لينا العبيدي
عضو نشيط
البلد : عراق
عدد المساهمات : 29
نقاط : 87
تاريخ التسجيل : 02/02/2015
 |  موضوع: الاسرار الخفية في (فاء , ثم) من القرآن  2015-02-07, 11:16 | |
| الاسرار الخفية من (فاء , ثم) في القرآن ..
.
.. ان احد اركان اللغة العربية العظيمة هو (الزمن) فقد وضعت له اللغة عدة قواعد و اساسيات , ترى مرة ان الزمن يدخل على صورة الفعل فيغيره من ماضي الى حاضر او مستقبل او بالعكس , او تراه مرة يستعمل ادوات اخرى منها (الفاء) التي تفيد سرعة تنفيذ الفعل او (ثم) التي تفيد التراخي بالزمن. و غيرها الكثير لكن سنقوم بهذا البحث الصغير بالتركيز على (الفاء و ثم) في الايات القرآنية ادناه لعلنا نغوص بعمق اكثر في اسرارها :
.
1- مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا
ان الزمن هنا استخدم الفاء بدل ثم !! مع ان المفروض ان زمن القيامة بعيد عن زمن موت قوم نوح , لكن بالاعتماد على الحديث : " مَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ " صححه البخاري , ندرك ان قيام الشخص الى الحساب يحدث فور موته و ليس هناك فاصل زمني بينه و بين الحساب و لو كان الالاف السنين بينهما ..
ان هذه الجزئية تتبين اكثر من خلال قصة اهل الكهف كيف انهم بقيوا نائمين 309 سنين لكن عند استيقاظهم قالوا كأنهم كانوا نائمين بضع يوم , و كذلك تتفق مع نظرية انشتاين النسبية و العلم الحديث بصورة عامة .
.
2- وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً
.
ان عملية الحساب تقتضي المشي على الصراط فوق جهنم و هذا هو الورود اما الدخول فهو السقوط في جهنم , ان مرور الناس عندئذن سيكون على حسب نورهم كما يشير الى ذلك الحديث النبوي فمنهم من يمر مر البرق و منهم من يمر مر الريح الى ان يكون هناك شخص له نور على قدر ابهامه يكون مروره زحفاً فوق النار .
بالرجوع للاية نرى ان الذين اتقوا سبقتها (ثم) و ليس فاء ؟! ذلك يعني ان مرورهم على الصراط سيكون بطيئاً , لان الهدف هو الوصول الى الاحسان بعد التقوى , و عليها ترى ان المحسنين لم يذكروا في الاية لانهم مروا و انتهى الامر .
ان كثير من الايات توضح مكانة المحسنين في الدنيا و الاخرة فهي افضل الدين كما تقول الاية : ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ )) , و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " |
|
