السلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته..
دأبنا معشر العرب سواء عامة أو مثقفين أو علماء على السير في صراط الغرب وعلى منهاج الغرب.. كأن عقولنا مبرمجة على الاتباع فقط,  أين نحن من ابداعات تضعنا في السباق على الأقل لا أقول الرايادة؟ أ وليس اللسانيات هي علم والعلم دوما في تجدد وتطور وابداع اما ينسخ ماقبله واما يضيف عليه.. أما نحن فما زلنا نخوض غمار دائرة ضيقة صنعها علماء الغرب ولسانييوه, لم أصادف منهجا نقديا أو نظرية لسانية مبدعها عربي..
لم أقل علينا التجرد مما سبق من لسانيات الغرب لكن أقول اعملوا على مكانتكم وهويتكم وما فطرتم عليه من علم ونحن أمة العلوم...
أدعوكم اخواني الى العمل سويا على النهوض باللسانيات من نقطة عربية, فمثلا البنيوية التي جاء على اثرها مدارس نقدية كبرى كلها مجهودات جبارة نقدرها لكن فيها من النقصان ما يدعو الى البحث الجاد في سبب الشعور بالشيء المفقود في المقاربات النقدية جمعاء للنصوص ومن قبلها في مفهوم اللغة عند اللسانيين بشتى توجهاتهم الفكرية والفلسفية...
تعاملوا كلهم وأقصد البنيويين الى كل لسانيي العصر هذا..تعاملوا مع النص على أنه بنية.. فهل يا ترى أعطوا للآلية الاجرائية حقها في صياغة النظرية تطبيقيا بشكل يسمح للناقد بالرضى؟ كلا والله..
وهل صيغ مفهوم اللغة بما يتلائم مع تطورنا المذهل في هذا العصر؟ كلا والله..
عملت مطولا على التعامل مع النص كبنية لكن كمادة كباقي مواد الطبيعة.. ومع اللغة كمادة كباقي مواد الطبيعة.. واسمحوا لي أن أدلي بمفهومي الفقير أمام غنى وغزارة أدبكم وعلمكم راجيا أن أجد من يتفق معي في رؤياي هذه:
اللغة مادة كباقي مواد الطبيعة بداية من ناشئها المتكلم الى شكلها وتنوعها, مادة فطر الانسان عليها ومكن له الله من التعامل بها ومعها وفيها كباقي مواد الطبيعة, فسخرها له طوعا فاصطلح المجتمع على بعض وحاكى الانسان الطبيعة في بعض لكن تبقى المادة الاولى المستعملة هي فطرة مرزقة كباقي المواد.
أريد لأقول أن اللسانيات التي أدعو اليها هي لسانيات فيزيائية مادية بحتة تتعامل مع اللغة كفيزياء لكن مادة اللغة هي مادة لها خصائصها وقوانينها.. ولكل من أراد متابعة أو التعرف على كل ما نظرت اليه وكل الأسس النقدية التي أسعى الى ارساءها من مفهوم فيزيائي أرجو التواصل معي عسى أن نعمل سويا في صنع لسانيات خاصتنا لا تلغي ماسبق بل تستفيد منه.