[ معاجم التعليمية اللغوية
أحمد سعدي
قسم اللغة العربية
جامعة حسيبة بن بوعلي/ الشلف / الجزائر
يعتبر الكتاب المدرسي في كل مرحلة من مراحل التعليم الأرضية الصلبة التي يقف عليها كل من المعلم والمتعلم ، وللتعليمية اللغوية خصوصياتها الإجرائية والتوثيقية ، ولعل أهم وثيقة تعتمد عليها التعليمية اللغوية هي كتاب القراءة الذي يتضمن برنامجا قرائيا يتكون من نصوص مختارة بناء على مضامينها التربوية ومعجمها المراد تعليمه .
ولكننا نلاحظ في التعليمية اللغوية وخصوصا تعليمية اللغة العربية عدم الاهتمام بالمعجم اللغوي التعليمي ، سواء من حيث الضبط والتحديد أو من حيث االاعتماد على معجم تعليمي مقرّر ، إذلا يعرف التلميذ ولا المعلم المادة المعجمية المبرمجة لكل طور من أطوار التعليم اللغوي ، وعدم الاهتمام بالمعجمم،أو ما يسمى بالثروة اللغوية ،يجعل المتعلم يشعر بالرتابة عندما لا يتعلم كلمات جديدة ، أو لا يعرف ماهي الكلمات الجديدة التي ينبغي عليه تعلمها واستعمالها ، والكلمات التي عليه أن يراجعها للامتحان ، أو التي عليه أن يستعملها في التعبير .
و في الغالب يركز معلم اللغة على دروس النحو والصرف والبلاغة على حساب المعجم ، ويطالب المتعلمين بالقيام بنشاطات تعبيرية كتابية وشفاهية دون تعيين أو تحديد الكلمات المختارة التي ينبغي وضعها في سياق تعبيري محدّد. مع عدم ملاحظة الفقر المعجمي الشديد الذي يعاني منه متعلم اللغة في بداياته الأولى ويبقى المتعلم مستمرا على هذه الحالة ، ويبقى المعلّم مستمرا على هذه لطريقة،وعلى هذه الممارسة السلبية،غير البيداغوجية، لمدة سنوات يكون أثرها وخيما على المتعلمين ، متمثلا في القصور اللغوي والعجز عن التعبير بسبب هذا الفقر المعجمي .
وهناك عدة طرق لرفد المتعلم بالرصيد المعجمي المنشود في كل مرحلة من مراحل التعليمية اللغوية منها :
- 1- استخلاص الثروة اللغوية التي يتضمنها كل نص في عنصر مستقل من عناصر الدرس يسمّى شرح الكلمات الجديدة ، وتسترجع هذه الكلمات لتستعمل في التطبيقات والتمارين والتعبيرليألفها المتعلم ويخزنها في ذهنه لتدخل في كلامه المنطوق والمكتوب .
- 2- تذييل كتاب الفراءة بملحق أبجدي يشتمل على شرح كل الكلمات الجديدة التي يستهدف كتاب القراءة تعليمها حتى يتمكن المتعلم من مراجعتها باستمرار ، خاصة إذا علم أن الكلمات التي يطلب منه شرحها ووضعها في جملة أثناء الاختبارات لن تكون إلا من هذا المعجم اللغوي المبرمج والمحدد ، وقد وجدنا هذه الطريقة مستعملة كثيرا في تعليمية اللغة الألمانية وقد استفدنا منها كثيرا ، وربما هي مستعملة أيضا في تعليمية لغات أجنبية أخرى .
- 3- وضع معاجم مرحلية لتعليمية اللغات ، خاصة بكل مرحلة من مراحل التعليم، يراعى فيها سن المتعلم ، وإعطاء أولوية لمعاجم الأطفال والمتمدرسين،لأن التعليمية اللغوية تكون في سن الطفولة والشباب ،وهو سن التمدرس.
- 4- في تعليمية اللغات الأجنبية يتم الاعتماد في الغالب على المعاجم ثنائية اللغة، أو معاجم الترجمة ، ذات المدخلين من اللغة الأم أو اللغة الأولى إلى اللغة المنشودة أو اللغة الثانية ، ومن اللغة المنشودة أو اللغة الثانية إلى اللغة الأم أو اللغة الأولى.
إن اهمال المعجم التعليمي في أي مرحلة من مراحل التعليم اللغوي يؤثر سلبا على الاكتساب اللغوي ،ويجعل المعجم الذهني للمتعلم ضحلا لا يتناسب مع مستواه الدراسي ومع سنه،وربما حتى مع مستواه الدراسي،أو مع الشهادة العلمية التي يحملها .