صورةُ خبيث
رَآنِيَ أَلْقَاهَا فَخَالَ لِخُبْثِهِ ***** بِأَنِّيَ آتِيْهَا عَلَى نِيَّةِ الْعُهْرِ
وَأَبْدَى لَهَا كُلَّ الْوَقَاحَةِ قَائِلاً: ***** "أَنَا مُبْصِرٌ، أَدْرِيْ بِكُلِّ الَّذِيْ يَجْرِيْ"
وَلَمْ يَدْرِ أَنِّيْ فِيْ ذُرَى الْنُّبْلِ كَوْكَبٌ ***** وَلَمْ يَدْرِ أَنَّ الْبِنْتَ فِيْ قِمَّةِ الْطُّهْرِ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ قَاسَ مَا بَيْنَنَا عَلَى ***** قَذَارَتِهِ، مَا كَانَ قَدْ رَابَهُ أَمْرِيْ
فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الْبِنْتَ مَحْضُ فَرِيْسَةً ***** -إِذَا زَارَهَا مَرْءٌ- عَنِ الْنُّبْلِ لا يَدْرِيْ
وَمَنْ خَالَ أَنَّ الْبِنْتَ -إِنْ زَارَهَا فَتَىً- ***** فَلا بُدَّ مِنْ حُبٍّ، وَلا بُدَّ مِنْ عُهْرِ
فَفِيْ قَوْلِهِ كَشْفٌ لِمَا هُوَ فَاعِلٌ ***** -إِذَا مَا اخْتَلَى يَوْمَاً بِبِنْتٍ- مِنَ الْغَدْرِ
فَمَا ظَنَّهُ فِيْنَا يُبَيِّنُ خُبْثَهِ ***** وَيَكْشِفُ مَا فِيْ طَبْعِهِ هُوَ مِنْ شَرِّ
وَلَوْ كَانَ إِنْسَانَاً لَمَا سَاءَ ظَنُّهُ ***** ولكِنَّهُ وَحْشٌ بِهِ الْخُبْثُ مُسْتَشْرِ
وَأَنَّى لِوَحْشٍ أَنْ يَصُدَّ غَرِيْزَةً؟ ***** وَفِيْ ذَاكَ أُعْطِيْهِ قَلِيْلاًً مِنَ الْعُذْرِ
وَحَتْمٌ أَكِيْدٌ أَنْ يَفُوْحَ قَذَارَةً ***** فَهَيْهَاتَ أَنْ يَرْقَى الْلَّئِيْمُ مَدَى الْعُمْرِ
سَمِعْتُ الَّذِيْ قَدْ قَالَهُ فِيْ جَهَالَةٍ ***** وَأَقْسَمْتُ أَنِّيْ لَنْ أَرُدَّ عَلَى هَذْرِ
سَأَسْمُوْ عَلَى مَا جَاءَ مِنْهُ وَأَدَّعِيْ ***** بَأَنِّيَ لَمْ أَسْمَعْ بِشَيْءٍ وَلَمْ أَدْرِ
فَمَا هُوَ عِنْدِيْ غَيْرُ وَغْدٍ، وَإِنَّنِيْ ***** لَسَيِّدُهُ حَتَّى يُكَبَّ إِلَى الْقَبْرِ

المزيد عن (صورة الخبيث)
الست ولاء سعيد أبو شاويش المحترمة:
أشكر كلماتك الرقيقة، وأرجو أن أكون قد وفِّقتُ في نقل صورة معاناتي من تصرُّف ذلك الـ(مخلوق) الذي صدمني بوقاحته، وكما قلتُ في قصيدتي، فقد سموتُ على مستواه، ولم أواجهه، لا خوفاً، ولكن حفاظاً على سمعة فتاةٍ طاهرةٍ بريئةٍ، كنتُ ألتقي بها لتبادل الملفات العلمية والأدبية، حتى فسَّر صاحبُنا الأمرَ على طريقته، فاضطررتُ مُكْرَهَاً إلى ترك ملاقاتي لها، ولكنِّي نفَّست عن غيظي مما حدث بكتابة هذه القصيدة، وأعترف لكم أنها كانت أقسى مما هي عليه الآن، ولكني هذَّبتُها بعض الشيء حتى يبقى ما يُكتب في منتدانا سامياً على مستوى ذلك المخلوق وأمثاله.
أكرر شكري الجزيل، وبارك الله فيكم.