منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك لسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةلسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرلسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورلسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةلسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةلسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودلسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرلسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة لسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنالسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة لسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبلسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرلسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبلسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارلسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 لسانيات النص وسيمياء اللغة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شليم محمد
عضو نشيط


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
24

نقاط :
60

تاريخ التسجيل :
29/06/2012


لسانيات النص وسيمياء اللغة Empty
مُساهمةموضوع: لسانيات النص وسيمياء اللغة   لسانيات النص وسيمياء اللغة I_icon_minitime2012-07-07, 18:24

[color:61c0=bالحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



أما بعد:

فقد تَعدَّد تعريفُ اللسانيَّات والسيمياء؛ فكلٌّ يُعرِّف هذين المصطلحين وَفق العلم الذي يتخصص فيه أو المجال الذي يسلكه، يدُلُّ على ذلك ما أُلِّفَ فيهما من مؤلفات، وإليك بعضها على سبيل المثال:

1- اللسانيات: المجال والوظيفة والمنهج، سمير شريف إستيتية.

2- قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفيَّة: البنية التحتية أو التمثيل الدلالي التداولي، أحمد المتوكل.

3- اللسانيات التطبيقية، شارل بوتون، ترجمة: قاسم المقداد محمد رياض المصري.

4- اللسانيات الاجتماعية عند العرب، هادي نهر.

5- لسانيَّات النص: نحو منهج لتحليل الخطاب الشعري، أحمد مداس.



كذلك أُلِّف في السيمياء مثل ما ألف في اللسانيات، وإليك بعض هذه المؤلفات:

1- مدخل إلى السيمياء، برنس هوكس، بيت الحكمة، الدار البيضاء، ع: 5، س: 2، 1987.

2- التحليل السيميائي للخطاب الروائي: البنيات الخطابية، التركيب، الدلالة، عبدالمجيد نوسي.

3- التأويل بين السيميائيات والتفكيكية، أمبرتو إيكو، ترجمة سعيد بنكراد.

4- التحليل السيميائي، أدواته وأبعاده، محمد مِفتاح، مجلة دراسات سيميائية أدبية لسانية، المغرب، العدد: 1، خريف 1987.

5- "ما هي السيميولوجيا"، برنار توسان، ترجمة: محمد نظيف.



وغيرها كثير، وسيُذكر في مَوضِعه إن شاء الله تعالى.



فهناك من يُعطي تعريفًا عامًّا، وهناك من يعطي تعريفًا يخص فرعًا بعينه من فروعهما، وهناك من يعرفهما حَسَبَ الاصطلاح النقدي للشعر أو الرواية أو غيرهما، وهناك من يعرفهما في إطار علم الاجتماع أو علم النفس أو المنطق... إلخ، وهناك من يعطي تصوُّرًا لهما لدى الغرب، وهناك من يذكر اصطلاحهما عند العرب والمسلمين، وهناك من يعرفهما في إطار المدارس والنظريَّات الحديثة، وهناك مَن يذكر جهود من أسهموا بدراسات في هذين المصطلحين من الهنود والإغريق والعرب والمسلمين، وهناك من يذكر جهود علماء أمثال الخليل (100 - 170 هـ = 718 - 786 م)، وسيبويه (148 - 180 هـ = 765 - 796م)، والجرجاني (ت: 471)، وابن خلدون (ت: 808)، وغيرهم، وهناك من يعرفهما عند عالم معين، مثل: وليم جونز في القرن الثامن عشر، فرديناند دو سوسور (1857 - 1913م)، الألماني فرانز بوب (1791 - 1867م)، ليونارد بلومفيلد، تشارلز بالي، ألبرت شيشهيه، تشومسكي، وغيرهم.



ومَن أراد الوقوف على مفهوم هذين المصطلحين بالتفصيل، فليرجع إلى الكتب التي أفاضت فيه، وسأذكر لك الكثير منها - إن شاء الله تعالى - لأن ذكر هذه التعريفات يطول، وهذا ما لا يتَّسع له المقام هنا.



كما تعدَّد اسمُ المصطلح؛ فاللسانيات يُطلق عليها: الألسنة، وعلم اللغة[1]، وهناك من يطلق "لسانيات النص" على: علم لغة النص، أو اللسانيات النصية، أو نحو النص[2]، وهناك مَن يُسمي "لسانيات النص": لسانيات الخطاب[3]، ويُطلَق على السيمياء: علم أسرار الحروف[4]، وعلم العلامات[5]، والسيميولوجيا[6]، والسيميوطيقا[7].



لكن رغم هذا التعدُّد في المصطلح ومفهومه، إلاَّ أنَّ هناك رابطًا يربط كل هذه التعريفات، ويجمعها في بَوْتَقة واحدة - إذا ما استثنينا مِثْلَ تعريف السيمياء بأنَّها ضرب من السِّحر[8] - ويتمثل هذا الرابط في كون موضوعها واحدًا ألا وهو اللغة، ونظرًا لطبيعة موضوع اللسانيات والسيمياء والمناهج البحثيَّة المتبعة فيهما، فإنَّهما يجمعان بين خصائص العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، ولعل هذا ما يُفسِّر لنا سبب تعدُّد المفهوم.



وبعد هذه المقدمة القصيرة التي ألقت نظرة عامة - لا بُدَّ منها - على ما كتب في مصطلحي اللسانيات والسيمياء، يأتي ذكرُ أهم التعريفات في كلٍّ منهما على حِدَة، وعلى ضوء هذه التعريفات يَتِمُّ بيانُ الفرق بين لسانيَّات الفكر ولسانيات النَّص، والمقصود بسيمياء اللغة.



أولاً: اللسانيات:

1- "تعرف اللسانيات "Linguistics":

وتُسمَّى أيضًا: الألسنة، وعلم اللغة - بأنَّها الدراسة العلمية للغة؛ تمييزًا لها عن الجهود الفردية، والخواطر، والملاحظات التي كان يقوم بها المهتمون باللغة عبر العصور"، ذكر هذا التعريف محمد محمد يونس علي في مُقدمة كتابه "مدخل إلى اللسانيَّات"، وأخذ في التفصيل فنص - تحت عنوان: فروع اللسانيات - على أن اللسانيِّين يدرسون اللغة من جوانب مُختلفة، ونتج عن ذلك:

• اللسانيات العامة.

• اللسانيات الوصفية.

• اللسانيات التاريخية.

• اللسانيات النظرية واللسانيات التطبيقية.

• فروع اللسانيات النظرية.

• اللسانيات المضيقة واللسانيات الموسعة.



وأشار إلى أنَّ للعرب والمسلمين جهودًا في اللغة مثل ما للهنود والإغريق، إلاَّ أن مؤرخي البحث اللغوي الغربيِّين كثيرًا ما يُغفِلون جهود العرب والمسلمين في هذا المجال، ورافقه الحقُّ في ذلك؛ إذ إنَّ النُّحاة العرب قد تَمكَّنوا من وَصْف العربية ووَضْع قواعدها الصرفية والنَّحوية، وشرحوا نظامها الصَّوتي، وألَّفوا المعاجم وكتب اللغة المختلفة.



2- "تُجمِع الدراسات الحديثة على أن اللسانيات أو علم اللغة "Linguistics":

علم كلي يشمل كلَّ دراسةٍ للظواهر اللغوية، وما يتصل بها من مناحي الاتصال بالعلوم الأخرى على اختلافها"، ذكر هذا التعريف عيسى برهومة في كتابه "مقدمة في اللسانيات"، وبيَّن أن العلوم الداخلية في اللسانيَّات تُقسَّم عادةً قسمين كبيرين:

• اللسانيات النظرية: وتضم علوم اللغة التي تُعنى بالظواهر اللغوية من الأصوات والصرف والنحو والدلالة... إلخ.



• اللسانيات التطبيقيَّة: وتضم العلوم التي تطبق الدَّرس اللساني النظري، كتعليم اللغات القوميَّة والأجنبية، وصناعة المعاجم، والترجمة، ومُختبرات اللغة... والذي نقصده تطبيق نتائج المنهج اللغوي.



وقد تناول تحت عنوان: فروع اللسانيات ومصطلحاتها: اللسانيات النفسية، واللسانيات الاجتماعية، واللسانيات الجغرافية، واللسانيات الإثنولوجية، واللسانيات الأنثروبولوجية، واللسانيات الحاسوبية، واللسانيات السياسية، واللسانيات التربوية.



3- اللسانيات[9]:

"فرع من علوم اللغة الحديثة، أرسى قواعدها العالم السويسري فرديناند دي سوسير 1857 - 1913م، وذلك في مُحاضراته التي أملاها على طلابه بين عامي 1907 - 1913م".



ثم بيَّن صاحب هذا التعريف أنَّ ولادة هذا العلم لدى كثير من الباحثين الغربيِّين ترجع إلى مائة سنة قبل سوسير، وذلك لدى الألماني فرانز بوب سنة 1791، 1867 م.



وتطورت على أيدي عدد من الباحثين فيما بعد، أمثال: بريس باران الذي كتب كتابه "أبحاث في طبيعة اللغة ووظائفها" سنة 1942م، وبول شوشار الذي كتب كتابه "اللغة والفكر" سنة 1956م، وتشومسكي في كتابيه: "اللسانيَّات الديكارتية"، و"الطبيعة الشكليَّة للغة" سنة النشر 1966م، وغيرهم من أمثال رومان جاكبسون وآيميل بنفنيست.



كما بيَّن أنَّ اللسانيات تقوم على اعتبار اللغة مجموعة مصطلحات أو علامات ارتضاها المجتمع؛ حتى يتيحَ للأفراد أن يُمارسوا قدرتهم على التخاطب؛ يقول دي سوسير: "اللغة نتاج اجتماعي لملكة الكلام، ومجموعة المواضعات التي يتبناها الكيان الاجتماعي؛ ليمكن الأفراد من ممارسة هذه الملكة"، وتنشأ بين الكلمة والفكرة رابطة أو تلازُم نفسي يُحدِّدُ اللسانُ باعتباره ظاهرة نفسية جماعيَّة؛ ولذلك يُفترض - بالتخاطب؛ حتى يؤدي عمله - أنْ يصل بين شخصين يملكان قدرًا مشتركًا من الأفكار والألفاظ.



وقد لَخَّص كلَّ ما ذكره في قوله: "إن ما نريد أن نصل إليه هنا هو أن اللسانيات علم من علوم اللغة يقوم على النحو ويستند إليه".



4- اللسانيات هي في المحصلة[10]:

"مناهج ونظريات تمثل بمجموعها أدوات بحث...".



هذه هي أهم التعريفات للسانيَّات، وهناك تعريفات أخرى وتفصيلات ضربنا عنها صَفْحًا؛ خشية الإطالة.



قطعنا كلَّ هذا الشوط؛ لنصل إلى الفرق بين لسانيات الفكر ولسانيات النص، فاسمع رعاك الله.



أولاً: ما لسانيات الفكر؟ لم أجد فيما بحثت - على كثرته - كتابًا يحمل عنوان: "لسانيات الفكر"، أو بابًا أو فصلاً أو مبحثًا أو مطلبًا، إلاَّ أنَّ لسانيات الفكر يُمكن تعريفها بأنَّها: "حقل واسع من الدِّراسات العلميَّة، يضُمُّ كلَّ فروع اللسانيات التي نصَّ عليها الباحثون أثناء كتاباتهم في الفكر اللساني"؛ إذًا لسانيَّات الفكر تتضَمَّن كلَّ التعريفات السَّابقِ ذكرُها، كما تشمل كلَّ ما كتب في اللسانيات بما في ذلك لسانيَّات النص؛ إذ هي أشمل وأعم من لسانيات النَّص - كما سيتضح من تعريفها بعد قليل إن شاء الله عزَّ وجلَّ - والعلاقة بينهما علاقة العام بالخاص؛ إذ إن لسانيَّات النص فرعٌ من فروعِ اللسانيات.



وقد تكون العلاقة بين لسانيَّات الفكر ولسانيَّات النص - أحيانًا - علاقة الخاص بالعام، وذلك إذا قصدنا بلسانيَّات الفكر: دراسة المحتوى التواصلي وما يرافقه من عناصر ووظائف لغوية لدى المتكلم والمخاطَب في النص المكتوب أو الخطاب الملفوظ.



ثانيًا:

"لسانيات النص: اللسانيات النصية: فرع من فروع اللسانيات يُعنى بدراسة مميزات النص من حيثُ حدُّه وتماسكُه ومحتواه الإبلاغي (التواصلي).



يُحدد هذا النص محاور اللسانيات النصية في النقاط التالية:

• الحد والمفهوم وما يتصل بهما.



• المحتوى التَّواصُلي وما يرافقه من عناصر ووظائف لُغوية داخل مقام تواصلي.



• التماسك والاتساق أو ما نصطلح عليه بالنصية مُقابلاً للمصطلح الغربي "Textualite"؛ لأن الاصطلاحات السابقة ليست إلاَّ عناصر تندرج داخلها.



تحتل مسألة النصية هذه مكانًا مرموقًا في البحث اللساني؛ لأنها تجري على تحديد الكيفيَّات التي ينسجم بها النص (الخطاب)، فهو كوثيقة مكتوبة أو ملفوظ أو تلفُّظ حاضر المرجعُ الأول لكل عملية تكشف عن الأبنية اللُّغوية، وكيفية تماسكها وتجاورها من حيث هي وحدات لسانيَّة، تتحكم فيها قواعد إنتاج متتاليات مبنية، يشترك تحليل الخطاب ولسانيات النص - كقطاعين لسانيين - في الكشف عنها"[11].



وهناك من يستعمل لسانيات النَّص كمرادفٍ لنحو النَّص، ويُعرفه بأنه: "نحوٌ يتَّخذ النَّص كلَّه وحْدَة للتحليل وليس الجملة، كما كانت الحال في الأنحاء السابقة عليه"، ويستعملها كذلك مرادفًا لعلم لغة النَّص، ويعرفه بأنه: "تجاوز الدراسة اللُّغوية مستوى الجملة إلى مستوى النص، والربط بين اللُّغة والموقف الاجتماعي".[12]



وقد أشار بعض الباحثين إلى وجود مُعالجةٍ للنص تدخل في إطار لسانيَّات النص، إلاَّ أن هناك تبايُنًا في هذه النقطة بين اللسانيين، تبعًا للتعدد والتباين في المدارس اللغوية؛ حيث يختلف لديهم تعريفُ النص، وقد أدخل د. سعيد البحيري معالجة النَّص في إطار لسانيات النص، بشرط عدم اقتصارها على الجانب التركيبي، وإنَّما تتعداه بإدراج الجانبين: الدلالي، والمقامي.[13]



ويتلخَّص الفرق بين لسانيَّات الفكر ولسانيَّات النصِّ فيما يأتي:

1- "لسانيات الفكر" لم أجدْ مَنِ اتَّخذ هذا اللفظ مُصطلحًا، وجرى عليه استعماله، إلاَّ أنه يُقصد به: اللسانيات بفروعها وعلومها ومناهجها ومدارسها المختلفة... إذ كل هذا يمثل لسانيات الفكر.



أما لسانيات النص فمصطلح أفرد له اللسانيُّون كُتُبًا، وحدَّدوا موضوعه، ووضعوا له تعريفاتٍ، واتَّبعوا فيه مناهجَ بَحث مُعينة.



2- لسانيات الفكر بهذا المعنى السابق ذكره أعمُّ وأشملُ من لسانيات النص.



3- لسانيات الفكر مجالها اللغة بكافة جوانبها وغيرها من العلوم الأخرى، أما لسانيات النَّص فمجالها النَّص ودراسته، وإن كان دراسةُ النَّص تحتاج إلى علومٍ أخرى، إلا أنَّها ليست المجال الأساسي في الدِّراسة.



4- المناهج والنظريَّات والمدارس التي عُنيت بلسانيات الفكر تختلف عن التي عنيت بلسانيات النص.



5- لسانيات الفكر أقدمُ نشأةً من لسانيات النَّص.



هذه بعض الفروق، وأتركك لتقرأ وتستنبط الكثير من الفروق بينهما، جَمَعَ الله عليك عقْلَك، ويسَّر لك كُلَّ سبيل إلى الخير.



ثانيًا: السيمياء:

السِّيمَاء والسِّيمِيَاء لفظان مُترادفان بمعنى العلامة، وقد جاء في القرآن الكريم مقصورًا هكذا: "سِيمَا" في الآيات الآتية: ﴿ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ [البقرة: 273]، ﴿ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ﴾[الأعراف: 46]، ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ﴾ [الأعراف: 48]، ﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ﴾ [محمد: 30]، ﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ [الفتح: 29]، ﴿ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ ﴾ [الرحمن: 41].



وجاء في المعاجم: السِّيماءُ والسِّيمِيَاءُ: العَلامَةُ.[14]



لسيمياء اللُّغة - كما جاء هذا اللَّفظ في السؤال - أو السيمياء في اصطلاح اللُّغويين أكثر من تعريف يوضح المقصود بها، وإليك أهم هذه التعريفات:

1- "علم أسرار الحروف"[15]، يأخذ د. بلقاسم دقَّة هذا التعريف دليلاً على قِدَمِ هذا العلم وأنه ليس وليد العصر الحديث؛ إذ يقول: "لم يكن علم السيمياء وليد العصر الحديث كما يزعُم بعضهم، بل هو قديم النَّشأة؛ فقد اهتم القُدامى من عرب وعجم بهذا الجانب من علوم اللسانيات منذ أكثر من ألفي سنة، لقد أفرد الفيلسوف أفلاطون هذا الموضوع في كتابه "Cartyle"، وأكد أن للأشياء جوهرًا ثابتًا، وأن الكلمة أداة للتوصيل، وبذلك يكون بين الكلمة ومعناها - أي: بين الدال (Signifiant) والمدلول (Signifié) - تلاؤم طبيعي (Justesse naturelle)، فلهذا كان اللَّفظ يعبر عن حقيقة الشيء، وقد أشار أفلاطون إلى ما تمتاز به الأصوات اللغويَّة من خواصَّ تعبيريَّة؛ أي: العلاقة الطبيعيَّة بين الدال والمدلول؛ ولذلك كانت الأصوات أدوات تعبير عن ظواهر عديدة، تلتقي فيها لُغات البشر باعتبارها ظاهرة إنسانيَّة.



وقد ربط علماء العرب قديمًا بين هذه المعطيات وبين ما أسْمَوه بعلم أسرار الحروف؛ أي: علم السيمياء، وقد تعدَّدت في ذلك دراسات الحاتمي، والبوني، وابن خلدون، وابن سينا، والفارابي، والغزالي، والجرجاني، والقرطاجني، وغيرهم.



ولهذا يُمكن القول: إنَّ دراسات النظام الإشاري في التراث العربي هي دراسة قديمة قدم الدرس اللساني، إلا أنَّ الأفكار والتأمُّلات السيميائية التي وصلت ظلت في إطار التجربة الذاتية، ولم تتجسد في إطار التجربة العلمية الموضوعية، ومن ثَمَّ فالمنطلقات السيميائية للدراسة العربية تنقصها الإجراءات التطبيقية الموسعة"[16].



2- "نظام السمة أو الشبكة من العلاقات النظميَّة المتسلسلة، وفق قواعد لغوية مُتَّفَق عليها في بيئة معينة"[17].



3- "عبارة عن لعبة التفكيك والتركيب، وتحديد البنيات العميقة الثاوية وراء البنيات السطحية المتمظهرة فونولوجيًّا ودلاليًّا"، وهي بأسلوب آخر "دراسة شكليَّة للمضمون، تَمُرُّ عبر الشكل لمساءلة الدَّوالِّ؛ من أجل تحقيق معرفة دقيقة بالمعنى"[18].



3- "دراسة الأنماط والأنساق العلاماتيَّة غير اللسانية"، إلاَّ أن العلامة في أصلها قد تكون لسانيَّة (لفظية)، وغير لسانية (غير لفظية).[19]



4- "علم الإشارة الدالة مهما كان نوعها وأصلها"، وهذا يعني أنَّ النظام الكوني بكل ما فيه من إشارات ورموز هو نظام ذو دلالة، وهكذا فإنَّ السيميولوجيا هي العلم الذي يدرُس بنية الإشارات وعلائقها في هذا الكون، ويدرُس من ثَمَّ توزُّعَها ووظائفها الداخلية والخارجية.[20]



5- "إن السيمياء أو السيميولوجيا كما عرَّفها فرديناند دوسوسير هي: عبارة عن علم يدرس الإشارات أو العلامات داخل الحياة الاجتماعيَّة"[21].



هذه التَّعريفات بجملتها توضِّح المقصود بسيمياء اللغة، وهناك تفصيلات كثيرة، وتعريفات لا علاقة لها باللغة - لا يتسع المقام لذكرها.



وفي النهاية أذكر بعضَ الكتب؛ رجاء أن تفيدَ القارئ الذي يريد التعمُّق في هذا الموضوع، إضافةً إلى ما أشرتُ إليه من مصادرَ ومراجع سابقة:

1- اللسانيات وآفاق الدرس اللغوي، أحمد محمد قدور.

2- "قاموس اللسانيات"، و"مراجع اللسانيات"، عبد السلام المسدي.

3- أثر اللسانيات في النقد العربي الحديث، توفيق الزيدي.

4- المرجع والدلالة في الفكر اللساني الحديث، تودوروف.

5- لسانيات النص: نحو منهج لتحليل الخطاب الشعري، أحمد مداس.

6- التأويل بين السيميائيات والتفكيكية، إمبرتو إيكو، ترجمة: سعيد بنكراد.

7- "مصطلحات النقد العربي السيميائي: الإشكالية والأصول والامتداد"، د. مولاي على بوخاتم.



أسأل الله أن يرزقنا العلم والعمل به، وأن يُرِيَنا الحق حقًّا ويرزقنا اتِّباعه، وأن يُرِيَنَا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه؛ ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].


[1] راجع مقدمة "مدخل إلى اللسانيات"، محمد محمد يونس علي، دار الكتاب الجديد المتحدة، ط1، 2004.

[2] "البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية"، د. جميل عبدالمجيد، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998، (ص: 66).

[3] راجع "لسانيات النص: نحو منهج لتحليل الخطاب الشعري"، أحمد مداس، عالم الكتب الحديث، ط1، 2007، (ص: 5)، و"لسانيات النص: مدخل إلى انسجام الخطاب"، محمد خطابي، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان، ط1، 1991، (ص: 5).

[4]راجع "مقدمة ابن خلدون"، عبدالرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون، الفصل التاسع والعشرون بعنوان: علم أسرار الحروف، (1/307).

[5]راجع "فرديناند دي سوسير: أصول اللسانيات الحديثة وعلم العلامات"، جوناثان كلر، ترجمة: د. عز الدين إسماعيل، المكتبة الأكاديمية، الدقي ، القاهرة، ط1، 2000، (ص: 72، 157، وغيرهما).

[6]راجع السابق، (ص: 157)، و"ما هي السيميولوجيا"، برنار توسان، ترجمة: محمد نظيف، أفريقيا الشرق، بيروت، لبنان، ط2، 2000، (ص: 9).

[7] راجع "العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي"، محمد فكري الجزار، و"السيميوطيقا وفلسفة اللغة عند كاسيرر، محمد مجدي الجزيري.

[8] راجع "حاشية كتاب التوحيد"، عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، (30/6).

[9] راجع "موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1-29"، جمع وإعداد: علي بن نايف الشحود، (13/471 - 472).

[10] راجع "أرشيف ملتقى أهل التفسير (5)"، إعداد: أبو محمد المصري، أدخله للشاملة أبو زرعة حازم من أعضاء ملتقى أهل الحديث، (1/3141).

[11] "لسانيات النص: نحو منهج لتحليل الخطاب الشعري"، (ص: 3).

[12] "البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية"، (ص: 66).

[13] السابق، (ص: 69).

[14] انظر مادة: "سوم": "القاموس المحيط"، محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، (1/1452)، و"التوقيف على مهمات التعاريف"، محمد عبدالرؤوف المناوي، تحقيق: د. محمد رضوان الداية، دار الفكر المعاصر, دار الفكر، بيروت, دمشق، الطبعة الأولى، 1410هـ، (1/420)، و"المحكم والمحيط الأعظم"، أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي (ت: 458هـ)، تحقيق: عبدالحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت، 2000م ، (8/626)، و"المخصص"، أبو الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده، تحقيق: خليل إبراهيم جفال، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى، (1417هـ = 1996م)، (5/49)، و"المعجم الوسيط"، تأليف: إبراهيم مصطفى، أحمد الزيات، حامد عبدالقادر، محمد النجار، تحقيق: مجمع اللغة العربية، دار الدعوة، (1/466)، و"لسان العرب"، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، مرفق بالكتاب حواشي اليازجي وجماعة من اللغويين، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى، (12/314).

[15]راجع "مقدمة ابن خلدون"، الفصل التاسع والعشرون بعنوان: علم أسرار الحروف، (1/307).

[16] "أرشيف ملتقى أهل الحديث (4)" مُتضمِّنٌ "علم السيمياء في التراث العربي"، د. بلقاسم دقَّة، (1/608).

[17] السابق نفس الصفحة.

[18] السابق نفس الصفحة.

[19] السابق نفس الصفحة.

[20] السابق،(1/609).

[21] السابق نفس الصفحة، و"فرديناند دي سوسير: أصول اللسانيات الحديثة وعلم العلامات"، (ص: 157)، و"ما هي السيميولوجيا"، (ص: 9). لسانيات النص وسيمياء اللغة 33534 lue]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

لسانيات النص وسيمياء اللغة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» النص الأدبي بين لسانيات اللغة وعلم الجمال في (علم النص)
» تحليل الخطاب من لسانيات الجملة الى لسانيات النص
» نحو النص أو لسانيات النص: د.عبد الرحمان بودرع
» في تحليل الخطاب / لسانيات النص
» لسانيات النص

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: تحليل الخطاب و لسانيات النص-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


لسانيات النص وسيمياء اللغة 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
النص الخطاب ظاهرة اللسانيات محمد اللغة مدخل موقاي العربية النقد الخيام التداولية مجلة قواعد ننجز الحذف الأشياء البخاري كتاب النحو على العربي بلال مبادئ اسماعيل المعاصر


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع