منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك الفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة الفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة الفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 الفلسفة البراغماتية 2

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المتشائل
عضو فضي.


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
59

نقاط :
123

تاريخ التسجيل :
07/04/2010

المهنة :
إداري


الفلسفة البراغماتية 2 Empty
مُساهمةموضوع: الفلسفة البراغماتية 2   الفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2010-04-15, 12:18

الفلسفة البراجماتية
أصولها ومبادئها(2/2)

الدكتور علي عبد الهادي المرهج(*)
(خاص للمعهد)
سمات المنهج البراجماتي:
للمنهج البراجماتي سمات عديدة، يمكن أن نوجزها بما يأتي:
1- يسعى المنهج البراجماتي لتفسير القضايا بحيث تكون هذه القضايا مطروحة على شكل جمل افتراضية قبل أن يكون بوسعنا اكتشاف معانيها البراجماتية(1).
2- يتصف المنهج البراجماتي بكونه اتجاهاً عملياً عند وجود جملة افتراضية كخطوة أولى هو أن نسعى كخطوة ثانية لتفحص مدى نجاح هذه الفكر وتطبيقها عملياً والبحث عن قيمة هذه الفكرة بما تؤديه من عمل نافع وليس معنى هذا تمجيد العمل لذاته «فالقول اننا نعيش لأجل العمل فحسب بوصفه عملاً بغض النظر عن الفكرة التي ينفذها الفعل يعني القول انه ليس لها مدلول (فحوى) عقلي»(429-5).
3- اعتماد المنهج البراجماتي على التجربة، ذلك ان التجربة هي الخطوة الحقيقة الموصلة إلى (فلسفة نقية)(423-5) «فالفرضية يجب ان تكون قابلة للاختبار بواسطة التجربة بقدر ما هي قابلة للعمل»(524-5)، فالنتيجة تعطينا تمام اليقين فيما إذا كانت هذه الفكرة أو الجملة الافتراضية تؤدي إلى نتائج تعزز ثقتنا بتلك الفكرة أو سلبية فنهملها «فأي فرضية يمكن ان تكون مقبولة... شريطة ان تكون قابلة للتحقيق التجريبي. وفقط بقدر ما تكون قابلة لمثل هذا التحقق وهذا على نحو تقريبي اتجاه البراجماتية»(197-5) ذلك ان «الفكر ينبغي ان يفهم بصفته ما يشمل كل الحياة العقلية ولذا فإن التجربة ستكون أحد عمليات التفكير»(420-5) فالفرضية لا تناقش إذا لم تكن خاضعة للتجربة والاختبار.
4- وقد أضاف (جيمس) إلى جانب هذه الصفات السابقة التي قال بها (بيرس) من قبله، بأن البراجماتية تعد نظرية في الصدق أو نظرية في الحقيقة. فقد أصبحت «البراجماتية في الوقت الحاضر تستخدم في معنى أوسع من المشار إليه، على اعتبار انها تعني نظرية للحقيقة»(2)، إذ كان جيمس قد خصص جزءاً من أبحاثه الفلسفية للبحث عن نظرية الصدق والقول بأن الصدق مرادف للمنفعة، ومناداته بالنظرية الواقعية فالصدق بالنسبة لجيمس «علاقة بين شيئين: فكرة وواقع خارج هذه الفكرة ولهذه العلاقة أساس هو الأساس التجريبي الحسي لا المطلق المجرد»(3). «فالحقيقي ليس سوى المطلوب النافع في سبيل تفكيرنا، تماماً مثلما ان الصحيح ليس سوى المطلوب النافع الموافق في سبيل سلوكنا»(4) وتتضح نظرية الصدق البراجماتية عند (جيمس) اكثر مما هي عند (بيرس) الذي تتوضح عنده نظرية المعنى البراجماتية.
قواعد المنهج البراجماتي:
هناك قاعدتان في المنهج البراجماتي وضعهما (بيرس)، من خلالهما نستطيع ان نعرف أو نميز الفكرة الواضحة من الغامضة، الحقيقية من الباطلة، أو التي لها فائدة عملية تكمن في إمكانية التأثير في السلوك مستقبلاً من التي ليس لها ذلك التأثير وبيان انها ليست ذات معنى:
1- إذا أبدت إحدى العبارات العامة مقاومة، وإذا لم يقدم الشخص الذي يستخدمها تأكيداً على ان هذه الفكرة أو العبارة ذات فائدة عملية وان هذه الفائدة العملية يمكن لنا ان نتأكد من وجودها إذا اخضعنا العبارة إلى التجربة أو الملاحظة فيجب الحكم على العبارة بأنها خالية من المعنى(5).
2- إذا كان التعريف أو الترجمة لعبارتين هامتين يؤدي إلى نتيجة واحدة فإن العبارتين تكونان مترادفتين من الوجهة العلمية أو البراجماتية مهما اختلفتا في النواحي الأخرى. «فإذا كانت الأشياء تؤدي الوظيفة نفسها تماماً، فلنعبر عنها إذن بالكلمة نفسها، وإذا كان العكس فلنميز بينها...»(33-8). ولم يختلف (جيمس) عن (بيرس) بالقول بالقاعدتين السابقتين ولكنه اختلف عنه في الصياغة اللغوية:
أ‌- إذا كانت لديك قضيتان، واعتقدت صحتهما معاً فانظر إلى تأثير كل منهما. ان اختلف سلوكك نتيجة اعتقادك بالقضية الأولى عن السلوك الناتج من اعتقادك بالقضية الثانية، اذاً فالقضيتان مختلفتان، وإذا لم يوجد خلاف عملي بينهما بمعنى لم يوجد خلاف في السلوك نتيجة اعتقاد الفرد بكل منهما فتأكد انهما قضية واحدة بصورتين لفظيتين مختلفتين(6).
ب‌- إذا لم يوجد أي اثر عملي في سلوكك نتيجة اعتقادك بصدق قضية ما يختلف عن سلوكك نتيجة اعتقادك بكذبها فأحسب ان القضية لا معنى لها، بل لا وجود لها إذ ان دلالة الفكرة فيما ينتج عنها من السلوك.
وقد أصبحت هاتان القاعدتان اللتان وضعهما (بيرس) وتوسع في تطبيقهما (جيمس) أساساً لكل من يريد ان يتبع المنهج البراجماتي. وقد كان السبب الرئيس للقول بهاتين القاعدتين هو الصراع اللفظي القائم بين بعض المدارس الفلسفية حول قضية معينة تكون فيها إحدى المدارس قد صاغت بطريقة تختلف عن المدرسة الأخرى على الرغم من ان هذه القضية هي قضية واحدة وان الوصول إلى حقيقتها يتم باتخاذ جانب سلوكي واحد، فمثال على المشكلة القائمة بين الواقعيين من جهة والمثاليين من جهة أخرى حول طبائع الأشياء، فهل للشيء الخارجي وجود مستقل عن الذات العارفة أو ان وجوده ليس إلا ما تعرفه الذات عنه؟ يقول الواقعي ان للشيء وجوداً مستقلاً خارج الإنسان سواء عرفه هذا الإنسان أم لم يعرفه، ويقول المثالي ان الشيء موجود في إدراك الإنسان له، ولو لم يكن هناك العقل الذي يدرك الشيء لما كان لهذا الشيء وجود، وطبقاً لما تراه البراجماتية فإن الخلاف يكون في مثل هذه المباحث خلافاً لفظياً ويجب ان نسأل عن نوع السلوك الذي يترتب على قول الواقعي ونوع السلوك الذي يترتب على قول المثالي إزاء شيء معين، فما الذي أجده من النتائج العملية في هذه المنضدة التي أمامي إذ صح قول الواقعيين منها، ثم ما الذي أجده فيها إذا صح قول المثاليين عنها؟ ما هو الاختلاف في التجربة العملية بين الرأيين؟ انه لا خلاف إذاً، فالرأيان على اختلافهما في اللفظ متحدان في المعنى(7). «فخداع من هذا النوع هو الاعتقاد خطأ بأن فرقاً بسيطاً في التركيب النحوي لعبارتين هو فرق بين الفكرتين اللتين تعبران عنه»(389-5)، «فإذا لم يكن ثمة فرق عملي يمكن تتبعه فالإبدال إذن يعني من الوجهة العملية نفس الشيء ومن ثم أي نزاع أو خصام بشأن هذه القضايا هو نزاع عقيم تافه معدوم الجدوى»(8) فالمعنى الحقيقي لكل فكرة هو ما تتركه من نتائج عملية وآثارها المحسوسة المستقبلية على السلوك، ويجب ان تكون هذه هي القاعدة الفلسفية الرئيسة التي بها تنتهي النزاعات القائمة.
4 - مميزات الفلسفة البراجماتية بوصفها فلسفة معاصرة:
1- تعد البراجماتية محاولة تجديد في الفلسفة حاولت حل الصراع القائم بين الفلسفة العقلانية والفلسفة التجريبية والفلسفات الأخرى، حيث تعد البراجماتية محاولة للحفاظ على الفلسفة (6-5) وتصفية الجو الفلسفي المعاصر من المشاحنات والمجادلات التي تعدها (البراجماتية) مناقشات غير مجدية ولا توصل إلى حقيقة واضحة، فالمدرسة العقلانية مثلاً قالت ان العقل هو المصدر الوحيد للمعرفة واحتارت في البحث عن المطلق والقوانين الثابتة، أما التجريبية فقد قالت بأن الحس هو المصدر الرئيس للمعرفة، وبذلك فالصراع القائم بين هاتين المدرستين وغيرهما من المدارس الفلسفية الأخرى متعلق بالصراع حول ما هو كائن وليس بما سيكون، والحركة التوفيقية التي قامت بها البراجماتية لحل الصراع، هو نقل عملية التفكير إلى ما سيكون، أي البحث عن النتائج والآثار، فالفلسفة البراجماتية هي فلسفة النتائج وهي وسط بين المدرستين «فبوسعها ان تظل دينية كالمذاهب العقلية ولكنها في نفس الوقت مثل المذاهب التجريبية تستطيع ان تحتفظ بأخصب وأغنى صلة وثيقة بالحقائق والوقائع»(9)، وكما كانت البراجماتية محاولة لحل الصراعات بين المدارس الفلسفية، فهي كذلك محاولة للتوفيق بين الجانب الروحي لدى الإنسان أي (الدين) وحب الإنسان لطلب المعرفة «فإذا اثبتت الأفكار اللاهوتية ان لها قيمة في الحياة... فهي نافعة»(10)، فالبراجماتية بهذا المعنى «هي فلسفة تجمع بين الأمرين، الولاء العلمي للحقائق، وبين اليقين القديم في القيم الإنسانية والتلقائية المحصلة سواء أكانت من النوع الديني أم الرومانتيكي»(11) في محاولة منها ان تبتعد بالفكر عن التجريد وان تحدث ارتباطاً وثيقاً بالعالم الواقعي، فالبراجماتية أصبحت بذلك محاولة للتجديد في الفلسفة واصبح موضوعها الواقع والإنسان كباقي الفلسفات المعاصرة التي انتقلت بالبحث من مشكلات الوجود إلى الإنسان وقضاياه وكيفية حل مشاكله. فقد كان جل اهتمام البراجماتية «منصباً على محاولة حل المشكلات التي تحدث في الحياة الإنسانية»(12) وكيفية إيجاد حل لهذه المشكلات التي تنشأ عن تغييرات مستمرة في حياته (الإنسان) «فالمشكلات التي يجب ان تعنى بها أي فلسفة تصلح لوقتنا الحاضر هي تلك المشكلات التي تنشأ عن التغيرات الحاصلة بين ظهرانينا بسرعة كبيرة متزايدة في نطاق جغرافي إنساني يتسع باستمرار يؤثر فينا تأثيراً عميقاً يزداد شدة وتغلغلاً في صميم أحوالنا»(13) فقد أصبحت المعالجة البراجماتية تبدأ من نقد الفلسفة من داخلها واحيائها واظهارها بثوب جديد يليق ومقتضيات الفكر المعاصر الذي يهدف إلى ان لا تكون الفلسفة معزولة عن الإنسان بل ان تقبل «مقولات الحياة بوصفها مقولات اساسية»(14).
2- نقد البراجماتية للميتافيزيقا:(15)
لما كانت البراجماتية هي البحث عن نتائج وتتبع آثار أية فكرة ومدى صلاحية هذه الفكرة عند الإنسان، أي فائدتها العملية، فكان من الطبيعي إذن ان يكون مجالها هو الحياة وألا يخرج عن إطار الحياة الإنسانية وان تبتعد عن البحث في مجال الميتافيزيقا، ذلك ان الأخيرة تعتمد على أفكار مجردة ليس لها ما يطابقها في دنيا الواقع، فأفكار مثل «العالم واحد أو متعدد، مادي أو روحاني، مسير أم مخير، هذه كلها أفكار قد يكون أو لا يكون فيها خير العالم.. فإذا لم يكن ثمة فرق عملي يمكن تتبعه بالإبدال، اذاً يعني من الوجهة العملية نفس الشيء، ومن ثم فإن أي نزاع أو خصام بشأنها نزاع تافه معدوم الجدوى»(16)، فيرى (بيرس) ان «طرائق الميتافيزيقيين في الاستنباط تصطنع على أساس فروض من عندهم ويصلون به إلى براهين يصفونها بالصواب القطعي الذي لا يتعرض للتعديل على ضوء ما قد تكشف عنه البحوث العلمية»(17) فيما بعد وبذلك تكون الفلسفة البراجماتية ضد الأنساق الميتافيزيقية التي تبدو ركائزها قانون ثابت لا يقبل التغير.
3- البراجماتية فلسفة علمية:
يقول أحد العلماء «الإبداعات التكنولوجية تمر بثلاث مراحل مترابطة على شكل دائرة بحيث تقوي كل مرحلة منها المرحلتين الأخيرتين وهذه المراحل هي وجود الفكرة وامكان تطبيق هذه الفكرة عملياً وانتشار الفكرة والتطبيق»(18)، ولما كانت البراجماتية تدعو إلى الاعتقاد بفكرة وإخضاع هذه الفكرة إلى التجربة وما تقدمه هذه الفكرة من فائدة عملية، فالبراجماتية تكون إذاً دعوة إلى تطبيق علمي للأفكار الفلسفية المطروحة، وقد كان للآراء البراجماتية دور مهم وصلت إليه التكنولوجيا الأمريكية في يومنا هذا يفوق ما كانت عليه في بدء تكوينها عشرات المرات، حيث قطعت أمريكا في مجال التطور العلمي أشواطاً كبيرة وبسرعة فائقة لم يعرف لها التاريخ مثيل في عصرنا الحالي، وقد كان الفلاسفة البراجماتيون اغلبهم ممن يشتغلون في مجال البحث العلمي، فنرى (بيرس) مثلاً كان يشتغل في الفيزياء والكيمياء والرياضيات عالماً محترفاً و(جيمس) يشتغل في مجال علم النفس، ونجد ان (دوي) يتجه إلى العلوم اتجاهاً كاملاً. يؤكد (بيرس) ان «طريقته هي طريقة العلم نفسها»(19) والذي يجعل من فلسفة (بيرس) وغيره من البراجماتيين فلسفة علمية هو انها «إذا ما نسبت إلى الكون حقيقة ما اعتمدت في ذلك على تأييد الوقائع التجريبية»(20) فالفلسفة البراجماتية «هي نمط من انماط الفلسفة العلمية أي انها لا تقبل بأن تكون الفلسفة مبنية على شكل نسق مختوم مقفل لا يقبل الزيادة ولا التعديل، بل تكون كالعلم في كونها سيراً متصلاً جديده بقديمه بحيث لا يكون هناك أمر يقال انه الكلمة الأخيرة»(21).
4- البراجماتية فلسفة تحليلية ونظرية في المعنى:
من المميزات المهمة التي تتميز بها الفلسفة البراجماتية كغيرها من المدارس الفلسفية المعاصرة هو اهتمامها بالجانب التحليلي للأفكار أو الكلمات أو المصطلحات فغاية الفلسفة البراجماتية لا تختلف كثيراً عن الفلسفة التحليلية التي تبلورت على يد فتكنشتاين(22) (1889-1951) من حيث اهتمام الأخيرة بتحليل اللغة وبتحليل المفاهيم واعطاء ترجمة دقيقة وعلمية ومن ثم إعادة صياغة هذه الموضوعات أو المفاهيم ثانية بترجمتها إلى كلام اكثر ترتيباً واكثر سهولة، لذلك سعت البراجماتية إلى «الدقة في توضيح المعاني بمعنى انها تجزئ الواقع وتحلله»(23) فقد حرص (بيرس) اكثر من غيره من البراجماتيين على الوصول إلى أفكار واضحة حتى يتسنى لنا الاستفادة من هذه الأفكار، وحتى يكون لهذه الأفكار معنى وقد تجسد هذه الجانب لدى بيرس في مقالته «كيف نجعل افكارنا واضحة»(24) ونرى ان صاحب كتاب (عصر التحليل) مورتن وايت قد ادرج بيرس وجيمس ودوي ضمن قائمة الفلاسفة التحليليين في كتابه آنف الذكر.

