من يصنع التاريخ ؟ وكيف يصنعه ؟ وكيف يمكن البقاء ضمن مسار التاريخ ؟
لقد أصبح العرب خارج التاريخ منذ القرن الثالث عشر ، تاريخ بداية التقهقهر والانحطاط ، هناك مات التاريخ وانقطع ، وأصبح العرب في دوامة البحث عن البقاء في التاريخ ، ينتظرون الحلول السحرية من السماء ، وهذه الحلول قد ولت واندثر زمنها .
لقد أصح العرب عالة على التاريخ ، فالتاريخ في سيرورة دائمة نحو التقدم وقد استغله الغرب لمصالحه فصنعوا التاريخ وتفننوا في ابداعهم له .
بينما نحن العرب بقينا خارج هذا التاريخ ، عالة عليه ، نحاول دائما اللحاق بركب التقدم الذي يمثله الغرب ، الغرب الذي يمثل المستقبل الأبدي للعرب في ظل هذا الخروج عن التاريخ ، فالغرب عرف كيف يتقدم من خلال استثماره لمنجزاتنا ومنجزاته وصنع منها حضارته التي هي سارية كالبرق نحو التقدم ونحن في صراع اللحاق به .ننتظر حلولا من السماء لعلها تنجينا وتدفعنا لكي ندخل التاريخ الذي حدنا عنه.
لقد ترسخ لدينا أننا أمة محمد ، وهذه الامة خير أمة ، لهذا سينجينا الله وسينظر فينا بعين الرحمة وسينزل علينا حلا من السماء كما انزل المائدة على سيدنا موسى على قومه ، ولكن هذا الاعتقاد قد ولى وانقطع مع وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) فالسماء لا تنزل معجزات بل ماء .....
فالتغير يكون منا من ذواتنا لكي نعي قيمة هذا الاقصاء من التاريخ ، نعي أننا قرابة اكثر من ثماني قرون ونحن خارج التاريخ ، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
تاريخ العرب انكتب في عصر الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم ) وانقطع ان لم نقل مات مع بداية القرن الثالث عشر ، تاريخ انهيار الدولة العثمانية وتقهقر الدولة الاسلامية ، فأصبح العرب في سيرورة مع الزمن ولكنهم بقوا خارجه . يعيشون زمانهم الذي ليس له زمان بأمجاد أجداهم السابقين اللذين كتبوا تاريخهم .
بقلم : بوبكري مصطفى