يقول المؤلف في تقديمه للكتاب (بتصرف):
" هذا الكتاب يتناول أثر العقيدة الاسلامية على تصورات المسلم وقيمه وسلوكه في الواقع المعاش والعمل على وضع منهج اسلامي لبناء الشخصية القوية من القيم الايمانية لهذه العقيدة.
ولهذا فإن هذا الكتاب عقائدي من الدرجة الاولى ولكنه لا يتناول العقائد الاسلامية من حيث كونها قواعد علمية يراد بها دفع ما يتعلق بها من أوشاب جاهلية كما تفعل أغلب كتب العقائد . ولكن من حيث فعاليتها في حياة المسلمين.
ولكن علماء النفس الغربيين يقولون لنا: عن أي شئ تتحدثون؟ وأي بناء هذا الذي تريدون أن تقيموه؟ فالانسان مجرد تركيب مادي عضوي وكل ما يتعلق بالافكار والسلوك هو مجرد ناتج كيماوي عن عمليات التفاعل بين الجزيئات الداخلة في تركيب الانسان فليس هناك شئ يسمى العقل أو حرية الارادة بل أن يكون هناك شيئا يسمى الأرواح.
ليس هناك تعريف محدد لشخصية الانسان ولا توجد التفرقة المشاعة بين الشخصية السوية وغير السوية والمعيار الوحيد للشخصية السوية يتعلق بمدى تلائمها مع الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه ، ولكي نضع منهجا ايمانيا منطقيا لبناء لشخصية القوية ان نحدد قبل ذلك ما هي رؤيتنا الاسلامية لكل هذه الامور:
* ما هو التركيب العضوي للانسان الذي يقوم بالوظائف السلوكية؟
* ما هي المحددات الاساسية في تركيب النفس الانسانية؟
* ما هي الكيفية التي تتحرك من خلالها سلوكيات الانسان؟
* ما هو دور حرية الارادة في كل ذلك؟
* ما هي الشخصية القوية وما هي الشخصية الضعيفة؟
ولقد استلزم تحديدنا لهذه الامور ان نتعرض بالنقاش لمنهج علم النفس الغربي ولبعض نظرياته وعلى رأسها نظريات فرويد في التحليل النفسي القائمة على أساس الجنس وذلك في حدود القدر الذي يسمح به هذا الكتاب.منقول

التحميل