عقول غير ناضجة .......
في لحظة ما ننساق وراء عواطفنا وأهوائنا ورغباتنا منغلقين على أنفسنا ، بانين بذلك صرحاً من القُمقم العاجي نسكن فيه مقصين بذلك دور العقل والتعقل في ذلك ، ننساق وراء لذة آنية نريد منها اشباع هذه الرغبة وهذه الأهواء الجارحة ....
لم نعطي لأنفسنا التمحيص والتدقيق في هذا العمل الآني وما سينساق أو يجر من وراءه.....؟
المهم أن نشبع هذه الرغبات وهذه الأهواء ....باحثين بذلك عن " النشوة " أو " اللذة الآنية ".
ولكن حينما ندخل أجواء هذه النشوة أو اللّذة الآنية والتي لم نحسب لها حسابات لا قبلية ولا بعدية ، نصطدم بصدمات وكدمات – أن صح التعبير هنا – لم تكن في الحسبان ، صدامات لربما قد تكلفنا الندم طوال مشوارنا المتبقي في الحياة ... لا لشيء فقط لأننا في لحظة ما لم نعمل العقل ولم نعطه صلاحيته في اضفاء مشروعية لمسته. فنتساءل هنا إذن :
- لماذا تحدث مثل الأمور في مسيرتنا الحياتية وقد فُضلنا كبشر بصفة العقل ؟ بل بقداسة العقل ؟
- لماذا ينسحب العقل غالباً حينما تصافنا مثل هذه الأمور ؟
- أين يكمن دور هذا العقل في اضفاء شرعيته ولمسه فيها ؟
- إذا كنا ننساق وراء سيول العواطف والرغبات والأهواء الآنية الغير مُعقلنة فنحن لا نختلف عن الدِباب والحيوانات التي لا تمتلك عقولاً ، لأننا حماسين بعواطفنا ولا نفكر بعقولنا ؟