منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالتداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
آمال بن غزي
مدير المنتدى
آمال بن غزي

وسام النشاط :
وسام النشاط

وسام المبدع :
أفضل خاطرة

وسام الإداري المميز

البلد :
ليبيا

عدد المساهمات :
1570

نقاط :
2344

تاريخ التسجيل :
09/01/2010

الموقع :
بنغازي

المهنة :
أستاذ جامعي


التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي Empty
مُساهمةموضوع: التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي   التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2010-04-24, 19:47

التداوليـــــــــــــــــات ؟
عبد السلام إسماعيلي
(منقول من منتديات واتا)

إن التداوليات مقاربة وجدت لبداياتها منشأ في حضن فلسفة اللغة العادية. هذا التيار الفلسفي الذي نشأ مع رواد الفلسفة والمنطق أمثال:Frege ، Russell، Wittgenstein و Strawson هؤلاء وغيرهم Carnap ، Bar-Hillel … «حاولوا التمهيد لتداوليات نظرية انطلاقا من فكرة المعارف والعلاقات الاجتماعية, حاولوا بناء نموذج يعتمد في دراسته أولا على شروط صدق التعابير المرتبطة بالمقام، نحو بناء نظرية عامة للفعل –action- أبرزَ معالمَها بوضوح «Austin وSearle. كما أمكن للتداوليات أن تجد بوادرَ قيامها في تأملات بعض الباحثين الذين اهتموا منذ أمدٍ بعيد بآثار الخطاب في المتخاطبين. ومن هؤلاء الباحثين سوسيولوجيون ومحللون نفسانيون، ومتخصصون في البلاغة ولسانيو تحليل الخطاب أمثال: Anscombre, Ducrot, Perlman و Orecchioni.
لقد أصبح الاهتمام بالتداوليات متزايدا يطوِّر في كل لحظة اهتماماً معينا تتحدد التداولياتُ وفقه، حيث كانت التحليلات التداولية تعتمد تارة على بنيات تحتية سيكولوجية وتارة على تمفصلات ذواتية واجتماعية.1 لتبقى التعريفات طافية أو معممة، تتعدد وأحيانا تتضارب.
أن التداوليات التي نشأت في حضن الفلسفة هي قبل كل شيء محاولة للإجابة عن أسئلة مثل: ماذا نفعل حين نتكلم؟ ماذا نقول بالضبط؟ ولماذا نطلب من جارنا على المائدة ما إذا كان في استطاعته أن يناولنا الملح، مع أن ذلك يبدو بإمكانه؟ من يتكلم إذن ولمن؟ ومع من؟ ولأجل ماذا؟ من تظنني أكون حتى تكلمني هكذا؟ ما تجب معرفته لرفع الإبهام؟ ما هو الوعد؟ كيف يمكننا قول شيء آخر غير ما كنا نريد قوله؟ هل يمكن أن نقتصر على المعنى الحرفي لقضية ما؟ ما هي استعمالات اللغة؟ إلى أي حد يكون الواقع الإنساني محددا بكفايته اللغوية؟.2
لقد أصبح اعتبار المعطيات الجد عادية والملموسة في التواصل أمرا ضروريا، وقد أثيرت في ذلك مجموعة من الأسئلة التي باتت محيِّرة وتتطلب إجابات نظرية، وهذا مثَّل الباعث الأساسي لضرورة قيام تحليلٍ تداولي في الفلسفة مثلت جوانبَ اهتمامه قضايا تعلقت بالإحالة والمرجع، تعلقت بالاقتضاء والاستلزام والفعل، قضايا مثلت دروسا حيوية في الفلسفة ودشنت لمشروع لسانيات التداول. وإن كانت فلسفة اللغة العادية تعالج الحقائق المفهومية, فإن اللسانيات ستعالج الوقائع التجريبية.3 وما كان من الواقعة التواصلية يمثل موضوعا فلسفيا إلى عهد قريب، سيكون آلياتٍ ضروريةً للبحث اللساني المعاصر.
ثم إن علم الدلالة بفضل تصورات Frege وأتباعه قام في مستوى أوسع على افتراضين أساسيين:
-
بما أن معنى جملةٍ ما مرتبط بمعاني الكلمات التي تكوِّنها، فإن معنى الكلمة يجب أن يدرَك من خلال معاني الجمل: إن معنى كلمةٍ ما هو مشاركتها النسقية في معاني الجمل التي تظهر فيها.
-
بالنسبة لمعنى الجمل يجب أن يدرَك من خلال مفهوم الصدق، فأنْ تعرف معنى جملةٍ ما، يعني أنك تعرف الشروط اللازمة التي يجب أن تستجيب لها هذه الجملة كي تكون صادقة.4
إلا أن قيام التحليل على مجرد هذين الافتراضين لا يجعله كافيا لمعالجة كل ما قد يطرحه المعنى من مشاكل. وبهذا كان على أن التحليل يمتلك آلياتٍ "تأخذ بعين الاعتبار العناصرَ الجيهية المساعدة على تحديد مظاهر الصدق ليس فقط في فيما يمكن أن يستعمله المتكلم من جمل، ولكن أيضا فيما يفعله المتكلم حين التلفظ بتلك الجمل أي في الاستعمال".5 ذلك أن ملفوظاً ما لا يعبِّر فقط عن حالةٍ ما للأشياء حتى يوصف بكونه صادقا أو كاذبا، إنه إضافة إلى ذلك يكشف عن ما للمتكلم من أفكار وأحاسيس كما يثير أو يستدعي ما للمخاطب من ذالك، وهذه عوامل خارجية لا تظهر بالضرورة في بنية الجملة كما أنها غير ملازمة لها وما يحددها إلا الاستعمال في المقام. "إن المعنى الدلالي لجملةٍ ما يتمثل في محتواها القضوي الذي يمثل لحالة الأشياء, ثم إن التلفظ بهذه الجملة في سياقٍ ما يستتبع معنى إضافيا يختلف بإختلاف المقامات ولا يمكن ربطه بالجملة نفسها".6 إنه مرتبط بالتلفظ ويمثل المعنى التداولي أو الاستعمالي.
هذا وقد ساد إلى حدود السبعينات من القرن المنصرم الاهتمامُ بالنحو كنظرية للقدرة الذهنية، إذ لا يتجاوز الأمر آنذاك حدود ما يؤكد مصداقية صورنة اللغة واعتبارِ مستعمليها نماذج مجردة. وبعد هذه المرحلة فقدَ هذا التوجه سيطرته على الأبحاث اللسانية حيث ظهرت إلى الفضاء اللساني دراسات تجاوزت القدرة إلى الإنجاز وأكدت على قيام الذاتية في التواصل، وقد دشنت أعمال Benveniste لهذا المشروع، يقول: "إنه قبل العملية التلفظية لا يكون اللسان إلاَّ إمكانيةً لِلِّسان".7 ويضيف: "إن العملية التلفظية هي حيث يوظَّف اللسان بواسطة فعل الإستعمال".8 فلم تعد اللغة لذاتها هي موضوع البحث اللساني إذ أصبح الإهتمام منصبا على التلفظ وما يستتبعه. "إننا في العملية التلفظية نأخذ بعين الإعتبار، على التوالي، الحدث نفسه، والسياق المقامي الذي يتحقق فيه، وآليات إتمامه".9 إننا مع Benveniste نمرُّ من لسانيات اللغة إلى لسانيات التلفظ، ثم إن هذا يحدد مؤشرات العبور إلى لسانيات تداولية.
ثم إلى جانب ما أسفرت عنه التجربة الأوربية، يمكن أن نميز في التداوليات تيارا أمريكيا مثَّل في بدايته جانبا من مشروع فلسفي عام، حيث ارتبط بعمق بالموقف الوضعي من خطاب العلم، هذا الموقف الذي فسر المفاهيم (الفكر، الذهن، الدلالة…) التي كانت تُعتبر ذهنيةً صرفة، بالقاموس الوصفي لعلم النفس الاجتماعي والسلوكي، إن هذا الرأي المسبق الذي كُرِّس كفكرة أولية للتفاعل، كان له أثر بليغ في قيام تداوليات أمريكية"10 استقرت كمكونٍ ثالث إلى جانب التركيب والدلالة داخل النموذج السيميائي العام لـC.S.Peirce.11
ثم إن الفضل في إدراج مصطلح (pragmatique) في الدراسات اللسانية يرجع إلى C.Morris وهو اصطلاح لـ «Kant» كان قد أخذ به Peirce في بناء نظرية عامة للعلامات, 12 هذه النظرية التي تقوم على فكرة أن السيميوزيس – Sémiosis- هو السيرورة التي يشتغل من خلالها شيءٌ ما كعلامة، هذه الفكرة التي تنبني على ثلاثة عوامل، يتعلق الأمر بما يُدرَك كعلامةٍ، وما تعود إليه هذه العلامة, ثم الأثر المحدث في التأويل. "إن التداوليات تُكرَّس للعامل الثالث، إنها دراسة للعلاقة بين العلامات واستعمالاتها".13 هكذا ترتبط التداوليات الأمريكية "بموقف أخلاقي وسياسي وتنبني على فلسفة وضعية وذريعية في آن".14

وإذا كان البحث في التداوليات عند C.Morris لم يتجاوز تحديدَ أهدافها الوصفية, فإن رواد الفلسفة التحليلية حددوها كدراسة تهتم بالأفعال اللغوية مركزين بذلك على الجانب الإستعمالي لإثبات خطابية اللغة مدركين ما كان يربك الأبحاث الشكلية أو ينفلت من قبضتها. وصيغت لأجل ذلك نظريات عدة يمكن أن نقتصر من بينها على ما يلي:
§ نظريــة الاقتضاء " La Présupposition ".

لقد ظهرت بوادر هذه النظرية على هامش الأبحاث المنطقية التي تناولت القضايا باعتبار قيمها الصدقية les valeurs de vérité لقد وردت بشكل عارض في أبحاث Frege وRussell وكذا Strawson الذين اعتمدوا في تحديد هذه القيم على مقدمات خارجية سابقة، مثلت شروطا ضرورية لتحقيق صدق أو كذب القضايا على اختلافها وتعددها. وقد حدد Strawson الاقتضاء مُبدياً تأثره بـ Frege في أن قضية (أ) تقتضي قضية (ب) إذا وفقط إذا كانت (ب) تمثل شرطا مسبقا لتحقيق صدق أو كذب (أ.15 (

هكذا ظهرت البوادر لتشكل نظرية قائمة الاقتضاء أسست لها الأبحاث اللسانية في الموضوع، فإذا كانت تحليلات المناطقة تقصر البحث في الاقتضاء على تحديد قيم القضايا في الجمل الخبرية فإنه في اللسانيات تبقى هذه مجرد حالة خاصة من الحالات التي تجب فيها مراعاة الاقتضاء والمتمثلة عموما فيما تشترطه الأفعال اللغوية عامة. وبذلك ستكون الاقتضاءات ظاهرة كلية –Universel-،16 حيث إن كل ملفوظ يفرض شروطا معينة سابقة لتحقيقه، إنه ينطوي على مجموعة من الاقتضاءات، وهي توجد مسجلة فيه بكيفية لا تقبل النقاش، ولا أحد يستطيع الاعتراض عليها سواء كان متكلما أو مخاطبا.17
وقد أمكن للبحث اللساني أن يطور نظريته للاقتضاء في ثلاثة مستويات:18 مستوى دلالي ويعالج فيه الاقتضاء كمعلومة تأخذ من الملفوظ، أي كعنصر من عناصره الدلالية، ومستوى وظيفي يحدد فيه دور الاقتضاء في تنظيم الخطاب، فإذا كانت للاقتضاء وظيفة فإنها لتحقيق ملاءمة الخطاب"،19 ثم مستوى تداولي ويتعلق الأمر فيه بتحديد الإقتضاءات في العلاقات بين المتخاطبين، وكذا في التفاعلات التي ينبني عليها التخاطب.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
آمال بن غزي
مدير المنتدى
آمال بن غزي

وسام النشاط :
وسام النشاط

وسام المبدع :
أفضل خاطرة

وسام الإداري المميز

البلد :
ليبيا

عدد المساهمات :
1570

نقاط :
2344

تاريخ التسجيل :
09/01/2010

الموقع :
بنغازي

المهنة :
أستاذ جامعي


التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي   التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي I_icon_minitime2010-04-25, 16:05

§ نظريــة الاستلزام التخاطبـي " L’implicitation conversationnelle ".

