منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك أثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة أثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة أثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارأثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 أثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د. محمد أحمد
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
الأردن

عدد المساهمات :
1

نقاط :
3

تاريخ التسجيل :
03/10/2010


أثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة Empty
مُساهمةموضوع: أثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة   أثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة I_icon_minitime2010-11-07, 12:14

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم

كان للمعنى المنعكس عن مبنى القراءة الشاذة حضور واضح في عملية التماس الأوجه التسويغية لاختلاف مبناها عن مبنى القراءة المتواترة ، وقد استثمر أبو الفتح هذه الإمكانية استثمارا كبيرا في كتابه " المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها "، وما كان ذلك إلا بسبب إيمانه بوجوب التلازم بين الغاية الدلالية والصورة اللفظية المعبرة عنها – هذا من جانب - ، - ومن جانب آخر – إدراكه لحقيقة وجوب التماس وجه متقارب مقبول بين دلالة مبنى القراءة المتواترة ومبنى القراءة الشاذة ، كي لا يؤدي الاختلاف بين المبنيين إلى ما يوحي باختلاف المقاصد واختلاط الدلالات ، فتصبح بذلك محاولته التوجيهية أمرا مقبولا بصورة تفوق الاقتصار على التوجيه البنائي ومحاولة إلحاق مبناها بوجه بنائي جار وفق سنن العربية الائتلافية .

ولما كان القصد من دراسة التراث الفكري اللغوي البحث عن التصورات النظرية المطبقة فعلا في مصنفات علماء العربية دون التفات إلى التنظير حولها – إلا في حالات قليلة - ؛ نظر الباحث في النماذج الشذوذية المتشابهة ودرس الآلية التي كان أبو الفتح يعالجها بها دلاليا ، فتبيّن له أن ثمة مرتكزات دلالية يختص كل مرتكز منها بمظاهر بنائية مختلفة ، يسارع أبو الفتح بعرض هذه المظاهر عليها ، فيلحق المظهر البنائي بما يمكن أن يحتمله من تلك المرتكزات الدلالية موظفا إيّاه في تحقيق التسويغ الدلالي المنشود . وهو ما سنحاول بيانه في هذه الدراسة .





الشذوذ الصوتي :

ويقصد الباحث به ما كان حكم الشذوذ اللاحق بالقراءة الشاذة متأتيا نتيجة لاختلاف صوتي وقع في نطق بعض مفردات النموذج الشاذ ، مخالفا الحالة التي وجد الصوت عليها في النموذج المتمثل في القراءة المتواترة. والحق أن الباحث لم يستطع التوصل إلى مرتكز دلالي وظفه ابن جني في تلمسه للوجوه التي قد تصح القراءة بها وتقبل في حال كون الشذوذ نابعا من اختلاف صوتي ، ويرى الباحث أن الباعث على ذلك هو تعدد المصادر التي قد يحال الشذوذ الصوتي إليها ؛ وهي ما نحاول إجمالها في النقاط التالية :

1- اختلاف لغات العرب ؛ وأمثلته :

أ- قراءة الحسن :  الحُبك  مضمومة الحاء ، ساكنة الباء . ( 7 الذاريات ) .
يقول ابن جني : " فأما ( الحُبك ) فمخفف من ( الحُبُك ) ، وهي لغة بني تميم ، كرُسل ، وعُمد ، في رُسُل وعُمُد " . ( المحتسب 2 : 286 – 287 ) .

ب- قراءة سلاّم :  نؤتهُ منها  ( 20 الشورى ) .
يقول ابن جني : " هذا على لغة أهل الحجاز ، ومثله قراءتهم :  فخسفنا بهو وبدارهو الأرض  ( 81 القصص ) " . ( المحتسب 2 : 249 ) .

جـ- قراءة سعيد بن جبير :  صحفا منشرة  ( 52 المدثر ) .
يقول ابن جني : " أما سكون الحاء فلغة تميمية " . ( المحتسب 2 : 340 ) .

2- تعدد الصيغ ؛ وأمثلته :

أ- قراءة نصر بن عاصم :  في زجَاجَة الزَّجَاجَة  ( 35 النور ) .
يقول ابن جني : " فيها ثلاث لغات : زَجَاجَة ، وزُجاجة ، وزِجاجة : بالفتح والضم والكسر . وفي الجمع زَجاج ، وزُجاج ، وزِجاج " . ( المحتسب 2 : 109 ) .

ب- قراءة السّلمي :  إيّان يوم القيامة  ( 12 الذاريات ) .
يقول ابن جني : هذه لغة في ( أيّان ) " . (المحتسب 2 : 288 ) .

3- التغيرات الصوتية ؛ وأمثلته :

أ- قراءة طلحة :  رطبا جِنيا  25 مريم ) .
يقول ابن جني : " أتبع فتحة الجيم من ( جَنيّا ) كسرة النون " . ( المحتسب 2 : 41 ) .

ب- قراءةابن أبي إسحاق :  والمقيمي الصلاة  ( 35 الحج ) .
يقول ابن جني : " أراد المقيمين فحذف النون تخفيفا " . ( المحتسب 2 : 80 ) .


جـ- قراءة أبي حيوة :  في الحَفِرة  ( 10 النازعات ) .
يقول ابن جني : " وجه ذلك أن يكون أراد ( الحافرة ) كقراءة الجماعة ، فحذف الألف تخفيفا " . ( المحتسب 2 : 350 ) .


الشذوذ الصرفي :

ويقصد الباحث به ما كان الشذوذ فيه متأتيا نتيجة لاختلاف مبنى مفردة في القراءة الشاذة عنه في القراءة المتواترة . وكانت المرتكزات الدلالية التي وظفها ابن جني في التماس وجه معنوي يقبل به هذا الشذوذ هي :

1- الاتفاق الدلالي ؛ ومظهره تناوب الصيغ ، وأمثلته :

أ- قراءة مالك بن دينار والجحدري والأعمش :  إن ربك هو الخالق  ( 86 الحجر ) .
يقول ابن جني : " في هذه القراءة دليل على أن فعَل الخفيفة فيها معنى الكثرة كفعّل الثقيلة ، ألا ترى إلى قراءة الجماعة : الخلاّق ؟ وهذا للكثرة لامحالة . نعم وقد قرن به العليم ، وفعيل للكثرة . وكأن الخلاق الموضوع للكثرة أشبه بعليم ، لأنه موضوع لها ، فلولا أن في خَلَقَ معنى الكثرة لما عبر بخالق عن معنى خلاق" ( المحتسب 2: 6 ).

ب- قراءة الحسن :  صرَفنا  ( 36 الإسراء ) خفيف الراء .
يقول ابن جني : " ( صرَفنا ) هنا بمعنى صرّفنا مشددا على ما بيناه من قبل : من كون فعل خفيفة في معنى فعّل " ( المحتسب 2 : 21 ) .

جـ- قراءة الحسن :  تَسعٌ وتَسعون نعجة  ( 23 صاد ) .
يقول ابن جني : " قد كثر عنهم مجيء الفَعل والفِعل على المعنى الواحد ، نحو البِزر والبَزر والنَفط والنِفط ، ... فلا ينكر - على ذلك - ( التَّسع ) بمعنى التِّسع ، لاسيما وهي تجاور العشرة ، بفتح الفاء " ( المحتسب 2 : 231 ) .

د- قراءة ابن عباس :  فادخلي في عبدي  على واحد .
يقول ابن جني : " هذا لفظ الواحد، ومعنى الجماعة ، أي عبادي، كالقراءة العامة".(المحتسب2: 360).

ونرى أن أبا الفتح قد اتخذ من إمكانية الاتفاق الدلالي بين الصيغ الصرفية المختلفة مرتكزا دلاليا يحاول من خلاله تسويغ الاختلاف الواقع في مبنى القراءة الشاذة .

2- الاتساع الدلالي ؛ ومظهراه :

أ – التنكير ، وأمثلته :

1- قراءة الحسن :  اهدنا صراطا مستقيما  ( 6 الفاتحة ) .
يقول ابن جني : " ينبغي أن يكون أراد والله أعلم التذلل لله سبحانه ، وإظهار الطاعة له ، أي قد رضينا منك يا ربنا بما يقال له : صراط مستقيم ، ولسنا نريد المبالغة في قول من قرأ الصراط المستقيم ، أي الصراط الذي شاعت استقامته ، تعولمت في ذلك حاله وطريقته ، فأن قليل هذا منك زاك عندنا وكثير من نعمتك علينا ونحن له مطيعون وإلى ما تأمر به وتنهى فيه صائرون " ( المحتسب 1 : 41 ) .

2- قراءة حطان بن عبد الله :  وما محمد إلا رسولٌ قد خلت من قبله رسلٌ  ( 144 آل عمران ) .
يقول ابن جني : " هذه القراءة حسنة في معناها ، وذلك أنه موضع اقتصاد بالنبي صلى الله عليه وسلم وإعلام أنه لايلزم ذمته ممن يخالفه تبعة ، ومعلوم أن إنما موضوعه للاقتصاد والتقليد ، فلما كان موضع اقتصاد به وفك ليد الذم عن ذمته وكان من مضى من الأنبياء – عليهم السلام – في هذا المعنى مثله لاق بالحال تنكير ذكرهم بقوله :  قد خلت من قبله رسلٌ  . وذلك أن التنكير ضرب من الكف والتصغير كما أن التعريف ضرب من الإعلام والتشريف " . ( المحتسب 1 : 168 ) . ويدعم ذلك قول صاحب البحر المحيط :
" ووجهها أنه موضع تبشير لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في معنى الحياة ومكان تسوية بينه وبين البشر في ذلك وهكذا يتصل في أماكن الاقتضاء به بالشيء " . ( البحر المحيط : 3 : 69 ) .

ب- الالتفات ، وأمثلته :

1- قراءة الحسن :  واتقوا يوما يرجعون فيه إلى الله  ( 281 البقرة )
يقول ابن جني : " ترك الخطاب إلى لفظ الغيبة غير أنه صور فيه معنى مطروقا هنا فحمل الكلام عليه وذلك أنه كأنه قال : واتقوا يوما يرجع فيه البشر إلى الله فأضمر على ذلك فقال : يرجعون فيه إلى الله . وذلك أن العود إلى الله للحساب أعظم ما يخوّفه ويتوعّد به به العباد . فإذا قريء ترجعون فيه إلى الله فقد خوطبوا بأمر عظيم يكاد يستهلك ذكره المطيعين العابدين ، فكأنه تعالى انحرف عنهم بذكر الرجعة فقال : يرجعون فيه إلى الله . ومعلوم أن كل وارد هناك على أهول أمر وأشنع خطر ، فقال : يرجعون فيه فصار كأنه قال : يجازون أو يعاقبون أو يطالبون بجرائرهم فيه ، فيصير محصوله من بعد أي : فاتقوا أنتم يا مطيعون يوما يعذب فيه العاصون " ( المحتسب 1: 145 ) .

2- قراءة عكرمة :  وبرزت الجحيم لمن ترى  ( 36 النازعات ) .
يقول ابن جني :" أن شئت كانت خطابا للنبي – صلى الله عليه وسلم – أي لمن ترى يا محمد، أي: للناس، فأشار إلى البعض وغرضه جنسه وجميعه ، ويخصه ويخلصه محصول معناه ، فهذا كقوله تعالى :  فأبى أكثر الناس إلا كفورا  ( 89 الإسراء ). وقوله :  وما آمن معه إلا قليل  ( 40 هود ). فخرج الكلام على وجه التعظيم والتحذير حتى كأنه عام لجميع من يقع البصر عليه ، إغلاظا وإرهابا " . (المحتسب2 :351) .

وهكذا اتخذ أبو الفتح من الاتساع الدلالي وطلبه من جهة المتكلم مرتكزا دلاليا عالج من خلاله مظهرين من مظاهر الشذوذ الصرفي ، تمثل الأول في تنكير المعرفة وتمثل الثاني في التفات الضمير .

جـ- المبالغة ؛ ومظهرها الزيادة التي تطرأ على بنية المفردة في القراءة الشاذة ، وأمثلتها :

1- قراءة عمر بن الخطاب :  فتَّنَّاه  ( 24 صاد ) .
يقول ابن جني : " أما ( فتَّنَّاه ) بتشديد التاء والنون ففعَّلناه ، وهي للمبالغة . ولما دخلها معنى نبَّهناه ويقَّظناه جاءت على فعَّلناه ؛ انتحاء للمعنى المراد " . ( المحتسب 2 : 233 ) .

2- قراءة علي بن أبي طالب :  فوَسَّطن به  ( 5 العاديات ) .
يقول ابن جني : " ... ووسَّطنه – مشددة – أقوى معنى من وسَطنَه – مخففا - ، لما مع التشديد من معنى التكثير والتكرير " . ( المحتسب 2 : 371 ) .

لم يرتض أبو الفتح للزيادة الطارئة على مبنى المفردة أن تكون عارية من أي جانب دلالي ، إذ لابد أن يكون لها مقصود وغاية ، وهي المبالغة كما لحظها و أحال إليها ما كان حكم الشذوذ فيه متأتيا من زيادة على مبنى مفردة من مفردات الآية الكريمة . ونرى أن هذه المرتكزات الدلالية مختصة بتوجيه الشذوذ الصرفي ، إذ لن نراها تتكرر في توجيهه للشذوذ النحوي ، وأمر آخر وهو أن هذه المرتكزات تعالج هذا النوع من الشذوذ من خلال المظهر نفسه ، بمعنى أنه اقتصر في تحقيقه للدلالة التسويغية لخروج هذا النموذج عن النموذج الأمثل المتمثل في القراءة المتواترة على القرينة الصرفية وحدها وما يمكن أن تحتمله من معنى ، مستفيدا من السياق في بعض الأمثلة وما يمكن أن يتيحه من إمكانات دلالية .




الشذوذ النحوي:

ويقصد الباحث به اختلاف النموذج التركيبي النحوي الذي ظهرت به الجملة القرآنية في القراءة الشاذة عن النموذج الذي وجدت به في القراءة المتواترة . وكانت المرتكزات الدلالية التي وظفها ابن جني في توجيه هذا النوع من الشذوذ هي :

1- الاهتمام ؛ ومظهره البناء للمفعول ، وأمثلته :

ا- قراءة يزيد البربري :  وعلِّم آدم الأسماء كلها  ( 31 البقرة ).
يقول ابن جني : " ينبغي أن يعلم ما أذكره هنا ، وذلك أن أصل وضع المفعول أن يكون فضلة وبعد الفاعل، فإذا عناهم ذكر المفعول قدموه على الفاعل ، فإن ازدادت عنايتهم به قدموه على الفعل الناصبه ، فإن تظاهرت العناية به عقدوه على أنه رب الجملة ، ثم إنهم لم يرضوا له بهذه المنزلة حتى صاغوا الفعل له وبنوه على أنه مخصوص به ، لما كان الغرض فيه أنه قد عرفها وعلمها وآنس أيضا علم المخاطبين بأن الله سبحانه هو الذي علمه إياها بقراءة من قرأ  وعَلّم آدم الأسماء كلها  . وهذا كله يدلك على شدة عنايتهم بالفضلة حتى ألغوا ذكر الفاعل معها " . ( المحتسب 1: 65 – 66 ).

ب – قراءة ابن مسعود :  فإذا نُزل بساحتهم  ( 177 الصافات ) .
يقول ابن جني : " فأبهم ذكر الفاعل واعتمد ذكر المكان المنزول فيه ، وهذا أحد ما يدلك على أن إسناد الفعل إلى المفعول نحو : ضُرب زيد لم يكن لجهل المتكلم بالفاعل من هو ؟ البتة ، لكن قد يسند إلى المفعول ويطرح الفاعل لأن الغرض إنما هو الإعلام بوقوع الضرب بزيد ، ولا غرض معه في إبانة الفاعل من هو ؟ فاعرفه " . ( المحتسب 2 : 229 ) .

جـ- قراءة ابن مسعود  يوم يقال لجهنم  (30 قاف ) .
يقول ابن جني : " هذا يدلك على أن قولنا ضُرب زيد ونحوه لم يترك ذكر الفاعل للجهل به، بل لأن العناية انصرفت إلى ذكر وقوع الفعل بزيد ، عرف الفاعل به أو جهل ، لقراءة الجماعة  يوم نقول  ، وهذا يؤكد عندك قوة العناية بالمفعول به " . ( المحتسب 2 : 284 ) .

وجد أبو الفتح مسوغا دلاليا لاختلاف مبنى الجملة القرآنية في القراءة الشاذة عنها في القراءة المتواترة، ورأى أن الدافع الدلالي لبناء الفعل للمفعول في القراءة الشاذة هو أهمية المفعول به ، بصورة تدعو إلى حذف الفاعل معها بعد أن كان ظاهرا موجودا في الجملة القرآنية المتمثلة في القراءة المتواترة .

2- التوكيد ؛ ومظهره الاستئناف بالرفع ، وأمثلته :

أ - قراءة عبد الله بن زيد :  فاتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامُ  ( 156 آل عمران ) .
يقول ابن جني : " ينبغي ان يكون رفعه بالابتداء وخبره محذوف ، أي والأرحام مما يجب أن تتقوه وتحتاطوا لأنفسكم فيه ، وحسن رفعه لأنه أوكد في معناه ، وإذا نصبت الأرحام أو جررت فهي فضلة والفضلة معترضة للحذف والبذلة " ( المحتسب 1 : 179 ) .
ب – قراءة عمرو :  وأرجلُكم  ( 6 المائدة ) .
يقول ابن جني : " ينبغي أن يكون رفعه بالابتداء والخبر محذوف ، دل عليه ما تقدمه من قوله سبحانه  إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم  ، أي وأرجلكم واجب غسلها أو مفروض غسلها ، أو مغسولة كغيرها وكأنه بالرفع أوكد معنى وذلك لأنه يستأنف فيرفعه على الابتداء فيصير صاحب الجملة ، وإذا نصب أو جر عطفه على ما قبله فصار لحقا وتبعا فاعرفه". ( المحتسب 1 : 208 )


لمّا كان المرفوع على الاستئناف في المثالين السابقين أمرا لايجوز التساهل به أو تجاوزه ، إذ إن قطع الارحام من أعظم ما يساءل عنه العبد يوم القيامة ، وغسل الأرجل من فروض الوضوء الذي لاتصح الصلاة إلا بأدائه على الصورة الكاملة الصحيحة ؛ استثمر أبو الفتح التوكيد على هذه المعاني مسوغا دلاليا يدعم ذلك الاختلاف بين بنيتي الجملتين القرآنيتين المتواترة والشاذة ، ونلمح في طريقة معالجته الدلالية للشذوذ النحوي المتعلق ببنية الجملة كاملة استفادته من الدلالة الجديدة التي حملها المظهر البنائي التركيبي كاملا ، فالاهتمام لايمكن استشعاره أو الانتباه إليه إلا بالنظر في الجملة كاملة ، كما أن التوكيد لايظهر إلا بالنظر في صورة النموذج كاملا ، لتكون معالجته الدلالية للشذوذ النحوي منطلقة من صورة التركيب النحوي كاملا . ونلحظ استفادته من الاحتمالات الدلالية السياقية ومدى استثماره لها .

نماذج من استثمارأبي الفتح للدلالة المعجمية في توجيه القراءات الشاذة :

ثمة نوع من أنواع الشذوذ استثمر أبو الفتح في توجيهه الدلالة المعجمية ، وصورة هذا الشذوذ ماثلة فيما كان الاختلاف الواقع في مبنى القراءة الشاذة متأتيا من استبدال لفظ بآخر ، وأمثلته :

1- قراءة ابن مسعود :  إني أراني أعصر عنبا  ( 66 يوسف ) .
يقول ابن جني : " هذه القراءة هي مراد قراءة الجماعة :  إني أراني أعصر خمرا  ، وذلك أن المعصور حينئذ العنب " ( المحتسب 1 : 343-344 ) .

2- قراءة أبي سرار الغنوي :  فحاسوا خلال الديار  ( 25 الإسراء )
يقول ابن جني : " ومن ذلك ما رويناه عن أبي زيد أن أبا سرارالغنوي كان يقرأ  فحاسوا خلال الديار  بالحاء غير المعجمة . فقيل له : إنما هو  جاسوا  ، فقال : حاسوا ، وجاسوا واحد " ( المحتسب2 : 336).

3 – قراءة أنس فيما رواه أبان عنه :  وحططنا عنك وزرك  ( 2 الشرح )
يقول ابن جني : " وقرأ أنس فيما رواه أبان عنه :  وحططنا عنك وزرك  ، قال : قلت يا أبا خمزة :  ووضعنا  ، قال : وضعنا وحللنا وحططنا عنك وزرك سواء " ( المحتسب 2 : 367 ) .


على هذه الشاكلة تضافرت القرائن الدلالية من أجل تحقيق المعنى الذي تجوز القراءة الشاذة به ، ونلاحظ مراعاة ابن جني لخصوصية كل نوع من أنواع الشذوذ الذي عالجه ، فالشذوذ الصرفي عالجه من خلال دلالات الصيغ وما تحتملها ، والشذوذ النحوي عالجه من خلال دلالت التركيب وما يمكن أن تؤدي إليه ، والاستبدال المعجمي التمس ابن جني له دلالات معجمية ، الأمر الذي ينص نصا صريحا على إدراك علماء العربية للضرورة التلازمية بين المبنى والمعنى ، وطريقة المعالجة باعتبار هذه الأسس والمرتكزات ، بطريقة منهجية ملموس ، أي أنك تلاحظ ذلك في النماذج المتشابهة أمر يدل على تقدم فكري لغوي ناضج عند علماء العربية باعتبار أبي الفتح ممثلا لهم .
والحمدلله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أثر المناسبة في توجيه المعنى في النص القرآني
» تحميل كتاب الدكتور محمد يونس : المعنى وظلال المعنى
» صدور الترجمة الفارسية لكتابي المعنى وظلال المعنى
» المعنى السيمانتيكى و المعنى البراكماتيكى
» لطائف نحوية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: منتدى اللغة العربية والقرآن-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


أثر المعنى في توجيه القراءا ت الشاذة 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
التداولية محمد النحو كتاب اللغة ظاهرة البخاري الخيام الحذف العربي النص العربية مبادئ مجلة اللسانيات بلال ننجز موقاي الأشياء على الخطاب المعاصر النقد مدخل اسماعيل قواعد


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشئ منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع