منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنامقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد بكاي التلمساني
عضو شرف
عضو شرف


وسام النشاط :
وسام النشاط

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
210

نقاط :
602

تاريخ التسجيل :
15/08/2010

المهنة :
باحث وكاتب


مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي Empty
مُساهمةموضوع: مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي   مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2010-08-29, 17:29

مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ
من وجهة تداوليّة:
"المقامة البغداذيّة" للهمذاني أنموذجا

بقلم: محمد نجيب العمامي
تمهيد
للّغة قوانينها الخاصّة. ولكنّ هذه القوانين غير كافية لفهم الكلام . فاستعمال اللّغة وإنتاجُ الجمل وفهمُها تستدعي أيضا معارف غير لسانيّة وتقتضي مسارات استدلاليّة .
وإنّ قصور المستويين التّركيبيّ والدّلاليّ للّغة عن الإيفاء بحاجة السّامع/ القارئ يُكسب التّداوليّة سواء بوصفها "دراسةَ العلاقات الموجودة بين اللّغة ومستعمليها" أو بصفتها "دراسةَ الأعمال اللّغويّة" أهمّية في فهم الكلام وتأويله. وقد أغنت البحوث التّداوليّة فروعا من العلوم الإنسانيّة واستُخدمت مكاسبُها في مقاربة النّصّ الأدبيّ ووُظّفت في دراسة التّخييل السّرديّ . وسننظر إلى نصّ التّخييل بوصفه، أساسا، تواصلا وإلى فعل القراءة بصفته، جوهريّا، علاقة حواريّة .
ورغم أنّ التّداوليّة اليوم تداوليّات وأنّ نظريّة تداوليّة متكاملة لمقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ لم تُنجز بعد فسنحاول تحليل مقامة من مقامات الهمذاني تحليلا تداوليّا. وسنسعى إلى تبيّن ما تحقّق للنّصّ السّرديّ التّخييليّ جرّاء مقاربته من وجهة تداوليّة. والمقامة، كما هو معلوم، من الأدب المكتوب. و"كلّ تواصل مكتوب هشّ بما أنّ المتقبّل لا يشاطر المتكلّم مقام تلفّظه" . وقد شبّه أيكو (Eco) طرح كتاب على النّاس بإلقاء قارورة في بحر . فثمّة، في نظره، انعدام تساوق (Dissymétrie) بين موقعي التّلفّظ والتّلقّي لا سبيل إلى إنكاره. ومع ذلك فبالإمكان مقاربة المكتوب تداوليّا. فالقارئ متلفّظ مشارك ماثل في خطاب المؤّلف و"النّصّ منتوج يجب أن ينتمي مصيره التّأويليّ إلى آليته التّكوينيّة الخاصّة" . ومن هذا المنظور فالمؤلّف والقارئ استراتيجيّتان نصّيتان لا كائنان تجريبيّان.
وقد اخترنا من مقامات الهمذاني المقامة البغداذيّة. وأوّل ما يطالع قارئَها منها العنوانُ . وقد جاء مركّبا نعتيّا طرفه الأوّل يحيل إلى جنس أدبيّ يخضع لقواعد تلفّظيّة وإكراهات بنائيّة مخصوصة من المفروض أنّها جزء من موسوعة القارئ المتعاون أمّا الطّرف الثّاني فيحيل إلى مكان يرجّح القارئ، اعتمادا على كفاءته الموسوعيّة وتحديدا على معرفته بمقامات الهمذاني الأخرى، أنّه مكان الأحداث المرويّة. فبين مقامة الهمذاني وقارئها عقد قراءة تكوّن خصائص الجنس بنودَه الكبرى. ولذلك فالقارئ غالبا ما ينتظر تحقّق ما توقّع في مستوى مكوّني العنوان ومستوى البنى الملزمة .
ومن بنود العقد الأجناسيّة أو من مقتضياته أنّ المقامة تتركّب من سند ومتن. وقد جاء السّند "حدّثنا عيسى بن هشام قال" عملا لغويّا يُعرف بالتّقرير (L'assertion). وفي هذا التّقرير إسناد لموضوع الحديث إلى مصدره من شأنه أن يخلق ما يسمّيه بعضهم بالمشاكلة التّداوليّة . وبما أنّ للتّقرير مقتضيات منها أن تتوفّر فيه شروط نجاح كاعتقاد ذات التّلفّظ في صحّة ما تقرّره وقدرتها على إثبات صحّته فإنّ عدمَ وجود شخص تاريخيّ يحمل اسم "عيسى ابن هشام" وانتماءَ النّصّ إلى جنس المقامة المندرج في خطاب التّخييل يكشفان أنّ التّقرير هنا مموّه أو مصطنع. فذات التّلفّظ الحقيقيّة تنجز، كما يرى جينات، عملا لغويّا غير مباشر قد يكون طلبا من قبيل: "تخيّلوا أنّ عيسى بن هشام حدّثنا فقال..." وقد يكون تصريحا (Déclaration) نصّه: "أقرّر تخييليّا أنّ عيسى بن هشام..." بل قد يكون تقريرا آخر جدّيّا مثل: "أتمنّى عن طريق هذه المقامة أن أنشئ في أذهانكم حكاية تخييليّة حدّثنا عنها عيسى بن هشام فقال..." إلاّ أنّها وهي تؤدّي ذلك العمل تقوم، في الواقع، بعمل إنجازيّ هو إعلان بداية السّرد الحقيقيّة.
وتخلق عبارة "حدّثنا عيسى بن هشام" مجال تناصّ مع الحديث والخبر. وترسم، في الآن نفسه، بعض حدود اختلافها مع هذين الجنسين من خلال إسناد الحديث إلى شخصيّة لا حياة لها خارج النّصّ ومن خلال اندراجِها في خطاب التّخييل. وفي المقابل تُوجد لها صلة نسب مع معلنات سرد من قبيل: "زعموا أنّ" و"بلغني أيّها الملك السّعيد" أو "كان يا ما كان، كان في قديم الزّمان وسالف العصر والأوان". فتهيّئ القارئ لنوع خاصّ من التّقبّل.
عند هذا الحدّ ينتهي الحضور الصّريح لمقام تفاعليّ طرفاه الرّاوي الأوّليّ والقارئ. ويبدأ مقام ثان طرفاه المعلنان عيسى بن هشام والرّاوي الأوّليّ. فيتكلّم عيسى: "اشتهيت الأزاذ وأنا في بغداذ وليس معي عقد على نقد. فخرجت أنتهز محالّه فأحلّني الكرخ." فينجز، أوّل ما ينجز، عملا لغويّا يهيمن على كلّ سرد هو عمل التّقرير. وهذا التّقرير جدّيّ هذه المرّة إذ تتوفّر فيه كلّ شروط النّجاح. فالشّخصيّة المتخيّلة هي التي تروي حقائق متعلّقة بتجربتها في العالم الممكن الذي تعيش في ركن منه.
إلاّ أنّ القول إنّ العمل المضمّن في القول هو التّقرير قد لا يفيدنا كثيرا إذا ما اقتصرنا على هذا المستوى من التّحليل. فالنّصّ نسيج من أقوالٍ يجهر بها ومن أقوالٍ مضمّنة فيه مضمرة. وهو "آلة كسولة تتطلّب من القارئ عملا تعاونيّا متواصلا لملء فراغات المسكوت عنه أو ما قيل وبقي محلّه شاغرا" .
ويجهر ملفوظ عيسى في مستوى المعطى أو المحتوى القضويّ أنّ عيسى كان لحظة الحدث موجودا ببغداذ وأنّه اشتهى الأزاذ. ويدلّ استخدام لفظة "الأزاذ" التي قد تبدو لنا، اليوم، غريبة على أنّ عيسى يفترض أنّ كفاءة مخاطَبه اللّغويّة تمكّنه من فهمها. أمّا من يجهل دلالتها فبإمكانه معرفتها معرفة تقريبيّة بفضل السّياق المقاليّ : "اشتهيت، ليس معي عقد على نقد". وهو مدعوّ إلى القيام بعمل استدلاليّ من قبيل: "بما أنّ الأزاذ ممّا يُشتهى وممّا يباع ويُشترى فهو إذن بضاعة عزيزة".
ومن المسكوت عنه في هذا الملفوظ وما هو في الواقع مقتضيات دلاليّة أنّ عيسى الذي كان صاحب مال كان داخل مكان ما لا يتوفّر فيه الأزاذُ موضوعُ الشّهوة وأنّه رحّالة ليست بغدادُ سوى محطّة من محطّات أسفاره. ويبدو أنّه رغب عن تحديد هذا المكان مراعاة لقانون الإفادة أو الفائدة . ويقتضي هذا القانون ألاّ يخبر المتكلّم متلقّي خطابه إلاّ بما يعتقد أنّه يفيده ويثير اهتمامه . ويمكن للقارئ أن يستنتج اعتمادا على مقولة العلاقة وبناء على مواضعات السّرد في جنس المقامة أنّ عيسى بصدد بناء السّياق المرجعيّ للعالم الذي يصوّره. فقد حدّد الشّخصيّة والمكان والزّمان الذي هو، على الأرجح، النّهار. ويستدعي عيسى بعض معارف مخاطَبه المباشر الجغرافيّة. فيكتفي بذكر بغداذ والكرخ دون توضيح أو تفصيل. ويدلّ هذا الاستدعاء على أنّ المخاطَب ليس كائنا نصّيّا فحسب. فبغداذ والكرخ ليسا مكانين موجودين في العالم المصوّر وحده. ويؤكّد عيسى، وهو ينجز عملا لغويّا يُعرف بعمل الإحالة ، أنّ النّصّ السّرديّ المتخيّل لا يتكوّن من خطاب التّخييل فقط .
وتبقى إمكانية جهل أحد المتلقّين بغداذ والكرخ واردة. لذلك فتحسّبا لأيّ خلل قد يخلّ بالتّواصل يقول النّصّ إنّ بغداذ مكان: "كنت ببغذاذ" وأنّ مكانا آخر يقع فيه أو قريبا منه: "فأحلّني الكرخ". ومن خصائص المكان الثّاني أنّ الأزاذ يتوفّر فيه. ولكن لا شيء في الملفوظ يجزم بأنّه سوق. فالقارئ يقوم بعمليّة استدلاليّة من قبيل: "عيسى خرج للحصول على الأزاذ في محالّه وخصّ بالذّكر الكرخ. وبما أنّه يُفترض أن يراعي قواعد الخطاب التي منها الحديث في صلب الموضوع وبما أنّه قرن حديثه عن الأزاذ بالكرخ. فالكرخ إذن مكان فيه الأزاذ. وممّا يزيد في رفع اللّبس وتوضيح المقصود من الكرخ السّياق المقاليّ وتحديدا لفظة "محالّه".
إنّ عيسى يقرّر. ولكنّه ينجز، في الآن ذاته، عملا آخر هو عمل السّرد. ومن هذه الزّاوية فإنّ اشتهاء عيسى الأزاذ وافتقاره إلى ثمنه يضعان القارئ أمام مفصل احتمالات ويدعوانه إلى تنشيط بعض السّيناريوهات التّناصّيّة أو المشتركة المستمدّة من مخزونه المعرفيّ. فماذا سيفعل عيسى ليصلح ما يعانيه من افتقار ؟ هل سيكتفي من الأزاذ باشتهائه أم هل سيسعى إلى تلبية حاجته إليه ؟ الأرجح أنّه سيسلك الطّريق الثّانية. وإلاّ فما الدّاعي إلى ذكر الشّهوة أصلا ؟ أو ليس من قوانين الخطاب أن يكون الكلام متماسكا وألاّ يُتحدّث إلى المخاطَب إلاّ بما يفترض أنّه يهمّه ؟ أو ليس ما يهمّه هو أنّ الأزاذ، وقد ذُكر، لم يعد مجرّد رغبة وإنّما صار، على الأرجح، موضوع حكاية لها بداية معروفة ولها امتداد يصل بالحكاية إلى منتهاها ؟
ويأتي الجواب في قول عيسى مقرّرا: "فأحلّني الكرخ". وفيه تتأكّد رغبة عيسى في إصلاح الافتقار. فيكون المفصل الثّاني. هل الكرخ مكان يُتصدّق فيه بالأزاذ أم هل هو سوق ؟ هل سيقترض عيسى مالا ؟ هل سيتسوّل أم هل سيحتال ليحصل على طلبته ؟. إنّ كل جواب عن هذه الاحتمالات هو نواة لحكاية محتملة.
