منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك النفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة النفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة النفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالنفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 النفي الشعري عند جوليا كريستيفا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البخاري نعيمة بنعيسى
.عضو مشارك


القيمة الأصلية

البلد :
المغرب

عدد المساهمات :
16

نقاط :
46

تاريخ التسجيل :
07/09/2013


النفي الشعري عند جوليا كريستيفا Empty
مُساهمةموضوع: النفي الشعري عند جوليا كريستيفا   النفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2013-09-26, 14:27

النفي الشعـري عند جوليا كريستيفا


1 ـ السلبيـة:

إذا كانت جوليا كريستيفا تحاول أن تتجاوز حدود الخطاب الأوربي، وتتوجه صوب المركبات الأخرى لحضارات أخرى، في محاولة منها للهروب من التقليد الثقافي المحمل بالمثالية والميكانيكية، فهي مجبرة على البحث على أدوات منهجية، تعطي دفعة للممارسات الدالة، التي لا يكون منطقها هو منطق اللغة التقريرية. إن هذه الأدوات ستبحث عنها داخل الشكلنات الرياضية والفلسفات والمنطق واللسانيات. وبهذا تحضر السيميائيات لكي تفسر البنيات الاجتماعية المعقدة. وبتعبير أوضح، «يفترض أن تصبح السيميائيات الخطاب الذي ينافس الخطاب الميتافيزيقي للفيلسوف بفضل اللغة العلمية، التي تكون قادرة على تشكيل نماذج للاشتغال الدال والاجتماعي.
وإذا كانت جوليا كريستيفا في كتابها «ثورة اللغة الشعرية» تفترض نمطا من الممارسات الدالة، ممثلة في اللغة الشعرية، يميزها عن مختلف الممارسات الدالة. ستعالج هذه الإشكالية من زاوية مرتبطة بالسلبية عند هيغل، لكي تؤكد على فرادة النفي الشعري في مسار تفكيرنا. ولنقترب من هذا التوظيف الاصطلاحي لمفهوم السلبية سنتناولها كما طرحتها.
تعتبر السلبية، المصطلح الرابع في الجدلية الهيغلية، وهو مبدأ تنظيمي يعود إلى هيغل. وتتميز عن النفي وعن العدم إنها «تصور العلاقة غير مفككة لتبعية (لا يعبر عنها وتحديدها الفردي، إنها التوسط والتجاوز للتجريد الخالص)، هي الوجود والعدم، وإلغاؤها داخل الملموس، حيث أن كلاهما لا يشكل سوى لحظة، رغم كون السلبية مفهوما، يعني رغم كونها تنتمي إلى النسق التأملي (النظري)، فهي تعيد صياغة المصطلحات الثانية للتجريد الخالص كإجراء، إذن فهي تفككها وتربطها بقانون متحرك»(1).
هكذا فالسلبية تعيد كتابة فرضيات الوجود وكذلك المقولات التي يستعملها النسق التأملي مع تمسكها بالثنائيات: الجماعي /الفردي، اللامحدود / المحدد، الكيفية / الكمية، النفي / الإثبات، إلخ. إنها تحريك منطقي، يتمثل تحت فرضيات النفي ونفي النفي، لكنه لا يمكنه أن يتطابق معها، ما دام يشكل شيئا آخر غير هذه الفرضيات. وعلى هذا الأساس تعمل على إنشاء وتشغيل أنظمة جديدة. وتوظف السلبية كمصطلح منظم ورابط. وقد أكد لينين على هذا المبدأ الموضوعي الذي يحكم المنطق الداخلي للتطور وللمقاومة، وبهذا فهي تعبر عن مبدإ أساسي من مبادئ الجدلية الهيغلية. وتؤكد جوليا كريستيفا على أن المفهمة الهيغلية للسلبية هي نفسها، تهيئ إمكانية التفكير في إجراء مادي. ونشهد انفجار السلبية الهيغلية، خلال عملها يربط وفصل، الواقعي والمفهومي، والموضوعي والذي يمكن أن تصل مستوى أعلى من التفكير، إذا وجدنا لها تمثيلا داخل النظام الأدبي، كتعبير منطقي عن الإجراء الموضوعي، لتنتج الذات كإجراء. تتكون الذات حسب قانون السلبية، كذات حرة، وتشكل اللحظة الأكثر جوانية، والأكثر موضوعية للحياة والفكر. هذا المبدأ التنظيمي، سيجد  في هذا المنطق لمفهوم السلبية تحققه المادي مع النظرية الفرويدية، حيث يعتبر فرويد هذه السلبية، كحركة للمادة المتنافرة، اللامنفصلة عن تميزها، الذي تكون له وظيفة رمزية.
هنا، يبدو أن جوليا كريستيفا ستتناول السلبية من منظور فينومينولجي حيث تبدو مادية أكثر ومستقلة. وتقترب من التنظيم الدلالي الذي سمته الحمولة التوليدية السيميائيةLa chora semiotique، حين تظهر كقوة منظمة.
«إذا كانت القوة مكبوتة داخل مفهومها، فإن حقيقتها هي الأخرى ترتكز على الحرية في علاقتها بالفكر: إنها تعمل داخل فضاء آخر، نراه ينقاد إلى حدفه تحت وحدة للإدراك، بل للعقل أيضا، نظرا لعدم تمكن التأمل الهيغلي من موقعته داخل ممارسة دالة ملموسة ـ داخل إجراء الدلائلية ـ وحتى دون أن يعين تنافره»(2). ويشكل الوحدة عند هيغل مفهوم القوة. وتنطلق جوليا كريستيفا من هذا المفهوم لتربطه بتفجيرات وانشطارات واندفاعات الغرائز، والرفض كما نجده عند فرويد.
تؤكد، هنا أيضا على أن السلبية المقصودة ليست هي النفي الداخلي للحكم، كما في الفينومينولجيا أو القدرة السلبية، كما هي عند كانط في شكل تناقض. إذن تقوم جوليا كريستيفا بقراءة مادية لهيغل، في محاولة لفهم هذه السلبية كحركة عبرـ ذاتية، لانفصال المادة، المكونة لشروط الترميزية symbolisation والمولدة للرمز نفسه. إن هذا المفهوم قد يوصلنا بحضور الذات الحاكمة فيه إلى موقع آخر حيث تنتج مقاومة للأضداد المتنافرة الأثر والذات.
إذا أردنا أن نتكلم عن اشتغال المعنى، تبني جوليا كريستيفا موقفا تحليليا، يخص وظيفة الدلالة ـ السميائية الرمزية، يفيد أنه لابد من محفل الذات الحاضرة، التي تتمثل كوظيفة عبر ـ سيميائية، يعني وظيفة النفي، رغم أنها ترى عدم صلابة النفي الداخلي المنطقي.
تشير جوليا كريستيفا إلى أن كلمة «الاستهلاك» أو «الرفض» هي أكثر ملائمة للتعيير عن هذه المفهمة للاشتغال الدال، ولتخصص هذه التناقضات المادية، التي تتولد عنها الوظيفة السيميائية، يعني العلاقات التضمينية الغريزية والتحليلية، التي تحتويها، وتشغلها أفضل مما هي عليه في السلبية. وهذا لا يعني إغفال فضل المسار الجدلي في تغييره المادي عليها. ويهدف مفهوم الرفض مثلها إلى تحقيق ممارسة الذات كإجراء دال.
«إذن فكلمة السلبية ليس لها بالمفهوم الذي نعطيه لها وظيفة أخرى، غير أن تبين هذا الإجراء المتجاوز للذات الدالة، لأجل أن يربطها بقوانين الصراعات الموضوعية للطبيعة وللمجتمع. وإذا كانت كلمة السلبية تجعلنا نفكر أن هذا الارتباط وهذا الإجراء يتأصل داخل الوعي المنطقي للذات الوحيدة، فإننا نفضل عنها كلمة الرفض، بوضعها لنا على درب تكوين للذات، تعمل بدونه وعبره، داخل موضوعية تناقضات الطبيعة والمجتمع»(3).
تؤكد جوليا كريستيفا على السلبية التي يتضمنها الرفض. وهذا يعني أن الفكر إذا لم تكن له إنتاجية، فلن يكون فيه نفي، إذا لم يكن إثباتا يطرح مسبقا الحضور الغير مهدم للذات الوحيدة.
تعالج جوليا كريستيفا مفهوم النفي كما ينظر له فريغهFrege ، فتشير إلى أنه ليس فكرة وهمية، كما يراها فريغه. إنه يظهر في الحكم تحت شكل «لا» وبذلك تنتفي عنه فكره كونه وهما، حيث نجد أنفسنا أمام نفيان. ويمكن أن نعتبر النفي ب«لا» يأتي من فرضية ما يفترض أنها موجودة قبل الحكم حيث يشتغل نفي آخر مختلف عن نفي الحكم، يوجد خارج الوعي. يبني فريغه هذه الفرضية للحظة ثم يتخلى عنها، لأنه لا يمكن أن نفكر في نوعين من النفي والحكم، وبالتالي نمطين من التفكير.
ونصل إلى عدم وجود نفي خارج وعي الذات، لكن هذا الخارج لا يوجد ما دام الفكر والوعي هما غير قابلان للتدمير والهدم. يومكن لنظرية اللاوعي الفرويدية ـ لوحدها ـ أن نفترض جهازا منطقيا، يسجل داخله نفي، لن يكون داخليا للحكم، لكنه اقتصادي ومنتج لوضعية الذات نفسها. وقد وضع فرويد حركة منتجة داخل هذا النفي الآخر، داخل هذه السلبية حين فسر الحلم وقسمه إلى حلم كامن وحلم ظاهر.
نستند جوليا كريستيفا على مفهوم النفي عند فريغه من خلال وضعية النفي الداخلي للحكم، الذي تعتمده المفهمة التحليلية للسلبية. وهذا النقي الداخلي للحكم هو مرتبط بوظيفة الإسناد. وينتج النقي داخل نفي «لا... ب» الذي يعني هدم المسند إليه، وبالتالي هدم الحكم. لكن هذا النفي، تشكل «لا» جزءا منه، يعني جزءا من المسند إليه، وبالتالي جزءا من الحكم. وهكذا فكل علامة معجمية، لا تتخذ قيمتها إلا من شكل الفرضية التقريرية، يعني من التركيب. فكل تحويل سلبي، هو قبل كل شيء تحويل تركيبي.
يمكن أن نلاحظ هذا التحويل عند تعلم اللغة، فنلاحظ أن النفي الدال يظهر في الشهر الخامس عشر. وهذا يتطابق مع مرحلة المرآة. وتلاحظ جوليا كريستيفا أنه إذا كانت الوظيفة الرمزية، تتطلب ربط الذات بالمسند، فهذا يعني أن تشكل رمز النفي، يكون سابقا على الوظيفة الرمزية، ويتوافق مع تكونها. إن معرفة قول رمز النفي «لا»، يعني معرفة تشكيل جمل تركيبية تقصد شخصا ما، فالنفي الداخلي للحكم يكون بصمة للوظيفة الرمزية. إنه البصمة الأولى للتسامي وللنظري. وهذه الملاحظة تؤكد موقف فريغه، حيث يكون النفي متغيرة للإسناد الداخلي للحكم.
هذا التفسير المنطقي لوظيفة النفي يضعنا أمام عمليات دلالية، تتعلق بعلاقات الممارسة من الذات إلى المواضيع، لكي تدمرها وتعيد تصنيفها وتنظمها بالتسلسل. وتحتوي هذه العمليات على أفعال انفعالية ومعبرة. وفي هذا المستوى من العمليات يفهم فرويدFreud في لعبة Fort-da عند الطفل، عزيزة الرفض، باعتبارها عملية بيولوجية أساسية للانشطار والانفصال، والتقسيم، الذي يكشف عن العلاقة بين الجسد المقسم دائما مع البنية العائلية، والمجموعة الاتصالية كعلاقة للرفض. إذن يؤسس الرفض الموضوع، كموضوع واقعي. وهذا الموضوع يستدل عليه كموضوع داخلي للنسق الدال، كخاضع للذات التي تطرحه من خلال العلامة. ومن هذا المنطلق، تقوم علاقة العلامة من خلال الرفض داخل بعد عمودي يعني ذات متكلمة/الخارج، التي تجد نفسها مسقطة، داخل النسق الدال، وداخل البعد اللساني الأفقي. ويدل ذلك على علاقة ذات تركيبية بالمسند إليه. وهنا يتجلى الخارج ووظيفة الإسناد كتوقف للسلبية ـ الرفض، بحيث لا يوجد الرفض إلا داخل المادية العبر ـ رمزية لهذا الإجراء الدال، داخل الغرائز المادية للجسد الخاضع للعمليات البيولوجية، ولعلاقاتها الاجتماعية. وهكذا يظهر أن «السلبية لا يمكنها أن تكون إلا مصطلحا جدليا خاصا بإجراء فعل التدليل، وعند ملتقى النظام البيولوجي والنظام الاجتماعي من جهة، وعند المرحلة النظرية الدالة لهذا الأخير من جهة أخرى»(4).
نجد وضع النفي والبنية التركيبية في الفصام وفي اللغة الشعرية متغيرا، حيث أن العلاقة بين الذات والخارج تعرف تغييرا. وبالتالي  تظهر السلبية عبر التغيرات التي تعرفها وظيفة السلب، أو في التركيب والمعجم. وترى جوليا كريستيفا أن النفي الداخلي للحكم، وكذلك النفي اللساني يمركز الذات كمسيطرة. وكذلك يجعلها قادرة على التوليد وعلى الانتقاء وعلى الإمساك باللامتناهي وبالتكرار.
     هنا، تصل جوليا كريستيفا إلى نتيجتين تفيد الأولى: إن النفي المقصود يخرج من إطار اللغة، ويختص بعلاقة الذات بالخارج اللاموضوعاتي، وهو بهذا يمثل سلبية، ورفضا يوجد عبر النفي اللساني والمنطقي. والثانية، ترى أن السلبية تشوش على القواعد المعيارية، باستبدالها لمسار السيرورات الأولية التي تعمل على تكوين هذه الوحدات المعجمية. هكذا يشكل الرفض شرطا لمزاوجة الوحدات في ثنائيات أما السلبية، فنلاحظ تواثرا لمعطيات مورفلوجية مثل «لا» للنفي، التي تميل بها إلى الإيحاء كفاعلة، وكصياغة تركيبية، وبذلك تؤكد على وضعية الذات ومرحلتها النظرية، التي تخضع لها الوظيفة اللفظية.
«في الدهان، يشير هذا الإلحاح، لدى النفي إلى المقاومة المكونة للرمزية بين الفرضية التي يمكنها أن تفشل عند فقدان كل قدرة رمزية. إذن يتبع السلبية (النظام الفلسفي)، عدم تعقد للسلسلات المعجمية، المعاصرة وفقدان العلامة المثبتة، والواقعي الذي يتوافق معها»(5).
على مستوى النص، نجد هذه المقاومة، وهذا الرفض الذي يشكل الرمزية، كما يكون جهازا جديدا واقعيا، أو ما يسمى بعالم الكاتب، ويتمظهر ذلك على مستوى النصوص المدروسة من قبل جوليا كريستيفا، في نص " مالدرور" وفي «مالدرور». وهذا الإجراء التلفظي الناتج عن السلبية هو من فعل ذات إجرائية التي ستتمكن من إعادة تغيير الجهاز المقبول تاريخيا، بأسباب سيرية وتاريخية. ويفترض نوع آخر من العلاقة بين المواضيع الطبيعية والأجهزة الاجتماعية والهياكل الخاصة. وبالتالي تشتغل الذات عبر الشبكة اللسانية، وتشير إلى أنها لا تمثل معطى جاهزا منفصلا عن الإجراء الغريزي. إنما تمارس الإجراء الموضوعي، بغوصها داخله وببروزها من خلال الغرائز التي تحرك الذات كرافضة. وهكذا تشتغل الذات كذات للاستهلاك عبر تنظيم النص الذي تنصهر فيه، لأجل أن تمثل الحمولة التوليدية للإجراء.

2 ـ السلبيـة: الرفض، الرغبة
يستدعي فهم السلبية عند هيغل، لدى جوليا كريستيفا اتجاهات فلسفية أخرى، تسير في نفس الاتجاه الهيغلي، بنقدها أو رفضها. وفي نفس الاتجاه تستعير مصطلحات، وتبحث لها عن أرضية جديدة قابلة للتحديد، لتغيير مسار اشتغالها، لتتوافق مع جهازها النقدي المطروح. يميل الاتجاه الفينومينولوجي إلى المحافظة على القوة المحركة الخاصة بالذات، لكن بإبعادها عن الإجراء الاجتماعي الجدلي، الذي تبحث عنه الفينومينولوجيا.
في هذا الإطار، تطرح جوليا كريستيفا مجموعة من المفاهيم الفلسفية، ضمنها المفهوم الهيدغري "قابلية التطهير" La cura، للشك الوجودي، للوجود ـ هنا كشك التي تمثل بشكل أفضل المرحلة النظرية. وكل ما تدركه الجدلية الهيغلية كسلبية، كيف ذلك؟
يحلل هيدغر نفسيا الحركة، حيث يرى أن مجموع بناء الوجود ـ هنا، يبرز تمفصلا بنيويا الذي يعبر عنه داخل المفهوم الوجودي للقلق. ويصبح القلق عند هيدغر الرابط الأساسي للنظام الفينومينولوجي، ولتمفصله البنيوي.
يمثل القلق كبتا للممارسة الاجتماعية، كممارسة موضوعية وتعويضها بتمركز معين خاضع لمعنى ما، اجتماعي أو متعالي، منتظر. يتعذر بلوغه. وهذا «القلق يمثل عنصرا مشيئا من البراكسي، على غرار «العامل الاقتصادي» و«الفرد الليبرالي»(6).
تطرح جوليا كريستيفا مفهوم الرغبة كمفهوم بعد ـ فينومينولوجي على أرضية التحليل النفسي، لأنه يقترب من مفهوم «قابلية التطهير» عند هيدغر. وتتحدد الرغبة عند لاكان كمجاز مرسل، وتتخذ بنيتها المنطقية من خلال العدم. وهكذا تعين الرغبة إجراء قدوم الدال داخل الغرائز وعبرها وفيما فوقها: الرغبة كنقطة محورية بين وجود اللغة، ولا وجود المواضيع. وتسترجع منطق السلبية الهيغلية عبر مصطلحات الطرح الأولي الفرويدي، لكنها ترفع تجدرها البيولوجي والمادي داخل مجال البراكسي الاجتماعية حيث «الاجتماعي» يعني «الدال». وهنا ستعمل الرغبة على إخضاع ما يجعله التحليل ذاتيا، وبالتالي فالرغبة هي رغبة الآخر، وهي حركة حيث تكون الذات مقسمة، وذات للممارسة الدالة الدائمة، كما يشير إلى ذلك لاكان.
هكذا «فمبدأ السلبية، هذه الرغبة ـ هنا، هي جوهريا رغبة الموت، وهي فقط، شرط للممارسة التي من الممكن أن نعتبرها، بالمقابل تحقيقا للرغبة»(7).
تتأسس الرغبة والبراكسي من اللغة، ولا يعطى اهتمام للأرضية الغريزية للرغبة ، إنما ينصب الاهتمام على الرغبة نفسها بظهورها الجديد مع الخصاء. وهكذا ستشكل الرغبة خضوعا للذات ولما تفتقده. ويظهر أن حضور الرغبة واللغة ـ الموت، يساعد على تمفصل مركز ومنظم للذات، على حساب الموضوعية، التي تمثل الواقعي. وتبرز هنا ذات الرغبة التي تعيش  على حساب الغرائز وتبحث عن موضوع مفتقد.
إذن، يشكل مفهوم الرغبة، مفهوما فينومينولوجيا، يشتغل أكثر في الحقل النفساني، ويقترب من مفهوم "قابلية التطهير" وعند هيدغر. ويتبين أن مفهوم الرغبة، يطرح كغطاء دلالي، لما يمكن أن يصرح به كسلبية. فالرغبة هي مفهوم يتجاوز حدود مبدإ اللذة، ويوظف حقيقة دالة مسبقا، حيث تكون الذات دائما في حركة ومقسمة. وما دام منطق هيغل في السلبية، يعني الآخر وحضوره، فهذا يعني منطق علاقة، وما دام اللامتناهي، إنما يوجد باعتباره حقيقة المتناهي، ففكرة ارتباط الظواهر بغيرها وبالآخر فكرة هيغلية. فلا يكفي تقابل الإيجابي مع السلبي، بل الفرد مع الآخر. ولا توجد الفكرة منعزلة أو مستقلة بذاتها، بل يجب أن نتصورها في ارتباط مع غيرها ارتباطا وثيقا بالكل، أو بالمجموع الذي تنتسب إليه، وتتوقف عليه. ويكشف منطق هيغل الذي يقوم على عملية النفي وعملية التركيب، على روح عقلية، تعتمد أصلا على التقابل والتضاد. فمبدأ «الازدواج»، في رأي هيغل، هو قانون يحكم كل وعي ذاتي، ولهذا لابد من أن يدرك كل وعي ذاتي ذاته، في وجه الآخر، الذي هو متصل به، ومنفصل عنه في نفس الوقت. وهذا يعني أننا هنا أمام وحدة تفترض قانون الاختلاف، ما دامت الذات، لا توجد إلا من الآخر. وبالتالي « لا تستطيع الرغبة حسب هيغل، في خاتمة المطاف أن ترغب في شيء آخر سوى ذاتها، فهي لابد من أن تتخذ من الرغبة الأخرى، موضوعا لها، وهي لابد من أن تؤخذ من الرغبة الأخرى وأن تعترف بها. وهذا هو ما يعنيه هيغل حين يقول «إن الوعي الذاتي لا يحقق لنفسه الإشباع الحقيقي إلا من خلال وعي ذاتي آخر»(8). وبالتالي لا يمكن للقوة عند هيغل أن تكون قوة إلا من خلال عملية مواجهة بقوة أخرى، كما أن أي الوعي لن يكون وعيا بذاته إلا بالقياس إلى وعي آخر. يبدو أن الانتقال الفرد إلى المجموع، ومن «الرغبة» إلى رغبة الآخر، هو ما يمثل مفهوم القوة، وما يشكل تلك العلاقة بين الداخل والخارج.
      إذن يبرز هذا التقارب بين فكرة السلبية والرغبة، من حيث أن كليهما، تشتغل بشكل مزدوج، وبحاجة للآخر لكي تتحقق، كما أن الوعي لا يفهم إلا بطريقة جدلية. وربما يكون المعنى من الاستفادة من الجدل الهيغلي عبر السلبية، يفيد في انفتاح النص عند جوليا كريستيفا، الذي يقوم على تعميق الفكرة للكشف عن خباياها وما تحتوي عليه من تناقض، ومحاولة تجاوزها والارتقاء إلى فكرة أخرى جديدة مع الإبقاء على ما فيها من عنصر جدير بالبقاء. وهنا يحضر فهم منطق الجدل كعلاقة، مثلما هو في نفس الوقت منطق حياة.

3 ـ الرغبة الإنسانيـة:
تشير جوليا كريستيفا إلى أن الرغبة عند هيغل، هي إحدى اللحظات التي تشكل مصطلح الوعي بالذات، فهي تخصص السلبية، وتمثل حركتها، وتشكل جدلية منتهية. وتبدأ الرغبة عند هيغل حين يبدأ الوعي بالذات في التمفصل، وحين يفتقد الآخر، حيث يطرح من خلاله المادة البسيطة المستقلة. إن الوعي ينفي الآخر، ليحقق وحدته الخاصة بنفسه. هذه العملية التي يقوم بها الوعي بالذات، هي عملية منطقية، تقوم على أرضية مادية، داخل اقتصاد الدلالة عند فرويد.
«إذن، تشكل الرغبة نفيا للموضوع داخل غيريته كـ«حياة» مستقلة؛ وبالتالي هي مدخل لهذا الموضوع المبتور كذلك، داخل الذات العارفة، إنها تصعيد للغيرية، وإلغاء للتنافر داخل التأكيد والوعي، وهي حل للاختلافات، و«الحل الشامل» وتغيير الاختلافات»(9).
هذه الحركة التي تمثل الرغبة، تشكل الحياة. ويسير الوعي بالذات عند هيغل في نفس النهج بالنسبة للحياة كحركة للصور المختلفة أو للسيرورات. ولا تكتسب هذه الأخيرة معناها إلا بعلاقتها بالتغيير الحيوي. وبالتالي فالوعي بالذات يثبت من ذاته، بإلغاء الآخر الذي يتمثل له كحياة مستقلة، وبهذا يشكل رغبة.
هنا، تسجل جوليا كريستيفا السمة العضامية المميزة لمسار الرغبة. وهذا يعني أن الوعي بالذات يتشكل بإلغاء الآخر المتنافر، بحيث تمثل هذا الإلغاء نفسه. وتستمر حركة انشطار الذات، وهي جوهر الوعي بالذات. ويكون هذا الانشطار خاضعا للذات في حضور الفكر. وهكذا تصبح الرغبة عامل هذه الوحدة، بتسليب الموضوع. وتقسم الأنا، هكذا، لكي تتوحد داخل وحدة الوعي الذاتي. ولن تصبح الذات كذلك، إلا إذا قبلنا وحدة العضامي، التي تحدق بالآخر المتنافر، الذي يكون أقرب إلى الفصامي بما أنه قابل للتجزيء.
إذن، توحد الرغبة الإنسان وتربطه بالآخر، إنها الأساس الإنساني للدلالة، وللتفاعل الإنساني. ويأتي ذلك، من كون الذات تغيب عنها السلبية، وتختزل إلى الأنا المرغوب فيها؛ فالإنسان، هو الذي يمكنه أن يشغل هذا التناقض، وهذا الاستهلاك، بما أنه لا يستطيع أن يكون مسلبا، وبما أنه كائن متكلم ودال. ويرى فيورباخ أن جوهر الإنسان، هو محتوى داخل الاتجاه وداخل وحدة الإنسان مع الإنسان. وهذا ما يبين القلب المادي، للمظهر الكلي للهيغلية، ولمظهرها التوحيدي، حيث أن العلاقات الاجتماعية، التي تأسست على هذه الذات الموحدة وعلى رغبتها، يعني العائلة والمجتمع والدولة، هو المظهر الوضعي الحقيقي للتأمل الهيغلي. وهذا ما أخذه ماركس. وتصبح ذات الرغبة في ارتباط بهذا القلب، مؤسسة لهذه العلاقات الاجتماعية. ومن هذا منظور، تتحقق وحدة الإنسان في شخص رئيس الدولة، رغم أنها تتحقق على مستوى أهداف وفعالية كل الطبقات وعلى اختلافها.
يتناول ماركس من جديد مصطلح الرغبة في كتابة " الإيديولوجيا الألمانية "، رغم كونه ليس ضروريا في تحليله للعلاقات الاجتماعية، ويقيس حدود هذه العلاقات الإنتاجية وقيمتها التبادلية في قدرتها على أن تضع هذه الأسس الإنسانية في تناقض سالب لفرديتها. وقد عمل ماركس على الابتعاد على الميتافيزيقا الطبيعية لفيورباخ، حيث اهتم بالعامل الجدلي، وبمصطلحات المقاومة والممارسة، بهدف تحويل الإنسان وكذلك المجتمع.
يرث الاعتقاد الماركسي، لحظتين هامتين من الإجراء الفيورباخي:
1 ـ تذييت السلبية الهيغلية تحت مظهر الوحدة: إن إنسان الرغبة إنسان الخصاص، سيكون هو البروليتاريا، كصوت لتحقيق الإنسان الكلي المسيطر؛ ويشكل هذا الإنسان " قوة "، وحلا للنزاع. ويصور البروليتاري، إدراك الذات داخل النظرية الماركسية كذات وحيدة، تقوم على النقد والرغبة، ويرى ماركس أن الفلسفة لن تتحقق إلا بتحرير البروليتاري.
2 ـ يبقى وضع الإنسان وحده لا يمس في صراع مع الآخر، إنما له خصوصية كونية لا يصارع نفسه، يعني يبقى محايدا، لكنه لن يكون الذات كإجراء، تتوافق مع الإجراء داخل الطبيعة والمجتمع.
تجد جوليا كريستيفا نوعا من التجاوز بين وضع الفرد داخل النسق البورجوازي حسب ماركس، حيث يمكن القول أنه «داخل الدولة، وفي الدين، توطد الرأسمالية اللحظة الدهانية للذات، كوحدة، ترفض الآخر، وتستولي على مكانه»(11). إن الأمر يتعلق هنا بتغيير العلاقات الإنسانية، لأن الإنسان هو دائما إنسان اجتماعي، يبقى هناك مظهر خفي مسته الفلسفة التأملية، يخص الصراع الذي يهدد الوحدة وانشطار الذات الوحيدة. وتسجل جوليا كريستيفا، أن هذا المظهر الآخر سيبقى الأرضية المحرومة من الجمالية التي ستختص بها النظرية اللاهوتية. وسيستغل ملارمي في أشعاره هذا الوضع الدهاني وسيمارسه بالبحث عن التبرير الفلسفي والاجتماعي. وتلاحظ كذلك أن النظرية الماركسية ليست نظرية للذات،إنما تكتفي بتوضيح «التحديدات الموضوعية والمنطقية، وبالتالي تستحضر الشروط والبنية، ولا تستحضر الدينامية البين ـ ذاتية وداخل الذاتية. ولقد سجلنا مسبقا التخلي عن النفي العابر للذات، بالمادية الجدلية، والتبريرات التاريخية لهذا التخلي»(11).

4 ـ اللاتناقـض:

إن الاهتمام بإجراء الكتابة ما بعد هيغل، هو ما دفع بمفهوم السلبية الجدلية قدما، وحين يتحدث جاك دريديا J.Derrida  عن "علم الكتابة"، وعن الاختلاف والأثر والكتبة والكتابة، فهو يخفي من وراءها هذه الجدلية في معنى من معانيها. فعلم الكتابة، كما يؤسسه على نقد مركزية العقل الغربي ـ كما سبق ذكر ذلك ـ ويقوم على مهاجمة الغائية والسميولوجيا الهيغلية.
ترى جوليا كريستيفا أن الجدلية تشكل عند دريدا تراجيديا، وتوسم السلبية كغياب تكويني، غياب للآخر، ومن هنا جاء قول دريدا بأن الاختلاف هو تشكل للآخر، بحيث تتعرف فيه على الاقتصاد الذي يتكلم عنه دريدا في «العنف والميتافيزيقا». وقد استعملت السلبية من جديد وأعيد توظيفها داخل المتن الفينومينلوجي لكي تشغله.
يرى دريدا أن اختلاف المفاهيم الفرويدية، يشكل نموذجا ينتظم حول المغايرةLa deferance  والرغبة والحقيقة.
يقود مفهوم المغايرة والسلبية، إلى مفهوم آخر، يساعد على تفعيل هذه الممارسة الدالة ـ كما ذكرنا سابقا ـ، يوظف في التحليل النفسي، نسميه الرفض. وترى جوليا كريستيفا أنه أركيولوجيا، ويبدو أنه مناسب أكثر للإشارة إلى المظهر الغريزي والتكراري، عبر الدال، لدينامية فعل التدليل. «ويدل على وظيفة قبل لفظية وقبل ـ منطقية، ولا ـ منطقية، بالمعنى الذي يدل فيه اللوغوس على «علاقة» وعلى «تجميع».
ينتاسب هذا المفهوم، مع اشتغال الدلائلية، إن الأمر يتعلق بانفتاح النص، على بؤرة لا دالة، بل قبل ـ لغوية، ويستعمل إلى جانب مفهوم الرفض، مفهوم الانشطار والانفصال، لأنهما يساهمان في تشكيل الوحدة التي تعود مع الرفض، داخل إجراء جديد. هذه المفهمة ستتمثل الممارسة، التي تعمل على تحقيقها بفكر منطقي، ليتمكن الرفض من خلق المعنى الواحد، والمنطق الواحد. ويشكل الرد أو الرفض عند فرويد الموضوع الواقعي كما هو، بتكونه كفقدان. وهكذا يتشكل الرد أو الرفض من خلق المعنى الواحد، والمنطق الواحد. وهكذا يمثل الوظيفة الرمزية، حيث أن اللذة لا تأبه بالعالم الخارجي، لهذا يأتي الرفض، ليؤسس هذا الخارج، الذي يطرح باستمرار. ويؤسس مبدأ اللذة من طرف فرويد كمساعد للكبث. ويشتغل الرفض وتمثيله الرمزي بعلامة النفي ضد مبدإ اللذة، وضد نتائج الكبت كذلك. لا يتكلم فرويد عن الرفض، ولا عن الأسس الغريزية لهذه الحركة. وترى جوليا كريستيفا إنه من الممكن، أن نحول هذا التصور الذهني للأنا ولإرغامة مبدإ اللذة إلى لعب فني، بعودة الغريزة فيه، لتجعل منه جهازا سيميائيا وحمولة توليدية متحركة. وتقصد هنا الغريزة الشرجية التي يطابقها فرويد بغريزة الموت. وتؤكد على أهمية الرفض الشرجي، «وما دام إجراء الذات، إجراء للغة و/أو للوظيفة الرمزية نفسها، فهو يفترض ـ داخل اقتصاد الجسد الذي هو أساسه ـ تجديدا لنشاط هذه الشرجية»(12).
تلاحظ جوليا كريستيفا أن نصوص مالارمي ولوتريامون وجاري وأرطو، تشير إلى وضوح الغريزة الشرجية المحركة لجسد الذات في هدمه للوظيفة الرمزية.
        يتحدث التحليل النفسي عن الاستيهام في الأدب، لكنه لن يتحدث عن الوظيفة الأدبية، بما أنها تدمر الوظيفة الرمزية، وعن اقتصاد الذات الذي يحلل الرمزي واللغة. وتظهر لذ ة التفكيك، أو لذ ة غريزة الموت، التي يكون النص تمظهرا لها، دون أن تخفي الشرجية المكبوتة المتسامية. وهذا يعني أنه قبل أن تتهيأ كشبكة سيميائية جديدة، وبنية جديدة، ستكون هي " الأثر"، تهاجم الغريزة، وبقايا الترميزات الأولية، كل مراحل إجراء الدلائلية، يعني العلامة، واللغة، والبنية العائلية. «إن ما نعنيه كرفض، ليس شيئا آخر غير النمط السيميائي لهذه العدوانية المستمرة، وإمكانية لوضعيتها، وبالتالي لتجديدها. وإذا كانت غريزة الموت مدمرة، فالرفض هو نفسه ميكانيزم للإحياء وللتوتر وللحياة، يميل إلى حالة التسوية وللتوتر وللقصور الذاتي، وللموت. إنه يجعل التوتر والحياة مستمرين»(13).
يشكل الرفض نمطا من الممارسة الذي يساهم في تشغيل هذا الجهاز النظري، الذي تسعى جوليا كريستيفا إلى تثبيتها، بخلق نوع من الدينامية والحياة داخلها. نذكر أن ما يعنيه فرويد بالمرحلة الشرجية يتموقع قبل الصراع الأوديبي، وقبل انفصال "الأنا" و"الهو". إن مثل هذا التحول، في السلسلة الدالة، يبدو أنه يهاجم ويكشف عن السادية المكبوتة والشرجية المتضمنة في الأجهزة الاجتماعية.
تلاحظ جوليا كريستيفا وجود صيغتين، تسمح بإعادة إحياء الرفض، دون حذفه تحت الوحدة الأبوية العضامية وهما: الفموية L'oralisation، وهي التعرف على جسد الأم كجسد مصوت، عبر الصوت والثدي. وتتمثل الصيغة الثانية في التعرف على الإخوان، يعني أجسادهم، لتكوين عشيرة لواطية. وسنتابع دائما جريمة قتل الواحد، الأب، لكي تفرض منطقا معينا وسياسة، وعلم أخلاق معين. وتعين هاتين الصيغتين، اتجاهين "الشعري" و"المسيطر"، الذي يحقق على مسار الرفض إجراء  الدلائلية، كما ينتج مدلولا آخر ثوري ومقاوم ونقدي.
«إن ما يعنيه كرفض ليس شيئا آخر غير النمط السيميائي لهذه العدوانية المستمرة، وإمكانية لوضعيتها، وبالتالي لتجديدها. وإذا كانت غريزة الموت مدمرة، فالرفض هو نفسه ميكانيزم للإحياء وللتوتر وللحياة، يميل إلى حالة للتسوية والتوتر، والقصور الذاتي، وللموت. إنه يجعل التوتر والحياة مستمرين»(14).
إذن، يمثل الرفض أو الرد عند فرويد رجوعا إلى حقل الذات، فهو يعيد تكوين المواضيع الحقيقية بخلقه للواقعي من جديد وترميزه ثانيا. وحين يتدخل الرفض هنا فهو يذكرنا بسيرورة نكوصية فصامية، ويدخل هذه السيرورة في الدائرة الدالة. ويقارب هذا التوظيف للرفض، داخل العلامة نفسها، وداخل اللغة، لكي تدخل من جديد وتعرض من خلالها الآلية نفسها التي تنتج انفصالا بين الأشياء والكلمات. وبالتالي نعرض السجل الصوتي والمنطقي للنص.
يبدو أن هذا الرفض ـ السلبية، وما يؤول عنه، يعطينا نموذجا من الشخصية داخل النص من جهة، وداخل المجتمع، تصبح مكانا لتطبيق هذا الإجراء الدال. وتعرف هذه الشخصية كل الانحرافات وكل التغيرات الشكلية. ويمكن أن نعتبر الكلمة رفض لشيء تقوله، ولكلمة أخرى تقال أو لا تقال، يعني إيحاء. «إذا كانت الميتالغة لا تستطيع أن تمسك بهذا الإجراء إلا انطلاقا من اللغة، بحفر الصور الأسلوبية، المنطقية والاشتقاقية. فالانفصال الذي يلعب من جديد، يحيل على الرفض قبل ـ رمزي، وداخل ـ رمزي، إلى اللاشيء الذي ليس لا الواحد ولا المتعدد، بل هو ذلك «العدم اللامنتهي»، الذي تتحدث عنه الفلسفة التأملية، وتطرحه كمادة سابقا في انشطار دائم، وانطلاقا منها ستولد أشكال الرفض المتكرر، اللوغوس النظري مثلما انفجاره»(15).
تعزو النظرية النظرية الفرويدية هذه الوضعية الانشطارية، التي تشكل هذه الممارسة النظرية الدلالية إلى الرفض،. فالغريزة أو المادة الغريزية، التي تشكل الفن منفصلا عن الكل، لن يتمكن أي خطاب من أن يميزها.
إن الرد أو الرفض كما هو عند فرويد كمفهوم يقترب من سلبية هيغل، يدعونا إلى تتبعه عند هيغل. فهذا الأخير يشير من خلال" الرد" répulsion، إلى حركة داخل السلبية، تمس ما أسمته جوليا كريستيفا الرفض، دون أن نخلط بين الكلمتين. فالرد أو الدفع عند هيغل هو «العلاقة السلبية للفرد مع نفسه، يباين بها الصيرورة التي هي «تحول من الوجود إلى العدم».»(16).
إن هذا التحديد الجوهري للواحد، هو تأكيد لوحدته. وهكذا فالرد الهيغلي يتبع الوحدة، بعمله على تفعيلها من الداخل، وهذا ما يجعله يضيف لها معاني متعددة من الخارج. وهذا هو ما تدعو إليه تحديدا جوليا كريستيفا في ممارستها. إنها نأخذ معاني النص، بالاشتغال عليه من الداخل. وهذا الداخل، هو ما يشغله هو نفسه من الخارج، ويعطيه بعده التعددي المتميز.
لكن، يخضع هذا التفعيل، وهذا الاستبطان للرد من داخل الفرد عند هيغل، لكي نتمكن من فهمه وتوضيحه وتحديد هويته، عند هيغل للوظيفة الرمزية. أما إذا عدنا إلى فرويد، فهناك ما يحاور هذا الرد ـ سنراه لاحقا ـ وهو ذو أساس غريزي. ويتفق كل من هيغل وفرويد، في طرحه للرد ومنطقه الخاص، ويجعل من الرد اللحظة النظرية الضرورية لتكون الوظيفة الرمزية. لكن هيغل لم يكن يتوقع هذه التبعية، لهذا نجده يحدو هذه الخارجانية من الرد. ويصبح الانفصال الهيغلي، تفسيرا لما يمثل الواحد ذاته، ويتصدر خارج الفرد. ويرى هيغل أن رد الفرد بنفسه، هو تفسير لما هو عليه في ذاته. وبالتالي فالانفصال الهيغلي هو تفسير لما يمثل الواحد في ذاته. وهذه الحالة هي علاقة بسيطرة بين الواحد والواحد، مثلما هو الغياب المطلق للعلاقة بالواحد.
إن الأمر يتعلق بعلاقة السلبية بالفرد مع نفسه. وهذه العلاقة مع داخل الفرد نفسه، هي الفرد المتعدد، وتعددية الواحد هي حالة خارجية، كليا لأن وجود الواحد هونا ناتج عن إلغاء الآخر أو رده أو رفضه، وهو ناتج على علاقة مع نفسه، هكذا فاللامتناهية التي تتمظهر تحت شكل تناقض، تمثل تعددية للواحد.
«ألا يمكن أن نتوقع تزامن الحد الذي هو الواحد وانطلاقه اللاعقلاني واللانسبي واللاوسائطي. ألا تتوقع إمكانية التكوين ـ الهدم للمعنى الواحد، العرضي للحدود المقولانية («داخل»، «الواحد»، «المتعدد») التي يلعبها الرفض بالتحديد، داخل الإجراء «الفصامي» للنص»(17).
تلاحظ جوليا كريستيفا أن الانغلاق الفكري للجدلية الهيغلية يرتكز على استحالة طرح السلبية كشيء آخر غير إعادة الوحدة الفكرية في ذاتها. وتتضامن الخارجية التي تحكمها مع الانغلاق الفكري، الذي يوصل إليه مسارها، رغم وجود عدد من التحولات. ويفتح الرفض المتكرر داخل الوحدة الإجراء المادي للانشطار المتكرر، الطبيعة الغريزية، لكنه يعمل تبعا لشرعية القوانين الموضوعية، وللترتيبات الجديدة التي ينتجها فيه. وهذا ما ترغب جوليا كريستيفا في اقتراحه انطلاقا من التأويل المادي الذي تسمح به النظرية الفرويدية حول التكرار القسري.
إن طرح الرفض عند فرويد، قد مهد الطريق لظهور مفهوم العلامة وهو يشتغل داخل مادة حية، أخضعت لإرغامات طبيعية واجتماعية. وهكذا فتأسيس العلامة والذات والحكم والرفض، يتوجب صوب الانشطار المتكرر للمادة. وتشتغل الغريزة هنا داخل عبر ـ الرمزي، الذي يحيل الجسد الدال على لا دلائليةالبيولوجي أولا، وعلى الموت ثانيا. إن ما يتمثل كالموت هو في الحقيقة، وكما يتبين داخل العديد من النصوص الأدبية، عند جوليا كريستيفا، هو تحرير لهذا الرفض، من هذه القطيعة المضاعفة من كل وحدة وضمنها وحدة الجسد.
انطلاقا من هذه الصياغة الخاصة لمفهوم الرفض، كمفهوم يقترب من السلبية عند هيغل، وانطلاقا من هذا المفهوم الوظيفي للموت والفصام، تخلص جوليا كريستيفا إلى أن ما هو أهم من هذا التوظيف، هو أن الرفض كحركة خاصة بالمادة، ينتج أشكاله المتميزة، ومنها تمظهراته الرمزية. ويؤكد من خلال تكراره على عتبة للاستقرار. وهذا يدل على الحد والتحفظ الذي يتأسس حولهما الاختلاف. إن الرفض هو وسيلة للترميز، لكن هذا الاستهلاك الغريزي، بطرحه للرمزي، يعود إليه داخل النص دائما، لكي يقوم بتفجير الاختلاف ويدخل انشطار المادة. وهذا يقودنا إلى استنتاج أن الرفض والفصام والموت تشكل قانونا موضوعيا، لتفجير الاختلاف هذا الأخير الذي يسهل عملية تفجير المعنى. وهكذا فالرفض، يتعارض مع الكبت.
هنا، نصل إلى نقطة تقاطع لمصطلح إجراء الدال. إذا كان الرفض ذو طابع متنافر، وهو غريزي من وجهة نظر فرويدية، فهذا يعني أنه نقطة اتصال بين الـ«نفسي» والـ«بدني». وقد كتب فرويد، في هذا الصدد يقول إنه لأجل الإبقاء عليه، يتجدل التفرع الثنائي بين هذين النظامين. ولا يظهر الدال إلا كفرضية للتكرارات اللامتناهية للرفض المادي، حين تصطدم القوى الحرة، في حالة انشطار، بحواجز البنيات الطبيعية الاجتماعية للقوى الخارجية. وهذا يدل على أن تكرار الرفض يشتغل وينفجر كلما اصطدم بعوائق. وهذه العوائق تكون اجتماعية ناتجة عن أنظمة قد تكون مستبدة. ويرى فرويد أن الطابع الغريزي لإرغامة التكرار، يشكل خاصية عامة للغرائز، وربما في الحياة العضوية كلها. وقد تكون الغريزة ملازمة للحياة العضوية، وذلك كمحاولة لتأسيس حالة أخرى قديمة، تنقاد إليها للتخلي عن الجهاز الحي تحت ضغط القوى الخارجية المتحكمة فيه. وهذا ما يعبر عنه التحليل النفسي بمقاومة الهو.
كيف تتمثل هذه العودة للرفض داخل الخطاب؟ ما هي سلبية الخطاب المختلفة عن النفي الرمزي، الداخلي للحكم، الذي تدعمه الذات المهددة؟ ما هو التنظيم الليبيدي، وما هو الاقتصاد الخطابي الذي يوافقه؟
تجيب جوليا كريستيفا على هذه الأسئلة من خلال مقال لفرويد بعنوان «الإنكار La dénégation»(18). يرى فرويد أن الترميز هو كبت اللذة، للغرائز. لكن، هذا الكبت، ليس مطلقا. ذلك، لأن الكبت التام حسب فرويد تكون له نتائج معيقة للوظيفة الرمزية. أما جاك لاكان فيرى أن الكبت هو شكل من الانسجام بين الدال والمدلول، الذي تحدده كل رقابة اجتماعية. وتتطلب الوظيفة الرمزية الكبت، لكي يتأسس كما أن الحقيقة الواقعية لن تتمكن من التدخل، إلا بين السطور، يعني داخل البنية اللسانية في شكل إنكار. أما وظيفة الحكم، فلن تتحقق إلا بعد أن يمنج إبداع رمز النفي، الفكر المستويات الأولى من الحرية إزاء نتائج الكبت.
إذا عدنا مع جوليا كريستيفا إلى ما سيق ذكره، سنجد أن الإنكار هو بديل للكبت. مما يعني قبولا فكريا للمكبوت، لكن لا يقبل تفريغهمن محتواه. وينتج عن ذلك انفصال بين الوظائف الفكرية وبين السيرورات الشعورية، الذي يستخلص منها نوعا من القبول الفكري للمادة المكبوتة وفي نفس الوقت يستمر أهم ما في الكبت.
إذن، يظهر رمز النفي داخل الدال، ويحرر جزئيا الكبت ويوجه من داخله جزءا، مما بقي خارج النظام الرمزي، ذلك المكبوت الذي يسميه فرويد «انفعالي» affectif.
إن الأمر يتعلق بأساسات غريزية، وجسمانية، قائمة على التاريخ المادي للذات المحسوسة. وتكون للنفي وظيفة رمزية ملازمة للحكم، ولهذا فهو تسامي فكري لجزء من الرفض. « لا يسيطر على النفي داخل الإنتاجات الجمالية، التي ليست تحويلية: يشتغل الرفض، وينتج ليس «القبول الفكري للمادة المكبوتة»...، إنما ينتج رسمه داخل المادة الدالة» (19).
هذا يعني أن تشكل الوظيفة الرمزية يقتضي حالة تحويلية من جهة، وأنها تقيم مسبقا ليس فقط التمييز بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي، بل تميز بين الدار والمدلول كذلك، من جهة أخرى. وينتج إدخال رمز النفي داخل اللغة الشعرية، تنظيما آخر للمكبوت، ليس قبولا فكريا للمحتوى المكبوت، إنما هو رسم بعد ـ رمزي للمادة، التي بقيت مثلما كانت عند الترميز الأول. وتؤخذ هذه المادة من اللاوعي داخل اللغة. لكنها لا تقبل داخلها كنقد، مما يفيد أن الغريزة المتكررة من اللاوعي تتخذ مكانها داخل اللغة، التي تنظم من خلال وضعها كنبرات، أو رنات إيقاعية.
إذن، يبدو والجهاز السيميائي الذي تحاول أن تبنيه جوليا كريستيفا بدراسة اللغة الشعرية، وعبر وضعية اللغة، كنسق رمزي، يمثل سلبية من الدرجة الثالثة. ويتمظهر الرفض من خلال الرمز والنفي، أو من خلال الهدم الشكل ـ تركيبي. وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار السلبية الشعرية هي رفض من الدرجة الثالثة حسب، يعني هي رفض للنفي الرمزي والذهاتي. وهذه السلبية تعمل على فضائي وموسيقي للحظة الجدلية لتوالد فعل التدليل.
«ومن هنا، يجمع النص ثانيا تزامنيا اللانسجام بين الدال والمدلول المثبت من قبل رمز النفي، والمحدد لكل رقابة اجتماعية، لأجل إعادة طرحها بالتأكيد. لكن يعاد توزيعها بشكل آخر حيث يؤثر الرفض على مكان الرقابة الرمزية والاجتماعية نفسها، التي تؤسس نسق اللغة كنسق رمزي (متمفصل ازدواجيا: دال/مدلول)»(20).
نستنتج مما سبق أن جوليا كريستيفا بهذه المقاربة بين مفاهيم السلبية والرفض والرد، تنتقل بين حقول معرفية ونفسية، في محاولة لإيجاد مفهوم يجمع بينها، ويحقق لها ذلك التنظيم الدلالي، الذي تبحث عنه عبر اللغة.إن الأمر يتعلق هنا، بإيجاد تنظيم يفسر من خلاله النص الشعري، من داخله، ودراسة وضعية المدلول الشعري، بتوضيج كيف تتحقق تلك العلاقة التضادية بين الصحيح والخطإ وبين الموجب والسالب والواقعي والتخييلي. أيضا، سيتحدد نمط النفي الخاص باللغة الشعرية، الذي تفضل جوليا كريستيفا أن تسميه رفضا، ليرسم فضاء جديدا، يحدد كمستوى متداخل نصيا، لأن الأمر يتعلق بمقارنة أنماط من النصوص المختلفة. وهذا النمط من التحليل، سيمكننا من التفكير في فضاء جديد للكتابة حيث تنمحي الذات. وهذا يعود بنا إلى فضاء الجناسات عند دوسسيرF.Dessure . ونقول إنه نمط بنائي للرفض، ونمط للاختلاف يشتغل ضمن وحدات، تشكلها ممارسة معينة للغة، مثلما نمط لعلاقة تمفصل هذا الاختلاف داخل فضاء اللغة الشعرية.


................................................................................

المراجع:

1- 101  Julia Kristeva, La Révolution du langage poétiqueEditions du Seuil. p    
2- نفسه.المرجع  ص. 106
3-  نفسه. ص 110
4- نفسه. ص 114
5- نفسه. ص 116
6- نفسه. ص 119
7-   نفسه. ص 120
8- زكريا إبراهيم. هيغل أو المثالية المطلقة، مكتبة مصر، دا مصر للطباعة. ص 215.
9-  Julia Kristeva, La Révolution du langage poétique  p. 122      
10- نفسه المرجع ص 126.
11- نفسه ص 179.
12- نفسه ص 136.
13- نفسه ص 137.
14- نفسه .
15- نفسه ص 143.
16- نفسه ص 144.
17- نفسه ص 145.
18- S. Frend, «La dénégation» in Revue de psychanalyse Vol, 7 N° 2, 1934.    
19- p 149                    Julia Kristeva, La Révolution du langage poétique
20- نفس المرجع ص 150.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بلال موقاي
نائب المدير
نائب المدير
بلال موقاي

وسام الإداري المميز

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1216

نقاط :
1939

تاريخ التسجيل :
28/04/2012

الموقع :
https://twitter.com/mougay13

المهنة :
جامعة معسكر، الجزائر


النفي الشعري عند جوليا كريستيفا Empty
مُساهمةموضوع: رد: النفي الشعري عند جوليا كريستيفا   النفي الشعري عند جوليا كريستيفا I_icon_minitime2013-09-28, 19:16

النفي الشعري عند جوليا كريستيفا 463596 النفي الشعري عند جوليا كريستيفا 463596 
النفي الشعري عند جوليا كريستيفا 976116 النفي الشعري عند جوليا كريستيفا 976116 
النفي الشعري عند جوليا كريستيفا 457241 النفي الشعري عند جوليا كريستيفا 457241 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

النفي الشعري عند جوليا كريستيفا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» جوليا كريستيفا علم النص
» التحليل الدلائلي عند جوليا كريستيفا
» الممارسة الدالة عند جوليا كريستيفا
»  ترجمة عن الفرنسية لمقدمة كتاب جوليا كريستيفا " ثورة اللغة الشعرية"
» نظرية التلفظ عند باختين وأثرها على التحليل الدلائلي عند جوليا كيستيفا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: السيميائيات-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


النفي الشعري عند جوليا كريستيفا 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
ننجز الأشياء ظاهرة النقد مبادئ التداولية المعاصر كتاب العربية الخطاب اللسانيات على الخيام النحو موقاي بلال اسماعيل محمد البخاري مدخل الحذف النص اللغة العربي مجلة قواعد


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع