منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك أول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة أول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة أول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارأول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 أول الأمر وعرش الرحمن على الماء

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بتول عثمان
.
.


القيمة الأصلية

البلد :
الولايات الأمريكية المتحدة

عدد المساهمات :
93

نقاط :
257

تاريخ التسجيل :
06/10/2015


أول الأمر وعرش الرحمن على الماء Empty
مُساهمةموضوع: أول الأمر وعرش الرحمن على الماء   أول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2015-10-13, 20:50

بسم الله الرحمن الرحيم
أول الأمر في الرسالة
مقدمة:
لقد أوضحت الرسالة المحمدية كل ما يساعد الناس على معرفة معالم ومعاني وأهداف الرسالة السماوية. حيث حرص الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم الذي أدى الأمانة كاملة، على توضيح بداية علوم الرسالة لما أورده ابن كثير: ( روى الإمام أحمد ، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقبلوا البشرى يا بني تميم" قالوا: "قد بشرتنا فأعطنا، قال: "أقبلوا البشرى يا أهل اليمن" قالوا: قد قبلنا، فأخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان ؟ قال : كان الله قبل كل شيء، وكان عرشه على الماء، وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء" ، قال فآتاني آت فقال يا عمران انحلت ناقتك من عقالها، قال فخرجت في إثرها فلا أدري ما كان من بعدي). يواصل ابن كثير قوله: ( وهذا الحديث مخرج في صحيحي البخاري ومسلم بألفاظ كثيرة، فمنها: قالوا: جئناك نسألك عن أول هذا الأمر، فقال: " كان الله ولم يكن شيء قبله - وفي رواية: غيره، وفي رواية، معه - وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السموات والأرض " وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء ) كما أورد ابن كثير حديث أبي هريرة الآتي الذي أخرجه البخاري ومسلم: (عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك " وقال: " يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار " وقال: " أفرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يمينه، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع كما ورد الحديث التالي: "عن عبد الله بن عمر بن العاص قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء". قال فيه مجاهد: " وكان عرشه على الماء" قبل أن يخلق شيئاً، وقال قتادة: " وكان عرشه على الماء" ينبئكم كيف بدء خلقه قبل أن يخلق السماوات والأرض.. وقال ابن عباس:" إنما سمي العرش عرشاً لارتفاعه" وعن سعيد بن جبير، سئل ابن عباس عن الله "وكان عرشه على الماء" على
متن الريح.).
لقد أوضحت هذه الأحاديث أن الله قد وضع المقادير قبل خمسين ألف سنة من بدء خلق السماوات والأرض وعرش الرحمن على الماء مما جعل بعض الأسئلة تطرأ على الذهن وهي: هل خلق الله الخلائق مرتين؛ مرة قبل خمسين ألف سنة ووضع لها المقادير، ومرة أخرى بعد خلق السماوات والأرض كما يعتقد بعض الناس؟ أم لمن كانت هذه المقادير إن لم يكن هنالك خلق وعرش الرحمن على الماء؟
من أجل استنباط الإجابة كان لابد من تحليل ما ورد في الأحاديث المذكورة وهو:
• كان الله قبل كل شيء، وكان عرشه على الماء، وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء"
• إن الله قدر مقادير الخلق قبل خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء.
• وكان عرشه على الماء" قبل أن يخلق شيئاً
تحليل الأحاديث
إن العبارتين " كان الله ولم يكن شيء غيره" و" كان عرشه على الماء " تؤكدان عدم وجود خلق مع الله وعرشه على الماء.
وعبارة: "إن الله قدر مقادير الخلق قبل خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء"، يستنبط منها الآتي: أن الله عز أول تخطيطه هو خلق المأوى لهؤلاء الخلائق. ومن ثم خطط لخلقهم ووضع لهم في تخطيطه مقاديرهم من كل ما يحتاجونه في حياتهم. ولهذا أحسب أن تلك المرحلة أي فترة الخمسين ألف سنة كانت مرحلة تخطيط دقيق وتصور بديع لمملكة عزيز مقتدر. ثم كتب تفاصيل ذلك التخطيط في الذكر أي في اللوح المحفوظ. والدليل على أن أول الأمر كان تخطيطاً فقط، هو ما ورد في الحديثين التاليين: الأول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حاج موسى آدم عليهما السلام، فقال له :أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم، قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى" مرتين. إن هذا الحديث يشير إلى أن خطيئة أبينا آدم قد قدرها الله وخططها له قبل أن يخلق أبونا آدم لحكمة واضحة وهي تعليم البشر كيف ترتكب الخطيئة وما هي أسبابها وكيف يطلب المرء التوبة منها. ألم تكن مهمة الرسل هو تعليم الخلائق معنى العبادة والتوحيد الخالص؟ والله أعلم. والحديث الثاني دليل قوي على أن بدء الخلق وأول الأمر كان تخطيطاً محكماً وهو:عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي} فقال له الله وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد؟ فقال يا رب لأنك لما خلقتني بيديك ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوب لا إله إلا الله محمداً رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك..". فسؤال المولى عز وجل لأبينا آدم " وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد " لهو أكبر دليل على أن الأمر كان تخطيطاً فقط.
إذاً يمكن الوصول إلى ما تم تخطيطه في تلك المرحلة والهدف منه، عن طريق معرفة معنى التخطيط في الدنيا ومقارنته بتخطيط الإله عز وجل. فالوصول للتخطيط يمثل المحور
الذي يرتكز عليه فهم الرسالة المحمدية وعلومها وأول أمرها.
تعريف التخطيط
يعرف التخطيط البشري لمشروع ما باختصار شديد بأنه: "وضع تصور متكامل لشيء ما بهدف محدد. فيشمل ذلك التصور تحديد الزمان والمكان وكل ما يحتاجه تنفيذ ذلك الشيء المخطط له". ولكن هنالك فرق شاسع جداً جداً بين التخطيط البشري والتخطيط الإلهي.
الفرق بين التخطيط البشري والتخطيط الإلهي
يمكن تلخيص الفرق في النقاط التالية:
- إن تخطيط الخالق لا يشوبه خطأ ولا نقص لكمال الخالق المنزه عن النقص والخطأ. وتخطيط البشر يشوبه النقص والخطأ لأن البشر ناقصون.
- لا تراجع عن أي شيء تم تخطيطه عن طريق الإله لأن التراجع عن التخطيط من صفات البشر والله منزه عن ذلك ولما لا وهو الذي له الملك المطلق والعلم المطلق أي علم الغيب والمقدرة المطلقة. في حين أن تخطيط البشر يمكن التراجع عنه لمحدودية علمهم بما في الغيب ولمحدودية مواردهم المتاحة لهم ومحدودية قدراتهم.
- تخطيط الخالق وتنفيذه لا يحتاج لزمن ولا لأي شيءمن الأشياء التي يحتاجها البشر لتنفيذ خططهم. وإنما كل ما يحتاجه هو نطق كلمة كن فيتم التنفيذ بدقة متناهية، لقوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} "117" البقرة في حين أن التخطيط البشري يحتاج إلى زمن طويل ولأموال كثيره وعمالة ومعدات وغير ذلك. وفي كثير
من الأحيان لا يتم تنفيذ المخطط له وربما تم إلغاؤه نهائياً لمحدودية مواردهم ومقدراتهم.
كيفية استنباط تخطيط الإله والتصور له
يمكن استنباط ما خططه المولى عز وجل من حقيقة " أن كل ما خططه الإله لا رجعة فيه ولا تغيير فيه لكماله" وأنه منفذ لا محالة. إذاً ما نعيشه في واقعنا اليوم وما ستعيشه الأجيال القادمة إلى يوم الدين هو الذي خططه الإله وقدره قبل خمسين ألف سنه من خلق السماوات والأرض، وقد تم تنفيذه بقول "كن فكان" كما يتم تنفيذ كل ما تم تخطيطه مستقبلاً بقول كن. وبناءً على ذلك سيتم تصور التخطيط الإلهي من آيات الله أولاً ومن واقع الحياة ثانياً.
التصور للتخطيط والهدف منه
إن ما يستنبط من واقع الحياة بصورة عامة هو أن الله قد خطط لحياتين مختلفتين؛ الحياة العلوية والحياة الدنيوية. والتخطيط لكل منهما له أهدافه.
التخطيط للحياة العلوية والهدف منه
إن الله سبحانه وتعالى قد خطط للحياة العلوية كالآتي:
- أن تكون في سبع سماوات طباقا. وأن يستغرق إنجازها يومين بناءً على الآية:{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يومين وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} "12" فصلت
- أن يعمرها خلق معين وبمواصفات معينة وهم الملائكة لقوله تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَليْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً}
"95" الإسراء
ومن صفات الملائكة أنهم رسل ذوي أجنحة بناءً على الآية: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} "1" فاطر
- أن يخلق في السماوات قمر وشمس وكواكب مضيئة. بناء على الآيات: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا}{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} "15-16" نوح
{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} "6" الصافات
- أن يخلق أصل الخلائق "أبونا آدم وأمنا حواء وإبليس" في السماء. ثم يتم إنزالهم إلى الأرض بعد ذلك بناءً على الآيات التالية: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } }{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين} "30-36" البقرة
- من بين التخطيط وضع المنهج الذي يتم به حكم مسار المملكتين وهو عبارة عن الأحكام والقوانين التي أولها عبادته الخالصة والاستعانة به وحده وطرقها. ثم وضع الجزاء لمن يتبع منهجه والعقاب لمن لا يتبعه.
- أن تخلق في السماء جنة كلها نعيم لتكون الجزاء لمن آمن بالله واتبع منهجه وتخلق نار فيها من العذاب مالا يعلمه إلا الله لتكون العقاب لمن يكذب به ويصد عن منهجه، كما ورد في الآيتين التاليتين: {وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} "39" البقرة
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} "82" البقرة
- أن يخلق أصل الأنعام أيضاً في السماء بناءً على الآية: {خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} "6" الزمر
عليه يمكن استنباط الأهداف التي بموجبها تم التخطيط من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أيضاً.
أهداف خلق السماوات
- أن تكون السماوات مقر إدارة الحياة الدنيا وأن الخلق الذين سيعمرونها هم الملائكة والهدف من ذلك هو: أن يكونوا خدمة العرش ورسلاً بين السماء والأرض. ولهذا قدر لهم أن يكونوا أولي أجنحة كما ورد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} "1" فاطر
- أن يحملوا عرش الرحمن و يسبحونه ويستغفرون للذين آمنوا كما في الآية:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} "7" غافر
- أن تنزل من السماء الماء لإنبات الزرع في الأرض كما جاء في الآية: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ}"10" النحل
كما ينزل الرجز من السماء على الظالمين: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ}"162" الأعراف
- أن تكون السماء الدنيا سقفاً للحياة الدنيوية بناءً على الآية: {وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} "32" الأنبياء
- أن تكون السماوات خزائن لمقادير الخلائق لما في الآية: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} (21) الحجر
- أن يكون كل من الشمس والقمر مصدراً للضياء والنور للحياة الدنيا وجعل القمر منازلاً لعلم عدد السنين والحساب لقوله تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} "5" يونس
- أن تكون الكواكب مصابيح وزينة للسماء الدنيا: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} (5) الملك
التخطيط للحياة الدنيوية والهدف منه
- لقد خطط الله أن تخلق الأرض في يومين كما جاء: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ}"9" فصلت
- بارك الله في الأرض بعد أن خطط لها أن تخلق في يومين وقدر لها أقواتها وخطط أن يكون فوقها الجبال رواسي في يومين. فيكون مجموع الزمن الذي يستغرقه خلق الأرض بما فيها أربعة أيام بناءً على الآية: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ} "10" فصلت
- أن يعمر الأرض كل مخلوقات الله كالإنس والجن والحيوانات عدا الملائكة.
- أن يرسل للخلائق كتباً بها المنهج الموضوع قبل خمسين ألف سنة من الخلق عن طريق رسل يوضحون للخلق آيات الله وهداه والجزاء الحسن لمن اتبعه والعقاب الشديد لمن خالفه. وتستنبط أهداف خلق الأرض وما فيها من الآيات أيضاً كما استنبط تخطيط خلقها.
أهداف خلق الأرض
- أن تكون الأرض فراشاً للمملكة أي مأوى وسكن للخلائق التي ستعمرها، مزودة لهم بكل ما
يحتاجونه كما في الآيات: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} "22" البقرة
{وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا} {مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} "30-33" النازعات
- أن تكون الأرض وزينتها فتنة وامتحان للخلق حتى يميز الله بها الطيب الذي يريد مرضاة الله والآخرة، مِنْ الخبيث الذي يخلد إلى الأرض ولا يريد إلا الحياة الدنيا وزينتها. وذلك بناءً على الآيات التالية: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا } "7-8" الكهف
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ}{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} "15-16" هود
- أن يعبد "الإنس والجن" وكل المخلوقات الأخرى في الأرض الله وحده ولا يشركوا به شيئاً كما ورد في الآيات التالية: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} "56" الداريات
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} "44" الإسراء
التصور للمقادير التي قدرت للخلائق قبل خلقهم
إن المقادير التي قدرها الله للخلق تتكون من قسمين: قسم عام لكل الخلائق وقسم خاص.
وكل قسم مكون من مقادير خير ومقادير شرلقوله تعالى: { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } 35 الأنبياء
المقادير العامة
لقد قدر الله لكل بلد ولكل قبيله ولكل أسرة مقادير مشتركة منها مقادير خير كالأمطار التي يتأتي من ورائها الزرع والرزق الوفير لكل البلاد. أما أقدار الشر كالحروب والزلازل والبراكين. فمنها ما يصيب مناطق محددة وتتأثر بها أسر محددة وهكذا.
المقادير الخاصة
إن واقع الحياة يشير إلى أن المقادير الخاصة هي عبارة عن: مجموعة من الحزم المختلفة. وأحسب أن كل حزمة مكونه من مجموعة أشياء. وقد تم وضع الحزم بمقادير متفاوتة للخلائق ليأخذ كل مخلوق منهم نصيبه الذي قسمه الله له أي قدره له. وقد تم التخطيط لتلك المقادير (أي مقادير الأشياء المكونه منها الحزم)، أن تحفظ في خزائن الله ثم تنزل للخلائق بعد خلقهم بقدر معلوم في أزمان وأماكن متفاوتة ومعلومة بناءً على قوله تعالى: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} "21" الحجر
ومن واقع الحياة التي نعيشها أيضاً ومن الآيات والأحاديث يمكن التصور لتلك الحزم.
التصور للمكونات وللحزم
أولاً المكونات
من حياتنا يتضح أن كل حزمة قدرت لكل مخلوق تتكون من العمر، الإسم ، الشكل أو الصورة، الزوج أو الزوجة، المال، السكن، الذرية، الصحة، الأمن ، الأهل ، القبيلة والبلد. كل واحد من هذه الأشياء قد كان مقدراً مسبقاً بناءً على ما أوضحته آيات القرآن والأحاديث. سنذكر مثالاً واحداً لكل مكون من المكونات:
الاسم
لقد وردت فيه الآية: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا } "7" مريم
ومعنى ذلك أن الله قد وضع كل أسماء الخلائق ولم يكن الله قد أعطي الاسم "يحي" لأحد من قبله ولكنه أعطي لمن ولد من بعده.
العمر
قد جاءت في العمر الآية: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِد ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} "145" آل عمران
الخلق أوالشكل
لقد ورد فيهما: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ} "6-8" الانفطار
الزوج أو الزوجة
نذكر فيهما قول الله عز وجل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} "21" الروم
القبائل التي ينتمي إليها كل مخلوق
خلق كل مخلوق في قبيلته توضحه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ اتقاكم إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} "13" الحجرات
البنون
جاء فيهم: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ} {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}
"40-50" الشورى
الرزق العيش
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} "32" الزخرف
الصحة والمرض
أما في الصحة والمرض فقد ورد فيهما الحديث1: عن أبي هريرة مرفوعاً فذكره وفيه { ثم عرضهم على آدم فقال: يا آدم هؤلاء ذريتك وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع السقام ، فقال آدم: يا رب لم فعلت هذا بذريتي ؟ قال : كي تشكر نعمتي}.
المسكن
وقد جاء في المساكن:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} "58" القصص
{وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} "33" الزخرف
التصور للحزم المختلفة للخلائق
بعد أن توصلنا لمكونات الحزم، يمكن التصور للحزم المختلقة بأخذ أمثلة من واقع الحياة مرة أخرى. وهي التي تم تنفيذها وسيستمر تنفيذها إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
- حزمة بها " زوجان لهما رزق وفير من مال وصحة وذرية ومودة بينهم مع تحديد أعمارهما وأسماءهما وقبيلتيهما وبلد كل منهما. مع تحديد أعمار وأسماء أبنائهما ..."
- حزمة مكونة من "زوجين ومعهما مالاً محدوداً وصحة كاملة ولكن ليس لهما أبناء مع تحديد عمريهما واسميهما وقبيلة كل منهما وبلديهما..."
- حزمة مكونة من" رجل بدون زوجة أو زوجة بدون زوج ولأي منهما صحة من غير مال أو بمال قليل وقد تحدد لكل عمره واسمه وقبيلته ..."
- حزمة من " زوجين وأبناء مع أمراض وبدون مال وقد حدد لكل إسمه وعمره وقبيلته وبلده و...الخ"
الهدف من وضع المقادير
إن الهدف من وضع المقادير هو فتنة الناس وإمتحانهم في مدى الإيمان بأن الأقدار خيرها وشرها من الله وحده. حيث أن الإيمان بالأقدار خيرها وشرها من الله، هو أحد أركان الإيمان الثلاثة بوحدانية الله وعدم الشرك به.
معنى القضاء و القدر والفرق بينهما
معنى القدر
إن القدر هو القسمة أو النصيب الذي قدره الله لكل قارة ولكل قطر ولكل قبيله ولكل أسرة ولكل فرد من مكونات حزم الحياة. فهي إما مقادير في ظاهرها خير كالغنى أو في ظاهرها شر كالفقر.
معنى القضاء
القضاء الرباني في القرآن يتكون من ثلاثة فروع وهي: "المنهج الرباني" " التخطيط المحكم المنفذ لا محالة " و " تنفيذ أحكام الجزاء والعقاب التي وردت في المنهج في نهاية الأمر"
أولاً القضاء بمعنى التخطيط المحكم أي القدر
فالأقدار كما ذكرنا هي مخطط مقضي لا محالة بقول كن فيكون. ولهذا يتطابق معنى الفرع الأول من القضاء ( أي التخطيط) مع معنى القدر.
ثانياً: قضاء المنهج المتكامل أو القوانين التي تنظم الحياة
لقد وضعت قوانين مختلفة تحكم مسيرة الحياتين ؛ الحياة الدنيا والحياة الآخرة. وهي عبارة عن قوانين تحدد الحقوق والواجبات بين البشر وربهم ، وبينهم وبين الرسل، وبينهم وبين الملائكة، وبينهم وبين جيرانهم وضيوفهم ، وبينهم وبين أفراد أسرهم ، وبينهم وبين الفقراء والمساكين وبينهم وبين المؤمنين أجمعين ، وبينهم وبين الكفار والمشركين....الخ. ولهذا سمي الإسلام " بدين المعاملة" فحددت لكل فرد من الخلائق حقوقه على الآخرين وواجباته تجاههم.
ووضعت في المنهج أيضاً العقوبات لمن لا يتبع هذا المنهج ويعمل به والجزاءات الحسنة لمن يتبعه ويعمل به. عليه يمكن تحديد القضاء الذي وضع قبل خمسين ألف سنة من الخلق من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وهي كثيرة جداً فلا يتسع المجال لذكرها.
ثالثاً: قضاء تنفيذ الحكم على الخلائق
الآية التالية توضح معنى القضاء بأنه تنفيذ الأحكام وهي: { وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } "69" الزمر
إذاً القضاء هو تخطيط المقادير ووضع القوانين والأحكام وما يترتب عليها من عقوبات وجزاءات وتنفيذها. فهو كالقضاء في كل دولة ولله المثل الأعلى بالاضافة للمخطط من الأقدار والله أعلم. ولهذا يمكن القول بأن القدر جزء من المنهج أي من القضاء والله أعلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد العزيز الجزائري
.عضو مشارك
عبد العزيز الجزائري

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
10

نقاط :
10

تاريخ التسجيل :
23/07/2011


أول الأمر وعرش الرحمن على الماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: أول الأمر وعرش الرحمن على الماء   أول الأمر وعرش الرحمن على الماء I_icon_minitime2015-10-15, 21:42

سبحان الذي لا إلاه إلا هو ، هو الأول بلا ابتداء و هو الآخر بلا انتهاء . أول الأمر وعرش الرحمن على الماء 463596
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أول الأمر وعرش الرحمن على الماء

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» لمن يهمه الأمر
» أول الأمر وبداية الخلق
» تفصيل الآية (الرحمن الرحيم)
» حذفُ النّون وجماعةُ الغَائبين- الأمر.من قلم:فتحي رمضان الأغَا.
» رحبوا معي بالأستاذ الدكتور عبد الرحمن بودرع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  التعارف والتهاني والتعازي فقط-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


أول الأمر وعرش الرحمن على الماء 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
اسماعيل الأشياء اللغة العربية ظاهرة كتاب الخطاب مجلة موقاي التداولية الحذف اللسانيات ننجز البخاري العربي محمد بلال المعاصر مبادئ النص الخيام مدخل النقد النحو قواعد على


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع