منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارحرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهر السوسن
عضو شرف
عضو شرف
زهر السوسن

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
879

نقاط :
1493

تاريخ التسجيل :
17/10/2012


حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي Empty
مُساهمةموضوع: حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي   حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2012-10-25, 08:09

حرية المتكلم؟
مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي

كيس فرستيغ Kees Versteegh

ترجمة : بوشعيب برامو بمراجعة المؤلف

ما يمكن عده جد ممتع في تاريخ مصطلح الاتساع هو تطوره من مصطلح تركيبي Syntactic Term خاص بمجال ضيق(17)، إلى مصطلح عام General Term يشير إلى الاختيار الفردي Individual Choice ويشير، فضلا عن ذلك، إلى مرونة اللغة العربية. يتعايش معنيا المصطلح معا، لهذا يمكن أن نجد نفس الاصطلاح في سياق مختلف جدا(18): إذ نجده في مناقشة ابن السراج التقنية للبنيات التركيبية الأصل، Original Syntactic Constructions ونجده كذلك في مناقشة الثعالبي لمختلف إمكانات الاتساع في اللغة العربية ضمن كتابه "فقه اللغة وسر العربية".



إن الفرضية الأصلية الثاوية خلق هذا العمل، هي اعتقادي أن مفهوم الاتساع يرتبط، بشكل من الأشكال، بالحرية الفردية للمتكلم. إلا أنني توصلت، الآن، إلى نتيجة مفادها أنه لم توجد أية علاقة من هذا النوع، على الأقل، في المرحلة الأولى للنحو العربي. وبالمقابل، أوحي بالحرية الفردية، إلى حد ما، في أفكار أحد النحاة، وهو تلميذ سيبويه قطرب (انظر فرستيغ 1983).

سأنطلق –حسب ما أعرف- من الورود الأول لمصطلح الاتساع والكلمات المشتقة من نفس الجذور (توسع-سعة) في كتاب سيبويه (ج1، ص108) في الفصل المعنون بـ (باب استعمال الفعل في اللفظ لا في المعنى لاتساعهم في الكلام والإيجاز والاختصار).

استعمل مصطلح الاتساع من لدن سيبويه ليشير إلى ثلاث ظواهر تركيبية Syntactic Phenomena خاصة، إذ العلاقة بينهما ليست واضحة للوهلة الأولى وهذه الظواهر الثلاث هي:

1 ـ تعويض المضاف إليه كما جاء في الآية القرآنية: "اسأل القرية" يوسف/28 (حيث بنيتها الأصل) هي: اسأل أهل القرية.

2 ـ استعمال ظرفي الزمان والمكان كمفعول به للفعل مثل:

*سرت يوما

3 ـ استعمال المصدر كمفعول به للفعل مثل:

*ضربت ضربا شديدا

لنبدأ بالتركيب الأول الذي يصفه سيبويه كحالة بسيطة للاختصار. إن التعبير اللفظي للآية هو "اسأل القرية"، لكن ماذا يقصد الله تعالى بقوله؟ (إنما يريد) "اسأل أهل القرية"، ونفس الصنيع يقع في آيات أخرى (البقرة/171، 177 سبأ/33) ولكن هناك اختلافا بين هذه الحالات والحذف العادي Ordinary Deletion، كما يشير إلى ذلك ابن السراج (الأصول، ج 2، ص255)(1)، يختفي في الحذف العادي العامل Gouverning Word من التركيب ويبقى المعمول Gouverned Word، في حين تظل العلاقة الإعرابية Declensional relationship بينهما دون أن تتغير. إلا أنه في التركيب الذي نحن بصدده، لم تفقد العلاقات الإعرابية فيه شيئا، إذ التغيير طال المعنى: في المثال المستشهد به أعلاه غرابة، لأنه لا يمكن الحديث مع القرية في الواقع الفعلي.

إذا قمنا، الآن، بإطلالة من الكتابة إلى شرح السيرافي له نلفي السيرافي يصف نفس التراكيب من خلال الحقيقة والمجاز(2). يكشف هذان المصطلحان نفس الاختلاف المحال إليه من لدن سيبويه حين يقول إن ما يقصده الله تعالى، حقا، بالآية "اسأل القرية" هو "اسأل أهل القرية". إذ يتبدى أن هناك تعارضا بين مرجع الكلمات المتلفظ بها والمرجع المقصود. حيث يشير إلى أن هذا الأخير، أي المرجع قبل أن يطاله تغيير على مستوى المعنى، يطابق الحقيقة. في حين أن مرجع الكلمات المتلفظ بها قد استعملت كمجاز، أي خروج الكلام على مقتضى الظاهر، مطابقا لما يسميه سيبويه الاتساع.

يعد التركيبان الآخريان، إلى حد ما، أكثر تعقيدا. إذ يمكن في حالة العبارات الظرفية Adverbial Expression أن يؤول النصب Accusative بطريقتين اثنتين: يمكن أن يحمل على الظرفية، وفي هذه الحالة، نكون بصدد ظرف حقيقي مثل:

*قمت اليوم

ويمكن أن يحمل على المفعولية. ونفس الشيء يقال بالنسبة للمصادر Infinitives كما في الجملة التالي:

*ضربته ضربا

يمكن أن تؤول هذه الجملة على أنها تحتوي على مفعول به ومصدر كما يمكن أن يقال إنها تتوفر على مفعولين.

إلا أن هذا الاختلاف في التأويل غير جلي في الجملة المحققة، كما تلفظ بها المتكلم، إنه خاضع للتأويل الدلالي للجملة Semantic Interpretation. بالرغم من هذه الوضعية، هناك طرف للكشف أنحن أمام ظرف كمفعول فيه أو مصدر كمفعول مطلق من جهة، أم أمام مفعول به، من جهة أخرى؟ وهي كما يلي:

1 ـ يظل، عند البناء للمجهول Passive Construction، الظرف الحقيقي أو المصدر الحقيقي محتفظين بحالة النصب، في حين يصبح المفعول به مرفوعا Nominative (نائب الفاعل) كما في:

*قيم اليوم

*ضرب ضرب.

2 ـ يتبدى في حالة الإحالة العائدة، Anaphorical référence المعنى الضمني Implied meaning للعبارات الظرفية (الزمان أو المكان)(3)، في حين يظل المفعول به مفعولا به في حالة وروده ضميرا متصلا كما يلي:

*قمت فيه

*قمته

أما في حالة المصدر فيمكن أن نستشهد بمثال لأبي حيان (شرح التسهيل، عن السيوطي، الأشباه، ج1، ص15).

*الكرم أكرمته زيدا

3 ـ يمكن لهذه العبارات (الظروف والمصادر) أن ترد في حالة الجر Genetive كما هو الحال بالنسبة لمفعول اسم الفاعل(4)، في حين تظل الظروف والمصادر الحقيقية منصوبة كما في:

*أنا ضارب الضرب زيدا

والعبارة المقتبسة من سيبويه،

*يا سارق الليلة الثوب زيدا(5).

لقد أضحت، الآن، العلاقة جلية، بين التراكيب الثلاث، مادام كل هذه الحالات تضمنت خرقا للعلاقة العادية بين الصورة Form والمعنى Meaning، أي أن هناك تعارضا بينهما، أو كما صاغها Heinrchs (1984: ص122 وما بعدها) قد خرقت الوظيفة الانعكاسية للغة. لقد عد، ضمن كتاب سيبويه، هذا الجانب من استعمال اللغة، ظاهرة طبيعية في اللغة العربية بسبب سعة هذه الأخيرة. ولقد أشير إلى كل هذه التراكيب في كتاب سيبويه بعبارات اشتقت من نفس الجذور (على السعة، اتساعا، يتسعون، توسع)(6). فالحكم على قول أينتمي إلى مقولة الاتساع أم لا يتأسس على معنى هذا القول، لهذا فإن للحس المشترك دورا كبيرا في هذا الحكم: إننا نعرف، انطلاقا من التجارب اليومية، أنه ليس من الممكن أن "نسأل القرية" أو أن "نسير اليوم" بنفس الطريقة التي نضرب بها شخصا.

سينصب اهتمامي، أولا، فيما سيأتي، على تراكيب الاتساع داخل النسق التركيبي لسيبويه، وبعد ذلك سأحاول الإجابة على سؤال آخر حول ما حدث بين سيبويه والسيرافي لتفسير الانتقال من اصطلاح الاتساع إلى ثنائية الحقيقة والمجاز. رأينا سابقا أن الاتساع استعمل في العملية التي تخرج بمقتضاها الكلمة عن الحدود من كتاب سيبويه (ج1، 89 .22) ليشير إلى ضد سعة الكلام (انظر Levin 1979: 211) لنستعمل الاصطلاح المحلي: يمكننا القول إن الكلمة تهجر منزلتها وتحتل موضعا آخر (انظر فرشتيغ 1978).

انطلاقا من تحليل Levin فحد الكلام يعني الاستعمال العادي للكلام، لكن معنى المصطلح، على الأصح، في الفقرة المستشهد بها، هنا، هو التقييد الذي تفرضه اللغة على المتكلمين –يمكن أن نحيل إلى مصطلح "ضاق" الذي يرد عادة في نفس السياق- والذي يمكن أن يترخص فيه بواسطة الاتساع. فسيبويه لا يعيد بناء التراكيب الحذفية المفترضة Supposedly Elided Construction، كما يعتقد (بعلبكي 1983: 16) في عمل الجرجاني، ولكنه –سيبويه- يعيد بناء المعنى المقصود بوصفه مختلفا عن المعنى البديهي أو العادي للقول Utterance. ويمكن أن نقول، من خلال هذه الأمثلة، إن النحوي قد شغل نفسه بالتطابق الدلالي Semantic Counterpart للفظ كعامل تفسيري Explanatory Factor لتأويل الجملة.

إن الانطباع العام الذي نستشفه من خلال هذا الاصطلاح المحلي Local Terminology يتجلى من خلال الحقل، بنية محلية، Local Structure الذي تحوم حوله الكلمات. وفي أكثر من مناسبة أشار كارتر (كارتر 1968/1974) إلى ترابط المصطلحات النحوية Grammatical Terminology والمصطلحات الفقهية Legal terminology. أتفق معه، إلى حد بعيد، في وجود هذا الترابط. لكنني أخالفه الرأي حول الأسبقية الزمنية. في نظرنا، لقد تطور المصطلح النحوي قبل توطيد المذاهب الفقهية المقننة Formalized Legal Doctrines وعلى الأقل، تطور كلا الاصطلاحين في نفس الزمن. وما أختلف فيه مع كارتر، فضلا عن ذلك، هو الهدف ومجال الاصطلاح الفقهي في النظرية والتحليل النحويين. يقول كارتر إن النحو مجموعة من القواعد التي تأمر أو توجه، في نفس الوقت، السلوك اللغوي للمتكلم، غالبا، بنفس الطريقة التي تضبط بها القواعد الأخلاقية Ethical rules سلوكه الاجتماعي (انظر كارتر 1983).

من الواضح، الآن، أن المتكلم يلعب دورا مهما في الكتاب، ويعد المصدر والمعيار الأساس على صحة الكلام. ويشارك، بطبيعة الحال، في تحقيقه. ليس هذا فحسب، بل يلعب حكمه أيضا دورا مهما في التأويل: تحليل الجملة من مستوى التحقيق (البنية السطحية) إلى البنية التحتية، كما هو باد من خلال مفاهيم مثل: استكراه، كثرة الاستعمال، وكذلك الإضمار والاختصار. وفي مستوى آخر فإن المتكلم مسؤول عن تضمين الكلام Implication speech كما توضح ذلك G.Ayoub(7). لكن قواعد النحو لا تحيل إلى المتكلم بقدر ما تحيل إلى عناصر اللغة. إن تصور اللغة كنسق تتصرف مكوناتها بشكل ذاتي (بوصفها نسق) وتتوفر على تناسق داخلي قد تم بلورته من لدن (Weil 1915). طبقا لهذه النظرة، يمكن القول إن القواعد النحوية Grammatical rules تصف سلوك العناصر اللغوية داخل النسق.

إن تعقيد الاتساع مرتبط، بشكل وثيق، بهذا التصور. إذ نجد، ضمن الفقرات التي تحيل إلى سعة الكلام (كخاصية من خصائص اللغة)، والاتساع (كفعل من أفعال المتكلمين)، إحالة مألوفة إلى تصرف العناصر(8). ولقد فسر ذلك، بشكل جلي، من لدن أبي حيان في شرح التسهيل (عن السيوطي الأشباه، ج1، ص15). وانطلاقا من عمل أبي حيان ليس لكل (مفعول به مجازا) نفس القدر من المرونة (التصرف) لينقطع عن أن يكون ظرفا ويتصرف كالأسماء الحقيقية. والتصرف في هذه الحالة، يعني القدرة على تقبل حركات إعرابية أخرى vowels، أي يأخذ صورا أو حالات مختلفة، إذ يعد هذا من متطلبات سيرورة الاتساع. وبتعبير آخر فإن الظرف الذي نحن بصدده يجب أن تكون له القدرة الذاتية على الانتقال إلى حالة الرفع State of Nominative أو إلى حالة الجر Genetive، وإلا فلن يمكنه المساهمة في التركيب الموسع(9). إن مصطلح التصرف بالإضافة إلى مصطلح التمكن الذي يناظره، يثيران صورة طبقة من الكلمات، إن صح التعبير: يحيلان إلى سلوك الكلمات داخل نسق مكاني ما.

قد استعمل مصطلح التصرف، أيضا، في أكثر من معنى صوتي Phonetic، مثلا عندما يشير إلى إبدال Permutation الجذور (الخليل عن الأزهري التهذيب، ج1، ص49)، أو عندما يقول ابن جني إن تصرف مختلف الصوامت Consonants محصور بواسطة قيود Contraints، مثل القيد على تآلف بعض الصوامت (الخصائص، ج1، 64 السطر 5 وما بعده). هذه القيود تمنع الاستعمال الحر للعناصر اللغوية "وهو الاتساع به في الأسماء والأفعال والحروف". ويمكن أن نضيف أن مصطلح التصرف ضمن المصطلحات الفقهية يشير إلى التدبير الحر Free Disposition –مرتبط غالبا بالمعنى المالي- لبعض فئات الناس في المجتمع كالعبيد والنساء(10). فضلا عن ذلك، هناك بعض الإشارات التي تومئ إلى أن لمصطلح (التصرف)، ضمن الاصطلاح الاعتزالي، ارتباطا بمفهوم الحرية.

فعلا، إنه من الضروري لفت الانتباه إلى اختلاف الاتساع/السعة من جهة، والتقدير من جهة أخرى. ففي حالة التقدير، يمثل للبنية التحتية للجملة أو يعاد بناؤها قصد تفسير التحقيق السطحي للقول. ذهنيا، ليس هناك إدراج للدلالة، التي من المفروض، أن تظل هي نفسها طوال سيرورة بناء الكلام (بعلبكي 1983). أو بتعبير آخر، إن التقدير هو السيرورة التي من خلالها تقاضي أفعال المتكلمين التي هم مسؤولون عن تحقيقها. لكن في حالة الاتساع ليس هناك شيء غير ملائم في التركيب، وليس هناك انحراف عن القواعد العادية التي تحتاج إلى تفسير: إنما هناك انزياح في المعنى.

يسترجع المعنى الفعلي أو المقصود للقول بواسطة التأويل من لدن النحوي. ويصبح هذا التأويل ضروريا لأن الاتساع يحتل مكانا في المستوى الدلالي: "اتساعا واعتمادا على المعنى" (الجراجاني، المقتصد، ج1، 100-12). من البديهي أن الاتساع، من هذا النوع، يمكن أن يقود، كذلك، إلى التأرجح Ambivalence الذي يتعين على المؤول أن يأخذه بعين الاعتبار، لأن مفهوم الاتساع انتقل من المتكلم إلى المؤول: "يتسع التأويل بحسب ما تحتمله ألفاظه من المعاني" (السيوطي الإعجاز، ج1، 305-10-12) ويمكن عد هذا أثرا سلبيا ناتجا عن الاتساع. وهذا ما نجده في مناقشة ابن جني للتوكيد الذي يلي الاسم "لرفع اللبس وإزالة الاتساع" (اللمع 34 السطر، 12 وما بعده)(11).

إن الباعث الذي يقدم، عادة، كمحفز للاتساع هو الرغبة من جهة المتكلم في الإيجاز، مادام هذا الأخير يعد أحد خصائص الكلام البليغ. ولكن هناك أكثر من حافز عام، اقتبسه السيوطي من أحد معارضيه الذين يقرون أنه يمكن أن لا يكون هناك مجاز في القرآن الكريم. لأن –المجاز- ظاهرة لا يستعملها المتكلم إلا إذا "ضاقت الحقيقة فيستعير" (الإعجاز، ج1، 246-13-15).

ينقلنا الاصطلاح المستعمل في القول المقتبس من كتاب السيوطي –الإعجاز- إلى السؤال الثاني الذي مفاده كيف يتم الانتقال من الاتساع إلى المجاز؟ أو بالأحرى كيف يتم تلاحمهما Coalescence ما دام كلاهما ظل مستعملا؟ يستخلص (Heinrichs 1984: 139) في دراسته لثنائية حقيقة/مجاز أن المجاز استعمل أصلا من لدن النحاة، إن لم يكن من لدن سيبويه، للإشارة إلى أن القرآن الكريم لا يمكن أن يؤخذ، دائما، على ظاهره. إذ يجب أن يخضع، في بعض الأحيان، إلى التأويل. وبهذا المعنى قد استعمل، لأول مرة، من لدن أبي عبيدة (توفي 210/825) للإشارة إلى لائحة طويلة من الظواهر حيث يعد الاتساع التقني واحدا منها. وهناك أمثلة أخرى تحصر الاتساع في استعمال المذكر عوض المؤنث واستعمال الجمع عوض المفرد…الخ.

ويجدر التنبيه إلى أنه في هذا السياق قد استعملت الحقيقة على أنها "المعنى الحرفي" Literal Meaning أو "التأويل الحرفي" Literal Interpretation، وليس باعتبارها "العالم الحقيقي" Real Word، "التعبير الفعلي" Actual Wording الذي سبق أن صادفناه، في مكان آخر، مرتبطا بالاتساع. وهذا، أيضا، هو معنى الحقيقة الذي استعمله المبرد (المقتضب، ج3، 105-6) الذي يقابل فيه الاتساع بحقيقة اللغة، أي المعنى السطحي للقول Surface Meaning of the Utterance أو التأويل العادي للجملة.

لقد أصبح جليا، من خلال الأمثلة التي اقتبسها أبو عبيدة، أن همه المباشر كان هو تأويل القرآن الكريم، وخاصة تلك الآيات التي لا يمكن أن تؤخذ على ظاهرها، ولكن يجب أن تمنح معنى مشتقا Undelying Meaning مختلفا. ونجد، في تفاسير القرآن الكريم، بالنسبة لهذه الظواهر، تفاسير جد بسيطة تجري في تعابير غير تقنية: "المعنى هو…" و"إنه يقصد"…الخ.

من الآن فصاعدا، اكتسب مصطلح الاتساع معنى مزدوجا. فمن جهة، كما رأينا سابقا، ظل معمولا به في التركيب التقني الموصوف هنا، ومن جهة أخرى، استعمل، أيضا، بمعنى أوسع لسيرورة الاتساع عموما. ولكي يجد المفسرون تبريرا لتأويلاتهم للقرآن الكريم كانوا يعودون، غالبا، إلى ما يسمونه "سعة" Spaciousness، "اتساع" Wideness اللغة العربية. ويعد الشافعي من الأوائل الذين استعملوا المصطلحين في رسالته (50-3-52-1). إن خاصية سعة الكلام، الاتساع هاته، تميز اللغة العربية عن كل اللغات الأخرى. وهكذا أمسى الاتساع، بهذه الصورة، يشكل قمة Topos في الكتابات العربية حول اللغة بقدر ما أضحت، كذلك، مرتبطة بخصائص أخرى كالغنى المعجمي Richness in Words (ابن فارس، الصاحبي، 12 السطر 18 وما بعده). وعليه جعل بعض المؤلفين من وجود المترادفات Synonyms في اللغة العربية دليلا على هذا الغنى(فارسي، بغداديات 533. 7-9): "توسع بالألفاظ". ويرى آخرون، أيضا –مثل قطرب (عن ابن الأنباري الأضداد ص10 وما بعدها)- في وجود الأضداد في اللغة العربية دليلا على مرونتها. ولا شك أن لهذا، هنا، علاقة بالردود على الموالين للشعوبية.

إنه من المعروف جدا أن مفسري القرآن الكريم قد استمدوا دعما مهما داخل دائرة المعتزلة. لما كان تأويل النص المقدس، من قبل، إما فعلا تقيا أو مشروعا من أجل مذهب فقهي، كانت المعتزلة تهتم بشكل قوي بالتطابق اللاهوتي للنص القرآني. إذ كانت الأولوية بالنسبة لها –المعتزلة- معارضة التأويل التجسيمي Anthropomorphic Interpretation لبعض الآيات القرآنية، وكذلك لمعارضة الجبرية Determinism التي كان بعض الفقهاء يستنبطونها من النص القرآني.

يمنح مفهوم الاتساع للمعتزلة قوة في مناقشتها للتجسيميين Anthropomorphists والجبريين، مادام قد مكنها من تقديم تأويل استعاري Metaphorical Interpretation للنص القرآني. بل الأدهى من ذلك، أنه يمكن أن ندعي أن هذا المفهوم كان منسجما جدا مع أفكارها حول دور العامل الإنساني. وأننا نعلم أن المعتزلة، في مناقشتها لأصل الكلام Origin of speech ومنزلة القرآن، تؤكد على أن كلا من اللغة والكتاب الموحى به Revelead Book ينتميان إلى العالم المخلوق، بقدر ما ينتميان إلى مجال المتكلم الإنساني(12). وحسب مذهب المعتزلة فالإنسان مسؤول عن أفعاله، إذ يؤكد بعض اللغويين مثل ابن جني والزجاجي على أن الإنسان ناطق لأنه يخلق كلامه(13). وبالمقابل، يجب أن نضع نصب أعيننا أنه لا يوجد شيء اسمه حرية الإرادة Free Will عند المعتزلة. وحرية الإرادة هاته ليست خاصية ذاتية Inherent في الإنسان، لكنه مسؤول عن تصرفاته نظرا للإرادة الإلهية التي أودعها الله فيه. في كثير من الحالات، كان أغلب المعتزلة، أكثر جبرية من نظرائهم الأرتدكسيين Orthodox(14).

مع ذلك يمكن القول إن مفهوم الاتساع، يبدو، وخاصة في مثل هذه السياقات "يتسعون في كلامهم"، كأنه يوحي بنوع من حرية الاختيار Latitude كما رغب في ترجمتها كارتر (1981: 353) إذ يبدو أن هناك اختيارا فرديا، وإن كان لا علاقة له بحرية الإرادة المشار إليها في عنوان هذا العمل. ويجب أن نضع نصب أعيننا كذلك وجود بعض التوتر في الفكر الاعتزالي بين ما هو ميتافيزيقي وما هو طبيعي، نظرا لأنه من وجهة نظر ميتافيزيقية لا يتوفر الإنسان على حرية الإرادة رغم مسؤوليته عن تصرفاته، في حين أن التجربة اليومية في العالم الطبيعي تشعرنا بأننا نتصرف بمحض إرادتنا وبأننا أحرار في تصرفاتنا. ربما، هذا هو السبب الكامن خلف شعبية مفهوم الاتساع في الكتابات النحوية ما بين القرنين (3 و4) الهجريين (الموافق 9 و10 الميلاديين). وبعد هذا كله، كان معظم نحاة هذه الفترة أهل اعتزال، وهكذا لم يكن المتكلم مقيدا كليا بقوانين الكلام Laws of speech، حيث كان بإمكانه التصرف.

رأينا، سابقا، أن مصطلح "التصرف" في الاصطلاح الفقهي يعني التدبير الحر للوسائل المالية. وحسب بعض المعتزلة فإن المصطلح نفسه استعمل للإشارة إلى نوع من توسيع الحرية في العمل بالنسبة للإنسان، مثل عند المعمر (انظر GIMARET 1986: 29) وعند عبد الجبار (انظر PETERS 1976: 114) "تصرفاتنا". وبالتالي، يمكن أن ندعي –إلى حد ما- أن مفهوم التدبير الحر قد وجد عند المعتزلة وأشير إليه بنفس المصطلح "التصرف" الذي يرد، في الغالب، مرتبطا بالاتساع.

ويمكن أن ندلي بمقتطف، كمثال مشابه، من كتاب رسالة الصحابة لابن المقفع (PELLAT 1976: 30). يؤكد فيه، في فقرة يتحدث فيها عن القوانين والقواعد التي وهبها الله للإنسان، إن هذه القواعد لم يقصد بها أن تكون نهائية، مادامت ستقيد الإنسان جدا في دينه "فضيق عليهم في دينهم". إذا كانت كل جزئية قد صيغت في قانون الشريعة الموحى بها، فسيكون من المستحيل على الإنسان أن يخضع لها بكاملها. لذلك رخص له أن يتصرف بحرية –إلى حد ما بطبيعة الحال. إن هذا النمط في التفكير قريب جدا من مفهوم الإتساع. ويمكن أن نشير إلى أن بن المقفع يستعمل نفس الفعل "ضاق" الذي يتبدى باستمرار في النقاشات حول الاتساع: يتصرف الإنسان بحرية في التعبير، ما دام غير ذلك، سيفضي به إلى تضييق سلوكه اللغوي(15).

من المحتمل، أن نجد آخر مرحلة لهذا التصور للاتساع في نظريات قطرب. رأينا، سابقا، أنه استنبط من وجود الأضداد في اللغة العربية "اتساع العرب في كلامهم" (عن ابن الأنباري، الأضداد 8. 4-9)، وهذا دليل على أن "مذاهبهم لا تضيق عليهم". نلفي نفس التفكير في نظريته حول أواخر الكلام Grammatical Endings of the Declension (عن الزجاجي، الإيضاح 70. 3-71. 7، انظر فيرشتيغ 1983). ويستدل قطرب على أنه ليس هناك أي تعالق بين الحركات الإعرابية والمعاني النحوية التي عادة ما ترتبط بها. ولما يواجه بدليل نقض Counterargument الذي مفاده أنه في هذه الحالة لا جدوى من أي تعاقب Alternation للحركات الإعرابية، ويمكن للمتكلمين أن يستعملوا حركة واحدة فقط، يرد قطرب أن العرب لا ترغب في أن يضيق عليها في اختياراتها بل تحتاج إلى نوع من الاتساع(16).

ما يمكن عده جد ممتع في تاريخ مصطلح الاتساع هو تطوره من مصطلح تركيبي Syntactic Term خاص بمجال ضيق(17)، إلى مصطلح عام General Term يشير إلى الاختيار الفردي Individual Choice ويشير، فضلا عن ذلك، إلى مرونة اللغة العربية. يتعايش معنيا المصطلح معا، لهذا يمكن أن نجد نفس الاصطلاح في سياق مختلف جدا(18): إذ نجده في مناقشة ابن السراج التقنية للبنيات التركيبية الأصل، Original Syntactic Constructions ونجده كذلك في مناقشة الثعالبي لمختلف إمكانات الاتساع في اللغة العربية ضمن كتابه (فقه اللغة وسر العربية 324 السطر 4 وما بعده)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
آمال بن غزي
مدير المنتدى
آمال بن غزي

وسام النشاط :
وسام النشاط

وسام المبدع :
أفضل خاطرة

وسام الإداري المميز

البلد :
ليبيا

عدد المساهمات :
1570

نقاط :
2344

تاريخ التسجيل :
09/01/2010

الموقع :
بنغازي

المهنة :
أستاذ جامعي


حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي   حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي I_icon_minitime2014-07-16, 00:46

حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي 463596 

 كل عام 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» قضايا النحو العربي .
» المبهمات في النحو العربي.. تساؤلات .. من يشارك ؟؟
» مشاركة شعرية في النحو العربي
»  الاساليب الانشائيه في النحو العربي
» البعد التداولي في النحو العربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: النحو والصرف-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


حرية المتكلم؟ مصطلح الاتساع والمفاهيم المرتبطة به في النحو العربي 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
الحذف كتاب المعاصر موقاي النحو النص الخطاب ننجز الأشياء اللسانيات محمد بلال العربية مدخل مجلة على قواعد اسماعيل اللغة التداولية العربي مبادئ النقد البخاري ظاهرة الخيام


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع