الفصل الرابع
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
لقد أنزلت هذه الآية بنفس الصورة التي أنزلت بها الآية "الرحمن الرحيم" أي أنها نزلت باسم واحد هو {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ولكن الفرق بينهما هو: أن الآية {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قد جاءت باسم لمكانة الذات في الآخرة وليس باسم من أسماء الذات. وجاءت الآية "الرحمن الرحيم" باسم من أسماء الذات
تفصيل الآية {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
سيرتكز تفصيل الآية مالك يوم الدين على الإجابة عن الأسئلة الآتية: ما المقصود بالآية {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ؟ وما سبب نزولها بهذه الصورة؟ ما معنى الدين؟ وما هو يوم الدين؟ من هو مالك يوم الدين؟ ما هي اسباب الحمد لمالك يوم الدين؟ وما كيفية آدائه؟ ما حكم الحمد لمالك يوم الدين؟
المقصود بالآية {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وسبب نزولها بهذه الصورة
إن الآية:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}1 سبأ تخبر أن الحمد لله في الحياة الدنيا وفي الحياة الآخرة. وقد أوضحت الآية: الحمد لله رب العالمين أن الحمد في الحياة الدنيا بالاسم الله وباسم مكانته الدنيوية رب العالمين. والآية "1" سبأ أوضحت أن الحمد لله الذي له مافي السماوات والأرض. إذاً المقصود بالآية "مالك يوم الدين" هو: توضيح لحقيقة أن الإله الواحد الأحد الذي يتبوأ ملك يوم الدين في الآخرة وله الحكم ويرجع له الخلق هو الإله ذاته الذي له ملك الحياة الدنيا واسمه "الله" وأسمه "الرحمن" واسمه "الرحمن الرحيم" الذي هو رب العالمين فله الحمد.
سبب نزول الآية بهذه الصورة
لقد أنزلت هذه الآية كسابقاتها محكمة أي مجملة المعنى. وبتفصيلها يظهر إعجاز اللغة العربية مرة أخرى، كما اتضح من تفصيل الآية: "الرحمن الرحيم". فإذا تم استبدال اسم المكانة "رب العالمين" في الآية "الحمد لله رب العالمين" باسم المكانة "مالك يوم الدين" يكون تقدير الآية هو: "الحمد لله مالك يوم الدين". وبهذا الاستبدال تظهر تثنية أي توكيد الحمد لذات الإله داخل الآية. حيث أن "الحمد "لله رب العالمين" والحمد "لله الرحمن الرحيم" يثنيه ويؤكده الحمد "لله مالك يوم الدين" و الله أعلم. فالحمد "لمالك يوم الدين" هو حمد "لرب العالمين" كما أوضحته الآيات التي أوضحت أسباب الحمد بأن المتقين بعد دخولهم الجنة سيكون آخر دعواهم أن "الحمد لله رب العالمين". إذاً "الحمد لله رب العالمين" هو دعاء وهو ذكر وهو إيمان
تعريف الدين وتعريف يوم الدين وأسمائه
إن معنى الدين قد ورد في الآيات التالية: {مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ الله بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} 40 يوسف حيث أوضحت أن الدين القيم هو أن الحكم والتوحيد والعبادة لله وحده لا شريك له أي أن الدين القيم هو توحيد الله توحيداً خالصاً ومطلقاً لايشوبه شرك. والآية التالية قد ورد فيها أيضاً معنى الدين الذي يعضد معناه في الآية 40 يوسف وهي: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} 39 الأنفال لما ورد فيها أن معنى الدين هو التوحيد والطاعة لله وحده مما يستوجب قتال الكفار حتى لا يتفرق الناس ويكون التوحيد المطلق والعبادة كلها لله وحده. فالدين القيم هو التوحيد أي شهادة أن الخالص باليقين ب"لا إله إلا الله" وعمل الصالحات توكيداً لها. والدليل علي ذلك الآيتان التاليتان: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ الله يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} {مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ}43-44 الروم فالآيتات تحثان على الإلتزام بالتوحيد والإستقامة والإستسلام لله. مما يدل على أن الدين نقيض الكفر ومترادف الإيمان بالله وحده لا شريك له.
تعريف يوم الدين وأسمائه والأحداث التي تحدث فيه
إن تعريف يوم الدين قد ورد في الآيات:{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يوم الدين}{ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ } { يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لله} 17-19 الانفطار
حيث جاء فيها أن يوم الدين هو اليوم الذي يتجلى فيه معنى الدين. أي أنه اليوم الذي يتأكد فيه الخلق من حقيقة وحدانية الله المطلقة وملكيته لكل شئ وأن الحكم له وحده في ذلك اليوم ولا أحد غير الله يملك شيئاً لأحد. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه يؤكد هذا المعنى وهو: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟" فلا ملك غيره في ذلك اليوم بل كل الملوك عبيد خاضعون ذليلون ينتظرون رحمته وحده لا شريك له. وطول ذلك اليوم توضحه الآية التالية:{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} 4 المعارج والآية التالية توضح حقيقة سيطرة الله في ذلك اليوم على كل الخلق (الغنس والجن) حيث لا حول لهم ولا قوة إلا بالله وهي:{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} 33 الرحمن
وأكثر ما يوضح يوم الدين هو تفصيل سورة الزلزلة وهي: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا } {وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا} {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}{وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} 1-8 الزلزلة. لقد عرض مختصر تفسير ابن كثير آراء بعض السلف الصالح في هذه السورة كما يلي: (قال ابن عباس: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} أي تحركت من أسفلها و{وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} يعني ألقت ما فيها من الموتى... وقوله عز وجل: {وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا} أي استنكر أمرها بعد ما كانت قارة ساكنة ثابتة وهو مستقر على ظهرها، ... ثم ألقت ما في يطنها من الأموات من الأولين والآخرين، وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار، وقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} أي بما عمل العاملون على ظهرها، عن أبي هريرة قال2 " قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} قال: أتدرون ما أخبارها؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها) وقال ابن عباس {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} قال، قال لها ربها قولي فقالت. وقال القرطبي: أمرها أن تنشق عنهم، وقوله تعالى:{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا} أي يرجعون عن موقف الحساب أنواعاً وأصنافاً ما بين شقي وسعيد، مامور به إلى الجنة ومأمور به إلى النار. فمعاني الآيات تدل على حقيقة وحدانية الله المطلقة التي كانت خافية على المشركين والمنافقين والكفار في الدنيا. فلا سيدنا عيسى إبن لله ولا العزير إبن له. فيحاسب الله الذين كذبوا بوحدانيته ويعذبهم لقوله:{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} {الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} 10-11 المطففين أما الذين صدقوا بيوم الدين جاء فيهم:{فَوَقَاهُمُ الله شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا}11 الإنسان
أسماء يوم الدين وأحداثه:
إن الأسماء والمفردات التي وردت في أم الكتاب أي في سورة الفاتحة كلها أم وأصل للأسماء وللمصطلحات الأخرى التي وردت في القرآن. فلما كان لمكانة ذات الإله في الدنيا أسماء متعددة جاء أصلها "رب العالمين". كان اسم مالك يوم الدين هو الاسم الأصل لاسم المكانة التي تتبوؤها ذات الإله في الآخرة لوروده في سورة الفاتحة، ونذكر بعض أسماء يوم الدين وهي: يوم القيامة ويوم التناد ويوم الآزفة ويوم التلاق ويوم البعث ويوم الفصل. وهذه الأسماء هي أسماء الوقائع أي الأحداث التي تحدث في ذلك اليوم حيث جاءت الآيات التالية {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ الله شَدِيدٌ } 1-2 الحج موضحة الأحداث بصورة تقشعر منها الأبدان. وكذلك الآيات: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء الله ُثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ } {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } 68-70 الزمر
ثالثاً: تعريف مالك يوم الدين
لقد وردت آيات كثيرة توضح أن مالك يوم الدين جاء تارة باسم المكانة رب العالمين وتارة بالاسم الله وتارة بالاسم الرحمن وتارة أخري ورد بأسماء نعوته الشفع مما يؤكد أن المالك للأولى بكل أسمائه وأسماء مكانته هو المالك أيضاً ليوم الدين وبكل أسمائه كما يلي: ذكرت ملكية يوم الدين للإله باسم مكانته في الدنيا "رب العالمين" كما في الآية التالية:{ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} 6 المطففين. ووذكرت ملكية يوم الدين بالاسم الله في الآية: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} 19 الإنفطار. أما الآيتان:{ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} { الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا} 25-26 الفرقان فقد أخبرتا أن مالك يوم الدين هو الرحمن. كما جاء مالك يوم الدين أيضاً بالاسم الشفع "الحي القيوم" في الآية: { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} 111 طـه
رابعاً : أسباب الحمد " لمالك يوم الدين"
إن الذين يحمدون الخالق بأي من أسمائه أو باسم مكانته "مالك يوم الدين" هم المؤمنون الذين كانوا يحمدونه ويشكرونه في الأولى أي في الدنيا حيث أن الكفار لم يحمدوا مالكهم في الدنيا ومما يؤكد ذلك الآيات الآتية : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ الله ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَب عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}{الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}32-35 فاطر. فالمؤمنون إذاً يحمدون الله في الآخرة لما سيجدونه من خيرات يرونها حقيقة ماثلة أمام أعينهم. وهم قد حمدوه إيماناً ويقيناً بالغيب في الدنيا. والآيات التالية أكثر توضيحاً لأسباب حمد المؤمنين والملائكة لله ربهم يوم الدين: { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِي بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 73-75 الزمر
خامساً: حكم الحمد لمالك يوم الدين وكيفيته
لقد أوضحت الآيات أن الحمد للإله في الأولى والآخرة. وبما أن الحمد للإله في الدنيا كان حكمه الفرض فإن الحمد لمالك يوم الدين (أي في الآخرة هو الفرض أيضاً) وبالتالي تكون كيفية حمد "مالك يوم الدين" قولاً وعملاً بالطاعات أي أن كيفية الحمد لمالك يوم الدين تتم بنفس كيفية الحمد لله والحمد للرحمن والحمد للرحمن الرحيم والحمد لرب العالمين
لقد أنزلت أربعة وعشرون سورة لتفصيل الآية مالك يوم الدين كالانشقاق والانفطار والذاريات والواقعة. وقد جاء التفصيل متشابهاً ومماثلاً ومعضداً لتفصيل الآيات السابقة مما يدل على تشابه
الآيات في المعنى والمضمون والمدلول بالرغم من اختلاف ألفاظهن.