وهي نظرية خاصة بكيفية الاستعمال اللغوي أرسى دعائمها Grice 20 وأقامها على مبدإ عام يقضي بتعاون المتخاطبين بهدف تحقيق الفعالية القصوى لتبادل المعلومات، ومفاده: ( لتتكلم فيما يقتضيه الغرض من التواصل). وقد قامت هذه النظرية على افتراض مجموعة من القواعد الصادرة عن اعتبارات عقلية تجعل من السلوك اللغوي فعلا ناجحا، وتساعد على رصد الاستلزام التخاطبي باعتباره خرقا مقصودا لقاعدة من القواعد.
لقد كان يُعتبر عموما أن تأويل الملفوظات يتوقف على عاملين اثنين: معنى الملفوظ، والسياق المقامي لإنتاجه. وأضافت النظرية هذه عاملا ثالثا تمثل في مبدأ التعاون،21 الذي يسمح بحساب الخرق المسجل في التواصل، هذا المبدأ الذي يسمح بإدراك انسجام معاني الملفوظ مع المقصود من التخاطب.

هذا وقد استمرت الأبحاث في هذه النظرية لتسجل تطورها الملحوظ بعد صياغةِ Ducrot لقوانين الخطاب, واعتمادِ Wilson & Sperber لمبدإ الملاءمة في محاولة منهم لتطوير كفايتها في رصد الوقائع المستلزمة عموما.

§نظريـة الأفعـال اللغويـة "–Les actes de langage ".

وهي نظرية أسس لها «Austin» وقام ببنائها Searle ليوسَّع مجالُها- في أطوار- باحثون آخرون. وتقوم هذه النظرية على فرضية أساسية مفادها أن الجمل في اللغات الطبيعية لا تنقل مضامين مجردة، وإنما تؤدي وظائف تختلف باختلاف السياقات والمقامات. 22 كأن تفيد طلبا أو سؤالا أو وعدا أو غيرها مما يحققه السلوك اللغوي من فعل. ووفق هذا التصور ستشكل كل نظرية تخص اللغة جزءا من نظرية عامة للفعل- Théorie de l’action-"23 ذلك أن المتكلم يحقق أو ينجز عبر العملية التواصلية فعلا أو عملا تماما كما هو الحال في الأفعال غير اللغوية. "فلا وجود البتة لملفوظ لا ينجز فعلا".24 وبنفس التصور أصبحت اللغة بعدما كانت مجرد أداة تمثيلية، فضاء تمارس فيه حيوية العناصر الإنجازية. ومنه تم صرف النظر في الدراسات التداولية من الكلمة أو الجملة كوحدات تحليلية إلى وحدة الفعل باعتبارها "الوحدة الأساسية الصغرى التي تقوم عليها العملية التواصلية".25

§ نظريــة الاشتقاق الإنجـازي "La dérivation illocutoire".

إذا كان قد غلب على أصحاب نظرية الفعل الاشتغالُ بالأفعال اللغوية البسيطة والمباشرة، ولم يشتغلوا بالأفعال المركبة أو المشتقة إلا لماما فإن هذا ما ستحاول نظرية الاشتقاق تداركه.

لقد قامت هذه النظرية على اعتبار أن الفعل اللغوي ليس فعلا لقصد المتكلم وحده، إنه ليس نتاج عملية تناظرية موجهة من متكلم إلى مخاطب، بل إنه نتاج تأرجح الإظهار والإضمار الذي تولده ملابسات الخطاب الخاصة والذي يتحقق في تقاطع عملية الإنتاج والتأويل.26 وبهذا يتحقق المظهر الاشتقاقي للأفعال اللغوية، محددا في خصائصها غير المباشرة.
وتهدف هذه النظرية إلى محاولة تفسير إشكال هذه الأفعال، والمتمثل عموما في مدى إمكانية "إخفاء قصد إنجازي بالطريقة التي لم تترك للمخاطب بدا من اكتشافه والتعرف عليه".27 وستستخلص النظرية من هذا التفسير أن للأفعال الإنجازية المشتقة خاصية فوق/لسانية - méta/linguistique- وأن لها أساسا دلاليا أو بالأحرى تداوليا. وأنه يجب اعتبارها كحالة خاصة لظاهرة أكثر ورودا في اللغات الطبيعية.28 ستستخلص أن هذه الأفعال ذات خصائص استدلالية، إذ تصبح الأفعال اللغوية "التي يتم إدراكها مباشرة في صيغة الملفوظ"،29 منطلقا لعمليات استدلالية وصولا إلى أفعال إنجازية غير مباشرة يعقدها المتكلم ويفككها المخاطب.

لقد توزعت الدراسات اللغوية في القرن العشرين بين تركيبية ودلالية وتداولية فإذا كان التركيب –Syntaxe- يهتم بدراسة العلاقات بين العلامات، كلمات أو جملا أو متتاليات جملية، قصد تحديد القواعد التي تحكم نظام هذه العلاقات وكانت الدلالايات30 -Sémantique- تعالج علاقات هذه العلامات بحالات الأشياء في اهتمامها بالمعنى في علاقته بالمرجع والماصدق، فإن التداوليات ستمثل الضرورة التي تسمح بتوجيه وضبط استعمال هذه العلامات في المقام.

إلا أن بعض تيارات البحث قد دأبت على الفصل بين دلالة الجملة واستعمالها أي على الفصل بين الدلاليات والتداوليات فضلا عن الاستقلال التركيبي. وإن كان الإيمان راسخا بإجرائية هذا الفصل، فإن بعض الباحثين يدعو إلى إقامة وصف شامل لا يتم فيه أي فصل بين مستوياته. ولعل من بين رواد هذه الدعوة نجد Ducrot وAnscombre.31 فإن ما يميز أبحاثهما هو رفض التصور القائم على فصل المستويات فقد شكلت مجالات التقاء الدلاليات والتداوليات مجالا لأبحاثهم في اللغة.
لقد أصبح التصور المنطقي القائم على خطية العلاقة بين مستويات التحليل اللغوي متجاوَزا بفضل تداوليات مدمجة - intégrée- تعارضه، وتقوم على البحث الذي ينسحب على الجوانب التداولية التي يمكن أن تسجل في بنية اللغة، وعلى البحث في دلالاتها لاستخراج الأشكال اللغوية ذات القيمة التداولية لضبط شروطها الاستعمالية. هكذا يتخلص البحث اللساني من سلسلة المشاكل التي قد يطرحها تصورٌ ما لمستوياتٍ مستقلة، والتي يمكن أن تعالج في تداوليات مدمجة. ثم إنه كي تتقدم التداوليات إلى الإلمام يجب تخليصها كذلك من سلسلة المشاكل التي تتطلب كفاءات ذهنية وتعود إلى بلاغة متميزة. 32
ستعتمد التداوليات في التحليل إذن، على تظافر مكونين: لساني وآخر بلاغي. إذ يضطلع الأول بمهمة تحديد الدلالة –signification- اعتمادا على ما توفره الوحدات اللغوية، ثم بعد تحديد هذه الدلالة يضطلع المكون البلاغي بمهمة ربطها باعتبارات التخاطب والسياق المقامي والمعطيات البلاغية عموما قصد تحديد المعنى –sens-. هكذا يتمثل هدف التداوليات في الوصول إلى تمييز الجملة عن الملفوظ من جهة وتمييز الدلالة عن المعنى من جهة أخرى، فالدلالة للجملة ويحددها المكون اللساني، والمعنى للملفوظ ويحدده المكون البلاغي.
كانت هذه محاولة مقتضبة أردنا لها أن تكون إضاءة -ولو خافتة- في معالم الإجابة الضرورية لقضايا المعنى أي في معالم النظرية التداولية, ولعلها تكون كذالك.


الهوامش:
1. -J. Caron : Les régulations du discours. éd (P.U.F), 1983, P 50.
2. - F. Armengaud : La pragmatique. Ed (P.U.F), 2ème éd 1990, P 3.
3. - John Searle : Sens et expression. Ed Minuit, 1982, P 217.
4. - F. Récanati :« Le développement de la pragmatique ». Langue française. N°42, éd Larousse. 1979, P 7.
5. - Ibid, P 13.
6. - Ibid, P 7.
7. - E. Benveniste : Problèmes de Linguistique générale. Tome II Ed Gallimard, 1974, P 81.
8. - Ibid, p 80.
9. - Ibid, p 80.
10. - C. Normand : « Sémiotique et pragmatique ». Revue de Sémantique et Pragmatique n°1, éd Sup’Or 1997, P105.
11. - Voir : N. Everaert-Desmedt : Le processus interprétatif. Ed P. Mardaga, 1990, P28-29.
12. - C. Normand : « Sémiotique et pragmatique ». P 106.
13. - J. Caron : Les régulations du discours. P 49.
14. - C. Normand : « Sémiotique et pragmatique ». P 112.
15. - Voir : - Paul Larreya : Enoncés performatifs. Présupposition. Ed Nathan 1979, P 42
- J. Caron : Les régulation… P 82.
16. - J. Caron : Les régulations du discours. P 82.
17. - C.K. Orecchioni : L’implicite. Ed Armand Coline, 1986, P 282.
18. - J. Caron : Les régulation du discours. P 93.
19. - O. Ducrot : Dire et ne pas dire. Ed Hermann, 2ème éd 1980. P 94.
20. - Voir : P. Grice : « Logique et conversation ». Communications, N° 30, Ed seuil, 1979.
21. - Wilson et Sperber : « L’interprétation des énoncés ». Communications n°30, P 80.
22. -
طه عبد الرحمن: التواصل والحجاج. سلسلة دروس رقم 10، كلية الآداب بأكادير 1993-1994، ص 11.
23. - J. Searle : Les actes de langage. Ed Hermann, 1972, P 53.
24. - J. Caron : Les régulations… P 69.
25. - J. Searle. Les actes de langage. P 52.
26. - P. Charaudeau: Langage et discours. Éd Hachette 1983, P46.
27. - F. Récanati : « Insinuation et sous-entendu ». Communications n°30, 1979, P 98.
28. - R. Zuber : « Statut sémantique des actes indirectes ». Communications n° 32, 1980, P 240.
29. - J. Anscombre : « Voulez-vous dériver avec moi ? ». Communications n° 32, P 86.




30- إذا لم نستعمل "علم الدلالة" كمقابل عربي لـ "Sémantique" فالأفضل أن نستعمل له "دلاليات" على غرار لسانيات وسيميائيات، لتبقى "الدلالة" مقابلا لـ "Signification" دون لبس.


31-أنظر مقالتهما المشتركة لمجلة (Langages n°42 1976, PP 5-27).

32. - Voir : O.Ducrot. Dire et ne pas dire. PP : 111-113-131. et « Les lois de discours ». Langue française n°42, PP 22-23.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أهم المصادر في التداوليات
» ترحيب بالدكتور حافظ إسماعيلي
» فلسفة التداوليات الصورية عند هابرماس
» كتاب جديد التداوليات (علم استعمال اللغة)
» اللسانيات في الثقافة العربية المعاصرة.. كتاب للدكتور حافظ إسماعيلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: علم الدلالة والتخاطب (التداولية)-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


التداوليات.. عبد السلام إسماعيلي 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
الحذف النص قواعد مبادئ التداولية كتاب اللسانيات النحو العربي على النقد مجلة موقاي بلال المعاصر البخاري مدخل اللغة ظاهرة الخطاب محمد اسماعيل ننجز العربية الأشياء الخيام


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع