السيطرة على الغضب : فلسفته والياته
د.صبري محمد خليل / أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه في جامعه الخرطوم
تعريف الغضب : رغم تعدد تعريفات الغضب ، إلا أنها تشترك في تحديد طبيعته بأنه انفعال انسانى سلبي.
عناصر الغضب : وطبقا لما هو مشترك فى هذه التعريفات فان عناصر الغضب هي:
أولا: انفعال"حاله شعورية – عاطفيه " : الغضب هو انفعال – حاله شعورية / عاطفيه – وهو كانفعال مضمونه تغير نفسي يؤدى إلى تغيير سلوكى، يتراوح هذا التغير بين الشعور بالضيق إلى الهياج والعنف اللفظي والسلوكي .
ثانيا: انفعال انسانى: والغضب هو انفعال انسانى.
التمييز بين الغضب الطبيعي وغير الطبيعي : ويترتب كون الغضب انفعال انسانى انه- في الأصل – انفعال طبيعي ، مادام مقداره مساوي لحجم المشكلة التي تشكل مصدره ، ويتم التعبير عنه بشكل سليم ، وهناك أمكانيه للسيطرة والتحكم فيه . أما شكله غير الطبيعي ، الذي يقتضى المعالجة فهو الغضب الذي مقداره غير مساوي لحجم المشكلة التي تشكل مصدره ، أو الذي يتم كبته أويتم التعبير عنه بشكل غير سليم ، أو الذي يفقد الإنسان أمكانيه السيطرة عليه .
ثالثا: السلبية : والغضب هو انفعال سلبي لأنه يعبر- في الأساس- عن مشكله لم تحل.
أساليب التعامل مع الغضب: يحدد سبيلبرجر في دراسة نشرت له على الموقع الرسمي للجمعية الأمريكية للطب النفسي، ثلاثة للتعامل مع الغضب وهي التعبير و التهدئة و الكبت ، مشيراً إلى أن الأسلوبين الأول والثاني هما الأفضل للصحة النفسية والجسدية.
ضروره السيطرة على الغصب : وقد اتفقت الكثير من الفلسفات، وكل الأديان ، واغلب علماء النفس على ضرورة السيطرة على الغصب كانفعال سلبي. وفى الإسلام قد حث الكثير من النصوص على السيطره على الغضب ، ومنها قول الرسول )(صلى الله عليه وسلم )للأعرابي الذي جاء ليأخذ النصيحة منه: لا تغضب، فقال زدني، قال : لا تغضب... ولا زال النبي يكرر هذا الأمر حتى انتهى الأعرابي عن السؤال. وقال الرسول (صلى الله عـلـيه وسـاًـمِ)(ليس الشديد بالصُّرَعة، ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب).
آليات السيطرة على الغضب : وقد اقترح علماء النفس وخبراء التنمية البشرية وتطوير الذات والبرمجة العصبية اللغوية كثير من آليات السيطرة على الغضب ومنها :
السعي لحل المشكلة : المصدر الاساسى للغضب هو مشكله لم تحل، بصرف النظر عن طبيعة المشكلة " كالشعور بضياع الحقوق" في حاله تجاوز شخص لك في الصف "، او الشعور بعدم المقدرة على السيطرة والتحكم في الوضع " فى حاله زحمة مرور السير مثلا " ... لذا فان التحكم في الغصب يقتضى تحديد طبيعة المشكلة أولا ثم اقتراح حل لها ثانيا ، ثم تنفيذ ما هو ممكن من حل في الواقع .
التواصل الصحيح :قد يكون مرجع الغضب هو التواصل الخاطئ، لذا فان التحكم فى الغصب يقتضى التواصل بطريقه صحيحة، تتضمن : الإنصات للطرف الآخر، وعدم مقاطعته ، وعدم القفز إلى استنتاجات ، والتفكير قبل الكلام.
التفكير الايجابي : الانتقال من التفكير السلبي الذي يرتبط بالغضب ارتباطا وثيقا ، إلى التفكير الايجابي الذي يساهم دائما فى السيطرة على الغضب .استخدام روح الدعابة: من خلال تخيل الموقف الذي يغضب في صورة كارتونية، أو وضعه في إطار كوميدي، للحد من الشعور بالغضب.
تغيير الظروف المحيطة: تغيير الظروف المكانية والزمانيه المحيطة بالموقف الذي يسسب الغضب
التجنب: تجنب المواقف والأماكن والأشخاص الذين يكونو مصدر محمل للغضب قدر الامكان.
إرجاء النقاش: فى حاله الغضب الشديد يفضل إرجاء النقاش الى حين هدوء الطرفين..
التجاهل: بعض المواقف المثيرة الغضب،غير ذات الاهميه، يكون من الأفضل تجاهلها ، مثل الفوضى أو الضوضاء التي يحدثها الأبناء.
البحث عن البدائل: إذا كان هناك شيء أو موقف ما يثير الغضب بشكل يومي أو مستمر، يجب البحث عن بدائل له، كالعمل في مكان هادئ بدلا من العمل في مكان صاخب.
ممارسه الهوايات المتعدده.
ممارسه التمارين الرياضية.
التحكـمِ في التحدث إلى النفس: التحدث للنفس هـو آن تستخدمِ جمل معينه آثنآء التفكير ، والتحدث آلسلبى يؤدى إلى إطلاق الغضب , لذا يجب السيطرة على التحدث مع النفس مما يؤدى إلى السيطره على الغضب.
مهارت الاتصال : استخدامِ مهـارات الاتصال السليمة و ألمؤثره .
غسل الوجه أو الوضوء : أشار كثير من علماء النفس إلى أن غسل الوجه بالماء يقلل من الغضب, كما حثت السنة النبوية إلى الوضوء عند الغضب .
تغيير الوضع :كما أشار بعض علماء النفس الى تغيير الوضع يقلل من الغضب .
التحكـمِ في الغضب: التحكـم فى الغضب منذ أول بدايه حدوث ألموقف الذي سبب الغضب .
إعادة وضع الموقف: أعاده وضع الموقف الذي يسبب الغضب في إطار ايجابي من خلال استبدال التفسيرات السلبية التي تسبب الغضب، بتفسيرات ايجابيه ومنطقيه ، تساهم في السيطره على الغضب ..
التفكير المنطقي: فالتفكير المنطقي هو شرط لحل المشكلة التي هي مصدر الغضب .
المناقشة مع صديق : مناقشةُ المشكلة التي تسبب الغضب مع صديق مؤتمن ، مما يوفر قدر من الموضوعية في تحديد كطبيعتها وطرق حلها .
عدم التسرع : عدم التسرع في إصدار أحكام على الأشخاص أو المواقف، قبل معرفه الدافع
الاسترخاء: وله طرق كثيرة منها: التنفس بعمق، التفكير في أشياء تبعث على الاسترخاء، ترديد كلمات وعبارات تفيد الاسترخاء مثل " اهدأ " أو "هون على نفسك" ...
للاطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة المواقع التالية :
1- د.صبري محمد خليل Google Sites
https://sites.google.com/site/sabriymkh
2- د.صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات
https://drsabrikhalil.wordpress.com