منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةاللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجراللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصوراللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةاللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةاللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلوداللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيراللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنااللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجباللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديراللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حباللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصاراللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العربي دين
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
3

نقاط :
9

تاريخ التسجيل :
24/07/2011

المهنة :
أستاذ جامعي


اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة Empty
مُساهمةموضوع: اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة   اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2013-02-20, 10:31

اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة
                                                                      الدكتور : دين العربي
                                                                       lar_dine@yahoo.fr



لقد تميزت الفترة الأولى من حياة الدراسات اللغوية العربية بالاهتمام بموضوع ( اللحن ) الذي أصبح هاجسه يؤرق الغيورين على العربية ، فمنذ أن فتح المجتمع العربي الأبواب على مصراعيها أمام كل الأجناس بظهور دين الإسلام وانخراط العجم في المجتمع الإسلامي بفعل توسع الفتوحات الإسلامية ، بدأت اللغة العربية تتماثل لصور التأثير والتأثر ، فدفع الخوف أهل الهمة إلى استنباط النواميس التي افترضوا أنها تقيها شر الانزلاق والخروج عن صورتها المعهودة التي لطالما تغنى بها الفصحاء في مجالس عكاظ وذي المجاز ؛ ثم ساهمت المدارس النحوية في ضبط اللغة الصحيحة ، وتلتها الجهود المعجمية والمؤلفات في اللغة ، واختص بعض علماء اللغة في موضوع اللحن ، فألفوا فيه كتبا ترصد الاستعمالات الفاسدة وتشير إلى الصواب المطلوب ، وكانت هذه الجهود كلها فاعلة في زمانها ، كما كانت منطلقا للدراسات اللغوية الحديثة ، وكانت هذه الجهود كلها تختار بعض القبائل الموثوق في عربيتها منطلقا للدراسات اللغوية آنذاك ، في حين أنها أهملت قبائل أخرى اعتبارا لبعض المعايير التي تبناها الدارسون ، أساسها الخوف من اللحن بفعل الاحتكاك مع العجم .
     لا يعني أبدا أّنّ القبائل الموثوق في عربيتها لم تعرف لحنا ولم يعش بين أبنائها أحد من الموالي أو الأعاجم ، إذ ما من سبيل لإثبات ذلك ، بل إن الحقيقة التاريخية تثبت عكس ذلك تماما ، فبلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وغيرهم عاشوا في مكة ، ونالوا مراتب مرموقة في المجتمع العربي ، في زمن كانت فيه مكة مهد القبائل ، ومجمع اللهجات . إنّ لب المسألة في هذا الباب ليس لحنهم ، إذ لا يعنينا هنا أن يقول أحدهم : هَسِرَ ، بدل خَسِرَ ، أو سمْسٌ بدل شمْس ، وإنما وجودهم بين العرب ، جاء في البيان والتبيين : » فمن اللَّكِن ممن كان خطيبا أو شاعرا أو كاتبا داهيا زياد بن سلمى أبو أمامة ، وهو زياد الأعجم ، قال أبو عبيدة : كان ينشد قوله :
فَتًى زَادَهُ السُّلْطَانُ فيِ الوُدِّ رِفْعَةً  إذَا غَيَّرَ السُّلْطَانُ كُلَّ خَلِيلِ
قال كان يجعل السين شينا والطاء تاء فيقول :
فتى زاده الشُّلْتَانُ في الود رفعة
ومنهم سحيم  عبد بني الحسحاس ، قال له عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، وأنشده قصيدته التي أولها :
عُمَيْرَةُ وَدِّعْ إِنْ تَجَهَّزْتَ غَادِيًا  كَفَى الشَّيْب والإسْلام للمَرءِ نَاهِيا
لو كان شعرك كله مثل هذا لأجزتك ، قال : ما سَعَرْتُ ، يريد ما شَعَرْتُ ، فجعل الشين المعجمة سينا غير معجمة»  ، فهذه الأمثلة وغيرها مما ذكر الجاحظ وغيره ، تثبت أن اللحن استشرى بلاؤه حتى بمن نالوا مراكز راقية في المجتمع العربي وأيضا بالشعراء والبلغاء .
     فاللحن إذن أصبح جزءا من تفاصيل الحياة العادية آنذاك ، إذ لم يستشر بالعامة دون غيرهم ، بل تسلق إلى أعلى المراتب ، فنال من الأمراء والأئمة وكتاب الدواوين ، فقد ذكروا أنّ " ابن زياد كان يرتضخ لكنة فارسيّة ورثها عن أمّه ( شيرونه ) ، وكانت ابنة بعض الملوك من فارس ( يزدجر ) وغيره ، فقالوا :  »قال لرجل اتّهمه برأي الخوارج : أَهَرُورِيّ أنت ؟ « يريد : أَحَرُورِيّ أنت ؟ ، وقال في كلام له :  »مَنْ كَاتَلَنَا كَاتَلْنَاهُ « ، يريد : من قاتلنا قاتلناه ، وربّما يكون معاوية رأى أنّ القوم يعيبونه بذلك فصرف الأمر عن العيب إلى المدح فقال:  »أو ليس ذلك أظرف له ؟ «"  ، وإن صحّ ذلك فيكون معاوية لم يرد أن يُعاب عليه لحنُه وهو في تلك المنزلة .
     لقد تغلبت قريش على سائر اللهجات العربية المنتشرة في سائر البلاد ، واحتفظت لنفسها بلغة الشعر والأدب ، وقضت على لهجاتها الأولى ، "غير أنه بقي لأفراد كل قبيلة في ميدان المحادثة من لهجتهم القديمة بعض آثار ضئيلة ، ونال القرشية في ألسنتهم بعض التحريف تحت تأثير لهجتهم الأولى وعاداتهم المتأصلة في النطق ، وهلم جرا ، من أجل ذلك اختلفت لهجات المحادثة العربية بعضها عن بعض باختلاف القبائل ، وقد وصل إلينا بعض مظاهر هذا الاختلاف عن طريقين :
أحدهما : قراءات القرآن ، وذلك أن كثيرا من مظاهر الاختلاف في هذه القراءات يرجع إلى اختلاف اللهجات العربية في الأصوات أو في وزن الكلمات أو في مآخذ الاشتقاق أو في المفردات ، فالقرآن وإن نزل بلغة قريش ورد فيه كثير مما بقي من لهجات القبائل الأخرى في ألسنة أهلها ، وقرئت بعض ألفاظه على وجوه تتفق مع هذه اللهجات .
وثانيهما : ما ورد في ثنايا كتب الأدب والتاريخ خاصا بهذه اللهجات"  ، والملاحظ أن أغلب الدارسين يجمعون على أن مظاهر الاختلاف بين اللهجات لم تكن كبيرة ، فلهجة التغلبي أو البكري النازلَيْن بحدود فارس لا تختلف كثرا عن لهجة القرشي أو غيره إلا في تفاصيل صوتية أو في بنية الكلمات ، يقــول عبد الواحــد وافي : « وجــوه الخلاف بين هذه اللهجات لم تكن كبيرة ، ولكنها كانت تبدو في مختلف المظاهر اللغوية ، فمنها ما كان يتعلق بالأصوات ، ومنها ما كــان يتعــلق بالقواعد وبنية الكلمات وأوزانها وما إلى ذلك ، ومنها ما كان يتعلق بالمفردات»  ، يتبين مما سبق أن الاختلافات لم تكن عميقة إلى درجة تبتعد فيها اللهجة عن الأخرى ، وأن مظاهر هذه الاختلافات تكاد تنحصر في :
1 ـ الاختلافات الصوتية :
     الاختلافات الصوتية طبيعة لهجية ، وهي ليست حكرا على لغة العرب ، " ففي الألمانية والإنجليزية ظواهر مماثلة ، ما يدل على أن القوانين الصوتية طبيعة بشرية"  ، فطبيعي إذن أن تختلف الكلمات صوتيا جراء عوامل الإبدال والقلب وغيرهما ، ويطلق علم اللغة الحديث على هذه التغييرات الصوتية اسم Sadالقوانين الصوتية ) ، وهذه القوانين ليست مكتوبة لا في السماء ولا الأرض ، إنما هي نماذج صوتية نشأت عن عادات كلامية ناتجة عن تطورات تاريخية تصيب اللغة ، يقول أبو الطيب اللغوي : « ليس المراد بالإبدال أن العرب تتعمد تعويض حرف من حرف ، وإنما هي لغات مختلفة لمعان متفقة ، تتقارب اللفظتان في لغتين لمعنى واحد ، حتى لا يختلفا إلا في حرف واحد . قال : والدليل على ذلك أن قبيلة واحدة لا تتكلم بكلمة طورا مهموزة وطورا غير مهموزة ، ولا بالصاد مرة ، وبالسين أخرى ، وكذلك إبدال لام التعريف ميما ، والهمزة المصدّرة عينا ، كقولهم في نحو أنْ عنْ ، لا تشترك العرب في شيء من ذلك ، وإنما يقول هذا قوم وذاك آخرون»  ، يتبين من ملاحظات العلماء والدارسين أن هذه الاختلافات طفيفة بحيث قد تمس حرفا واحدا في الكلمة لينتج عن ذلك اختلاف في نطقها واتفاق في معناها .
     سجلت الدراسات اللغوية منذ القديم نماذج لهذه الاختلافات ، فذكروا أن "بعض القبائل تقيم حرفا مقام آخر ، فتقول : مَدَهَهُ عوض مَدَحَهُ ، وثِنَاء الدار عوض فِنَاء الدار ، وجَدَفٌ عوض جَدَثٌ"  ، وجملة الملاحظات فيما ذكر أن بعض القبائل تبدل الحاء هاء والفاء ثاء ، كما تبدل الثاء فاء ، وقد اشتهرت بعض القبائل بهذه الظواهر حتى سميت باسمها ، "فقيل : عَنعَنة تميم ، لأنهم كانوا يبدلون همزة أن عينا ، فيقولون : عن توسمت ، بدلا من أن توسمت ، كما قيل : قَطعة طيء ، لأنهم كانوا يقطعون اللفظ قبل تمامه ، فيقولون : يا أبا الحك ، وهم يقصدون يا أبا الحكم"  ، وهذه الاختلافات هي روح اللهجة ، إذ بها تتميز عن سائر اللهجات ، فتعطي لنفسها طابعا خاصا .
2 ـ الاختلافات في القواعد النحوية وفي بنية الكلمات وأوزانها:
     شكلت الاختلافات في القواعد النحوية مادة توجهات المدارس النحوية ، بل هي سبب وجود أكثرها ، ومن مظاهر هذه الاختلافات :"كسر أوائل الأفعال المضارعة في لهجة بهراء : يِضْرِبُ بدل يَضْرِبُ ، وإبدال ياء الذين واوا في حالة الرفع في لغة هذيل ، وإبقاء ألف هذان في حالتي النصب والجر في لغة بني الحارث بن كعب ، وبها قرئ :  إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ  ، وعدم إعمال ما في لغة تميم ، وإشباع الضمة في عين المضارع المضموم حتى يتولد عنها واو في بعض اللهجات ، فيقال : انظور بدل انظر ، ووصل واو بميم الجمع نحو : عليهمو ، وكذا الاختلاف في صيغ بعض الجموع ، كاختلافهم في جمع أسير على أسرى عند بعضهم وأسارى عند آخرين"  ، وقد وقف القدماء إزاء هذه الاختلافات موقف القبول ، ورأوا أنها لغات يُحتج بها ، وهي عندهم مادة للقياس السليم ، فلا يحق لأحد أن يرُدّها أو يحكم بخطئها ، يقول ابن جني في ذلك : « اعلم أن سعة القياس تبيح لهم ذلك ولا تحظره عليهم ، ألا ترى أن لغة التميميين في ترك إعمال ما يقبلها القياس ، ولغة الحجازيين في إعمالها كذلك ، لأن لكل واحد من القومين ضربا من القياس يؤخذ به ، ويخلد إلى مثله ، وليس لك أن ترد إحدى اللغتين بصاحبتها ، لأنها ليست أحق بذلك من رسيلتها ، لكن غاية مالك في ذلك أن تتخير إحداهما فتقويها على أختها ، وتعتقد أن أقوى القياسين أقبل لها وأشد أنسا بها ، فأما رد إحداهما بالأخرى فلا ، أولا ترى إلى قول النبي r : نــزل القــرآن بسبع لغــات كلها كاف شاف ، هذا حكم اللغتين إذا كانتا في الاستبدال والقياس متدانيتين متراسلتين»  ، فهي إذن مصدر يحتكم إليه عند الخلاف ، وهي أيضا دليل على خصب لغة العرب ، وبها قرئ القرآن الكريم .
     اعتبر القدماء تعدد الظواهر النحوية التي تشكل الاختلاف في مسائل النحو أو بنية الكلمات أو أوزانها صوابا مادام الواقع يثبت أنه جرى استعمالها من قبائل معينة ، غير أن الأخذ بالأعم الأغلب أفصح ، جاء في الخصائص : « فإذا كان الأمر في اللغة المعول عليها هكذا ، وعلى هذا فيجب أن يقل استعمالها وأن يتخير ما هو أقوى وأشيع منها ، إلا أن إنسانا لو استعملها لم يكن مخَطّئا لكلام العرب ، لكنه كان يكون مخطئا لأجود اللغتين ، فأما إن احتاج إلى ذلك في شعر أو سجع فإنه مقبول منه غير منعى عليه ، وكذلك إن قال : يقول على قياس من لغته كذا كذا ، ويقول على مذهب من قال كذا وكذا ، وكيف تصرفت الحال ، فالناطق على قياس لغة من لغات العرب مصيب غير مخطئ ، وإن كان غير ما جاء به خيرا منه»  ، فتخير الأشيع إذا أفصح ، ولو أجاز اللغويون استعمال هذه الظواهر في لغة الشعر ، لأن المألوف داخل في باب العادة .
3 ـ الاختلافات في المفردات :
     تتخذ اختلافات القبائل في الاستعمالات اللغوية أشكالا متعددة ، فبعض القبائل تتميز عن غيرها ببعض المفردات التي لا توجد ضمن الرصيد اللغوي في قبيلة أخرى ، وقد تتخذ بعض الكلمات دلالة خاصة في قبيلة ، فلا تشترك معها قبيلة أخرى في ذات الدلالة ، فمن مظاهر تميز بعض القبائل بمعجمها اللغوي ما رووه عن أبي هريرة عندما "قدم من دوس عام خيبر لقي النبي r وقد وقعت من يده السكين ، فقال له النبي r : ناولني السكين ، فالتفت أبو هريرة يمنة ويسرة ولم يفهم المراد بهذا اللفظ ، فكرر الرسول له قوله وهو يفعل فعلته الأولى ، ثم قال : ألمدية تريد ؟ وأشار إليها ، فقال له : نعم ، فقال : أوَ تسمى عندكم سكينا ؟ فوالله لم أكن سمعتها إلا يومئذ"  ، وأما من مظاهر الاختلاف في دلالات بعض الكلمات ما روي من أن "زيد بن عبد الله بن دارم وفد على بعض ملوك حمير ، فألقاه في متصيد له على جبل مشرف ، فسلم عليه ، وانتسب له ، فقال له الملك : ثِبْ ، يريد اجلس ، فظن الرجل أنه أمره بالوثوب من الجبل ، فهلك ، فقال الملك : ما شأنه ؟ فخبروه بقصته ، فقال من دخل ظفار حمَّر ، وأراد من دخل ظفار فليتعلم الحميرية وليفهمها"  ، ومن مظاهر اختلاف الدلالات أيضا :"ذو بمعنى الذي في لهجة طيء ، ومتى بمعنى من الجارة ، والخندع والقرة بمعنى الضفدع في بعض اللهجات ، والبعقوط والبلقوط وهو القصير ، والزلقوم وهو الحلقوم ، والبصاصة وهي العين ، وتمنى بمعنى تمطى في بعض اللهجات ، والصّفصف بمعنى العصفور في بعض اللهجات ، وصحب المذبوح بمعنى سلخه."  ، وقد كان الاختلاف في معاني مفردات اللغة مظهر من مظاهر الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم ، إذ ضم كلمات كثيرة من لهجات بعض القبائل لتصبح ضمن رصيد الفصحى التي شاعت بين العرب ، وهذا الجدول يبين نموذجا منها :

الكلمة معناها السورة الآية قبيلتها الأصلية
أرائك أسرّة المطفّفين 23 يمنيّة
الوزر ولد الوالد الشّرح 02 هذيل
بور هلكى الفتح 12 عمان
السّفهاء الجهّال البقرة 13 كنانة
فجاج طريق نوح 20 كندة
ربيّون رجال آل عمران 146 حضر موت
حصرت ضاقت النّساء 90 اليمامة
( كلمات وردت في القرآن الكريم بلغات قبائل عربية )  
وقد نال موضوع الكلمات التي وردت في القرآن الكريم بلهجات القبائل العربية حظا كبيرا من الدراسات اللغوية القديمة ، وألف اللغويون لهذه الكلمات مصنفات لا حصر لها .
     يتبين مما سبق أنه من الصعب إيجاد الحد الفاصل بين اللغة واللهجة ، فاللهجة التي كانت تعبر عن أغراض مجموعة بشرية قد تتطور إلى لغة قومية نتيجة تلك العوامل ، أو تموت وتنتهي لتصبح يوما لحنا في حال استعمالها ، ويرى بعضهم أنه لا يمكن أن يكون اللحن لغة أو لهجة ، غير أن الواقع أثبت عكس ذلك ، بدليل أن الشائع المستعمل صواب عند مستعمليه ولو خالف نواميس اللغة ، ألم يجمعوا رجل على رجالات عوض رجال ، والشريط على أشرطة عوض الشُّرُط والشَّرائط ؟ على أن رجالات وأشرطة صواب بحكم الشيوع والاستعمال ، كما أنه الأعم الأغلب ، فالعلاقة بين اللحن واللهجة واللغة إذن يحكمها قانون التطور اللغوي ، إذ يمكن لكل واحدة منها أن تتحول إلى الأخرى والعكس في ذلك صحيح .
     لقد نظر القدماء إلى اللحن بكثير من الحذر ، فالمعايير التي وضعوها لتصويب أو تخطيء المواد اللغوية تدل على وعيهم بجسامة الخطر الذي قد يتهدد اللغة في حال إطلاقهم العنان للموضوع دون التأسيس له وفق حدود منهج البحث المتعارف عليه في القديم ، وعلى الرغم من اختلافاتهم في المواد المصوبة في أحيان كثيرة ، إلا أن جهودهم محفوظة في هذا المجال ، لأنها شكلت الأرضية الخصبة لحركة التصحيح اللغوي الحديث ، دليل ذلك أنه ما من كتاب في موضوع التصويب اللغوي الحديث يخلو من الإشارة إلى كتب اللحن التي ألفها القدماء ، بل إن الدراسات اللغوية الحديثة تعتبر التراث اللغوي بشكل عام منطلقا مهما للبحث اللغوي في هذا الشأن .


عدل سابقا من قبل العربي دين في 2014-01-01, 16:20 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هناء الدنيا
مشرف عام
مشرف عام
هناء الدنيا

وسام الإداري المميز

المركز الأول في المسابقة الرمضانية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
681

نقاط :
957

تاريخ التسجيل :
28/01/2013

المهنة :
طالبة جامعية


اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة Empty
مُساهمةموضوع: رد   اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة I_icon_minitime2013-03-11, 20:08

اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة 463596 اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة 463596 اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة 463596
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» المصطلحات اللغوية في اللهجات العربية القديمة.doc
» الجغرافيا اللغوية واللغة العربية
» مجلة الدراسات اللغوية والأدبية
» البحث عن كتب في الدراسات اللغوية في ضوء التواصل الحضاري
» الصوتيات عند ابن جني في ضوء الدراسات اللغوية العربية والمعاصرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: فقه اللغة-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


اللحن واللهجة واللغة في الدراسات اللغوية القديمة 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
اللغة ظاهرة مبادئ الأشياء قواعد التداولية بلال العربية الحذف اسماعيل موقاي اللسانيات النص على مدخل محمد النحو النقد المعاصر الخطاب كتاب العربي الخيام مجلة البخاري ننجز


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع