اتخذت من طاولة وحيدة الكرسي ملاذا لي، الوك فيه مع ذاكرتي المتمردة العاقة، صورا ومشاهد من ماضي الطفولي العزيز...
ليتنا نبقى اطفالا، طوال العمر، لا يهمنا سوى اللعب واللهو والضحك، انتشلني من فضاء هذه الذكريات الحميمية دخول رجل ضخم بزي عسكري ما ان استقر في اول طاولة صادفته حتى اخرج من جيبه نقودا وشرع في عدها ..
لم استغرب هذا الفعل الفنتازي، فاليوم يوم السوق الاسبوعي يوم جباية الضرائب من ارزاق بائعي الطرقات.
ـ ما شانك بهم ؟ هل تتعاطف معهم؟  أ مازلت تحمل رواسب الفكر الماركسي في مشاعرك ؟على حد علمي فانت منتم لشبيبة حزب اسلامي....
ـبل قولي اني كنت واحد منهم  ولو لبضع ساعات.
ـ  اه اه لا اصدق هذا مستحيل   مستحيل....
ـ عرفت حينها ان هذا العمل اكبر من تكويني الادبي مئات المرات
ـ نسيت  ان اسالك ماذا صنعت بعد تخرجك؟
ـ يا لك من لعينة أ تتبرئين مني؟
ـ مجرد سؤال
ـ أغلف الحلوى بقصائد  امل دنقل،  وهواجس السياب وهلوسات المجاطي وتخاريف الحلوي... واقدمها لا طفال قريتي التعساء في محل بقالة.
ـ المعذرة هذه احداث وقعت بعد ان اوقفت تدوين سيرة حياتك , الصراحة سأضطر الى محو كل شيء.

ـ  لماذا؟
ـ لا نك ناكر للجميل وتسبني وكأني شيء منفصل عنك.
ـ هل  هذا السبب سبب كاف لهذا الموقف المتخاذل منك؟
ـ اتذكر ذلك اليوم الوردي ؟

ـ أي يوم؟
ـ يوم كذا... أو يوم....
ـ فعلا انك ذاكرة عاهرة
ـ ذاكرة عاهرة لرجل عاهر
ـ آه لو تعلم ما اعلم
ـ من؟
ـ التي تحبها ياحسرة
ـ الحب وماهو الحب؟ مجرد الوان نصبغها على أي شخص ونقنع انفسنا اننا نحب.

ـ يبدو انك قد فسخت مشروع التقدم إليها، عار عليك لقد احببت صورتها في ذهنك بوقارها...

سمعت هتافات  وشعارات لم ادر حتى وجدت نفسي اردد معهم "يكفينا يكفينا من الحروب.. أمريكا أمريكا عدوة الشعوب" تخلصت منها وصببت جام غضبي على أمريكا و"اسرائيل"...



فؤاد ابراهيمي