الهوامش
ــــــ
(*)استاذ الفلسفة المساعد في كلية الاداب الجامعة المستنصرية، معهد الابحاث والتنمية الحضارية
(1) وايت، مورتن: عصر التحليل، ترجمة: أديب يوسف شيش، منشورات وزارة الثقافة والارشاد القومي، دمشق، 1975، ص152.
(2) جيمس، وليم: البراجماتية، ص76.
(3) زيدان، محمود فهمي: وليم جيمس، سلسلة نوابغ الفكر الغربي، ص61.
(4) جيمس، وليم: البراجماتية، ص262.
(5) وايت، مورتن: عصر التحليل، ص152.
(6) زيدان، محمود: وليم جيمس، ص46. كذلك راجع المعنى نفسه في كتاب (بعض مشكلات الفلسفة)، وليم جيمس، ترجمة: محمود فتحي الشنيطي، المؤسسة العربية العلمية للتأليف والنشر، مصر، ص59.
(7) محمود، زكي نجيب: حياة الفكر في العالم الجديد، دار الشروق، بيروت، ط3، 1987، ص127-128.
(8) جيمس، وليم: البراجماتية، ص63-64.
(9) المصدر نفسه، ص51.
(10) المصدر نفسه، ص96.
(11) المصدر نفسه، ص35.
(12) دوي، جون: تجديد الفلسفة، ترجمة: امير مرسي قنديل، دار النهضة العربية، القاهرة، ص9.
(13) المصدر نفسه، ص11-12.
(14) Perry, Ralph Barton: Present Philosophical Tendences, Longman’s, Grren And Co. London. New York. Tornto, 1929, P.197.
(15) بيرس ليس ضد القضايا التأملية التي تعتقد انها قضايا ميتافيزيقية. انظر موقف بيرس من الميتافيزيقيا في الفصل الثالث، المبحث الثاني، والمبحث الثالث من الفصل نفسه.
(16) جيمس، وليم: البراجماتية، ص63-64.
(17) محمود، زكي نجيب: من زاوية الفلسفة، دار الشروق، بيروت، 1979.
(18) حبيب، محمد: الانسان صانع التكنولوجيا، نقلاً عن كتاب (المعرفة التكنولوجيا)، المغرب، سلسلة الدورات 15/12/1993، ص91.
(19) محمود، زكي نجيب: من زاوية الفلسفة، ص204.
(20) المصدر نفسه، ص204.
(21) محمود، زكي نجيب: فلسفة وفن، مصر 1963، ص170. كذلك المصدر السابق، ص205.
(22) اكد فتكنشتاين على ان (اللغة هي المجموع الكلي للقضايا – أي ان الاسماء والقضايا البسيطة والمركبة ومجموعها يشكل اللغة مثلما ان العالم هو المجموع الكلي للوقائع –أي الوقائع الذرية والمركبة- ومقياس صدق القضايا البسيطة يكون في مطابقتها أو تصويرها للوقائع الذرية التي تجمع بدورها لتعطينا الوقائع المركبة) راجع للمزيد حول الموضوع التحليل عند فتكنشتاين، فاتنة حمدي في رسالة فتكنشتاين المنطقية – الفلسفية، مجلة دراسات للأجيال، اصدار نقابة المعلمين، العراق، العدد الثالث، السنة الخامسة، كانون الأول 1982، ص275 وما بعدها.
(23) ابراهيم، زكريا: دراسات في الفلسفة المعاصرة، مكتبة مصر، مصر، ط1، 1968، ص29
(24) لقد اكد بيرس في هذه المقالة على ضرورة اعطاء تعريف او ترجمة لكل مفهوم او مصطلح نستخدمه، وقد بحثنا ذلك بشكل مفصل في المبحث الثاني من الفصل الثالث.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
tariq1012
*
*


القيمة الأصلية

عدد المساهمات :
1

نقاط :
1

تاريخ التسجيل :
07/06/2010


الفلسفة البراغماتية 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفلسفة البراغماتية 2   الفلسفة البراغماتية 2 I_icon_minitime2010-06-08, 02:18

الفلسفة البراغماتية 2 136432
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الفلسفة البراغماتية 2

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الفلسفة البراغماتية 1
» البراغماتية والنقد: التداولية ومنزلتها في النقد الحديث والمعاصر
»  مكتبة الفلسفة الفلسفة الاسلامية للتحميل
» طلب بخصوص البراغماتية
» أطلس الفلسفة، كتاب قيم جدا في الفلسفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  أروقة المدارس اللسانية :: اللسانيات البراغماتية: التداولية أوالتخاطبية-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


الفلسفة البراغماتية 2 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
مجلة الخطاب الحذف النقد كتاب البخاري بلال مدخل محمد اسماعيل ننجز اللسانيات اللغة التداولية موقاي النص مبادئ العربية ظاهرة قواعد الأشياء الخيام النحو على المعاصر العربي


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع