اليوم عيد ..!
عيد هو اللقاء ، حين تتلاقى ورود الربيع التي زرعت في تربة مالحة ، تتمرد على تربة سكنتها لتمتطي جواد الحُب حيث الشوق سيول من مياه باردة تثلج صدرينا ، ورأيت القرنفلة تعانق فراشة تشَكّلت من كل ألوان الطبيعة الزاهية ، تسلق الياسمين على كتفي ليرفع كلتا يديه براية لونِه ، معلناً أننا محبين لا شك، صباح الورد النادر لم يترك أثراً لكل أحزان السنين الماضية ، كأنها لم تكن بالأمس ، صادقت عصفور كان يناظرني من نافذة بيتنا الكرميدي الفلسطيني المُعّطر بالبخور والعود المنتسب لجنّة النعيم ، دخلت الجنّة بكلمات ، وعمّرت قصوراً من وريقات الشجر ، وسمعت حفيفاً أشبه بنغمات الناي ، فتعانقت روحينا دقائق أعدّها بالسنوات ما لبثت أن مرت كمرور العُمر حيث ينفلت رذاذ الأمنيات منه إلى خافقي المحترق ، تفاجأت أنني يمكنني فعل أي شيء "حلال" كي أنال ابتسامة شفتيه الشافية ، اليوم عيد حيث استيقظت عيناي على نغمة الكناري في الصباح الباكر ، شرعت نافذتي فانطلقت نسمات الهواء تحتضنني لم أكن أستشعرها منذ شهر ، أعددت فنجان قهوتي اليومي، نظرت في الفنجان وإذا بنحلة مبتسمة نظرت إليها بدهشة ، قالت : اليوم قهوتك لن تكون مرة ، فاليوم عيد بطعم العسل ..!

سُلطانة الأدب
الجمعة
12/6/2010م