عبدالحكيم ال سنبل عضو شرف
البلد : عراقي / مهاجر في ارض الله عدد المساهمات : 200 نقاط : 548 تاريخ التسجيل : 06/01/2013 المهنة : طبيب قطاع خاص
| موضوع: ارسطوأربوس وتلميذه المزعج 2014-04-24, 09:02 | |
| كتابات على حائط الفجر-٤ : - ---------------- ارسطوأربوس وتلميذه المزعج درس في الفلسفة و السياسة - نقلا عن دورية - اروقة الفكر - الصادرة في جمهورية تيهستان ،والموضوع عبارة عن جزء من مناظرة بين معلم الفكر السياسي وتلميذه المزعج : التلميذ : لماذا يتهموه بالنزعة الاستبدادية (الديكتاتورية) ، ألم يصل الى منصبه عن طريق الانتخاب وصناديق الاقتراع . المعلم ارسطو اربوس : بلى ،لكن صناديق الاقتراع ليست هي الديمقراطية ، إنها احدى طرق التعبير عنها و بداية لمشروعها ، والانتخاب اختيار فيمكن ان ننتخب احكم رجل او اغبى رجل او اجمل او اقبح او اشجع او اجبن رجل او إمرأة حسب الموضوع الذي نبحثه الحكمة الجمال الشجاعة او نقيضاتها . التلميذ : نعم كما يحصل في مسابقات ملكات الجمال اومسابقات الغناء او الرقص او الشعر وفق مواصفات معينة وربما تكون اكثر تحديدا من اختيار عضو في مجلس الشيوخ او حاكم للبلاد . ارسطو اربوس : أحسنت ، وبالنسبة لأختيار حاكم هو الشأن الاهم ، فانت غير مضطر لسماع شاعر او مغني وان انتخبه جماعة من الناس ،ولكن اختيار حاكم شأن لا تستطيع ان تتجنب ضرره ان اساء مهما حاولت . التلميذ : يا معلم ، اليس هناك من وصل بالانتخاب و أستبد . ارسطو اربوس : نعم والامثلة كثيرة الم يكن للرومان مجلس شيوخ غالبا ما ينتخب رجلا يستبد بالأمر فيذعنون له حتى يغلبه مستبد آخر يأتي كأنه المنقذ فيختارونه اعترافا بجميل صنيعه ثم لا يلبث الا ان يستبد و هكذا ألم يصل كل من هتلر و موسليني بالانتخابات وهما الاشهران في القرن المنصرم و كثير غيرهما ، وان ابتدءا أمرهما بعصبية ضيقة و لكن كانت مجتمعاتهما في ازمات وظن الناس انهما منقذان يعيدان لبلديهما هيبة و مجدا ضائعين و من عرف مقصدهما و ناهضهما كان في ضعف ، فجرفته سيول الحماسة الوطنية وهو على خشية من اتهامه بالخيانة او اي تهمة ترديه صريع الفكر و السلوك و الجسد التلميذ : الا ترى ان الحاكم يدعي انه يستشير ويحاور ارسطو اربوس : من يستشير ويحاور ? انهم اناس هو اختارهم مكافأة لهم او ردا لجميل صنعوه له او لقرابة و زلفى او لعصبية شاركوه فيها او لمصلحة اخرى ، ولكل دوافعه في ابداء الرأي ، ومعظمهم يقرأ وجه الحاكم ويحاكيه فيكون مرآة لاهوائه و رغباته ، هل ان مشاورة الشيطان تسمى مشورة ? ، فمتى ما اختير المستشارون له وليس يختارهم وأمنوا غضبه و اغراءه و كانوا معروفين بالعلم والخبرة و الحكمة افادوا شعبهم التلميذ : وكيف نحد من رغبة الاستبداد التي تبدو طبعا غالبا في البشر ارسطو اربوس : من يرشح يجب ان يكون معروف السيرة حسنها لم يرتكب اثما فاحشا وغير متعصب لجماعة او طائفة خيرا نبيلا مخلصا وان لا يستفاد من منصبه الا بما يكفي اوسط الناس وان يعرف ما يملك قبل ان يتولى امرا و يحاسب على كل ما ملك بعده وعائلته ، وان تحدد فترة توليه وتقيد وان يربى قبل ذلك كله على احترام رأي المخالفين و ان يتصور كأنه هو المخالف ويتفهم ما يطرحه ولا بد ان يكون حازما من غير عسف او قهر و لينا من غير وهن و ضعف رحيما بشعبه لا يحملهم ما يجلب لهم العنت و الضيق التلميذ : كأ نها صفات نبي او قديس ارسطو اربوس : او مقاربات لهما ، وان يكون للقانون اليد العليا ومن يقومون به يحمون من كل ضغط و اغراء وان يعينوا من قبل ممثلي الامة وفقا لما حازوا من الكفاءة والخبرة والشرف التلميذ : على كل مربي ان يعلم الجيل على احترام القانون وحب الوطن ارسطو اربوس : نعم ، نعلمهم على حب القانون والنظام والا سادت الفوضى الا ترى حركة الناس والعربات ان لم تلتزم النظام عمت الفوضى ، ولكي يتعلم الجيل حب النظام والقانون ان يرى العدالة وروحها تخضع لها الرقاب والاهواء ، ونعلمه حب الوطن عندما تحفظ كرامته و يعامل بالسوية مع مواطنيه ويؤمن رزقه ويحمى دمه وعرضه وماله و يحترم دينه و عقله ، وان لم يتحقق له ذلك فلا يجب ان يطالب ان ينحني لراية بلده ولا ان يردد نشيده او يكون جنديا يدافع عنه واولى به ان يتركه لوطن يوفر له ذلك ، او يناضل لتحقيق ذلك ان وجد اليه سبيلا التلميذ : أحسنت يا معلم لقد تعلمت اليوم ما افادني و دفع عني بعض من اختلال قناعتي و نصرني على ريبي و شكوكي وارتباك فكري . المعلم : لا تظنن اني اتيت بجديد فتاريخ الفلسفة و السياسة صفحاته تزخر بالأراء و النقاش والجدل ، ولكني اراجع الدرس معك --------------- وكان المعلم و تلميذه جالسين على مسطبة خشبية على حافة طريق ، مرت عربات محملة بالجند وشقت طريقها بعكس اتجاه السير وهم يصرخون و يشتمون المارة وسائقي العربات الاخرى ويطلقون عيارات نارية للتحذير ونال وجها المعلم وتلميذه و ثيابهما رشاشا من ماء و وحل من بركة في الطريق مرت عليها اطارات عربات الجند ، لم يعلق المعلم واكتفى بمسح وجهه ، واحتقن وجه تلميذه و تصنع الصبر والحلم فقال : لدواعي أمنية يفعلون ذلك ، الحمد لله انهم لم يدهسونا او نالتنا رصاصاتهم !!! االاتوافقني الرأي يا معلم. -------------- عراقي قرأ هذه المناظرة و علق بلهجة لا اظنها الفصحى - عرب وين و طنبورة وين - وعندما سألت صديق عراقي عن معناه ، تردد و لمعت عيناه بخبث فقال لي معناه-كل واحد في وادي - اي كل في شأن .. اعتقد قصة المثل شئ تحرج صديقي من ذكره .. ربما اباحه لي اذا توطدتي صلتي به اكثر ..و اخبرني صديق غير عراقي ان هؤلاء العراقيين رغم ما يبدو عليهم من غلظة على بعضهم الا ان لهم طبعا انهم يحبون الاجانب و يثقون بهم بسرعة و من ثم لا يبخلون عليهم بسر او معلومة ... ---------- مراسلكم من تيهستان - ستيورارت وايزمان |
|