[rtl]أعرف في من أعرف رجلا وسيما يميل إلى الطول خفيف اللحم ، خفيف الدم ، سريع البديهة ، يحبه كل من تعرف عليه ، يحيىَ ضاحكا ، له فلسفة في الحياة ، قد يشاركه في اوالياتها العديد من الرجال ، لكن الذي يفْرق بينه وبينهم ، هو أنه استطاع ـ والقول له ـ أن يجسدها على أرض الواقع ، أما الكثير ممن يودون تطبيق هذه مبادئ أو نقول هذه الفلسفة هم أعيى عن بلوغ المرام ، ذلك أنهم لم يضعوا لهذه الفلسفة قواعد راسخة كما وضعها ، ولم يجازفوا في تثبيتها كما جازف ، ولم يصبروا علي تنفيذها كما صبر .[/rtl]
[rtl] يقول اضطرني ذلك إلى الضرب على نفس الوتر لمدة عشرين سنة ، أقارع فيها زوجتي ، وأنازلها من أجل أن أكون لجميع النساء ، وهي تريده أن يكون لها وحدها ملتزما بأحكام الزواج الشرعية ,وبالأعراف السائدة ، وبما عليه الجماعة من أهل الدين والخلق ، وهو يرفض الانصياع لهذه الضوابط التي تجعل الرجل عبدا خاضعا لسلطان الأعراف مانعة إياه من أن يكون رجلا ، فهو حسب تقديره ليس امرأة ولا يمكن أن يكون هو هي ، فهو مخلوق ذو خصوصيات ولا بد من تنزيلها على أرض الواقع فتكون ماثلة للعيان ، محققة المغزى من إيجادها ولا بد أن تخرج من حالة الكمون إلى حالة الفعل ، وإلا سيفقد توازنه النفسي ومن ثم صفته كرجل نعم كرجل ..هكذا ![/rtl]
[rtl] كانت نتيجة النزال والصراع الذي كاد أن يكون يوميا بما فيه الأشواط الإضافية والوقت بدل الضائع ، أن انتصر انتصارا جليا لا غبار عليه فاستسلمت الزوجة دون أن ترفع الراية البيضاء حيث تركته يفعل ما يحلو له لكن دون أن يشعر بلذة النصر التي ينتشي بها الفائزون في المعارك كما هو معلوم ، ذلك أنها تدفعه دائما إلى اختلاق مائة عذر وألف كذبة لكي يغيب عن البيت وقتا قد يطول وقد يقصر ، وإن كانت أكاذيبا لا يصدقها العقل ولا يستسيغها وجدان امرأة متوجسة وحريصة ! هي امرأة موظفة ومثقفة ذاقت الأمرين من أجل ترويض هذا الفرس الجموح . من أجل كسب المعركة لصالحها ، كانت دائما يقِظة تحسب خطواته قبل أن يخطوها وتحصي أنفاسه في تردداتها ، وتعُد ضربات قلبه وتلاحظ عوامل التغير غير الطبيعي على وجهه ، لذلك كله وغيره ، هيهات أن تصدقه في ما يتعلل به من تعلات ! وهيهات أن تصدق أنه إنما تأخر بسبب مكوثه بمقر عمله لينجز أعمالا تراكمت عليه ، أو أنه ذهب لتعزية صديق في مصيبته ... لكن من الأحسن أن تصدق والأصح أن تتظاهر بالتصديق لكي تريح نفسها أوّلا ولتدفع عن نفسها أسباب شجار ومعركة قد يشتعل أوارها ويصعب إخماد نارها .فالجولات تعددت ولا تشي بقرب انتهائها وهي قد ملت العراك وسئمت الشجار ، ولكي تضمن وجوده بالبيت ولو بعد حين بعد إنهائه لأشغاله التي يتعلل بها ، فوجوده بالبيت منقوصا منه انفلاته أحسن من عدم وجوده كلية , وهو وإن كان رجلا متفلتا هو حسَن المعشر طيب القلب يحنّ إلى بناته ، ولا يتوانى في تلبية حاجياتهن ، تراه ضحوكا مستبشرا يضفي على البيت جوا من المرح ، وهو صاحب نكتة ونوادر وأحيانا تأتي منه عفوية تغرق الجميع في الضحك إلى درجة أنهم يشدون على بطونهم ، لطيف الغزل بزوجته في أوقات صفاء الأجواء بينهما ، ينسيها رعونتَه وسرعة غضبه بدعابته وجميل حكيه وغيرته على بناته وصونه لحرمة البيت مما يزيدها تعلقا به ، والتي إذا ما ذكَرتْها أثناء غيابه تتنهد وتدعو له بالهداية رافعة عينيها إلى السماء بطرْف خاشع وقلب ضارع .[/rtl]
[rtl] كثيرا ما كان صاحبنا يعتد بانفلاته وعدم قدرة زوجته على ضبطه والتي أسلمت أمرها ـ في اعتقاده ـ لله رب العالمين ولم تعد تقوى إلا على الابتهال والدعاء سرا أثناء خلوها بنفسها .يقول هذا القول ويرفع يديه اعتزازا ويرفع رأسه استكبارا ، حتى نخاله طائرا نفش ريشه ، يقول :‘‘ ليس لزوجتي سلطان عليّ ، فأنا متحرر من سلطانها عكس الكثير من الرجال ، وهذا اقتضى مني التضحية بكل ما أملك من أجل الخلاص ، أما الآخرون فلم يضحوا مثلي ولم يقدموا ما قدمت من جهود وبالتالي فهم لا يستطيعون ما أستطيعه ’’ ولكي يثبت لجلسائه مقدار تحرره أو الأصح مقدار انفلاته يدير رقم هاتف خليلته ويخاطبها بأسلوب غاية في اللطف والتحنن والامتنان ، ويسألها عن الذي أعدته لوجبة للغذاء ، فيكون جوابها ‘‘ دجاجة مقلية ’’ فيرد عليها في تودد ‘‘ أرجوك حبيبتي أن تجيدي قليها لألتذ أكثر عند أكلها ’’ ثم يعدها بأن يشتري الخبز من المخبزة التي تفضلها وبأن يشتري الفاكهة التي تعجبها ، ويختم المهاتفة بالتوود والحنين وهو يومئ لنا ويغمز بعينيه ينتظر منا ابتسامة الرضا للديباجة التي أحسن صياغتها...[/rtl]
[rtl] ترى هل فعلا لا يقوى الرجال على فعل ما قام به هذا الرجل ، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون ميولات واستعدادات وقناعات وتوجهات ومبادئ ودين ..تختلف من شخص إلى آخر ؟وهل ليس إلا القليلين ممن هم يفعلون مثل فعله ؟ أم أن الكثيرين يفعلون مثل فعله إلا أنهم يتسترون ولا يجاهرون ، ولا يعمدون إلى فرض اختياراتهم بالقوة كما يفعل هو ؟ لو كان صاحبنا نسيج وحده لما قال الآخر الذي أعرفه حق المعرفة : " أنا مندفع تجاه خليلاتي حتى أخال نفسي آخذ بخصر إحداهن مارا أمام زوجتي وحماتي ولا أبالي ، ولقد أوتيتُ من قوة الحجة والإقناع ما لم يؤته غيري ’’ عجبا ! فلما سألته ماذا يكون لو لم تقتنع زوجته بما يفعل ومعها حماته تسندها وتدفع بها إلى الثورة . رد قائلا ‘‘ ليس لديّ ما أخسره .’’ أمر عجيب ! تساوَى عنده رضا زوجته وغضبها ، ووجودها ، وعدم وجودها ![/rtl]
[rtl] لا أفشي سرا إذا ما قلت إن المرأة تعرف طبيعة الرجل ، وتعلم علم اليقين أن هذا الكائن محب لبنات جنسها ويهيم بهن كل الهيام ، صرح الرجل بذلك وأظهر ، أم أخفى الأمر وأضمر ، لكنها تكابر وتدافع عن حوضها وتذود عنه ، وتريد أن تستأثر بالرجل لنفسها وأن يكون لها حدها بحيث لا تشاركها فيه امرأة أخرى من العالمين لذلك تستعمل كل ما أقدرها عليه خالقها من وسائل في سبيل تحقيق الفرادة ، لكنها إن غُلبت على أمرها تذعن وتستكين وتطلب من بعلها ألا يميل إلى أخرى أو الى أخريات كل الميل وينساها ويضيّع حقوقها عليه. [/rtl]
[rtl]ولقد أراد الله بالنساء خيرا لما أعفاهن من البحث عن سر تعلق الرجل بأكثر من امرأة وأعفى الواحدة منهن أن تتهم نفسها بشيء يسوؤها كأن تنظر إلى ذاتها نظرة تنقيص وتبخيس وتشغل نفسها بالبحث عن النقائص التي بها والتي من أجلها هجرها زوجها فتصاب بالاحباط ومن ثم بالاكتئاب فخاطبها تعالى قائلا عز من قائل ، اطمئني ما أنت كذلك ولكن الله هو الذي خلق الرجل على هذا النحو لحكمة أرادها هو سبحانه ، قد تفقهها وقد لا تدري بها فقال عز وجل : ‘‘ زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ..’’ فتعلق الرجل بأكثر من امرأة هو من صميم خلقه ، لذلك قد يعلق قلب الرجل بامرأة أخرى هي أقل جمالا من زوجته أو أقل مالا أو أدنى محتدا ولله في خلقه شؤون ، ودرءا لمغامرات غير محسوبة العواقب قد يقبل عليها الرجل حدد الله له أربع نسوة حرائر بشروط عليه أن يراعاتها.[/rtl]
[rtl]لذلك فالرجل مسوق لهذه النزعة ـ نزعة تعداد النساء ـ رغم القوانين التي وضعت لالغائها والأعراف التي استحدثت وتوارثت ترغم الرجل على الاقتران بزوجة واحدة ، لأن الأمر هو نزعة فطرية ترافق الرجل في المحيا وبعد الممات ـ إن كتب له دخول الجنة ـ وفي القرآن وردت كلمة ( حور ) وصيغتها جمع تكسير للكثرة ،عنوان على أن الرجل كما يحب تعداد الزوجات في الدنيا يحب تعدادهن في الآخرة والفارق بين التعدادين ، هو أن التعداد في الدنيا هو في حقيقته لصالح المرأة ولصالح النوع البشري والرجل فيه يتحمل أعباء كثيرة ، أما في الآخرة فهو نعمة خالصة للرجل ليس من ورائها غرض آخر غير المتعة.[/rtl]
[rtl]أقول لما اعترض الإنسان على الأرض على هذه الفطرة وسعى إلى منع الرجل من التزوج بأكثر من واحدة ، إنما شرّع له الاستكثار من النساء بلا حصر، يتسرى بهن بطريقة سرية وغير شرعية ، وبدون ضمانات للمرأة المُتسرّى بها وبدون حقوق ثابتة لها ولمن قد ينتج عن اللقاء غير الشرعي. على خلاف ما شرعه الإسلام. في هذا الصدد [/rtl]