تعليمية نشاط القواعد
يرى ابن خلدون أن القواعد من أهم علوم اللسان، إذ يصرح أن" أركان علوم اللسان أربعة هي: اللغة، النحو، البيان والأدب، أن الأهم المقدم منها هو القواعد إذ به نتبين أصول المقاصد بالدلالة فيُعرَف الفاعل من المفعول والمبتدأ من الخبر، ولولاه لجهل أصول الإفادة" (المقدمة ص545). وهذا يعني أن إتقان قواعد اللغة هو بالضرورة إتقان القراءة والكتابة، واللغة العربية إنما تكون قوية بسلامة قواعدها. وتلقين النشء القواعد الصماء تجعلهم يعزفون عنها ولهذا لابد أن ننتقل بالمتعلم من تعليم القواعد إلى تعلمها ومارستها ليس في دور العلم فقط بل وفي ممارساته ونشاطاته اليومية، وبالتالي يتقل من الاتصال غلى التواصل.
من المسلم به أن اللغة العربية هي أكثر اللغات ارتباطا بالعقيدة، وارتباطها بالقرآن الكريم قد كفل لها الخلود والسلامة من التفكك والاندثار مصداقا لقوله تعالى: " كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِياً لِقَوْمٍ يَعْلَمُون" فصلت 03، وقوله:" إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكِرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُون" الحجر09. فيكون بذلك قد زادها نماء وثراء من حيث المفردات والمعاني والتراكيب وهذه حقائق لا تُنْكَر، إلا أنها ولأسباب كثيرة بدأ الاهتمام بها يفتر بحجة أن قواعد اللغة صعبة المأخذ والمنال أو هي عبارة عن طلاسم كما يحلو للبعض تسميتها.
فإن كانت اللغة هي منهج التفكير في نظر كثير من الباحثين، وهي نظام التعبير عن العواطف والمشاعر والأحاسيس ووسيلة للتواصل وأداة للتعليم والتعلم فإنه من الواجب الاهتمام بها حتى تتبوأ المكانة المنوطة بها التي احتلتها في عصور نقلت فيها الحضارة الإسلامية إلى أصقاع العالم. وحتى نصل إلى ذلك لا بد من الإحاطة بكل أنشطة اللغة العربية وبخاصة نشاط القواعد لأنه الوسيلة حفظ اللسان من اللحن وبالتالي سلامة المعنى والمبنى.
ولكي نضمن التواصل الناجح والتعلّم الجيد لا بد من انتقاء الطريقة المناسبة لتقديم درس القواعد والتي تجعل من الطالب محور العملية التعليمية التعلمية. (يتبع)


لمعرفة المزيد http://www.ta5atub.com/msg.forum?folder=inbox&mode=read&p=8050#ixzz12hR1MJGw