د محمد محمد يونس علي عضو شرف
البلد : ليبيا وبلاد العرب: أوطاني عدد المساهمات : 801 نقاط : 1529 تاريخ التسجيل : 25/12/2009 المهنة : أستاذ اللسانيات المشارك
| موضوع: أزمة اللغة (10) الحلول: 1- المدرس 2010-01-08, 17:23 | |
| تأليف محمد محمد يونس علي
لكي نخفف من آثار سمات التخلف المذكورة فيما سلف ينبغي الشروع في تصميم مناهج وبرامج تعالج تلك السمات المذكورة وغيرها، وربما شمل ذلك ربط قيم التربية الدينية والأخلاقية بالواقع وتوضيح أهميتها العملية ومنافعها الحيوية بدلا من الاكتفاء بتقديمها على أﻧﻬا قيم مثالية خالصة؛ إضافة إلى التوسع في تدريس التفكير النقدي في مدارسنا وجامعاتنا؛ وتطوير مناهجنا التعليمية على نحو يعطي أولوية لهذه الأمور؛ وتحسين طرائق التدريس بالعناية بالتعليم المهاري، وإقحام الطلاب في العمل بدلا من التلقين الحشوي التوجيهي، والانتقال من ﻧﻬج التعليم إلى شرعة التعلم؛ وأن نولي اهتماما بواقعنا المعاصر بدلا من التهجم على تراثنا الذي يخلو في مجمله من هذه المظاهر المتخلفة. وسنتحدث فيما سيأتي بالتفصيل عن جوانب مختلفة من عملية التدريس. 1- المدرس يعد المدرس عنصرا أساسيا في عملية التعليم؛ ولذا فإن حسن إعداده ينعكس إيجابا على وظيفته، ولاسيما إذا تضافر ذلك مع وجود الرغبة في التدريس، والإيمان برسالة نشر ٦٨٨ مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، ج ١٧ ، ع ٢٩ ، صفر ١٤٢٥ ه العربية والمحافظة عليها. ويبدو لي أن إعداد مدرس اللغة العربية يبقى ناقصا ما لم يكن ملما بأنظمة العربية الصوتية والصرفية والنحوية وكان له تصور شمولي لطرائق العربية في الدلالة على المعاني الصرفية والنحوية والمعجمية؛ لأن هذه هي المعاني الأساسية التي تنقلها اللغة، فإن لم يكن المدرس نفسه ملما بذلك؛ فكيف يتوقع منه أن يعين طلابه على إكساﺑﻬم اللغة الناقلة لتلك المعاني؟. ولعل من نافلة القول أن نذكر هنا بضرورة اطلاع المدرس على طرائق التعليم الحديثة، ومتابعة ما جد فيها، والتوسع في قراءة الكتب التربوية والنفسية المفيدة في مجال التدريس. ومن أهم الأمور التي ينبغي ألا تغيب عن بال المدرس أن اللغة ليس غاية في حد ذاﺗﻬا بل هي وسيلة للتواصل مع السابقين والمعاصرين واللاحقين، ونقل المعلومات والتأثير في الآخرين، وحفظ التراث، يقول بعض الباحثين: "للغة العربية خصوصية يحافظ عليها أهل العربية من قديم الزمان، وهي خصوصية ترمي إلى ربط الأجيال على اختلافها زمانا ومكانا بما كتب بالفصحى من تراث حضاري، وبخاصة ما تبوء من هذا التراث مكانة أدبية رفيعة. غير أن هذا القصد ينبغي أن يكون مدروسا، إلى جانب أهداف أخرى، فاللغة ليست تراثا فحسب، ولا أدبا فحسب، ولذا كان ينبغي أن نحسب نسبة معينة لعيون الأدب القديم، وأخرى لعيون الأدب الحديث، وثالثة للغة في وضعها العادي، ممثلا في كتب التاريخ والأخبار والصحافة والرواية، والرياضة، والمختبرات العلمية. وعلى هذا كان ينبغي أن ننظر إلى اللغة بوصفها وسيلة تواصل لكل الأغراض، من غير أن يستبد بنا النص الأدبي الرفيع، لنضفي عليه هالة من القداسة، التي قد يحس معها الإنسان أن اللغة إما أن تكون أدبا رفيع المستوى، وإلا فلا!" ٧٩ وقد نظرت التربية الحديثة إلى اللغة نظرة جديدة أكدت أهمي تها الاجتماعية : والوظيفية وفي هذا الصدد يشير الدكتور جودت الركابي إلى أساس تلك النظرة ويقول ٨٠ "وأساس هذه النظرة أمران: أزمة اللغة ومشكلة التخلف في بنية العقل العربي المعاصر- د. محمد محمد يونس علي ٦٨٩ ١) أﻧﻬا وسيلة اجتماعية للتفاهم بين الأفراد. ) ٢) وإﻧﻬا يجب أن تدرّس على أساس أهميتها الوظيفية في الحياة وذلك ليدرك المتعلم ) أنه يتعلم شيئا يحتاج إليه في حياته". ٨١
|
|