منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته.

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يوسف تغزاوي
عضو نشيط


القيمة الأصلية

البلد :
المغرب

عدد المساهمات :
24

نقاط :
72

تاريخ التسجيل :
02/12/2011


الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. Empty
مُساهمةموضوع: الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته.   الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2011-12-14, 20:42

ثانوية محمد الخامس التأهيلية
كلميمة د. يوسف تغزاوي.
الضجيج في التواصل اللغوي : أسبابه ومعيقاته
تقديــــــــــم :
تتوخى هذه المقالة، دراسة ما يعوق التواصل باعتباره عملية تبادلية تلعب فيه اللغة دوراً رئيسياً، من خلال مفهوم «الضجيج» هذا المفهوم الفضفاض الذي يشمل مجالات عدة والذي أرق مجموعة من الباحثين وخاصة منهم اللسانيين، نظراً لتعدد مفاهيمه والعبارات الدالة عليه، وشساعته المعرفية – الكمية أو الحمولة المعرفية – التي يحتويها مفهوم الضجيج في التواصل اللغوي. هدفنا هو تقديم صورة واضحة وواقعية لما يمثله الضجيج كمفهوم في التواصل اللغوي، فما هو الضجيج في التواصل اللغوي؟ وهل يقف مفهومه عند نوع واحد؟ وماذا قيل حوله من خلال اعتباره نظرية قائمة بذاتها؟
* ماهية الضجيج في التواصل اللغوي :
الضجيج هو ضياع جزء من الرسالة التواصلية الذي يترتب عنه بالتالي انقطاع التواصل وعدم تحققه على الوجه المطلوب، وضمن معنى موسع فإن هذا المفهوم نجده يدل على مجموعة من المفردات والمصطلحات التي تشترك معه في مضمونه وإن كانت تندرج كلها تحت إطار معيقات التواصل. فما هي معيقات التواصل؟ وهل يقف قصور التواصل عند نوع واحد؟.
المحور الأول : معيقات التواصل.
* التشويش ونقصان كمية الخبر :
يقول معجم اللسانيات إن التشويش في نظرية التواصل هو ضياع للخبر ناتج عن اضطراب في مدار التواصل، ويتأكد هذا التحديد على تصور نظري لا يرى من معنى للرسالة إلا معناها كمتتالية من الأدلة والعلامات والرموز المنتقلة بين مرسل ومستقبل عبر صلة تشكل الدعامة المادية للتواصل، ومن تم تنشغل نظرية التواصل بطائفة من الأسئلة التي تهم عدد الرسائل التي تتيحها شفرة معطاة والزمن الذي يستغرقه التواصل وشرط الفعالية القصوى للبث والإرسال وكمية الخبر المبثوث في علاقة بمصدر البث أو جهاز الإرسال، وتكشف مجمل الإجابات المقترحة أن الدلالة المتداولة لمصطلح الخبر التي تومئ إلى ما تم نقله متباعدة عن المعنى التقني والدقيق لمفهوم الخبر. والأخير قابل للقياس على الصعيد الكمي عن طريق وحدة التعداد بالدقة : bit وهي وحدة تستثمر بكيفية خاصة في التعداد المرتبط بالآلات الالكترونية. ويقول القياس أن هذه الكمية متغيرة، تبدأ من 50 وحدة في الدقيقة مثلما الأمر في التلغراف، وتصل إلى ستة ملايين وحدة في الدقيقة كما الشأن في الوسائل السمعية البصرية، وقد يتدخل عطب أو تشويش يترتب عنه نقصان كمية الخبر وأحياناً انقطاع التواصل.
فعلى افتراض أن التواصل تم على ما يرام بين زيد وعمرو، فإن نتيجة ذلك الطبيعية والمنطقية هي تساوي كمية الخبر بينهما. أما إذا كانت الصلة لحنة ومشوشة أو بها عطب، فإن الخبر الذي يتلقاه عمرو ينقص في حجمه وكمه عما بثه زيد أو أرسله. ومن ثم يتعين تقويم الصلة والبحث عن الشروط التي تضمن تواصلاً تاماً يحافظ على الخبر المنقول منذ بدء الإرسال إلى حين الاستقبال.
وإذا كانت أجهزة الكشف الالكترونية متعددة ومعروفة فإن المكشاف المتميز والأكثر قدرة على إدراك الأخطاء وتداركها وتصحيحها هو دماغ الإنسان مثلما أكــدت ذلــك أطروحة دي سوسير، وكما يتأكد في مجمل نظريات التواصل. فعند تلقي مكالمة هاتفية، قد يحدث أن تضيع بعض مقاطع المحادثة، والضياع هذا يعوض ويصحح بكيفية لا شعورية في الغالب، وينسحب الأمر نفسه على التواصل المؤجل، أي الكتابة، وهذا ما يتيح استخلاص نتيجة مفادها أن الكلام والكتابة يمثلان معاً جهازاً للتشفير الناقل – الحشوي.
أما كتاب «Principes généraux de la communication» لصاحبته أمل بن صالح فإنها في معالجتها لمشاكل التواصل من الجانب المتعلق بالإدارة، وقد اعتبرت أن التشويش – كمفهوم تحيل دلالته على ظاهرة الضجيج – يمكن أن يتخذ في تفسيره منحيين مختلفين هما : التشويش والحواجز أو العوائق :
أ- التشويش : وهي طبيعية :
مـفـهــومـــــــه مثــــــــــــال
* تـدبيـريـة - التدبير المقاولاتي لا يتحقق في إطار انعدام تواجد معلومات تنتقل بسهولة. - يمنع رئيس القسم بعض المعلومات الهامة عن مرؤوسيه.
* تـداولـيـة - المضمون اللغوي غير واضح أو مفهوم من طرف المرسل أو المخاطب. - يستخدم المرسل أسلوباً في تبليغ المعلومة لا يفهمه المدير ولا كاتب مكتبة.

ونفس المفهوم نجده لدى د. تمام حسان وهو في خضم تفسيره لمفهوم المحادثة من خلال إبرازه لمقترحات جرايس، في إطار مبدأ الكيف حيث نجد التشويش التداولي يأخذ منحاً جديداً في التفسير إذ يقول : «وأما مبدأ الكيف فيتنوع إلى حد ما (كن واضحاً)، (تجنب غموض العبارة)، (تجنب اللبس)، (أوجز)، اجعل كلامك على صورة تصلح إجابة ما)». ويمكن إيضاح هذه الأفكار علة النحو التالي : «وهو هنا يعتمد تفسيرات جريس» فقوله : كن واضحاً : يتولد عند مبدأ كن على نحو يهيئ بنواياك في القول أن تجد التعبير الواضح. كما أن قوله : تجنب الغموض: يمكن أن يعبر عنه على صورة (لا تكن بحيث يصعب فهمك) وكذلك يمكن أن تعاد صياغة تجنب اللبس إلى : (لا تعبر عن نفسك بحيث يفهم مستمعوك معاني غير التي تقصدها)، وأما مبدأ أوجز : فيمكن أن يأتي على صورة (لا تستغرق وقتاً أطول مما هو ضروري في حديثك). وهكذا يتصل الكم بمقدار ما تقول، ويتصل الإيجاز بمقدار ما تنوي أن تقول. أما مبدأ كن مرتباً : فيمكن أن يعبر عنه بعبارة (اعرض مادتك بحسب الترتيب المطلوب) وأما الملائمة لإجابة ما فيمكن التعبير عنها عن طريق استعمال كيفيات صالحة للنفي على وجه ما.
* سميولوجية - الحالة أو الهيئة : يؤدي موقف الأشخاص المحيطة بالمتحدث إلى إزعاج وخلخلة إرسال الرسالـــــة. - حينما يكون هناك اجتماع وبعض الأشخاص يتحدثون بعفوية وبشكل مهيج بدون احترام المتحدث.
* تقـنيــــــة - وتظهر في مشاكل العناصر المادية المستعملة خاصة في عدم استجابة القناة المختارة إثر تدخل عناصر التشويش - تطلب الكاتبة عن طريق الهاتف طلبية مهمة قصد التهيؤ لأسباب خارجية تم إعاقة وصول المعلومة.
ب- الحواجز والعوائق : وهي مرتبة كالتالي :
مـفـهــومـــــــه مثــــــــــــال
* اجتماعيــة وتظهر في اختلاف البيئات الاجتماعية بحسب طبيعة الوسط الاقتصادي والاجتماعي. يمكن أن تكون الآراء والأفكار المنتشرة والمحكومة في وسط ما مختلفة عن وسط آخر وهنا تلعب اللغات دوراً في ظهور هذا العائق.
* سيكولوجية وتظهر هذه العوائق بين المخاطبين من خلال جهل أحدهما للمعلومة التي تمثل له مشكلاً خلال تبادلها للحديث، ويمكن أن تكون خلية ظهور هذا العائق، إما لأسباب انطوائية أو غيرة أو استياء، كما يمكن أن يكون لغياب الاستماع من خلال قلة تحضير المستلم لاستلام الرسالة. في إطار المنافسة بين رؤساء الأقسام الإدارية، قد يقوم بعض الرؤساء وبشكل منظم بمنع وعرقلة معلومات قد تهم مجال عمل الآخرين.
حينما يكون هناك اجتماع إداري يجمع بين مدير العمل مع موظفيه وفي خضم مناقشتهم لأمور مهمة، تقوم مكالمة شخصية لشخص المدير بعرقلة سير الاجتماع.
فتكون عاقبة ذلك ضياع الوقت والفكر والجهد، من خلال ضياع أفكار قد تكون لها كلمتها في الموضوع المناقش، وأما الجانب الآخر قد لا يكون المدير حاضراً فكرياً فيما يناقشه المتصل.

كما أن معيقات التواصل السيكولوجية يمكن أن تظهر في علاقة الأبناء مع الآباء، حينما يواجه الطفل مشكلة ما فلا يستطيع التبليغ بها بشكل جيد، حينها يقوم الآباء في أغلب الأحيان بعدة مواقف تجاه هذا الأمر، من بينها :
- أن يفرض الآباء سلطتهم على المناسبة لإجهاضها، وذلك قصد الإبقاء على تواصل مجالسهم في شكل جيد.
- اعتبار الأطفال صورة للأبوين في طفولتهما، فيقوم الآباء بتطبيق طرق لتعليم أطفالهم، طبقاً لتجربتهم.
- التشدد مع الطفل وذلك قصد استجوابه في «الطول الأعظم» لمعرفة كل التفاصيل على اعتبار أن الطفل قد يكون كاذباً.
تخلق هذه المواقف مشاكل تكون عواقبها في أغلب الأحيان انقطاع الاتصال بين الطفل وأبويه – وهذا يخلق للأبوين تشويشاً في انعدام مفصد الطفل بذلك –، غير أن سببه الحقيقي متمثل في انعدام إعمال الآباء للعقل وغياب صيرورة من الاحتمالات في علاقتهم مع الطفل تكون نتيجتها بناء منهجية فعالة لتربية طفلهما. ويمكن تلخيص الأوصاف المعتمدة من طرف الآباء، في علاقتهم مع الأبناء، في اثنتي عشرة وسيلة، يقصد من خلالها الآباء محاولة مساعدة الطفل لحل مشكلته، لكنهم في لأغلب الأحيان لا ينالون هدفهم ومقصدهم، فيتحلون إلى عقبات أمام الطفل للتواصل معهم، ومع غيرهم، ونذكرها، كالتالي :
الأوصــــــــــــــــاف الأمثـــلــــــــــة
1- الطلب عن طريق إعطاء الأوامر : «يجب عليك أن...»، «افعل هذا...»، «افعل ذاك...».
2- التحذير أو التهديد : «إن لم يكن نعم، أنت سـ...»، «يجب أن تعمل أحسن من ذلك بـ... وإلا...».
3- التأديب قصد الإيضاح : «أنت من المفروض عيك أن...»، «إنه خطأك، ...»، «هو عيبك...».
4- إسداء النصيحة وإعطاء الحلول : «في مكانك سـ...»، «افعل إذن بـ...»، «أنصحك بـ...».
5- الإقناع عن طريق الحجة والمنطق : «هنا يظهر لماذا أنت على خطأ،...»، «تعم، لكن...»، «لكن تلك الحقائق تثبت بأن...».
6- الحكم الانتقاد واللوم : «أنت لا تملك منطق التفاهم مع الآخرين بغياب أسلوب الالتماس...»، «الالتماس...»، «أنت كسلان...».
7- الصدق في إطار المدح : «نعم هنا حسنا فعلت!»، «أنت محق في رأيك، هذا الأستاذ يبدو فضيعاً في قراءته للأمور».



ج- معيقات أخرى للتواصل :
ويمكن إبرازها على النحو التالي :
1- في التوابع المرتبطة بقناة التواصل : * قلة السمع.
* انعدام المودة.
* قلة نسبة الأمان.
* عدم التنفيذ.
* عدم التوافق بين الرسالة الشفهية والإشارة العضوية التواصلية.
2- في قلة الفهم الثقافي : * استخدام أساليب معقدة.
* تدهور مستوى الكلمات المستخدمة في التواصل.
* سرعة تدفق المعلومة في مقابل بطئ الاستقبال.
3- في ضعف الرصيد المعرفي - المعجم - * ضعف مستوى أو قيمة الكلمة في العبارة التواصلية
* السخرية.
* عدم التوافق والتطابق بين إشارة الاتصال ومجموعة الأعضاء المرتبطة بالإشارة.
4- الإجحاف وعلاقة ارتباطه بعوائق التواصل : * إعطاء الانتباه والتقييم على ميزة واحدة فقط من مميزات الشخص.
* تثبت واختيار ميزة شخص آخر، رغم تقارب مميزات شخصيتهما.
5- في العبير الشفهي : * الصوت : قد نجد المتخاطبين متقاربين لكن طبيعة الصوت المعتمدة في التواصل تحدث عائقاً أمام فهم الرسالة مثل : (ارتفاع الصوت أو كثافته...).
* السلوك : قد يحدث سلوك أحد الأشخاص القريبين المتداخلين في العملية التواصلية إلى جعل التعبير الشفهي مبهماً.

المحور الثاني : الأمراض ودورها في قصور التواصل.
ويمكن تقسيمها إلى قسمين :
1- الالتهابات التنفسية العلوية ودورها في إعاقة التواصل :
يعد الطب أحد أهم الأقطاب التي قامت على الاشتغال بموضوع اللغة والنطق والكلام، إلى جانب علماء اللغة وعلم النفس وعلم الاجتماع، لما هذه المواضيع من أهمية في التواصل مع الآخرين، وإحداث التوافق الشخصي والاجتماعي وتحقيق النمو المعرفي والاجتماعي والنفسي والانفعالي للفرد.
لقد أشارت الدراسات الطبية بمختلف توجهاتها إلى أن أسباب الاضطراب في الكلام وعيوب النطق يمكن أن تلعب فيه أمراض الجهاز التنفسي – وخاصة الالتهابات التنفسية العلوية – دوراً كبيراً في التشويش على قناة التواصل وإعاقة المعلومة وعدم وصولها بالشكل الجيد.
فما المقصود بمفهوم الالتهابات التنفسية العلوية؟
تنقسم الالتهابات التنفسية إلى علوية وسفلية.
 الالتهابات التنفسية العلوية :
وهذه هي أكثر الأمراض شيوعاً في فترات الانتقال بين الفصول، وتنقسم إلى التهابات فيروسية والتهابات بكتيرية.
 الالتهابات الفيروسية هي : التهاب الحلق والتهاب الأنف والحلق وقد تلتهب ملتحمة العين أيضاً، والتهاب الحنجرة.
الأعراض : قد تأتي كل الأعراض أو بعضها فقط. حرارة عالية قد تصل 40 درجة مئوية أو أقل أو أكثر، رعشة، إحساس بالبرودة، الآلام في المفاصل، صداع شديد، إرهاق وتعب عام، آلام في الحلق، احمرار في الحلق صعوبة في البلع، عطاس متكرر، ورشح وانسداد في الأنف، كحة بسيطة قد تسحب ببلغم يحسه في حلقه، تقرحات في الفم، الغدد الليمفاوية قد يحسها المريض.
 الالتهابات البكتيرية : أهمها التهاب اللوزتين الحاد، التهاب الأذن الوسطى، التهاب الجيوب الأنفية الحاد.
 التهاب اللوزتين الحاد :
الأعراض : حرارة عالية – صداع – مغص معوي – قيئ – صعوبة شديدة في البلع – الغدد الليمفاوية بالرقبة تتضخم وتصبح مؤلمة – تورم اللوزتين بشكل واضح وتصبح كالكرة الحمراء المشتعلة في الحلق قد يوجد صديد كبقع بيضاء على اللوزتين (الكحة والعطس وانسداد الأنف غير موجود غالباً).
 التهاب الأذن الوسطى :
الأعراض : آلام مبرحة في الأذن قد توقظ الطفل من نومه، صياح شديد في الليل غير واضح السبب للرضع، حرارة، أعراض، برد قريب، بمنظار الأذن تظهر الطبالة محتقنة ومليئة بسوائل قد تكون صديدية وقد يخرج الصديد فعلاً من الأذن وفي هذه الحالة يختفي الآلام فوراً.
2- الصوت المعيب وأهمية علم الأصوات في دراسة علته ومعالجته :
1) أهمية علم الأصوات ومجالاته التطبيقية :
قد يكون مضاداً لروح العلم أن يناقش المرء فائدة الأنواع المتعددة للبحث العلمي فالمنفعة والتطبيق العلمي لاكتشاف ما نتيجة ثانوية له، ولا يمكن أن تكون غاية إلى العلم إلا ليعمل بقصد تعميق معلوماته عن الإنسان والطبيعة. أما التطبيق العلمي فناتج غير مقصود من الباحث الذي يحصر همه في إشباع تطلعه العلمي.
ومعظم النتائج العلمية التي حققت فوائد عظيمة في الفيزياء أو الكيمياء غالباً ما تحققت دون قصد منفعي على الإطلاق.
والحديث عن علم الأصوات هو حديث عن سائر العلوم – غاية في ذاته – إنه كأي علم من العلوم يزيد معلوماتنا عن خصائص الأشياء، وكيف تعمل في مجال معين. ويكفي تبريراً لوجوده، أن الأصواتي يعمل لكي يفهم على وجه أفضل اللغة المتكلمة، ومع ذلك فهناك المنافع والمجالات التطبيقية لعلم الأصوات، نذكر أهمها كالتالي :
- التحليل العلمي للغة.
- تعليم الأداء.
- نطق اللغات الأجنبية.
- وضع الأبجديات.
- وسائل الاتصال.
- تعليم الصم وعلاج السمع والنطق.
2- الفعل الصوتي المعيب :
إن أسباب الاضطراب في الكلام – أو ما يعرف بالفعل الصوتي المعيب – يختلف نوعه وشدته حسب الحالات والأعمار والبيئات، ومعظم هذه الأسباب ترجع بشكل عام إما إلى أسباب عضوية تخص عضوية أعضاء النطق والكلام وهذه بدورها قد ترجع إلى عوامل في أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة وقد يرجع الاضطراب إلى سبب أو أكثر من عامل أو إلى عوامل متداخلة.
إن هذه المشكلة تبدو أكثر إحراجاً حين يلتحق الطفل بالمدرسة الابتدائية فإن أي خلل في جهاز النطق لديه ستنعكس آثاره على قدرته في أداء الامتحانات الشفوية لما تتطلبه من استخدام النطق في المشاركة في الكلام أمام زملائه علاوة على ذلك فإن هذا الخلل يمكن أن يسبب حالة من الإحراج أو الانزعاج والقلق لديه وتكون ثقته بالنفس منخفضة.
إن اضطرابات النطق وعيوبه تشمل على حذف صوت حرف أو أكثر ونطق الكلمة بدون الصوت المحذوف وتظهر في الحروف الساكنة نهاية الكلمة أكثر من الحروف الساكنة في بدايتها وهناك من يقوم بالإبدال مثل حرف (س) يبدله بحرف (ش) أو حرف (ر) يبدله بحرف (ل) وهناك نوع آخر من العيوب هو التحريف حينما يصدر الطفل الصوت بطريقة غير صحيحة إلا أن الصوت المحرف يكون قريب للفظ الصوت الذي ينطقه الاعتياديين من الأطفال وقد يصدر الصوت بشكل خافت نظراً لأن الهواء يأتي من مكان غير صحيح أو اللسان لا يكون في الوضع الصحيح أثناء النطق ويمكن أن تبدو تلك العيوب على شكل إضافة حينما ينطق الطفل الكلمة نطقاً صحيحاً ويضيف إليها مقطع معين أو صوت لا علاقة له بتلك الكلمة الصحيحة كما يظهر اضطراب النطق بشكل تأتأة، أو يكون حرفاً أو مقطعاً أو كلمة ويتم بمد الحرف مداً طويلاً بشكل لا إرادي مما يسبب لمن يعاني من هذا الاضطراب، نوعاً من الحرج أو الخجل أو الارتباط وحركات غريبة في اللسان والفك وقد يصاحب التأتأة حركة في الجذع والأطراف وتعبيرات غير عادية في الوجه ولا تقتصر العيوب الخاصة بالنطق على أنواع محددة بل هناك أنواع أخرى هي اللجلجة، وهي المتمثلة في احتباس الكلمات وتظهر بعد معاناة شديدة تطلب حركة بعض أجزاء الجسم كاليد والكتف أو القدم أو ارتعاش رموش العينين والجفون أو إخراج اللسان من الفم أو الميل بالرأس إلى الأمام.
ويمكن إيجاز المظاهر الأخرى من عيوب النطق في اللثغة في الكلام وهي استبدال حرف بحرف مشابه له مثل حرف السين بحرف الثاء والراء باللام القاف بالكاف، وهناك عيب آخر في الكلام يتمثل في الخمخمة وهي خروج الكلام من الأنف والطمطمة وهي إبدال الطاء بحرف التاء والتمتمة التردد في نطق حرفي التاء والميم واللعثمة التردد في نطق الحروف أو تكرار مقاطعها والعيب الآخر هو الترخيم ويتضح في حذف بعض الكلمات لتعذر نطقها، وهناك عيوب في النطق تظهر على شكل نمنمة أي عدم تباين مقاطع الحروف، ونوع آخر من عيوب النطق يكون الكلام في أقصى الحلق ويسمى المقمقة.
يقول الدكتور «محمد الحساوي» في هذا الأمر :
إن المقصود بالفعل الصوتي المعيب كل «فعل» يدل أو يحيل على عيب في حركة العضو المصوت أو السامع، يترتب عنه عيب في المنتوج المسموع الصوتي، ومفهوم العيب يرتبط هنا بعنصرين أساسيين في العملية الصوتية : الأول إنتاج (ويهم النطق)، والثاني الاستقبال (ويهم السمع والإدراك)، هذا العيب قد يكون خلقة وقد يكون وظيفة، فينشأ عنه عيب صوتي طبقاً للمبدأ العام الذي عبر عنه إخوان الصفا في رسائلهم، بقولهم :
«إن كل صوت يسمع فإنما يخرج عن هيئة الجسم الذي يصوته...»، ومفهوم العيب المذكور تعبر عنه مجموعة المصطلحات منها على الخصوص : الآفة، الخلة (الخلل) والعلة والعرض، وفساد النطق، والمشوهة، والقبح، والمرض، والزلل، والمعاييب الخ.
إن مفهوم العيب في معجمنا يتعلق بمرجعيتين اثنتين :
الأولى : يختزلها مفهوم «الفصاحة»، والثانية يختزلها مفهوم «التشريح» (ولو في بعده الأول : والبدائي)، والمرجعيتان يؤطرهما نموذج يراقب ويترصد الزيادة والنقصان سواء في هيئة العضو أو سواء في عمله (الصوتي على وجه الخصوص) أو فيهما معاً، فيعتبر كل زيادة أو نقصان بمثابة ما هو غير عادي وغير سوي، أي عيباً، لذا لا يحيل مفهوم العيب بالضرورة على مضمون أخلاقي، إن مفهوم العيب في معجمنا يتجلى في مخالفة المعيار، مع ما قد يحتويه هذا الحكم من نظر ذاتي أو شبه ذاتي، ناتج عن ملاحظة وتأمل القدماء لمختلف الاختلافات العضوي أو الصوتية (النطقية والسمعية).
3- علاج عيوب النطق :
إن الهدف من العلاج هو التوصل إلى النطق الصحيح وليست هناك طريقة واحدة لتحقيق هذا الهدف وهذا يعود إلى طبيعة الحالة التي يراد معالجتها وقد تكون طريقة العلاج بسيطة حينما تركز على التدريب في جلسات علاجية وقد تكون الحالة معقدة حينما تتطلب تداخل جراحي أو علاج نفسي لتحسين مفهوم الذات أو التغلب على بعض الاضطرابات الانفعالية لمن يعاني من تلك الاضطرابات ويمكن إيجاز أنواع العلاج التي تستخدم مع حالات عيوب النطق بالأنواع الآتية :
أ- العلاج النفسي :
أحياناً يستخدم التحليل النفسي للكشف عن الصراعات الانفعالية في مرحلة الطفولة وإحساس الطفل بعدم الأمن بهدف إعادة اتزانه الانفعالي وإعطائه الثقة بالنفس وتجاوز عيوب النطق إذا كانت أسبابها نفسية وعلاج مثل هذه الحالات تتطلب مراكز متخصصة في التحليل النفسي مع مراعاة تحسين الطفل صحياً ونفسياً واجتماعياً وإزالة مصادر التوتر لديه وحل مشكلاته الانفعالية بهدف تحقيق الاتزان الانفعالي له وأحياناً يستخدم التنويم المغناطيسي في العلاج لمثل هذه الحالات.
ب- العلاج التربوي :
وهي استخدام التمرينات من قبل أخصائي في التخاطب وربما يفيد هذا العلاج عند الأطفال الذين لديهم عيوب تتعلق باللجلجة وخاصة عند الطفل الأعسر الذي يجبر على الكتابة باليد اليمنى نتيجة لجهل الأهل وبعض المعلمين والطلب من الطفل الأعسر أن يكتب باليد اليمنى ويعتبر أنه حقق عملاً ممتازاً حين يستجيب الطفل هذه الرغبة، ولكن أن النتائج السلبية على هذا الإجبار تتضح في عيوب في النطق وإذا لم يحصل ذلك فمن المحتمل أن يقوم الطفل بإسقاط حروف عند الكتابة وتبقى هذه المشكلة أحياناً مدى الحياة فمثلاً حين يكتب كلمة (التراث) فإنه يكتفي بكتابة (الترا) دون أن يكتب حرف الثاء في نهاية الكلمة، وهو يتوقع أنه كتب الكلمة كاملة ويكتشف ذلك عند إعادة قراءة ما كتب، وهذه المشكلة تتعلق بالسيادة النصفية للدماغ فمن يكتب باليد اليسرى يعود لسيطرة النصف الأيسر من الدماغ على النصف الأيمن من الجسم أما إذا استخدم كلتا اليدين في الكتابة فإن السيادة مشتركة (أي أن نصفي الدماغ يشتركان في السيادة) ويسمى بالسيادة المختلطة.
ج- العلاج الدوائي :
وهناك مجموعة من العقاقير الطبية لم أذكرها خشية من القارئ استخدامها بدون الرجوع للطبيب، وهذه العقاقير عبارة عن مهدئات منها بسيطة والقسم الآخر مهدئات عضلية وتختلف الجرعة حسب العمر والحالة، وتستخدم من قبل الطبيب النفسي.
د- العلاج الطبي والجراحي :
في بعض الحالات من عيوب النطق يتطلب تقويم الأسنان، لأن العيوب تتعلق بوضع الأسنان حيث تكون الأسنان أحياناً عائقاً أمام النطق الصحيح لبعض الحروف وهنا لا بد من إشراك طبيب أسنان في العلاج وفي حالات أخرى يحتاج من يعاني من عيوب النطق إلى تداخل جراحي وخاصة إذا كانت هناك فتحة ولادية في الشفة العليا، وغالباً ما يكون إجراء جراحي بسيط ولا يشكل أي خطورة.
وحينما تكون فتحة في سقف الحلق وفي هذه الحالة لا بد من طبيب جراح تجميلي يقوم بإجراء عملية وهي ليست بالعملية السهلة ولا تخلو من مضاعفات.
وأخيراً يبقى الشيء المهم في العلاج هو تعاون الأسرة والمدرسة والاهتمام بالنطق وليس التشجيع على النطق الغير الصحيح واعتباره شيء مسلي بل لا بد أن تهتم الأسرة بالموضوع لأن الطفل في مرحلة الطفولة يكون اعتماده في تجاوز هذه العيوب على الأسرة بالدرجة الأولى من خلال مراجعته وعرضه على المختصين.
المحور الثالث : أنواع قصور التواصل.
1- اللغة المنطوقة وقصور التواصل :
اللغة المنطوقة – الكلام – وسيلتنا الأساسية للتواصل فيما بيننا لكن هل المنطوق وسيلة واضحة – كافية وحدها – يمكن الاعتماد عليها فيما بينا؟
وإذا كانت الإجابة بالسلب، فما هي الوسائل المعينة؟ وما هو دورها في كمال عملية التواصل اللغوي؟
قد يوجد متكلم له رصيد معرفي مهم – في ميدان معين – يرسل رسالة كلامية إلى المتلقي أقل معرفة منه، في هذه الحالة يضطر المستمع إلى تطعيم الأفكار الصادرة عن المتكلم بمعاني إضافية، ليكتمل من خلالها استيعاب الخطاب العلمي (اللساني)، فقد يتميز الخطاب ينوع من الانغلاق الذي يفرض في مقام خطابي، فهذا الانغلاق يبرز في عدة مستويات لما يستلزمه النمط الخطابي عند الذات المخاطبة من شركة في المعتقدات واكتساب في المسلمات والاقتصاديات والتضمينات والاستلزمات، ففك العتمة يقتضي التواجد ضمن فضاء استدلالي متجانس يشارك في تركيبة الخطاب الغريب غربة مخاطبه رغبة في أن يقرأ بعض الغربة في خطابه.
كما أظن أن القصور الشفهي هو أن لا نتحدث بلغة واحدة ذلك أن منا من يدمج ضمن ملفوظة كلمات عربية مع أخرى فرنسية أو انجليزية، والغالب يتحدث بالعامية مزيجاً باللهجات : تشلحيت، تمزيغت... أما اللغة الفصحى تكاد تنعدم بيننا ونقتصر عليها في المجال الكتابي فقط، ومنه نتناول في الخطابات الرسمية. حيث يعد استخدامها في التواصل الشفهي العادي استخداماً في غير محله، وتسري هذه الازدواجية اللغوية في المنطقة العربية بأسرها وأن عرفت اللغة الفصيحة واللهجة كلتهما اختلافات إقليمية.
ومنه فاللغة المنطوقة تختلف باختلاف المتكلم، فباعتبار التصنيفات الثقافية، والاجتماعية لهذه الظاهرة، وعليه صنفت المستويات اللغوية تصنيفاً ثقافياً، اجتماعياً، إلى عدة طبقات على نحو التعريف.
إن الأفراد يختلفون اختلافاً كبيراً من حيث قدرتهم على التواصل من ناحية، ومن حيث الفرص الاتصالية السانحة – أمامهم – من ناحية أخرى، وحيث نلاحظ أن الفروق الفردية الموروثة والاستعداد والتمرين والمعرفة تقف حائلاً بين المشاركة المتساوية في ثقافة مجتمع معين في فترة معينة، نجد – في الجامعة مثلاً – أن أستاذاً مدرباً ماهراً يفوق أستاذاً آخر من حيث القدرة على توصيل ما يريد توصيله إلى الطلبة مشافهة، نجد طالباً يتفوق في الاستعداد على طالب أقل منه إدراكاً للملفوظ، ذلك أن «مفهوم عبارة رمزية ليس إلا تأويلاً مقصوداً».
وعليه كانت الحاجة لإدماج اللفظي لإنتاج الأداء الفعال في التواصل اللغوي، لعل التواصل بيننا يصبح بدون حواجز، ذلك أنه «كيفما كانت لغة الإيماءات ولغة الصوت (الطبيعيين) فالأولى هي الأسهل والتي تتوقف على أقل مواقف الراحة : لأن الأشياء تصادم أعيننا أكثر من الآذان، والصورة أكثر وضوحاً من الصوت، وأكثر تعبيراً، وتقول أكثر مما تقوله الكلمات، وهنا يمكن الحديث عن علاقة التكامل بين التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي حيث إن الإشارات والإيماءات والأنساق اللغوي هي المجال الأساسي الذي تستقي منه عملية التواصل وسائلها وتفهم في ضوئها المعاني المختلفة لهذه الرسائل».
إن الاعتماد على اللغة المنطوقة – فقط – في التواصل، أسلوب ضعيف لنجاح التواصل بين بني البشر، خصوصا إذا اختلفت لغتهم وأعمارهم... وهنا كان التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي ثنائية متكاملة لتعميق العلاقة الدينامية المتبادلة بين المتخاطبين. ذلك أن الإنسان يستخدم الرموز للتوافق النفسي مع العالم الخارجي وذلك قصد إيضاحه لمجموعة من القضايا.
وخلاصة الأمر :
 يعد استخدام الرموز والإشارات من الخصائص المركزية لمواقف التواصل.
 تعتبر الإشارات الرموز التي تستخدم في هذه المواقف موضوعات للعملية الإدراكية لدى الأفراد المتضمنين في هذه المواقف.
2- اللغة المكتوبة وقصور التواصل :
تعد اللغة المكتوبة من بين الأساليب التي يستعملها الفرد في تواصله مع بني جنسه، فمثلاً إذا ما شاهدنا الرسالة فهي أبلغ شيء يدل على أن الكتابة هي لغة محكية في أسلوب مركز على التواصل.
غير أنه تجب الملاحظة هنا أن الرسالة ليست سوى أسلوب من أساليب التواصل المعتمدة لدى الإنسان في اللغة المكتوبة «إذ أن أساليب التواصل المكتوبة لا تنحصر في الرسالة فقط بل تتعداها إلى مجموعة من الأساليب والنماذج المعتمدة كأداة للتواصل في جانبه المكتوب، فهناك الخطاب والخطبة، وهناك المقال والأعمال الأدبية والثقافية التي يمكن صياغتها في مفهوم الكتاب الذي يهدف مرسله إيصاله لقارئ معين كل حسب اختصاصه».
وإذا كنا نسرد هذه النماذج التواصلية الكتابية، فيجب التنبيه، هنا على شيء مهم وهو ما يمكن أن يمس التواصل الكتابي – اللغة المكتوبة – من قصور قد يعوق دورها التواصلي وهدفها المبعوثة من أجله، ويمكن إبراز بعض جوانب العوائق التي تمس التواصل الكتابي وهنا نخص بالذكر : الحشو : الذي يعد أحد أبرز المعيقات التي تمس اللغة المكتوب والتي تضفي عليها «مفهوم الضجيج» في مجال التواصل اللغوي المكتوب.
• فما هو الحشو في التواصل اللغوي المكتوب؟
• الحشو ودوره في اللغة المكتوبة :
الحشو هو الكلام الزائد في العبارة وهو عكس الإيجاز، فهو الذي لا يحمل معناً في ذاته يستطيع من خلاله مرسل الرسالة إضفاء الحجة على موضوعه قيد المراسلة، ذلك أن موضوعه قد يحمل نوعاً من التبذير الكلامي واللفظي الذي لا معنى له، فالرسالة قد تحمل نوعاً من الثقل الكمي لكن مغزاها ومعناها منعدمان وهو ما يخلق لقارئها نوعان من الملل، قد يتبلور ليصبح تشويشاً فكريا وتواصلياً مع الرسالة، ينقطع من خلالها الاتصال.
يقول ابن مالك من خلال نضمه في الكلام وما يتألف منه :
كـــلا منــــا لفــظ مـفــيــد كــاســتـــقـــــــــم  واســـم وفعــل، ثــم حـــرف – الـكـلـــم
واحـــــــده كـلـمـــــة والــقــــــول عـــــــــم  وكــلـمـــــة بـهـــا كــــلام قــــد يـــــــــؤم
إن من خلال هذان البيتين يتضح لنا أن ابن مالك أراد أن يسلط الضوء على ما تمتاز به اللغة العربية عن كثير من اللغات ألا وهو الإيجاز والتركيز.
«فالإيجاز إيجاز في اللفظ، والتركيز تركيز في المعنى»
يقول القدماء : أوجز : ومعنى ذلك حرصهم على وقت السامع والمتكلم.
إن تركيزنا على اللغة العربية لا يأتي من فراغ، فقد تستعمل العربية حرفاً واحداً على معان كثيرة ويعبر عن أغراض متنوعة، ومن أمثلة ذلك نذكر في استخدام حرف اللام : فمنه لام التوكيد، ولام الاستغاثة، ولام الوقت، ولام التعجب، ولام السبب، ولام التخصيص، ولام الأمر، ولام الجزاء، ولام الملك. كما تمتاز العربية بمميزات جعلتها أسلم اللغات وأقواها وأشدها وأصلحها، ومن هذه المميزات التي انفردت بها، اعتدال كلماتها فإن أكثر ألفاظها قد جاء على ثلاث أحرف، وأقل من ذلك ما جاء على أربعة أحرف، وأقل من ذلك ما جاء على خمسة أحرف، وهناك ألفاظ قليلة جاءت على حرفين أو حرف واحد.
يعرف أبو الحسن علي بن عيسى الرومي الإيجاز بأنه : «تقليل الكلام من غير إخلال بالمعنى»، وهو عنده على وجهين : إيجاز حذف وإيجاز قصر، فالأول هو : «إسقاط كلمة للاجترار عنها بدلالة غيرها من الحال أو فحوى الكلام»، ومثله العديد من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى : ﴿واسأل القرية﴾، أي أهل القرية ومنه حذف الأجوبة وهو أبلغ من الذكر، وما جاء منه في القرآن الكريم كثير كقوله تعالى : ﴿لو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى﴾، كأنه قيل : لكان هذا القرآن.
والرماني يفضل الحذف عن الذكر، ويرى أنه في مثل هذا اليوم المواضع وعلل ذلك بكون النفس تذهب فيه كل مذهب... وهو بهذا يلفت الانتباه إلى المتعة الفنية التي يحققها هذا الحذف بالنسبة للملتقى.
أما إيجاز القصر فهو بناء الكلام على تقليل اللفظ وتكثير المعنى من غير حذف، وساق له أمثلة من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى : ﴿ولكم في القصاص حياة﴾.
إن من خلال ما ذكر يتضح لنا أن الحشو هو بخلاف الإيجاز يعتبر من أهم أنواع الضجيج المكتوب لما يخلفه من غموض للعبارة المكتوبة، غير أنه حتى تكون العبارة مقتضبة، ومقتصرة، ومختصرة ومفيدة فلا بد من اعتماد منهج الإيجاز الذي يعد لواء اللغة العربية المحمولة منذ قدم الزمان.

المصـــــادر والمراجـــــــــع المعـتـمـــــــــــدة.

 جونيفيف شوفو : ترجمة إبراهيم أولحيان، نظرية التواصل، مجلة فكر ونقد، السنة الرابعة، العدد 36، فبراير 2001.
 تمام حسان : النص والخطاب والإجراء، ترجمة عن تأليف روبيرت دي بوجراند، الطبعة الأولى، 1991.
 محمد الحساوي : الفعل الصوتي المعيب في كتابي الأفعال لابن القويطة والسرقوسطي، مجلة الدراسات المعجمية، عدد 2002.
 محمد الصابر : نظريات التعلم والتواصل، (السيكولوجيات الاجتماعية والسيكولوجيات المعرفية)، دار قرطبة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 2003.
 سعيدة إدريسي تفراوتي : اللغة والتواصل، الأسس النظرية والإجراءات التطبيقية، ط 1، 2005.
 أحمد مختار عمر : دراسة الصوت اللغوي، تأليف أستاذ علم اللغة، كلية دار العلوم، القاهرة.
 الفاسي الفهري عبد القادر : اللسانيات واللغة العربية، منشــــورات دار توبــقـــال، ط 3، 1993.
 محمد العبد : اللغة المكتوبة واللغة المنطوقة، بحث في النظرية، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، ط 1.
 Amal ben Sallah : principes généraux de la communication, Dar El Thkafa, Casablanca.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جلال فتحى سيد
عضو شرف
عضو شرف
جلال فتحى سيد

القيمة الأصلية

البلد :
مصر

عدد المساهمات :
465

نقاط :
649

تاريخ التسجيل :
24/01/2011


الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. Empty
مُساهمةموضوع: رد   الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2011-12-15, 17:29

مساهمة رائعة
الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. 976116
تقبل تحياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ولاء سعيد أبو شاويش
مشرف عام
مشرف عام
ولاء سعيد أبو شاويش

وسام النشاط :
وسام النشاط

وسام الإداري المميز

عدد المساهمات :
2113

نقاط :
2822

تاريخ التسجيل :
16/01/2010

الموقع :
فلسطين


الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته.   الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. I_icon_minitime2011-12-15, 22:06

الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. 463596
الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. 976116
الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. 637181
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته.

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: علم الدلالة والتخاطب (التداولية)-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


الضجيج في التواصل اللغوي ، أسبابه ومعيقاته. 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
المعاصر اللسانيات مدخل الخطاب اللغة مجلة البخاري اسماعيل قواعد النص العربي محمد مبادئ ظاهرة بلال الأشياء العربية ننجز التداولية الحذف موقاي كتاب النحو النقد الخيام على


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع