتعارض مع نزول القران على سبعة أحرف.
وعدم تعارضهما هذا فيه توكيد لما توصل إليه البحث بأن الأحرف السبعة هي آيات سورة الفاتحة والله أعلم من قبل ومن بعد.
المبحث الخامس: معنى أن لكل حرف حد ولكل حد مطلع
إن الآية الآتية: "وإن إلى ربك المنتهى" "42"النجم توضح أن منتهى الصراط هو رضوان رب العزة والفوز بجنته. والوصول إلى رضوان الله وجنته يحتاج إلى سعي جاد. والسعي الجاد إليه هو العمل بمقتضى منهجه:" أي العمل بمقتضى الأوامر والزواجر والعمل بالمحكمات وترك المتشابهات والهدي بالأمثال والقصص" وسنة رسول الله. فالمنهج الذي سيتبعه الداخلون من الأبواب السبعة المختلفة هو منهج واحد بمثابة المسافات المتساوية من أبواب المسجد الحرام المختلفة إلى الكعبة. ومن يعمل بالمنهج يصلح حاله في الآخرة كما ورد في الآيات: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى} "39-41"النجم.
إذاً معنى لكل حرف حد هو: أن لكل بداية نهاية. فبالرغم من أن الأحرف سبعة هن بدايات إلا أن نهايتهن جميعاً واحدة وهي مرضاة الله والفوز بجنته. أما معنى لكل حد مطلع هو أن لكل منتهى سبيل أو طريق أو سلم يصل به المرء للمنتهى. ومطلع كل حد من الأحرف السبعة هو الدرجات التي يطلع بها المؤمن إلى رضاء مولاه ويصل بها إلى الفردوس الأعلى. وبالتالي يمكن أن نضرب مثلاً للمطلع بالسلم. فكلما اجتهدت في طلوع أكبر عدد من درج السلم كلما نجحت في الطلوع للقمة. فالطلوع في درجات السلم بمثابة نيل الدرجات بالعمل بالأعمال الصالحة للوصول لأعلى المنتهى.
المبحث السادس: سورة الفرقان والأحرف السبعة
إذا تدبرنا سورة الفرقان، نجدها قد احتوت على كثير من الأحرف التي توصلنا إليها.
أولاً: لفظ " تبارك" وهو لفظ التسبيح الذي هو لفظ العبادة وقد ورد في أول السورة كما يلي: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } "1" الفرقان
فهو لفظ تقديس وتنزيه للإله من الشريك والوالد والولد. وهو مترادف للفظ سبحان الله. فكل منهما توحيد وشكر وتقديس وتنزيه عن الشريك والوالدة والولد، وحمد وذكر وعبادة وهدى وتوحيد وتقوى وإيمان وإسلام...الخ، كما استنبط من تفصيل وتحليل آيات سورة الفاتحة.
عليه يمكن أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أقرأ سيدنا عمر أو هشام في بداية
هذه السورة بأي وجه من الأوجه أي الأحرف، وأقرأ الآخر بغير ما اقرأ به الأول. والقراءات أو الأحرف أو الأقوال يمكن تقديرها بالآتي:
• تبارك الذي أنزل الفرقان أو تبارك الذي أنزل القرآن أو الهدى أو الذكر
• سبحان الذي أنزل الفرقان أو سبحان الي أنزل الكتاب أو الهدى أو الذكر
• الحمد للذي أنزل الفرقان أو الحمد لله الذي أنزل الكتاب أو القرآن أو الهدى
• بسم الله الذي أنزل الآيات على عبده.
فكل هذه الأقوال معناها واحد. وهو توحيد الله وتقديسه لإنزاله القرآن أي الفرقان أي الكتاب أي الهدى أي النور. فلا اختلاف فيها غير اختلاف الألفاظ. ويمكن أن يكون قد استبدل الفرقان بالقرآن أو بالكتاب أو بالهدى لأحد الصحابيين وهكذا. حيث أننا نجد أن " لفظ الذكر" قد ورد في الآية "29" وهو مترادف الكتاب والقرآن والفرقان والهدى والنور. فيمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد أقرأ أحدهما " لقد أضلني عن الهدى " أو "لقد أضلني عن القرآن " أو لقد أضلني عن النور " أو "لقد أضلني عن الدين" لأن الهدى والذكر والقرآن والنور كلمات مترادفة في المعنى بنص الآيات التالية:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} "9" الحجر
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا} "13" الجن
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} "174" النساء
وبدايات السور التالية جاءت تحمل معنىً واحداً بالرغم من اختلاف الألفاظ، حيث جاءت بداية السورة الأولى بلفظ الحمد وبداية الثانية بلفظ التسبيح وبداية الثالثة بلفظ تبارك. فالسورة الأولى قد أبتدئت بالحمد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا}{قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا} {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا} {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} "1-4" الكهف
والسورة الثانية قد ابتدئت بلفظ العبادة تبارك وهي: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} "1-2" الفرقان
أما السورة الثالثة فقد كانت بدايتها بلفظ العبادة يسبح{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} "1-2" الجمعة
ثالثاً: لقد ورد في سورة الفرقان لفظ العبادة "تبارك": وهو إحدى الأحرف لتقديس الإله باسمه "الرحمن" كما ورد اللفظ "تبارك" لتقديس الإله باسمه الله وباسم مكانته "الله رب العالمين" في الآية"54" الأعراف. وجاء لفظ العبادة "سبحان" للإله بالاسم "الرحمن" {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ} "26" الأنبياء تماماً كما جاء بالاسم "الله" {وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} "116" البقرة.
عليه يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد أقرأ أحد الصحابين بلفظ "سبحان الله" بدلاً عن "تبارك الرحمن" والله أعلم.
وأحسب أن هذه أسباب كافية لإثبات الترادف والتشابه في القرآن مما جعل إقامة اللفظ مقام مرادفه ضرورة يقتضيها تيسير الأمر على العباد مع تحقيق حلاوة القرآن ومعجزته اللغوية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

السبعة أحرف التي نزل عليها القرآن

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الأحرف السبعة و القراءات السبع
» هُنا نستقبل إجابات أسئلة اليوم الثاني والعشرين للمسابقة القرآنية
» هُنا نستقبل إجابات أسئلة اليوم الخامس عشر للمسابقة القرآنية
» هُنا نستقبل إجابات أسئلة اليوم الحادي عشرللمسابقة القرآنية
» هُنا نستقبل إجابات أسئلة اليوم السادس عشر للمسابقة القرآنية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  التعارف والتهاني والتعازي فقط-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


السبعة أحرف التي نزل عليها القرآن 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
مجلة اسماعيل على العربية مبادئ التداولية مدخل موقاي النص العربي المعاصر النحو ظاهرة ننجز الحذف النقد كتاب الخطاب بلال اللغة محمد اللسانيات الخيام الأشياء قواعد البخاري


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع