من قطوف القرءان الكريم

--- قال تعالى ( وَقِيلِهِۦ يَـٰرَبِّ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٌ۬ لَّا يُؤۡمِنُونَ (٨٨) فَٱصۡفَحۡ عَنۡہُمۡ وَقُلۡ سَلَـٰمٌ۬‌ۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (٨٩)سورة الزخرف

كثيرا ما حاولت ندبر هاتين الايتين خاصة فيما يتعلق بخصوصيات وردت فيهما

--اولهما ورود كلمة (قيله ) و لماذا لم ترد ( قوله )
-- ثانيا ورود كلمة ( يَـٰرَبِّ ) بدلا من كلمة ( رب ) وهى الواردة في القرءان كله كدعاء و رجاء من الله

وحتى نحاول فهم ذلك نبدأ بالخاصية الثانية و هى لماذا وردت ( يَـٰرَبِّ ) بدلا من ( ربّ )

وردت كلمة ( ربّ ) و ( ربنا ) في كل القرءان الكريم كدعاء و رجاء من الله سبحانه و تعالى بدون حرف النداء ( يا ) وذلك حتى لا يكون هناك فاصل بيننا و بينه سبحانه و لو حتى حرف النداء ( يا ) فهو سبحانه و تعالى اقرب الينا من حبل الوريد

لكنها وردت مرتين فقط في القرءان الكريم كله بلفظ ( يَـٰرَبِّ )-- لكنهما لم تردا بمعنى دعاء او رجاء و لكن وردتا بشأن شكوى من الرسول عليه الصلاة و السلام من قومه -- وحسب فهمي بانه نظرا لان الرسول عليه الصلاة و السلام رؤوف رحيم بقومه لانه يأمل في هدايتهم او حتى ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله وحده فانه لم يرد ان تصل الشكوى الى الله بسرعة فوضع فاصلا هو حرف النداء وبذلك جاءت (يرب ) بدلا من ( رب ) في هاتين الشكوتين فقط في القرءان الكريم كله وهما

1--( وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَـٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِى ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورً۬ا (٣٠) سورة القرقان

2--( ( وَقِيلِهِۦ يَـٰرَبِّ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٌ۬ لَّا يُؤۡمِنُونَ (٨٨) فَٱصۡفَحۡ عَنۡہُمۡ وَقُلۡ سَلَـٰمٌ۬‌ۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (٨٩)سورة الزخرف

اما من ناحية ورود (قيله ) بدلا من ( قوله ) فان ورودها بهذا الشكل وبهذا الصوت الخافت يؤكد ما فهمته انه رغبة من الرسول صلى الله عليه و سلم في الا تكون الشكوى يصوت ذي نبرة قوية عالية وانما خافتة تتمشى مع خفوت كلمة ( قيله )--- ويؤكد ذلك ان الله سبحانه و تعالى وهو علام الغيوب و ما تخفي الصدور وما في قلب الرسول عليه الصلاة و السلام من رحمة فقد اجاب بقوله( فَٱصۡفَحۡ عَنۡہُمۡ وَقُلۡ سَلَـٰمٌ۬‌ۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (٨٩)

هذا هو فهمي وتدبري

والله اعلم

محمد شملول