الجملة الإسمية في القرآن الكريم
اهتم النحاة العرب باللغة شأنهم شأن اللغويين في عصور ازدهار العلوم، فاعتمدوا في ذلك على القرآن الكريم الذي كان بالنسبة لهم المصدر الأول في بناء العلوم اللغوية، فتناولوه بالدرس والعناية عاكفين في ذلك على ترسيخ قواعد العلوم اللغوية، فانصب اهتمامهم على دراسته دراسة نحوية ودلالية وبلاغية، ودرسوا الأصوات وغيرها.أما الدراسات النحوية فكان لها الحظ الأوفر في الأخذ منه فكان للقرآن الكريم أثر كبير في توسيع القواعد النحوية، وأصبحت بفضله تستوعب الكلام بكل جوانبه وأساليبه ولعل خير دليل على ذلك قولهم عن اللغة:"أنها لغة غنية في تراكيبها، ثرية في قواعدها، سخية في احتوائها لكل ما يقال"
وقد اخترت هذا الموضوع بالذات لأنه يضع الدلالة النحوية تحت المجهر خاصة ما اتصل منها بالقرآن المعجز بكلماته وعلومه ودستوره الديني والدنيوي. واخترت لكم الجملة الإسمية في القرآن على أنماطها واقتصرت على ذكر أربعة منها ملخصة من أطروحة ماجيستسر في اللغة العربية وآدابها الموسومة بـ"سورة الإسراء دراسة نحوية دلالية" من إعداد الأستاذ مجدي معزوز.
النمط الأول: المبتدأ معرفة، والخبر معرفة
وهو على خمسة أشكال كما ذكرها صاحب الأطروحة منها:
1- المبتدأ مضافا إلى ضمير، والخبر إسما وموصولا: قوله تعالى:"ربكم الذي يجزي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله" (ربكم=مبتدأ مضافا إلى ضمير- الذي= خبر اسما موصولا)
2- المبتأ ضميرا، والخبر معرفا بأل: قوله تعالى:"ومن يهدي الله فهو المهتد"
(فهو=مبتدأ معرف بالإضافة- المهتد= خبر معرف بأل)
3- المبتدأ ضمير، والخبر معرفا بالإضافة: قولتعالى:"وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة"
(نحن= مبتدأ معرف بالإضمار- مهلكوها= خبر معرف بالإضافة{ها})
نكتفي بهذه الأشكال الثلاثة.
النمط الثاني: المبتدأ معرفة، والخبر نكرة
وقد جاء في القرآن على أشكال نذكر منها مايلي:
1- المبتدأ ضميرا، والخبر نكرة وصفا، قوله تعالى:"إن القرآن يهدي للتي هي أقوم"، (هي= مبتدأ- أقوم= خبر)
2- المبتدأ معرفا بأل، والخبر نكرة وصفا، قوله تعالى:"وللأخرة أكبر درجات"، (وللأخرة= مبتدأ- أكبر= خبر)
3- المبتدأ معرفا بالإضافة، والخبر نكرة وصفا، قال عز وجل:"ربكم أعلم بما في نفوسكم"، (ربكم= مبتدأ معرف بالإضافة- أكبر= خبر نكرة جاء وصفا) نكتفي بهذه الأشكال الثلاثة بحيث أنه لا يمكننا ذكرها جميعها.
النمط الثالث: المبتدأ معرفة والخبر شبه جملة
وهو أيضا على أشكال نقتصر الذكر على التالي:
1- المبتأ اسم إشارة والخبر جار ومجرور، كما جاء في قوله تعالى:"ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة"، (ذلك= مبتدأ- ممَا=خبر وهو جار ومجرور أي الأصل فيه من ما وأدغمت النون الساكنة في الميم فصارتا حرفا واحدا)
2- المبتدأ معرفا بأل والخبر جارا ومجرورا، كما جاء في قوله تعالى:" قل الروح من أمر ربي"، (الروح= مبتدأ- من أمر= جار ومجرور خبر)، وقوله أيضا:"قل الحمد لله" (الحمد= مبتدأ- لله= خبر)
النمط الرابع: المبتدأ مصدرا مؤولا والخبر محذوفا وجوبا
كما جاء في قوله تعالى:" ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا"، (أن ثبتناك= مبتدأ خبره محذوف وجوبا)
وبهذا القدر أكتفي إن شاء الله متمنية من المولى أن ينال الموضوع إعجابكم، ولمن أراد المزيد من المعلومات فما عليه إلا الاطلاع على أطروحة الأستاذ مجدي معزوز الموسومة بـ"سورة الإسراء دراسة نحوية دلالية" وذلك لعموم الفائدة.
وفي الأخير تقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير، وشكرا
السلام والله ولي التوفيق