كلمات ممسوخة


في أعماقي أصوات تناديني
تدق أجراسها في شراييني
تلح علي بالقول
من أجلكم.....
يغترب دمي في البوادي
تفارقني نقاوة نسيمات الصباح
وتنمو على ساعدي سيول الأحزان
فتسقى بعبرات من مقل ضعيفة الأنوار
من أجلكم.....
الصمت يسرقني
والليل قيثارة مسحورة على جنبات مخدتي
يتسع الفراغ المميت أمامي
تشنقني الوحدة عندما يغرب نور النهار
من أجلكم.....
أنا بين أربع حيطان ممزوجة بأحمر الشفاه
يستفيق الخوف الراقد على الجدران
تارة يلامس جسمي النحيل
بأصابعه الهوائية فيجده باردا
يجدني جثة هامدة؟؟
تارة يستلقي بجانبي مستأنسا بكلماتي
والكلمات تبقى خرساء
فيغلبه النعاس فأبقى وحيدا
النوم هجر غرفتي بعد أن نام عندي
من أجلكم.....
أتسكع في الطرقات
يستريح جبيني المتعب على أرصفة الكلمات
أتمدد كغيمة مسائية في ليل الترهات
الشارع يتوسل إلى هياكل المسافات
يتقيأ المسافات
يجر رجليه كسكير مدمن
يشلح ذراعيه بعياء
أبواب الحدائق والشرفات لا تأذن لي !
ترتعد أمام قبضات أناملي
تكتب بالنار كلمات الرثاء ..
"لو ترك لي الخيار لأدخلتك وسط حشاشتي
ليتني أقدر أن أمحو من ذاكرتي سطورك
أيها الحبيب الوحيد غدا أنت وحبيبك"
من أجلكم.....
فكلما أعياني التسكع
أعود إلى جدراني الممزوجة..
أعود ..
لتسقيني خمرة الوحدة من أجرانها
ويرتشف الخوف نزيف كلماتي التافهة
في العتمة المنهمرة
فلا أجد سوى كلمات ممسوخة
بلا حروف
أعياها الانتحار

سليمان محمد تهراست : ق: ( كلمات ممسوخة )