وقف أمام الحضور الجالسين وهم يستمعون لشروحاته عن مسجد ولاية بيسيكوتان بكوالالمبور بماليزياmasjid wilayah persekutuan kuala lumpur، ومما قاله: دخل فوج من السياح للاطلاع على المسجد ومرافقه فلما دخلوا ساحة المسجد الفسيحةـسأل أحدهم أين إلهكم الذي تعبدونه؟_فتعالت ضحكات الحضور_قال:هذا لايدعو للضحك، إنه تقصيرنا في نشر الإسلام والدعوة إليه. لقد ظن هذا الزائر أن إله المسلمين يكون منتصبا في ساحة المعبد كما عند البوذيين وغيرهم.
كان هذا موقفا من المواقف الحضارية من أحد قيمي مسجد عظيم في ماليزيا ولعله أكبر مسجد في آسيا، ومما ذكره لنا أن هذه المعلمة يراد لها أن تكون مجالا لسياحة إيمانية للمؤمنين، ووسيلة دعوية لغير المؤمنين، عوض الاقتصار على التصوير للمشاهد والمناظر. عقبت على كلامه سائلا:إذن أنتم تعملون لسياحة روحية في العالم؟وسألته عن بلده؟فأجابني بأنه هندي مسلم.فانظر كيف جمع الإسلام أعراقا وأجناسا بسبب صلاحهم وإيمانهم وخيريتهم.
خرجنا من المسجد بعد استضافة طيبة، أُُكرمنا فيها بغذاء روحي(صلاة الجمعة)- وإن كنا لم نفهم الخطبة التي تلقى باللغة المالوية سوى مايذكر بالعربية من آيات وأحاديث- ووجبةغذاء في قاعة من قاعات المسجد الكبرى. وتم تسليمنا هدايا ومطويات معرفة بالمسجد.
ففي حين تجد في المجتمع التعارفي الطمع في السياح، وجدنا في المجتمع الحضاري الكرم ومنح السائحين الهدايا. بل والسعي لدعوتهم إلى الإسلام عبر استغلال المعالم الحضارية في ذلك.
وفي حين تخاف سرقة حذائك في المجتمع التعارفي فتضعه أمامك في المسجد في موضع صلاتك، لاخوف عليك ولا على نعليك وحذائك في ماليزيا،تضعه بجانب مدخل الجامع، والمصلون بالمآت إن لم يكن بالآلاف وتجده في مكانه،عندما تنتهي من الصلاة. وأذكر هنا واقعة حكاها لي أحدهم؛أن أستاذا ذهب إلى ماليزيا وأدخل معه حذاءه في المسجد، فنبهه أحدهم إلى عدم الحاجة لإدخاله.ذلك أن المسكين استصحب نفسيا مايقع في بلده من سرقات بالمساجد للأحذية والأمتعة.
أية تربية هذه؟ وأي مجتمع؟في ماليزيا؛ إنه المجتمع الذي عرف جوهر الدين،وتعلق بلبه،واستطاع المزج بين الأصالة والمعاصرة بامتياز.


[img][/img]