دمعة أخرى وليست أخيرة

(( إذا زلزلت الأرض زلزالها ))
وأسندت ظهري إلى جناح الحمامة
غمامة
وعصرت كالقميص الروح الأمارة
من دموع الشعراء
أبكوا
أبكوا
فالشعر لا يغير شيئا
لايقيم اعوجاجا
لا يكون عدما
لم يرفع يوما سكينا عن نحر شعب أعزلا
لم يحط أو رفع يوما ظلما
ولا أعاد للجعبة رصاصة صوبة نحو حمامة
أبكوا
أبكوا
فخبز الشعب إن وجد عريان حفيانا
الشعراء على الأغصان و النوافذ
والأبواب
في المنازل
كالخريف
البحر
الأحمر لم يعد أزرق
الفرق ، الحبق ، الحنق ،  البرق ، النزق ، الحق
السغب ...
أعطيني رشفة  ماء
الدم ليس كالدم
أعطيني رشفة ماء
كل قصائد هذا الصباح تفيض دما
في الجرائد والمواقع وشاشات البلازما
قيحا ،قيحا ، قيحا
الماء الذي أعطيتني لا يغني
ولا يبل رمق ..
الشعر الذي تلقي
أو تقول ليس وردا
إذن ليس جرحا ..
حي طيني ، غبار وذباب
وطيارا ديني
ليس وطنا
ليس شعرا
آه الأبواب كلها يقف الخريف
ورائها
أمامها أو عندها
وعندها يسرع الشعراء إلى غرفهم بمعاطفهم وقبعاتهم
وأقلامهم ، ورماد سجائرهم
تاركين الأزقة وكراسي المقاهي وحيدة
بلا لعاب يقطر
أو فتات يتناثر على سطح الطاولات
عفوا السماء
بلا جرائد وتقاويم ونقاشات سياسية ليست ذات أهمية



[font=Comic Sans MS][/عبد الرزاق الصغيرfont]