منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك المفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة المفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة المفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالمفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 المفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اسحق علي محمد
.
.
اسحق علي محمد

القيمة الأصلية

البلد :
السودان

عدد المساهمات :
81

نقاط :
207

تاريخ التسجيل :
14/09/2012

المهنة :
محاضر+صحفي


المفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف Empty
مُساهمةموضوع: المفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف   المفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف I_icon_minitime2013-01-14, 21:04

المفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف


الباحث : د . عزت محمود علي فارس
أستاذ مساعد – قسم اللّغة العربيّة

توطئة :
دوافع اختيار البحث:
بالرُّغم من اطلاعي على العديد من الكتب الأدبية والنقدية والمجلات العلمية المحكمة والدوريات، فإني لم أجد أحداً من الباحثين قد تعرض لهذا الجانب من الدراسة، الأمر الذي حفزني أن أسبر غوره وأقف على مواطنه، ولأسد فراغاً أو أضيف جديداً لبيان أهمية هذا الشاعر ومنزلته بين أقرانه من الشعراء، آخذاً بعين الاعتبار أن العديد منهم قد نثروا في أشعارهم بعض ما يدل على تأثرهم بالإسلام، ولكن يكاد يكون العباس بن الأحنف متفرداً بالكثرة الكاثرة التي بثها في شعره، حتى لا تكاد ترى قصيدة واحدة تخلو من التمثل بالإسلام قرآناً وسنةً.
وإذا كنت قد اجتزأت جانبا واحدا من جوانب أثر الإسلام في شعره، فقد هدفت إلى تحديد البحث ضمن إطار معين لا يخرج عنه، محاولة مني عدم الإطالة.
وتأتي أهمية البحث من أهمية الشاعر الذي تفرد عن غيره من الشعراء في عصره بمذهب شعري واحد هو الغزل.
منهج البحث:
إن النموذج المنهجي الذي استند إليه البحث هو المنهج الاستقرائي التحليلي، وذلك باستقراء وتحليل النصوص الشعرية التي تناولها البحث وفق حدوده وفي سياقه، وارتباط مفرداته وتراكيبه اللغوية وتأثرها بأسلوب القرآن الكريم والسنة النبوية، والاستفادة من معانيهما بإغناء تجربته الشعرية. واستفاد كذلك من المنهج التاريخي الذي تمت به بعض أحداث الماضي وفق منظور القرآن الكريم والسنة النبوية وربطهما بما يود التعبير عنه بهدف الاستفادة من أحداثهما بتجسيد علاقته بمن يحب في الجانب الذي أومأنا إليه، ومن ثم استخلاص النتائج والتوجهات التي أثرت نشاطه الشعري، فصاغت توجهه وحددت معالم شخصيته وملامحه الشعرية المميزة.
أهدافه:
سعى البحث إلى تحقيق الأهداف التالية:
 رصد الكثير من المفردات والتراكيب اللغوية التي بثها في ديوانه مقتبساً إياها من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، بتوظيفها لخدمة علاقته بمن يحب.
 التعرف على أثرها في شعره، وكيف استطاع أن يوائم ويؤالف بينها وبين شعره في إطار من الموضوعية وعدم التهتك، والالتزام بالأخلاق والقيم المرعية، دون مساس أو جرح للمشاعر.
 الوصول إلى نتائجَ واستنتاجاتٍ تسهم في إلقاء ضوء على الشاعر وشعره، وحركة الشعر وتقبل المجتمع والخلفاء لهذا الشعر في عصره.
 تنوير القارئ بالظروف التي أحاطت بالشاعر في حياته.
المصادر والمراجع:
يسعى هذا البحث من خلال الوقوف على المصادر والمراجع التي اتكأ عليها، والذي شمل مصادر أولية وثانوية، إلى بيان أهمية الشاعر وموقف هذه المصادر والمراجع في حديثها عنه. وقد وظف البحث ديوان الشاعر كمصدر أوليٍ وإطارٍ معرفيٍ، فضلاً عن القرآن الكريم وبعض كتب الحديث، في حين تضمنت المصادر والمراجع الثانوية عدداً وافراً من الكتب الأدبية والنقدية والتاريخية التي تحدثت عنه وعن عصره وقيدت ثُلةً من أشعاره.
نسبه: ينتهي نسب العباس بن الأحنف . . إلى بني حنيفة ، والدليل على ذلك قوله . .:
فإن يقتلوني لا يفوتوا بمُهْجَتي مصاليت قومي من حَنِيفة أو عِجْلِ
هو شاعر إسلامي عباسي من الشعراء المحدثين المجيدين. . . قرّظه العديد من أهل الأدب فقيل عنه : إنه شاعر مجيد رقيق الشعر . . وقد وصفه أبو الفرج:" بأنه شاعر مطبوع، له مذهب حسن، ولديباجة شعره رونق، ولمعانيه عذوبة ولطف" . .. وقال عنه ابن خلكان : كان رقيق الحاشية ، لطيف الطباع ، ومن رقيق شعره قوله : . .
يَا أَيُّها الرَّجُلُ المعذّب نفسـهُ أقصرْ فإنَّ شفاءَكَ الإقـصارُ
نَزَفَ البُكَاءُ دموعَ عينك فاستَعِرْ عينًا بعينِك دَمْعُها المْـدرارُ
مَنْ ذا يُعيُرك عَيْنَه تَبْكي بِهَـا أَرَأَيْتَ عَيْنًا للبُكاءِ تُعــارُ؟
وقد حكى أبو الحاتم السجستاني عن الأصمعي أنه أُنشد للعباس بن الأحنف . .:
أتأذنــون لصبٍّ في زيارَتِكم فَعِنْدَكم شَهَواتُ السَّمْعِ والبَصَرِ
لا يُضْمرُِ السَّوءَ إن طالَ الجلوسُ به عفُُّ الضّميرِ ولكن فاسِقُ النَّظَرِ
فقال : ما زال هذا الفتى يُدخل يده في جرابه فلا يُخرج شيئا حتى أدخلها فأخرج هذا ، ومن أدمن طلب شيء ظفر ببعضه . فقال ابراهيم بن العباس : أنا لا ادري ما قال الأصمعي ، ولكن أنشدك للعباس ما لا تدفع أنت ولا غيرك فضله ، ثم أنشدني قوله : . .
والله لو أَنَّ القلوبَ كَقَلْبِها ما رَقَّ للوَلَدِ الضَعيفِ الوالِدُ
قال عنه ابراهيم بن العباس . .: ما رأيت كلاما مُحدثا أجزل في رقة، ولا أصعب في سهولة ، ولا أبلغ في إيجاز من قول العباس بن الأحنف :
تعالَيْ نجدّدْ دارسَ العَهْدِ بينَنَا كِلانا على طُولِ الجَفاءِ مَلُومُ
وقال عنه عبد الله بن المعتز:"لو قيل لي ما أحسن شيء تعرفه؟ لقلت: بيتا العباس بن الأحنف . .:
قَدْ سَحَّبَ النَّاسُ أذيالَ الظُّنون بِنَا وَفَرَّقَ الناس فَيِنَا قَوْلُهُمْ فرَقاً
فجاهِلٌ قَدْ رَمَى بالظَّنِّ غَيْرَكُمُ وَصَادَقٌ لَيْسَ يَدْري أَنَّه صَدَقَا
وقد تحدث عنه عبدالله بن المعتز في كتابه طبقات الشعراء . .: واصفا إياه بأنه أحد المطبوعين، كاد يكون كلامه شعرا كله ، واضعا إياه إزاء عمر بن أبي ربيعة في عصره .
وهو شاعر غزل ، كل شعره غزل لا مديح فيه ولا هجاء . .، والدليل على ذلك قوله : . .
لحوُني في القَريضِ فَقًلْتُ أَلْهُو وَمَا مِنِّي الهِجَاءُ وَلا المَدِيحُ
وقد شُبِّه في غزله بأبي العتاهية في الزهد . ..
ولم يكن يتكسَّب في شعره مع أنه كثيرا ما كان يأخذ من الرشيد . وتوفي عام 192هـ على بعض الأقوال . .. كان العباس من الظرفاء ولم يكن من الخلعاء ولم يكن فاسقاً ، وكان ظاهر النعمة ، ملوكي المذهب، غزير الفكر، واسع الكلام، كثير التصرف، حتى إن سامعه لم يكن يمل كلامه ، وكان فصيحاً جميلاً ظريف اللسان لو شئت أن تقول كلامه كله شعر لقلت . .. وقد نُعت بالأمير . .. وصفه الجاحظ بقوله . .: " لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأسلسهم كلاماً وخاطراً ما قدر أن يكثر شعره في مذهب واحد لا يجاوزه لأنه لا يهجو ولا يمدح ولا يتكسب ولا يتصرف وما نعلم شاعرا لزم فنا واحدا لزومه فأحسن فيه وأكثر ". وقد كان يُغنىّ في شعره . .. عُرف عنه سرعة بديهته ويتمثل ذلك في قوله للرشيد. .:
طَافَ الهَوى في عِبَاد اللهِ كُلِهِمُ حَتَى إذا مرَّ بي من بَيِنِهم وَقَفَا
قال له الرشيد : ما الذي رأى فيك حتى وقف عليك ؟ قال : سألني عن جود أمير المؤمنين فأخبرته ، فاستحسن الرشيد جوابه ووصله .
وكان يعارض شعر غيره. .، قيل إن الرشيد نظم في الليل بيتاً فقال :
جِنانٌ قد رأيناهَا وَلَمْ نَرَ مِثْلَهَا بَشَرًا
ورام أن يشفعه بآخر فامتنع عليه ، فاستدعى ابن الأحنف ليلا وقد ذُعِر ، وأبلغه بذلك فشفعه بقوله :
يَزِيُدكَ وَجْهُهُ حُسناً إذا مَا زِدْتَهُ نَظَرًا
فقال : زدني ، فقال :
إذا مَا الَّليلُ سال عَلَـْيـ كَ بالإظْلامِ واعْتَكَرا
وَدَجَّ فَلَمْ َيكن قَمَرٌ فَأَبْـرِزْهَا تكنَ قَمَرَا
فقال له الرشيد : قد أذعرناك وأفزعنا عيالك واقلُّ الواجب أن نعطيك، وأمر له بعشرة آلاف درهم .
ولشيوع شعره كان يُتَمَثََّلُ به؛ فقد روى أحمد بن حمدون أنه كان بين الواثق وبين بعض جواريه شر ، فخرج كسلانا ، فلم أزل أنا والفتح بن خاقان نحتال لنشاطه فرآني أضاحك الفتح بن خاقان فقال : قاتل الله ابن الأحنف حيث يقول . .:
عَدْلٌ من الله أبكاني وَأَضْحَكَهَا فالحَمْد لله عدْلٌ كلُّ ما صَنَعَا
اليوَم أَبْكي عَلَى قَلْبي وَأَنْدُبُهُ قَلْبٌ أَلَحَّ عَلَيْهِ الحُبُّ فانْصَدَعَا
فقال الفتح : أنت والله يا أمير المؤمنين في وضع التمثل موضعه أشعر منه وأعلم وأظرف . وقد استشهد الثعالبي في كتابه "التمثيل والمحاضرة" بالعديد من أبيات العباس التي تمثّل بها. .. وقد وظَّف العباس بعض شعره في خدمة مولاه الرشيد ، فها هو يبعث له بأبيات شعرية كان لها الفضل في إعادة الود بين الرشيد وجاريته ماردة ، وهي أم المعتصم ، بعد أن تهاجرا، فقال العباس في ذلك . .:
العاشِقَانِ كـلاهُمـا مُتَجَنِّـبٌ وَكِلاهُما مُتَعَتِِّبٌ مُتَغَضِّبُ
صَدَّتْ مُهاجِرَةً وَصَدَّ مُهاجِرًا وَكلاهما مِمَّا يُعَالجُ مُتْعَبُ
إنّ التَّجاَنُبَ إنْ تَطَاوَلَ مِنْهُمَا دَبَّ الُسُّلوُّ لَهُ فَعَزَّ المَطْلَبُ
فَسُرَّ الرشيد بها سرورا ، ولم يستتم الرشيد قراءتها حتى قال العباس بيتين آخرين وهما . .:
لا بُدَ للعَاشِقِ مِنْ وَقْفَةٍ تَكونُ بَيْنَ الوَصْلِ والصّرْمِ
حَتَّى إذا الهْجُر تَمَادى بِهِ رَاجَعَ مَنْ يَهْوَى عَلَى الرُّغْمِ
فاستحسن الرشيد إصابته حالهما ، وقال : والله لأصالحنَّها مبتدئا على رغم ، وفعل ذلك ، وأمر للعباس بصلة سنية وأمرت له الجارية بمثلها ، وكذا فعل الفضل بن الربيع الذي طلب إلى العباس أن يقول الشعر .
وحين ينظر الباحث في ديوان العباس نظرة إمعان وتمحيص يتجلى له تأثره العميق بروح الإسلام يشيع في معظم ديوانه حيث يجيد الاقتباس من القرآن الكريم وكذا من السنة النبوية، فبدا تأثر أسلوبه بأسلوب القرآن الكريم بوضوح من خلال تلك الاقتباسات الكثيرة، والنحو منحاه في التعبير والدلالة معنىً ولفظاًً، حتى لتأخذه الدهشة لشدة تفاعله مع الفكر الإسلامي وقيمه، واستيعابه لمعانيه، واستقصاء العديد من المفردات الدينية، وتمثلها في شعره، واستخدامها بحسن تأتِّ وجميل استيعاب، ووضعها في محلها من شعره، وحسن توظيفه لها، واستفادته من القصص القرآني ، فوجدتني مشوقاً إلى إعداد هذا البحث لتتبع مواضع اثر شيوع روح الإسلام في شعره .
وقد بدا ذلك واضحا في تدرجه بتمثل الفكر الإسلامي ، تدرجا يلاحظ في المفردات اللغوية التي وظفها أحسن توظيف بما يتناسب والإسلام ، وفهم علاقة تلك المفردات بواقعها الإسلامي، وقيمتها الاجتماعية وارتباطها بما يريد أن ينقله إلى محبوبته وأسلوب شفاف ينم عن نفس صافية طبعها الإسلام بطَابِعِه.
أولا : في مجال التشكيل اللغوي باستخدام المفردات القرآنيّـة: نرى في ديوانه كلمات عديدة ذات سمات إسلامية كاستخدامه :
لفظة "أجاجا" في قوله . .:
يَكونُ أُجَاجًا دونَكُمْ فإِذا انْتَهىَ إِلَيْكُم تَلقَّى طِيَبكُمْ فَيِطيبُ
من قوله سبحانه . .:" وهو الذي مَرَجَ البحرينِ هَذا عَذْبٌ فُراتٌ وهَذا مِلحٌ أُجَاجٌ وجعل بينهما برزخا ً وحِجراً محجوراً "، إلا أن الشاعر جعل الأجاج يطيب من طيب الحبيب،مما يشي بمعنى مجازي من طرف خفي..
ويورد لفظة "أكناف " حيث يقول . .:
لنا جارةٌ بالمِصْرِ تُضْحِي كَأَّنها مُجَاورَةٌ أًكْنَافَ جَيْحانَ وَالدّرْبَا
مستمداً ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس". . . فاستخدم المفردة بلفظها ومعناها.
ويورد لفظة "الباطل " بمفهومها الإسلامي فيقول . .:
وانْ كُنْتِ قد بُلِّغت يا فوزُ باطِلا تُقُوِّل عني فاسمعي ثم عاتبي
ولا تعجلي بالصَّرمْ حتى تَبَيَّني أقولَ مُحقٍّ كان أم قولَ كاذب
ونرى في البيت الثاني استعارته من كتاب الله كذلك حيث يقول سبحانه. .:" يا أيها الذين آمنوا إنْ جَاءَكُم فاسقٌ بِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا ".
وكذلك قوله . .: بَلغُوها باطِلاً فانْصَرَفَتْ نَفُسها عَنِّي بظن واتّهــامْ
مستمدا ذلك من كتاب الله سبحانه. .:" ولا تَلبِسُوا الحَقَّ بالباطِلِ وَتَكْتُموا الحقَّ وأَنتُم تَعْلَمُونَ".
وواضح هنا مدى التطابق بين دلالة المفردة في موضعي الاستشهاد .
ويتناول لفظة " تبارك" في قوله . .:
بَيْضَاءُ لم يرَ مثْلَهـــا بَشَرٌ تَبَارَك مَنْ بَرَاهَــا!
وهذا من قوله سبحانه . .: "ثم خلقنا النطفَةَ عَلقَةً فخَلَقنا العَلَقةَ مضغةً فَخَلَقنا المُضغَةَ عظاماً فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فَتَبَارَكَ اللهُ أحْسَنُ الخَالِقٍين " . وقد التزم الشاعر بالمفردة ذاتها في تبارك ، على حين عمد إلى استخدام " برأ" نظير كلمة "خلق" بالمعنى دون اللفظ.
__________________
________________________________________
.
ويورد لفظة " الترف" كقوله : . .
تَأَمَّلتُها يَومَ الخَميس وَقَدْ بَدَتْ تَمَشَّى كما يمشي التَّريِفُ مِنَ النَّفَرْ
وهذا من قوله سبحانه وتعالى. . : " إنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ". ونراه هنا قد استخدم صيغة المبالغة " تريف" نظير كلمة اسم الفاعل" مترفين " .
ويورد لفظة "تعالى" في السِّياق نفسه حيث يقول . .:
وَلَسْتُ وإنْ بَدَأتَ بَقَطعِ حَبْلي عَلى حالٍ لوصْلِكُمُ بِسالِ
تَعَالى الله ما أقساكَ عَنِّي ! كذلك كلُّ طَلقِ القلبِ خالِ
آخذا ذلك بلفظه ومعناه من قوله جلّ وعلا. . :" فتعالى الله الملك الحق ". ويقف على لفظه "حرمةُ" بما تعنيه في اللغة وهو ما لا يحل انتهاكه . . ، وجمعها حرمات ، مثل قوله في مجال بيان علاقته بمن يحب وأن عليها حفظ هذه العلاقة : . .
أَفَمَا لِهذا حُرْمَةٌ مَحْفُوظَةٌ أَوَ مَا لِهذا يا فَدَيْتُكِ مِنْ جَزَا ؟
ويذكر أن حرمته عليها تقتضي ردَّ الجواب كقوله : . .
أَمَا فِي حَقّ حُرْمَتِنا لَدَيْكُمْ وَحَقّ إِخَائِنا ردُّ الجَوَابِ ؟
وينعى عليها مقاطعتها وغدرها فيقول . .:
أفَمَا لِذلَكَ حُرْمَةٌ مَحْفُوظَةٌ أُفٍّ لِمَنْ هُوَ قُاطِعٌ غَدّارُ
ويلح عليها أن ترجع إلى وصاله بحرمة ما كان بينه وبينها من الود ، فيقول . .:
بِحُرْمَةِ مَا قَد كَان بَيني وَبَيْنَكمْ من الوُدِّ إلاَّ ما رَجَعْتُمْ إلى الوَصْل
وأراه في كل هذا يصدر عن قوله سبحانه. .:" ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّم حُرُماتِ الله فَهُوَ خَيرٌ لهُ عِنْدَ رَبِّه". وينظر إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية. .:" لا يسألوني خُطة يُعَظِّمون فيها حُرُماتِ الله إلا أعطيتهم إياها " . وقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة حِجة الوداع:. . " إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تَلقْوا رَبَّكم، كحرمَة يومُكم هذا ، وكَحُرْمَة شهركم هذا".
ويرى أنَّ لقلبه حمىً استباحَه الحب فأذله، ويتمنى لو أنه لم يخلق ولم يخلق الحب ، فيقول . .:
أَبَاحَ حِمى قَلْبي الهَوى فَأَذَلَّه ألا ليَت لَم أُخْلَقْ وَلَمْ يُخلق الحُبّ
ويتفق هذا لفظا ومعنى مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم . .:"ألا وان لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى اللهِ َمَحارِمُه ".
ويستخدم لفظة "الخشوع " وفق المنظور القرآني ، فيقول. .:
سرابيلُ الملوكِ لَها جَمالٌ وَلَيسَ لَهَا إذا لُبِسَتْ بَقاءُ
رأيتُ اليأسَ يُلْبِسُني خُشُوعًا وأرجُوها فَيعوزُنِي الرَّجاءُ
وأظنُّه مستلهماً من قوله سبحانه. . :" أبْصَارُها خَاشِعَةٌ"، وقوله كذلك سبحانه. . :" وُجُوهٌ يَومَئِذٍ خَاشِعَةٌ". وقد استخدم الشاعر لفظة "الخشوع" استخداما فنيا أضفى جمالا على التركيب اللغوي.
ويعمدُ إلى مفردة أخرى وهي "الرَّحمة" ويضعها في سياق فهمها القرآني ليثير شفقة متيّمته عليه ورحمتها له ، متطلعا إلى طلب رحمة الخلق من خالقهم في صلاة الاستسقاء بقوله . .:
ألا مَنْ يَرْحَم الظَّمَآ نَ يَسْتَسْقِي فلا يُسْقَى
وحيث جفته محبوبته وضاق بذلك ذرعاً، فإنه يدعو الله أن يقبضه إلى رحمته ويأخذ روحه ما دام حاله على تلك الشاكلة فيقول. .:
يا ربِّ إنْ دَامَ ما بِي هَكَذا أبَدًا فاقْبِض إلى رَحْمَةٍ يَا خَالِقِي رُوحِي
ونلحظ أن اشتقاقات هذه اللفظة قد تكررت في ديوانه عدة مرات فيقول . .:
رَحِمَ اللهُ مَنْ دعَا لي إذا قَا مَ يُصَلِّي فإنَّني مَظلــومُ
وتنهال دموعه مبللة التراب من شدة وجده لها، مستعطفا لها أن ترحمه فيقول: . .
أَلاَ تَرْحَمينَ فَتىً مُغرَماً بِحُبِّكِ يسقي الدُّموعَ التُّرابا
ناظرا بذلك إلى قوله سبحانه. .:" أُولئِكَ يَرجُونَ رَحمَةَ اللهِ واللهُ غفورٌّ رحيمٌ ".
ويورد لفظة "زمزم"، حيث يسقى الحجيج ، وحيث "ماء زمزم لما شرب له". .، كما يقول صلوات الله وسلامه عليه ، ويضعها ضمن هذا السياق ليشفى من علله، ويورد عددا من الأبيات ينقل بها تجربته ومعاناته ، مبدعا في توظيفه لهذه اللفظة فيقول. .:
وسيروا فإن أدركتُم بي حُشَاشَة لها في نَواحي الصدر وَجْسُ دَبيبَ
فَرشُّوا على وَجهي أُفِقْ مِنْ بَليتَّي يُثيبُكُم ذو العرشِ خَيـرُ مُثيِبِ
فـإن قالَ أهلي ما الذي جئتُمُ بِهِ وقد يُحسنُ التعليلَ كـلُّ أريبِ
فقـولوا لهم جِئْناه من ماءِ زمزمٍ لنشفيَه مِنْ داءٍ بـه بِذَنُـوبِ
فَرشّوا على قبْري من الماء وانُدبُوا قتيلَ كعَـاب لا قتيـلَ حُروب
ويورد لفظة .سبحانه. بمفهومها اللغوي والديني ويحسن استخدامها وتوظيفها لتحمل المعنى الذي يرغب فيه وفق النسق القرآني ، فأحيانا يبدأ بها أبياته ، وأحيانا يدخلها في ثناياها ، وهو يربط تنزيه الله بمشيئته حيث يقول . .:
سُبحَان مَنَ لو شاء سَوَّى بيننا وأدَالَ مِنْكِ لقد أَطَلْتِ عَذابي
ويسبح الله الذي جعل الهوى ملكا لأفئدة العباد فيقول . .:
سبحـان مَـنْ جَعَل الهَوى مَلِكــا لأفئـدَةِ العـباد
مـا ذا الــذي أُضحي به وأَروُحُ فيه مِن الجِهــاد
وإذ يتأملها يوم الخميس وقد بدت تمشي مشي المترفين ، فقد سبح الله على عظيم صنعه إجلالا لجمالها الذي سفرت عنه شبيه الشمس والقمر وهذا على عادة بعض الزهاد الذين يسبحون الله عند رؤية آية من جمال الطبيعة الأخاذ الذي بثّه الله في الكون ، فيقول . .:
تأمّلتُها يومَ الخَميس وقد بَدَت تَمَشىّ كما يَمشي التَّريفُ من النَّفـَرْ
فسبَّحتُ تَعظيما لها وَجلالـةً وقد سَفَرَتْ عن مُشبهِ الشّمس والقَمَرْ
و يسبح الذي خلق الملول، حيث لا يفي بوعده -ولعل عدم وفاء الحبيب من علامات الخُلُق والدَّلال أحيانا- فهو يقول . .:
سُبْحَانَ مَنَ خَلَقَ المَلولَ مَلولا لا يَستَطيعُ إلى الوَفاء سَبيــِلاَ
ويسبح الله رب السموات العلى لما أغفله عما دهته به الأيام ، فيقول . .:
سبُحانَ رَبِّ العُلا ما كانَ أَغفَلني عَمَّا دَهَتني به الأيامُ والزَّمَــنُ
من لم يذق فرقة الأحباب ثُمَّ يَرى آثَارَهُمْ بَعدَهُم لم يَدْرِ ما الحَزَنُ
مستشعراً قول رب العزة في عدد من الآيات مثل . .:" سُبْحَانَ الذَّي أسرى بِعَبْدِه ليلاً من المسجِدِ الحَرامِ إلى المَسجِدِ الأَقصى الذي بارَكنا حولَهُ لِنُرِيَه من آياتِنا، إِنَه هو السميعُ البصيرُ". وقوله سبحانه. . :" سُبْحَانَ اللهَ عمَّا يَصِفُون ". وغيرها .
ويتناول لفظة "السخط " فيقول . .:
أَيَـــا مُعْرِضًا عَني وَلَمْ اجْتَرمْ ذَنْبــًا سِوَى أَنَّنِي أُبدي وأُخفي لَهُ الحُبَّا
سَأَنْهَــى وَلَكــِنْ لاَ أَرَاهُ يُطيعُنــِـي وَأَزْجُـرُ عَمَّا فِيهِ سُخْطٌ لَكَ القَلْبَا
وقوله. .: أََتُوبُ مِن سُخطها خَوفًا إذا سَخطتْ فإنْ سَخِطْتُ تَمادتْ ثُــم لَم تتُبِ
وذلك من قوله سبحانه . .: " أََفَمَنِ اتّبَعَ رِضْوَانَ اللهَِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِن اللهِ ومَأواهُ جهَنَمُ وبِئْسَ المَصيرُ".
ويورد لفظة " سوم" ، فيقول . .:
فَيــَا مَنْ سَامَنَيِ التّعذيــ ـب إلْحَاحًـــــا وإكْتِابـًــا
ويقول . .:
أُعِيُـذكِ أنْ تَشْقَيْ بِقَتْلي فإنَّنِي
أخَافُ عَلَيْكِ الله إن سِمْتنِي حَتْفي
مستمداً ذلك من قوله سبحانه . . : " وإِذ نجَّيناكُم مِّن آلِ فِرعَونَ يَسومونَكم سُوءَ العَذابِ يُذَبِِّحونَ أبناءَكُم ويَستَحْيُون نساءَكُم وفي ذلِكُم بَلاءٌ مِن رَبِكُم عَظِيمْ " .
ويأتي على لفظة "شغف" ، ويوظفها بمعناها القرآني فيقول . .:
وإذا سُئِلْتُ عَن التَّي شَغَفتّ قَلبــي وَكَلتُهُمُ إلى أخرى
متمثلاً قوله سبحانه في قصة يوسف عليه السلام. .:" وَقَال نِسْوَةٌ فِي المَديِنَة امْرَأَةُ العَزيِزِ تُراوِدُ فَتاها عن نَفْسِه قد شَََغَفَها حُبّاً إنَّا لَنَراها في ضَلالٍ مُبينٍ " .
ويستخدم اسم المفعول من الشغف ، مصورا الليل جلبابا ضافيا على المحب حين يقول. .:
وَكـَانَ اللَّيلُ للشَّــوْقِ عَلى المَشْغُوفِ جِلْبَابــَا
ويستخدم الجلباب حجابا كما يذكر سبحانه . .:" يا أيُّهَا النَّبِيُ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ " .
و مثل ذلك قوله . .:
مَنْ كَان لَمْ يَرَ مَشْغُوفَاَ بَرَاهُ هَوىً فَلْيـَأتـني يَرَ نِضْوًا عَظْمُه عَــارِ
ومثله. . :
وَأَصْبَـحَ مَنْ فِي دَارِ مَيَّة شَاخِصًا
وأصْبَـحَتُ مَشْغُوفًا أخَا غُرْبَةٍ فَرْدًا
وقوله . .:
وَمَا يُرى في وِصَالِ اثْنَينِ قد شُغِفَا
مَا لَــمْ يَميلا إلى الفَحْشَاءِ، مِنْ عَارِ
وهو بهذا قد جعل من نفسه مفتياً ، ولعله اقتبس ذلك من رد الشافعي على الرجل الذي جاءه برقعة ودفعها إليه وفيها هذا البيت. .:
سل المُفْتِيَ المَكِيّ هل في تَزَاوُرِ وَضَمّة مُشتاقِ الفُؤاد جُنـــاحُ ؟
فأجابه الشافعي على ذلك بقوله:
أقول: معاذ الله أن يُذهِبَ التُّقَى تَلاصُقُ أكبادٍ بِهِنَ جِراحُ
وهذا ما رواه الربيع بن سليمان.
ويبلغ محبوبته أن طول الدهر لا يغيره بل يزيده شغفا بها ، فيقول. . :
لا تَحْسَبي أنَّ طولَ الدَّهرِ غَيَّرَني بل زَادَني شَغَفاً يا أطيَب النّــاسِ
وقد أورثته دار .فوز. مرضا وزاده بُعد داره عنها شغفا بها ، حيث يقول. .:
يا دارَ فَوْزِ لقد أَوْرَثـتـني دَنَفا وزادَني بُعدُ داري عنكُمُ شَغَــفا
والشغف شدة الشوق ، وها هو يتحدث عن موته شوقا دون أن يلقي من يحب ، ويتحسر ويتشوق ويتأسف لذلك ، فيقول . .:
أموتُ شَوْقا ولا ألقاكُمُ أبدًا يا حَسرَتا ثم يا شَوْقًا ويا أَسَفَا
وكأنه يتمثل يعقوب عليه السلام وفراق ولده يوسف له ، حيث صور سبحانه ذلك بقوله. .:" وَتَولىّ عَنْهُمْ وَقَاَل يَا أَسَفى عَلى ُيوسُفَ وابْيَضَّت عَيْناه مِنَ الحُزنِ فَهُوَ كَظِيمٌ" ، وهنا نلاحظ اشتراكاً بين الصورة المتخيلة في التركيب القرآني والصورة الشعرية.
ويتلاعب بالألفاظ مجانسًا ومعلنا بأهل وده مؤكدا أن عظامه تبلى على حين أحبابه لا يبالون به ، قائلا . .:
وأنْتُم أهلَ وُدِي قَدْ شغفت بكم تَبْلَى عِظَامي وأنتُم لا تُبالُونا
ويلتقط الشاعر لفظة "الشكوى" وقد صاغها بعدة أساليب واشتقاقات استلهمها مباشرة من القرآن الكريم،وقد وقف عليها الباحث لا لمجرد الاحصاء ، ولكن لبيان أسلوب الشاعر في استخدام اللفظة و اشتقاقاتها وفق إيحاءاتها كقوله . .:
إليكَ أشكو رَبّ مــا حَلَّ بـــِي مِـنْ ظُلم هذا الظَّالِـم المُذْنِــبِ
وقوله . .: ومَا صَبْرُنا ألاَّ نَبوحَ فنشتكي سَرائرَ ما يُخفي الضميرُ وَيُضْمِـرُ
مَلاَلاً ولكن نَتَّقي قَــولَ كاشـــحٍ يُبَلّغُ عَنَّا مـــا نَقـولُ ويُظْهِـرُ
وقوله . .: ثم لا نشتكي وكان لها الأجْـ رُ وكنــت السَّقام عَنْها أٌقـاسِـي
وقوله . .: عذَّبتمُ جَسـدي بِحُــــــ ـبكمُ فلــو يَســطيعُ يَنْطِــقْ
لشكـــا إليكـُم بالبُــــكا ء وبالتَّضـَــرُّعِ وَالتَّــمَلــقْ
وقوله . .: إلى الرحمن أشكو حب .فوز. وجسمًـــا شَفَّــهُ سُقْم دَخِـيلُ
ولعله مأخوذ من قول رب العزة . .: " قالَ إِنَّما أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إلى اللهِ وأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمونَ " . وقوله سبحانه . .:" قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ التّي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إلى اللهِ واللهُُ يَسمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَ اللهَ سميعٌ بصيرٌ".
وقوله . .: يَا أَيُّها القائِلُ مَا تَشْتَكِـــي؟ قال : بها عَيْنٌ ، تُرَى بــَـادِيه
وهذا كمثل قوله. .:
أَشْكُــو إِلَى الله هَوى شَـــاِدنٍ يَمُرُّ بي يَهْتَزُ مثـــل القَضيب
وقد استلهم لفظة "يهتز" من القرآن الكريم من قوله سبحانه . .:" وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَّما رَآها تَهتَزُّ كَأَنهَا جَانٌّ وَلىَّ مُدْبِرًا ولم يُعَقِّب يا موسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ المُرسَلونَ" .
ويورد لفظة "طوبى " بمفهومها القرآني ويكررها أحيانا في البيت الواحد حيث يقول . .:
فَطُوبى لِمَن يُغفي مِن الليلِ غَفْوَةً وطُوبَى لِمَن يَهنِيهِ سَــوْغُ شَرَابِ
ويكرر المعنى ذاته حين يقول . .:
فَطُوبـَى لِمـَنْ أَغْفَى مِن الّليل سَاعـــَةً وَذَاقَ اغتمـاضاً إنَّ ذاكِ لنَاعِمُ
وقوله. .: طوبى لعين رَأَتْ فَوزًا إذا اغتَمَضَتْ وقرّت العين منها كــلَّ تقرير
وقوله . . : طوبــى لثوب لها إني لأحْسُدُهُ إذا عَلاها وَشَدَّ الثّـوبَ أزرار
ومثله قوله . .:
أَلَسْتََ تَرَى الرَّسُولَ كَمَا تَرَاهُ يُبَلغُهَــا وَيَأْْتِي بالْجـــوَابِ
وَيـَذْهَبُ بالْكِتابِ بِما أُلاقـِي فَتَلَثمُـــه فطُوبَى للكِتَـــابِ
وقوله . .: فإنّكِ لو جَرَّبْتِ تسهيدَ ليلةٍ لَقُلتِ : ألا طُوبَى لِمَنْ هُوَ نائِـم
وهو بهذا يقتفي قوله سبحانه . .:" الذينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ " . وقوله صلى الله عليه وسلم. . : " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا".
ويورد لفظة " الفساد " فيقول . .:
لعمركَ ما هَناك قدُومُ فـوزٍ ولا جادَتْ عليكَ بِطيبِ زَادِ
إلى أن يقول :
مَخَافَةَ أنْ يَقُولَ النّـــــَاسُ إنـًا
ختَمْنَا الوُدّ منَّا بالفســـادِ
وقوله : . .فأقْسَمَت لا تــزال جاهِدَةً تُفْسِــدُ ما بَيْنَنا، وقد فَعَلَتْ
مقتبساً ذلك من قوله سبحانه . .:" َفأكْثَروا فيها الفَسادَ".
__________________


ويورد لفظة " نبذ " في قوله. .:
نَبَذَتْ مُكاتَبتَي وَرَجْعَ رِسَالَتي وَتَنورتْ مِصْباحَهَا في المَسْجِدِ
من قوله سبحانه . .:" أَوَ كُلَّما عَاهَدوا عهدًا نَبذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ " .
ويشفعها بلفظة " نفث" في قوله : . .
يُقَطع قَلبي حًسْنُ خالٍ بخدّها إذا سَفَرت عنهُ ويَنْفُثُ بالسِّحــر
ويعمد إلى استخدام حروف التمني ويربطها بالمعنى الإسلامي حين يقول . .:
وأنتِ مِنَ الدُّنيا نَصِيبي فَإن أَمتْ فَليتَكِ منْ حُور الجِنان نَصِـيبي
فإذا لم ينلها في الدنيا يتمنى أن تكون نصيبه كحورية من حور الجنان في الآخرة . وقد ورد ذكر الحور العِينِ في القرآن كثيرا كقوله سبحانه . .:"كَذَلك وَزَوَّجْنَاهُم بحُور عينٍ". وقوله سبحانه . .:"وحورٌ عينٌ.كأمْثَالِ اللُؤلُؤ المَكْنُونِ " . وقوله سبحانه . .:"حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الخِيَام".
وإذ تتلبس .فوز. بحبه ، فإنه يتمنى أن تكون لباسا له وأن يكون لباسا لها كقوله على لسانها . .:
عباسُ لَيتَكَ سِربَالِي علَى جَسَدي أَوْ ليتَنيِ كنُتُ سِربالاً لعبَّاسِ
وذلك على النسق القرآني . .:"أُحِلَّ لَكُم لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلى نِسَائِكُم هُنَّ لِبَاسٌ لَكَمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ " . ويبدو اتفاق الشاعر مع القرآن بالمعنى دون اللفظ حيث استخدم لفظا مرادفا " للباس" وهو السربال.
وتتمنى لو كانت الريح تسعى وتختلف بحاجاتهما في مثل قوله . .:
يَا ليتَ أنَّ الرِّياح جاريــةٌ تَسعَى بحاجاتِنَا وَتَخْتلِفُ
مستلهما بذلك الرمز لملك سليمان عليه السلام الذي وهبه الله الريح تجري بأمره ، حيث يقول سبحانه وتعالى. .: "ولسُليَمانَ الرّيحَ عَاصِفَةً تجْري بِأمِرهِ " . وقوله سبحانه . .:" ولِسُلَيمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ " . وقوله سبحانه. .:" فَسَخَّرنَا لَهُ الرِّيِحَ تَجْرِي بأمره رَخَاءً حَيْثُ أَصَابَ " .
ويتمنى أن يكون نصيبه منها إذا أساء الرضى لا الغضب ، في قوله . .:
فَيَا لَيْتَ حَظِّي إذا مَا أَسَأْ تَ أَنَّكَ تَرْضَى ولا تَغْضَبُ
ويكتب إليها ويتمنى أن يكون قد نال منها وصالا ولم يكتب لها ما كتب، حيث يقول. . :
كَتبتُ فَليتَنِي مُنِّيتُ وَصْلاً وَلــَم أَكْتُبْ إلَيكِ بِمَا كَتَبْتُ
وإذ تنظر إليه محبوبته نظرة خلّفت جسمه جريحاً ، فإنه يتمنى أن تشفعها بأخرى لتشفيه أو تميته في مثل قوله. .:
أيــا لكِ نَظرةً أودَتْ بِقَلبِي وغادر سَهْمُهَا جسمي جريحـًا
فليتَ أميرتي جَادَتْ بِأُخـْرى فكانتْ بَعضَ مَا ينكَا القُـروحا
فإمَّا أن يَكُون بِها شِفَائِــي وإمَّــا أن أَموتَ فأستريحـا
ويعمد عباس إلى مشاركة أحياء الطبيعة معه وكأنه يشبهها بها، ويتمنى لو كانت قريبة منه في مثل قوله . .:
رَأيتُ الحَمَامَ فَهَيَّــجْـنَنِي وَفيَّضْنَ مِنْ عَبَراتي غُرُوبـا
نَواعمُ بَين غُصون الأَرا كِ صَادَفْنَ أَمْنًا وَخَفْضًا وَطيِبًا
فَلمَّا بَكَيْتُ وَأَبكَيتُهُـــنَّ تمنيتُكُمْ أن تكونُوا قَرِيبـــا
وعلى عادة المحبين الذين كثيرا ما يساورهم اليأس من محبوباتهم يقول . . :
ظلّوا يحـثون نفسا وهي جامحةٌ حَتَى إذَا يِئسُوا قالوا لَهَا سِيري
ويقول . .:
فلَمَّا اسْتَيأَسَتْ نَفسي أَتَانــي وَقـد غَفَل الوُشَاةُ ، لها كِتــابُ
وكأنه يستمد ذلك من قوله سبحانه . . :" والَّذينَ كفروا بآيات اللهِِ ولِقائِهِ أؤلئك يَئِسوا مِنْ رَحمَتِي " ، وقوله سبحانه وتعالى . . : " حَتَّى إَذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنّوا أَنّهُمْ قد كُذِبوا جَاءهُم نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشاءُ ولا يُرَدُّ بَأْسُنا عن القَوْمِ المُجْرِمينَ". والتوافق في هذا بين ما أورده الشاعر والآي القرآني بيِّن .
ثانيًا: في مجال استخدام التراكيب اللغوية المستلهمة من القرآن الكريم كقوله: . .
اللهُ يعلمُ ما أردتُ بهجركُـــم إلا مُصَانَعَة العَــدُوِّ الكاشـــحِ
وقوله . .: وزَعمْتِ أَنيّ لا أُحِبكِ صادقًا والله يعلــمُ مــــا تُجُّن ثيابي
وقوله . .: أُخَبِّرُ النَّاسَ أَنيّ قد سلوْتُكُـمُ واللهُ يعلــمُ مـا مكنونُ إضْماري
وقوله . .: اللهُ يعلمُ أنيِّ ناصحٌ لكُـــمُ جُهدي ولَكِنَّ سَعيِي غيرُ مشكورِ
وقوله . .: كم ذي هوىً ليسَ إلا اللهُ يعلمُهُ قد ماتَ شوقًا ولم يعلم به النــاسُ
وقوله . .:عذاب هاروتَ في الّدنيا وصاحِبِهِ أَلَذُ من حُبّ بعضِ النَّاسِ للنــاسِ
وقوله . .: إنَّ الظنونَ بمن أُحِبُّ كثيـرةٌ اللــــهُ يعلمُ ما أُسِرُّ وأكتُــمُ
وقوله . .: والهوى ليس يعلمه إلا اللـ ـهُ والناس يُكثرون الظُّنُونَـــا
ونلاحظ أن الشاعر قد استخدم هذا المركب اللفظي "الله يعلم" ، أحيانا في بداية البيت ، وأحيانا في وسطه ، وأخرى في آخره، كما لون فيه بحيث قال ليس إلا الله يعلم ، وليس يعلم إلا الله، وهذا يدل دلالة واضحة على قدرته الفذة وامتلاكه ناصية اللغة وفقهه للقرآن في استخدام ما يريد .
وألمحت الأبيات إلى واقعة هاروت وماروت حيث يقول سبحانه . .:" واتَّبَعُوا ما تَتْلو الشَّياطِينُ على مُلكِ سُلَيمانَ وما كَفَرَ سُلَيمانُ ولَكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَروا يعلِّمونَ النَّاسَ السِّحرَ وما أُنزِلَ على المَلَكينِ بِبابِلَ هاروتَ وماروتَ وما يُعَلِّمانِ مِن أَحَدٍ حَتى يَقولا إِنَّما نَحنُ فِتْنَةٌ فلا تكفُر..." ، كما المح الشاعر إلى الظن ، واستخدمه استخدام القرآن الكريم في قوله تعالى . .:" يَا أَيُّها الّذينَ آمنُوا اجتنبوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ، إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ ".
وهذا من قوله سبحانه. .:" ها أَنتُم حاجَجْتُم فيما لكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحاجُّونَ فيمَا لَيسَ لكُم بِهِ عِلمٌ واللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" . وقوله . .:" واللهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ ". وقوله . .:" وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللهُ والرَّاسِخُونَ في العِلمِ يَقولونَ آمَنا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ ربِّنا وما يَذَّكَّرُ إِلاّ أُلو الأَلبابِ".
وعلى عادة الشعراء في إخفاء أسماء محبوباتهم ، يقول. . :
أما اسمُها فَهُو مَكتومٌ فَلَيس لَه مِنِّي إِلَيْكَ بإذْن اللهِ إِظهارُ
من قوله سبحانه . .:" وَمَا كَانَ لِنَفسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إلا بِإذْنِ اللهِ ويَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلى الَّذِينَ لا يَعقِلُونَ".
وقوله . .: ما كان ضَرَّكِ مِن تَعَاهُد عَاشِقٍ يُهدى التَّحيَّة بُكْرَة وأَصِيلا
من قوله سبحانه . .:"واذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ".
ويقول . .: معاتبا متودِدِاً :
أَلَمْ َيأن أن تَشفي الذَّي قَدْ تَرَكْتِه يُقَاسي طَوَالَ اللّيلِ مِنْ حُبِّكِ الجُهْدَا
مستمداً ذلك من قوله سبحانه . .:" أَلَمْ يَأنِ للَّذِين آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُم لِذْكِرِ الله ِ وَما نَزَلَ من الحَقِّ".
ويقول . .: لَم يَخْلُقِ اللهُ فِي الدُّنْيَا لَها شَبَهًا إني لأحسَبُها لَيسْتْ مِنَ البَشَر
من قوله سبحانه . .:" َوقُلْنَ حَاشَ للهِ مَا هَذاَ بَشَراً إنْ هَذا إلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ".
ويقول . .: كأنَّما القَلْبُ مِن يَوم ابتُليتُ بها بينَ السَّماءِ وبَينَ الأرضِ طَيَّارُ
وذلك من قوله سبحانه . .:"فَمَن يُِرِد اللهُ أَن يَّهدِيَهُ يَشرَحْ صَدرَهُ للإِسلامِ ومَنْ يُرِدْ أَن يُّضِلََّه يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَّنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ".
ويقول . .: ازُوَّارَ بيت الله مُرُّوا بِيَثْرِبٍ لِحَاجَة مَتبولِ الفُؤادِ كَئِيــبِ
وهذا من قوله سبحانه . .:" وللهِ عَلىَ النّاسِ حجُّ البَيتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِليهِ سَبِيلاً ".
ويقول . .: أيها الراقِدونَ حَوْلي هَنيئا إنَّ جَنبي عَنْ مَضْجَعِي مُتَجَـافِ
من قوله سبحانه . .:" تَتجَافَى جُنُوبُهُم عَن المَضَاجِعِ يَدْعونَ رَبَّهُم خَوفَاً وطَمَعَاً ومِمَّا رَزَقْناهُم يُنفِقونَ".
وقوله . .: وا بأَبي الوَجْه المليـحَ الــذي قد عَشِقَتْهُ الجِنُّ والإنْــــسُ
وقوله . .: كَأنَ هُمومَ الجِنِ والإنسِ أُسْكِنَتْ فؤادي فما تَعدو فُؤادي وأَضلُعي
من قوله سبحانه . .:" يَا مَعْشَر الجِنِّ والإنْسِ إن اسْتَطَعْتُمْ أنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَموَاتِ والأرْضِ فانْفُذُوا لا تَنْفُذُون إِلاَ بِسُلْطَانٍ ".
وقوله . .: نَقل ُالجِبالِ الرَّوَاسِي عَن مَواضعها أخَفُّ مِنْ نَقْل نفسٍ حينَ تَنَصرفُ
من قوله سبحانه . .:" والجِبَال أرْسَاهَا ". وقوله سبحانه . .: " وَجَعَلَ فِيَها رَوَاسِي مِنْ فَوْقَها وَبَارَكَ فِيَها "، وقوله سبحانه وتعالى . .: " وَجَعَلْنَا فِيها رَوَاسِيَ شامِخَاتِ وأَسْقَيْنَاكُمْ ماءً فُرَاتًا".
وقوله . . : بات المُحِبان في خوف وإشفاقِ فالحمدُ لله ربِّ النِّعمة الواقي
وقوله . . : فلست ذاك بحمدِ اللهِ تمنعُني مِنْه ظَلوم وحظٌّ عاقه الَّزمن
وقوله . . : فالحمد لله على ما قضــى لـــم تــدم الدنيا لإنسان
وقوله . . :فوجدناك بحمـــــد اللـ ـه بــالــــوُدِّ شَحِيحًا
وقوله . .:فالحمد لله ذي النعماء يا سكني حمدًا كثيرا لربي دائما أبدا
وكل ذلك من قوله. .:" الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ "، وغيرها في معناها.
وقوله . .: وانتم بحمدِ اللهِ فيكُم فظاظةٌ فكلُّ ذلولٍ في جَوانِبِكُم صَعْـبُ
ولعله مستل من قوله سبحانه. .:" فَبِما رَحْمَةٍ مِّنَ الله ِلِنتَ لَهم وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ لانْفَضُوا مِنْ حَوِلِكَ فاعْفُ عَنهُم واسْتَغْفِر لَهُم وَشاوِرْهُم في الأَمرِ".
ويقول . .: خَفضتُ لِمن يلوذ بِكُم جَناحي وَتَلْقَوْنِي كَأَنَّكُمُ غِضَابُ
من قوله تعالى . .:" واخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِ مِنَ الرَّحْمَةِ وقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُما كَمَا رَبَّياني صَغِيراً".
وقوله . . : وكنتُ أسخنَ خلق الله كُلِهِمُ عينًا وأطوَلَهُم من وَحْشَتِي كَمَدا
وقوله . . : ولوْ أنّ خلق الله عندي لخِلتُني إذا هي غابت مُوحِشاً خاليًا وحدي
وقوله . .: وَمَا يُـــدْرِيـكَ وَالأَيَـا مُ فِــي تَصْـــرِيفِهَــا عِبَرُ
من قوله سبحانه . .:" ومَا يُدْرِيك لَعَلَّ السَّاعَةَ قريبٌ ".
وقوله . .: أنا إن لم يدافع الله ُعنِّي مَيِّتٌ مِنْ هواكَ يا إنسانُ
من قوله سبحانه . .:" إنَّ اللهَ يُدافعُ عَن الَّذينَ آمَنُوا إنَّ اللهَ لا يُحِبُ كُلَّ خَوّانٍ كَفُورٍ ".
وقوله . .: ولَوَ انَّ اللقاءَ من قبلِ أن يَرْ تدَّ طَرْفي رَأَيتُ ذاكَ بعيدا
من قوله سبحانه. .:" قال الَّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ أَنا آتيكَ بِِِِه قََبلَ أنْ يَرْتَّدَ إِلَيكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُستَقِرّاً عِندَه قالَ هذا مِن فَضلِ ربّي لِيَبلُوَني أََََأَشكُرُ أَم أَكفر..َ".
وقوله. .: فقل لقوم حُرِموا أن يروْا وجهَ ظلومَ: استرزقوا اللهَ
وقوله . .: وأسترزق الرحمنَ للعينِ نظرةً إليكِ تُداويها مِن العَبَرَات
من قوله سبحانه. .:"فابتغوا عِند الله الرِّزْقَ واعبُدُوهُ واشكُرُوا لَهُ ". ولعلنا نلاحظ أن العلاقة هنا معنوية وليست لفظية.
وقوله . .: وتَشَرَّفَت من قصرها فَلَمَحتُها فلأُسْأَلَنَّ عن النَّعيمِ الأكبرِ
من قوله سبحانه . .:" ثم لتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعيم ".
وقوله . .: وكأن دجلة مذ حللتم قربها تجري لساكنها بماء الكوْثَرِ
من قوله سبحانه . .:" إِنَّا أَعْطَيْنَاك الكَوْثَر ".
وقوله . .: فعاقبيني إنني حالـــفٌ بالله ربِّ الشَّفع والـــوَتْرِ
من قوله سبحانه :" والشَّفْعِ وَالوَتْرِ ".
ويقول . .: يا فوز يفديك خلقُ الله كلُّهُمُ طوعًا وكرهًا على صُغر وتَصغير
من قوله سبحانه . .:" وَلَو أنَّ لَهُم مَا فِي الأَرْضِ جَميعا ومثله مَعَهُ لافْتَدَوا بِه ".
وقوله سبحانه . .:" وَلَه أسْلَم مَن فِي السَّمَواتِ والأرضِ طَوعًا وَكَرْهًا ".
وقوله . .: أنا الفدا والحمى لمحـتجبٍ يريد قتلي ظُلمًا وعُدوانــًا
من قوله سبحانه. .:" ومَن يَّفعَل ذلِكَ عُدْواناً وظُلماً فَسوفَ نُصْليهِ ناراً وكانَ ذَلكَ عَلى اللهِ يَسيراً".
وقوله . . : طاف الهوى بعبادِ اللهِ كُلِّهِمُ حتى إذا مَرَّ بي مِن بَينِهم وَقََفا
وقوله . . : عَصيتُ فِيها عبادَ اللهِ كُلََّهُمُ من لامني سَفَهاً أو لامَنِي رَشَدا
من قوله سبحانه. .:" أن أَدّوا إِليَّ عِبادَ اللهِ إِنِّي لَكُم رَسُولٌ أمينٌ ".
وقوله . . : عفا اللهُ عَمَّن لم يَزْرني مُوَدِّعاً فقد قرِحَتْ مِنهُ لِذاك مَدامِعُهُ
من قوله سبحانه. .:" عَفَا الله عَنْكَ لم أَذِنْتَ لَهُم حتى يَتَبَيَّنَ لكَ الَّذينَ صَدَقوا وَتعَلمَ الكاذِبينَ".
ويقول . .:فتمنَّيتُ أن يغشِّيَني اللـ ـهُ نُعاسًا لعل عَيْنِي تَرَاكِ
من قوله سبحانه . .:" ثُم أَنزَلَ عَليكُم مِنْ بَعد الغَمِّ أَمَنَةً نُّعاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِّنْكُم ْ".
وقوله . .: لم أقارفْ ذنبًا فأستغفرَ اللــ ـهَ وقد أَظْهَرَ الجفاءَ الخَليــلُ
من قوله سبحانه وتعالى. . : " يوسُفُ أَعْرِضْ عَن هذا واسْتَغْفِرِي لِذَنْبكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الخَاطِئينْ "
ويقول . .: وخـُــذِي بِكَفِكِ قَبْضةً مِما وَطِئتِ مِن التُرابِ
ناظرًا بذلك لقوله تعالى . .: " قالَ بَصُرتُ بِما لَم يَبْصُروا بِه فَقَبضتُ قَبضَةً مِّن أَثَرِ الرَّسولِ فَنَبَذتُها وكَذلكَ سَوَّلتْ لِي نَفسِي"
وقوله . .: كُنتِ أَنتِ الهَوى وزيَّنك الحُـ ـبُّ فَقَرِّي عَيْنًا به واطمَئنِيِّ
وقوله . .: فَمَن يَكنْ قرَّ عينًا أو رجا فرجًا ولذ أو باتَ يأوي عينَهُ الوسَنُ
وقوله . .: فقرَّتِ العينُ يا نفسي بقُربِكُمُ وغابَ همِيِّ ووافى روحيَ الجَسَدا
من قوله سبحانه. .:" فَكُليِ واشْرَبيِ وَقَرّي عَينْاً فإِمَّا تَرَيِنَّ من البَشرِ أَحَداً فقولي إِنِّي نَذَرتُ للرَّحْمنِ صَوماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليومَ إِنسِيَّاً".
وقوله . .: تَبَدَّتْ لنا إِذ غابَتِ الشَّمسُ والتَقََتْ على الأرض من أقطارِها ظُلُماتُها
من قوله سبحانه. .:" وَلَوْ دُخَلتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلوُا الفِتْنَةَ لأَتَوْهَا وما تَلَبََّثوا بِها إلا يَسيراً ".
ويقول . .: سَمَّاك لي قومٌ وقالوا إنّها : لَهْيَ الَّتي تشقَى بهــا وتُكَابِدُ
من قوله سبحانه . .:" لَقد خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ". ونلحظ هنا أن الشاعر لم يتقيد بالصيغة الصرفية للمفردة ، فحوّل الاسم في الآية القرآنية " كبد" إلى فعل " تكابد".
ويرى أن رسوله قد نجح بتوصيل رسالته ، ويرمز في ذلك إلى نجاح الهدهد بتسليم رسالة نبي الله سليمان إلى بلقيس ملكة سبأ فيقول . .:
ولَقد كتبتُ مع الرَّسول وإننَّي لأراهُ أنجحَ مِن كتابِ الهُدْهُدِ
وهـذا مسـتمد من قوله سبحانه . .:" وَتَفَقَّد الطَّيْرَ فَقَالَ مالي لا أرىَ الهُدْهُدَ أم كَانَ مِنَ الغَائِبينَ ". وقوله سبحانه . .:" اذهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِه إِلَيْهِمْ ثُمَ تَوَلَّ عَنْهُم فانْظر مَاذا يَرجِعونٍَ ".
وقوله . .: إن تكن الحُمَّى أضرَّت به فـربما تَنْكَسِفُ الشّمـــسُ
من قوله تعالى . .:" فإذا بَرِقَ البَصَرُ ، وَخَسَفَ الَقَمرُ ، وَجُمِعَ الشَّمسُ والقَمَرُ "
وقوله . .: اليومَ طابَ الهوى يا مَعَشرَ الناسِ وأُلبِسَــت فَوزُ حُبِّي كُلَّ إلبَاسِ
وقوله . .: قُبولُكُمُ ودي مِن الله نِعمــةٌ تَتِــمُّ إذا كافأتُمُ الودَّ بالــودِّ
من قوله سبحانه . .:" فَضْلاً مِنَ اللهِ ونِعْمَةً واللهُ عليمٌ حَكِيمٌ". وقوله سبحانه. .:" وإن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا إنَّ اللهَ لغَفورٌ رَّحيمٌ ".
وقوله سبحانه . .:" وِلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُم وَلَعلَّكُم تَهْتَدونَ ".
وقوله . .: والله لا أبغي سواك حبيبةً مَا اخضَرَّ فِي الشَّجَرِ المُورِّقِ عُودُ
من قوله سبحانه . .:" الَّذي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فإذا أَنْتُم مِنُه تُوقِدُون ".
ويقول . .: حتى متى أنا مَوقوفٌ على ظَمأٍ بين الطَّريقينِ لا وِرداً ولا صَدَراً
من قوله سبحانه . .:" وَنسوقُ المُجرِمينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً ". وقوله تعالى. .: " وبِئسَ الوِرْدُ المورودُ"، وقوله تعالى. . : " قالَ ما خَطْبُكُما قالََتا لا نََسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأبُونَا شَيْخٌ كَبيرٌ ".
__________________



1.إبراز الجانب المثالي من شاعرية الشاعر، فقد كان عفيفاً لا يجنح إلى الإثم، أو التعرض للوصف الحسي، ويمكننا إدراجه ضمن شعراء الغزل العذري.
2.التأكيد على أنه كان متمكناً من شعره وأن أحداً لا يستطيع الزعم بمثلبة له من هذا الجانب.
3.الوقوف على توجه الشاعر إلى فن واحد حيث وظف كل شعره في الغزل حتى كاد أن يكون غرضه الشعري الوحيد.
4.بيَّن منزلته الشعرية ووضعه بإزاء عمر بن أبي ربيعة من حيث عذوبة ألفاظه، وأبي العتاهية من حيث جزالتها.
5.الاستدلال على أن شعره من السهل الممتنع كما وصفه معاصروه بحق.
6.التفت البحث إلى ميزة مهمة من ميزات الشاعر حيث رصع شعره بهذا الكم الكبير من الآيات القرآنية التي حددت مسلكه ولم تجعله يتجاوز حدود الأدب واللياقة، مما أكسبه حظوة عند الخلفاء العباسيين الذين لم يقدحوا في خلقه ودينه.
7.أوضح البحث مدى تأثر الشاعر بروح الإسلام وتفاعله بقيمه وتعدد اقتباساته من القرآن الكريم والسنة النبوية مما يوحي بسعة ثقافته الدينية وتوظيفها بعناية فائقة في توصيل وجدانه صادقاً.
8.بيان معاناته الصادقة والعميقة في حبه حتى أنه ليدنف من شدة الوجد، مثله مثل الشعراء العذريين، فنراه يعمي اسم محبوبته حيناً ويذكره صراحةً أحياناً، ويجهد في أن يكتم حبه ولا يبوح به.
9.مقاربة استخدامه الأساليب البلاغية والمحسنات البديعية في شعره وطباق السلب فيها بشكل خاص، فضلاً عن استخدامه للرمز في عدد من المواضع.
10.تمثله بالقصص القرآني من خلال ثقافته الدينية وتوظيفه بعفوية مقنعة في بنائه الشعري.
11.معالجة تنوع أساليبه واستخدام الاشتقاقات بأنواعها مما يبرز مقدرته اللغوية.
12.الإشارة إلى تمكنه من إضفاء الحياة على من حوله من أشياء الطبيعة، فتشاركه مع محبوبته في المعاناة الوجدانية على الرُّغم من لومه محبوبته في مواقف متباينة .
وهكذا كان العباس بن الأحنف يصدر في كل ما نفث من سحر القول وعذوبة اللّفظ وسهولة العبارة ودقة التركيب والبعد بها عن الإغراب أو التعقيد اللّفظي أو المعنوّي عـن نـفس صافيــة
و شفافة ووجدان وحس مرهف، سما على أوشال الحب المتهالك ، وشفع هذه المشاعر بالاقتباس من فيض كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله الشريفة، فأتى بهذه الاقتباسات لتأكيد المعنى الذي يبغيه ويخدم وجهة نظره. وقد أعانه ذلك في صقل موهبته الشعرية المتدفقة وإثراء نصوصه. وهذا ينم عن فهم عميق واعٍ لمعاني الآيات ودلالاتها يصدر عن بصيرة ثاقبة. والحق أنه وفق تماماً في تسخير الألفاظ لخدمة معانيه ووضعها في الموضع المناسب.
وقد مكنته هذه الثقافة الدينية المستوعبة التمثل بهذا الكم من المفردات والتراكيب القرآنية التي جرت على لسانه بطلاقة ويسر.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

المفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الوفاء في الهوي العباس بن الأحنف
» الخصائص اللغويّة والنحويّة في شعر الصعاليك ـــ شوقي المعري
» من شعر عباس الأحنف
» لتحميل كتاب نظرية النحو الكلي والتراكيب اللغوية العربية pdf
» طلب رسالة بعنوان:البناء العارض الواقع في المفردات من اجل التراكيب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: البلاغة والنقد-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


المفردات والتراكيب اللغويّة القرآنية في شعر العباس بن الأحنف 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
العربية الأشياء المعاصر قواعد النص على مدخل مجلة التداولية اللسانيات ظاهرة مبادئ الخطاب اللغة الخيام البخاري كتاب بلال ننجز النحو النقد موقاي الحذف اسماعيل العربي محمد


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشاء منتدى مع أحلى منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع