ما لم يحكيه ابن المقفع :
كان الصبي يراقب باهتمام وحميمية الدجاجة وهي ترقد على بضع بيضات بصبر ولا تكاد تترك فراشها التبني الا قليلا لنقر بعض حبات الشعير التي تلقى إليها او لشربة ماء من صحن معدني قديم لتعاود الرقاد على بيضها ، وحينما كان الصبي يتجول قريبا من الشاطئ وفي الاحراش القريبة عثر على بيضات اصغر حجما مرقطة التقطها و سارع ليضعها خلسة و يغافل الدجاجة المقبقبة مع باقي البيض ، مر اسبوع فآخر ثم آخر ، و في احد الصباحات وقبل ان يذهب الى مدرسة القرية تفحص ما تحت الدجاجة و وجد ان البيض المرقط قد تكسرت قشوره و لصقت بها بقايا مادة لزجة مقرفة وبعد يوم او يومين وجد الدجاجة تفرش جناحيها و اصوات وصيص تملأ الحضيرة و رؤوس صغيرة تطل من بين ريش جناحيها قرب قشور بيض متكسرة و مفتتة ، طوح بيده قربها فتحركت الدجاجة بغضب ودارت لتعاود ظم فراخها ، انطلق بوجه طلق ليزف البشرى لأمه التي حاولت ان تظهر فرحها ببعض كلمات مشجعة له ، وكانت على علم بأمرالدجاجة و فراخها ، كبرت الفراخ و تغير ريشها و تدبرت أمرها و عادت الدجاجة الأم لوضعها الطبيعي ، ولكن الدجاج في بعض الليالي يضطرب امره وتتعالى اصواته ولكن ما من قط او ابن آوى يستطيع التسلل للحظيرة من الفتحات الصغيرة الباقية في الجدران وكل صباح توجد دجاجة فتية ميتة ولا اثر للبيض المنتظر في هذا الربيع ، اصابت الحيرة العائلة و كل الجيران الذين بدأوا يشكون من نفس الامور الغريبة ، في احد الليالي وعلى ضوء مصباح عندما ثارت ثائرة الدجاج بينما الصبي يغط في النوم تبين للاب الحقيقة فقد شاهد جسما لامعا اسودا يهرب من ثقب في الجدار لاحقه ولكن لم يستطع اللحاق به واختفى في الحشائش ولكن اثر مسيره على التراب لا يكاد ان لا يتعرف عليه احد في القرية ، انه ثعبان ، شوهد عدد منها وقتل القرويون بعضها و سدت الثقوب في الجدران ومر زمان والصبي يلعب قريبا من والده في الحقل التقط بضع بيضات صغيرة مرقطة من حفرة كالتي وجدها يوما و وضعها تحت الدجاجة ، جلبها لابيه سائلا لاي طير تعود فأجابه الاب انها بيوض ثعابين ايها النبيه ، انصرف الصبي بعيدا ثم قذف البيضات على صخرة فاصبحت هشيما و تناثر ما بداخلها في كل اتجاه وهو يتمتم ملعونة انت ايتها الثعابين و يا لي من غبي احمق