أنذهب للمسجد من أجل الثواب أم من أجل حصد العقاب ؟
في مجتمعنا العربي الإسلامي الذهاب للمسجد والوضوب عليه من السنة المحمودة والواجب اتباعها لأنها تدل على التدين وترسيخ الايمان لدى الانسان المسلم ، ولأن المسجد مكان يعبد فيه المولى سبحانه وتعالى وفيه تعظم شعائره مصداقا لقوله تعالى " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر "
وقد حثت السنة النبوية أيضا على هذا الأمر " إذ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم " إذا رأيتم الرجل يواظب على المسجد فأشهدوا له بالإيمان " وكل هذه الأحاديث والآيات تدل على ترسيخ ومباركة هذه السنة الحميدة إن لم نقل عنها واجبة........
إذن من خلال هذا التمهيد يتبدى للقارئ أن المسلم يعيش في رفاهية وموائمة مع خالقه .....فهذا الجانب هو الذي نص عليه الشرع وأتى في القرآن وحثت عليه الشريعة ، هذه هي التعاليم المثالية التي ينبغي للإنسان المسلم المتشبع بحب الله أن يواظب عليها ....
ولكن كل هذا الكلام يعتبر معياري لو نزلنا به وأسقطناه على واقعنا المعاش الذي نحن فيه أو محسبون عليه ، واقع لو تفحصناه لوجدنا أننا بعيدين كل البعد عن تعاليم الدين الاسلامي لان هذه التعاليم بقيت مكتوبة في النصوص منسية أو متناسية في الواقع .......
في واقعنا العربي الانسان يذهب للمسجد من أجل الصلاة والتقرب من المولى سبحانه وتعالى والدعاء له بتوفيقه و..........ولكن هناك عادات غير مألوفة
بمجرد أن تصل الى المسجد تندهش لوجود مسجدين متجاورين لا يفصل بينهما أقل من ست مترات ، وكل مسجد تقام فيه الصلوات الخمس وكل مسجد تجد فيه عددا أقل من العدد المشروع لاتمام الصلاة ........
ولكن حينما تدخل للمسجد تجد الانقسامات الشديدة في المسجد واضحة " هذا أبيض اللون يصلي في الصف الأول لأنه من سلالة المصطفى وءال البيت وبالتالي فهو من الشرفاء المورثين ، بينما هذا أسود البشرة يصلي في الصف الأخير لان جنسه من العبيد والعبيد يجب أن يكون في مؤخرة الترتيب ومحقور في معاملته .......
حينما تنظر الى فراش المسجد تجد أن الجديد يفرش الطبقة الأولى والبالي للطبقة الثانية
حينما تدخل للمسجد تجد التكتلات واضحة وجلية وتبرز التفرقة
حينما تدخل للمسجد تجد الامام وهو الناهي عن المنكر والأمر بالمعروف في حديثه يخاطب ويعنى طبقة دون غيرها تجده منحازا انحيازا واضحاً لطبقة على أخرى لا يعيل اهتمامه للجميع قصدا أو عمدا ....
في المسجد الامام تجده متشبعا بتراثه القدير والمنزه والذي يرى فيه الحل الاكمل والأمثل لواقعه المعاش الذي يرى فيه دنسا وغير مؤلف له ، لم يدرس واقعه ويكيف معلوماته حسبه ، بقي حبيس الكتب الدينية القديمة التي أتى عليها الدهر وصبغت بالغبار ونسجت عليها خيوط العنكبوت ......
حينما تدخل للمسجد لا تجد صفة المسلم الخاشع الباكي أمام المولى عز وجل ، بل تجد انسانا فضوليا غير مبالي بحرمة المسجد ، يتحدث داخله وينقر صلاته كالديك ويبسط عينيه في المسجد حتى في حرمة الصلاة ، تجده في صلاته ينظر يمينا وشمالا ليعرف المستجدات ولكي لا تغيب عن ناظره أي حدث ، تجده يصلي وإذا حدث شيء يكون هو العالم الاول به ....
في المسجد تجد الامام يحشو الناس تلك المواعظ التي كتبت في الكتب الدينية ويلح عليها وهو الأول لن يلتزم بها ، كل ذلك الكلام يبقى حبيس المسجد ولا يتعتب خارجه .
فى المسجد ترى الناس مجتمعين لأجل الصلاة ولأجل الذكر ، ولكن ضمنيا هذا التجمع اتى له قصرا لكي يبقى ضمن دائرة المسلمين ، هذا المصطلح الذي هو في حقيقة الأمر نحن متطفلون عليه
هذا المصطلح هو برئ من كل هذه التصرفات التي تقوم بها ، .......
وبالتالي حينما نذهب للمسجد في ظل هذه الظروف ، هل نحصد الحسنات أم أننا نجنى السيئات ونكرس لسياسة التعتيم ..........
في جل هذه الظروف نقف جزاما ونرى أننا بتعتمنا لمثل هذه المواقف نتحمل العقاب ونجنى من وراءه السيئات ، لا نرى حتى بذور الانسان المسلم الصحيح لا الانسان المحسوب على الاسلام كما هو حال العديد من الناس اليوم ،