لو لم أولد عربيا لكنت عربيا

لا أخجل من كوني عربيا ،
أفاخر بعروبتي في غير تنقيص لعرق من الأعراق أو تبخيس لقدر جنس من الأجناس ،
لست في معرض المباهاة ولا المضاهاة ،
أحببت كوني عربيا ورضيت بالعروبة عرقا وثقافة وعادات وتقاليد وأخلاق ،
أحببت بلادي العربية وأحببت إخواني العرب وأخواتي العربيات  
أحب الكثبان الرملية والسماء الصافية والجِمال الرابضة ،
أرضي تتفجر بالكنوز ، وبحارها تجود بالخيرات والأصداف النيرات،
بدرها لا كالبدور وشمسها لا والشموس،
منبت شجرة النخيل ،عمّتُنا ، وشجرة الزيتون لا شرقية ولا غربية  ، أرض الرسالات السماوية ،
أرض أحبها الله وجعل فيها قبلة العالمين من المؤمنين .
أرض العروبة ، أرض الجود والكرم وحسن الضيافة ،
أرض حوَتْ نبع الحياة ونَسغ الحضارات ،
نطق بالحكمة صخرها وترابها وجبالها وفجاجها ،
صفحات من التاريخ فيها خبر من قبلنا ونبأ من بعدنا ،
أعزها الله ، فأعز من أعزها ، وأّذلّ من أذلها ،
يحسبها الأغيار سهلة مهلة وهي شديدة عصية ، من دخلها فهو آمن إلا من أراد بأهلها سوءا  فهو حسير ذليل ومهين ،
ماؤها  له في فيه شَرقة ، وطعامها في حلقه غصة ، يتجرع  مرارتها ولا يكاد يسيغها .
أنا العربي ، أنا موئل الضائع التائه ، أنا بلسم المريض القارح ، أنا قلب الأرض وشريانها  ، أنا اللسان الثاقب ، والفصاحة الوضاحة ، واليد الرحيمة .
ليس لأهل الأرض غنى عن صحاريّ وسمائي وبحاري وأنهاري وممراتي ومضايقي وثرواتي وفواكهي وخضرواتي وسواعد شبابي ،
أجود وأجود ، لا نهاية لجودي . قالوا عنها في القديم " بلاد الكنوز" فما عساهم سيقولون عنها اليوم ، ويوم غد !
آه ، من الأغيار، ظلموني حيث اجتمعوا ضدي،  قرروا بعد أن تنادوا مصبحين وممسين وفي كل آن وحين ،
قصفوني ، قتلوا فلذاتي ، أين هي كنوزي ؟
سرقوا مني بعْضا منّي ، وأُجلِي بعض من أهلي، وجاؤوا بآخرين من أين ؟ لا أدري ! ا
قتلعوا الزيتون واستنبتوا... ، حرثوا الأرض وزرعوا .... مستوطنات تُحاقر مخيمات .
يا مجالس العالم ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ،
ردوا عليَ حقي .. حقي ... حقي ؛حقييييييييييي !
فإن لم تردوه فسأسترده   بنفسي .
حسن ستيتو