وتنمو الحكاية. فيتغيّر السّياق المرجعيّ بظهور شخصيّة جديدة على مسرح الأحداث. وقد احتلّت مكانا لها في العالم المتخيّل لا لمجرّد أنّها وقعت تحت طائلة بصر عيسى فحسب بل لأنّها تنتمي إلى البيئة الجغرافيّة نفسها التي يحيل عليها المكانان "بغداذ" والكرخ" ونعني البيئة العراقيّة. ويبقى السّؤال كيف تأكّد عيسى أنّ القادم سواديّ. هل هي ملامحه ؟ أم هل هو لباسه ؟ أهي الطريق التي كان يسلكها أم هي كلّ ذلك أو بعضه ؟ يسكت عيسى عن كلّ هذا فيخلّ بقاعدة من قواعد المحادثة . فيستنتج القارئ أنّ في الإخلال بهذه القاعدة احتراما لقانون الإفادة . ففي الإجابة عن مثل هذه الأسئلة صرف لنظر القارئ عن خيط الحكاية الرّئيس في جنس أدبيّ قصير يرفض الإسهاب وتشعّب الأحداث وتعدّد الحكايات والشّخصيات. وبناء على القاعدة نفسها يستخلص القارئ أنّ في ذكر عيسى لهذه الشّخصيّة دليلا على ما ستؤدّيه من دور محتمل في رحلة تحقيق الطّلبة التي انطلقت بعد. وهو دور يدعمه الاكتفاء بنسبة الرّجل إلى سواد العراق وبوصف فعلين من أفعاله: " فإذا أنا بسواديّ يسوق بالجهد حماره ويطرّف بالعقد إزاره".
أنجز عيسى عمل تقرير. ولكنّه قال دون أن يقول علانية إنّ هذا الرّجل جاء من مكان بعيد وهو مرهق ولعلّه جائع. وهو، إلى ذلك، يملك مالاً يخاف عليه من لصوص بغداد ومحتاليها. لذلك طرّف بالعقد إزاره. ولكنّه عوض أن يخفي ماله كشفه لعيسى. ويدلّ هذا السّلوك على سذاجة قد تكلّف صاحبها غاليا. فهو سواديّ ريفيّ له "عقد على نقد" في حين أنّ عيسى من المقيمين، ولو ظرفيّا، بالمدينة وليس معه "عقد على نقد". وهكذا تحاك خيوط الحكاية لبنة لبنة. وينمو الخطاب متّسقا متماسكا.
ويجد القارئ نفسه أمام مفصل احتمالات جديد: فما هو نوع العلاقة التي سيقيمها عيسى مع السّواديّ ؟ أيكون قد وجد ضالّته في هذا الرّيفيّ المرهق الجائع السّاذج ؟ ألا تنبئ هذه الصّفاتُ بأنّ السّواديّ سيكون فريسة سهلة لأمثال عيسى ؟ لعلّ القارئ لا يفاجأ كثيرا بقول عيسى: "فقلت: ظفرنا واللّه بصيد" ولا بأنّه لم يكيّف مقوله بأداة من أدوات التّكييف من قبيل "لعلّ وقد وربّما ". ولكنّه يتساءل: ما الذي جعل عيسى ينجز عمل القسم ومن أين أتته كلّ هذه الثّقة ؟ ألا يكون كاذبا ؟ ألا يمكن أن يحدث أمر ما يحول دون تحقّق مشروعه ؟
إنّ من مقتضيات التّواصل أنّ إنجاز أيّ عمل لغويّ مرتهن باجتماع شروط نجاحه. وبناء على هذا المقتضى التّداوليّ يستخلص القارئ أنّ عيسى يعتقد في ما يقول. فيبحث في معارفه الموسوعيّة عن تأويل مناسب لهذا التّقرير. فينجده سيناريو مشترك وآخر تناصّيّ مطابق له. هو سيناريو "الأعرابيّ في المدينة". فيرتسم مقام إيديولوجيّ يتواجه فيه عالم المدينة وعالم الرّيف. وتتوضّح ملامح سيناريو الاحتيال. وترتسم نتيجته في الأفق. ورغم القسم فإمكانية تخييب أفق التّوقّع تبقى، على ضعفها، قائمة. فيتولّد مفصل احتمالات قادر على توليد عديد القصص انطلاقا من اللّقاء المرتقب بين الشّخصيّتين. وفي انتظار تبيّن موقف عيسى راويا من القواعد المستقرّة والتي تكوّن جزءا من كفاءة القارئ الموسوعيّة فإنّ السّؤال الذي يطرح في التّوّ هو كيف سيحتال عيسى على السّواديّ ؟
ويختفي مقام عيسى / الرّاوي الأوّليّ ومقام الرّاوي الأوّليّ / القارئ دون أن يغيبا. ويطفو على سطح النّصّ مقام الشّخصيّتين عيسى والسّواديّ. ويُستهلّ بمبادرة عيسى بالكلام. وقد جاء تدخّله طويلا وضمّ أعمالا لغويّة متعدّدة هي الدّعاء "حيّاك اللّه" والتّكنية "أبا زيد" والسّؤال "من أين أقبلت ؟ وأين نزلت ؟ ومتى وافيت ؟" والدّعوة "هلمّ إلى البيت".
يمثّل عمل الدّعاء تحيّة. والتّحيّة سلوك اجتماعيّ له دور علائقيّ. فهي تذيب الجليد بين طرفي التّفاعل القوليّ وتمهّد للحوار بينهما وتخفّف من حدّة المساس بالوجه السّلبيّ للمخاطَب أو هي تلطّف من حدّة انتهاك حياضه على حدّ عبارة محمّد النّاصر العجيمي. وقد ألحّ عيسى على هذا الدّور بتكنيته السّواديَّ. فالكنية هنا تُكسب المخاطَب هويّة. ومن مقتضياتها التّداوليّة، أي ممّا تقوله دون أن تُصرّح به، إحالتُها على مجموعة من العلاقات مع الفرد المٌكنّى. فتؤدّي عمل تأثير بالقول هو الطّمأنة بخلق نوع من الألفة بين المتكلّم والمخاطَب. وهو عمل تشاركها في إنجازه أعمال السّؤال الثّلاثة وعمل الدّعوة.
لقد طرح عيسى سؤاله الأوّل ولم ينتظر له جوابا بل أردفه بثان وثالث. ومن مقتضيات عمل السّؤال التّداوليّة أن يكون السّائل جاهلا بما يسأل عنه راغبا في تلقّي الإجابة . ولكنّ خطّة عيسى تقتضي أن لا ينتظر الجواب. فهو يردّد قوالب اجتماعيّة تقتضي معرفة مسبقة بين المتخاطبيِن. وهو يسعى من خلال ذلك إلى تحقيق الإيهام بأمرين أوّلهما الامتثال للأعراف الاجتماعيّة في مقام لقاءِ من تربط بينهم سابق معرفة وثانيهما التّمهيد للدّعوة التي تفترض بدورها أسبابا وجيهة منها ما تكفّلت به التّحيّة بمكوّناتها من كنية وأسئلةٍ تُطرح على المعارف من الأشخاص. ومنها ما يقدّمه السّياق المرجعيّ. فعيسى مقيم والسّواديّ وافد جديد على المدينة ولا مقرّ له فيها معلوما بعد.
لم يرفض السّواديّ محاورة عيسى. فرغم أنّ أمرا ما بدا له غير عاديّ في ما وُجّه إليه من كلام فإنّ خوفَه على وجهه الإيجابيّ ومراعاتَه وجهَ مخاطِبه السّلبيَّ حتّما عليه الرّدّ على التّحيّة ولو ردّا جزئيّا. فمن مبادئ التّعاون في الحوار ومن مقتضياته التّداوليّة أنّ التّحيّة توجب ردّا والسّؤالَ يفرض جوابا.
ولكنّ السّواديّ لم يردّ على أسئلة عيسى. ولم يُنكر، في الآن نفسه، معرفته به. وقد يكون خامره شكّ حول معرفة عيسى له. وقد يكون ظنّ أنّ عيسى يعرفه ولكنّه نسي اسمه. ولذلك اكتفى بعمل النّفي "لست بأبي زيد" وعمل التّقرير "ولكنّي أبو عبيد". وهذا الرّدّ الجزئيّ لا يعني أنّ أعمال السّؤال كانت أعمالا فاشلة . فالأرجح أنّ نجاحها الكامل معلّق لأنّه مرتهن بتثبّت السّواديّ من أنّ عيسى لم يكن مخطئا في تحديد هويّته.
انطلق الحوار متعثّرا. ولكنّ ردّ فعل السّواديّ دفعه في الاتّجاه الذي يحبّذه عيسى ويسعى إليه. فاستغلّه ليحصر كلامه في موضوع العلاقة القديمة الذي يمثّل لحظة مهمّة في خطّته. فأنجز سلسلة من الأعمال اللّغويّة هي التّقرير والدّعاء والسّؤال. فأكّد الخطأ وبرّره بالنّسيان ودعّم المعرفة السّابقة بالسّواديّ بالسّؤال: :كيف حال أبيك ؟ أشابّ كعهدي أم شاب بعدي ؟ وللسّؤال هنا وظيفة حجاجيّة إذ يهدف إلى إقناع الابن المتردّد بمعرفة بالأب سابقة. وهذه المعرفة ليست معطى من معطيات خطاب عيسى وإنّما هي مضمّنة فيه من باب المقتضى. وللمقتضيات، كما تقول أوريكيوني، فائدة استراتيجيّة إذ هي حيلة لغويّة تحرج المتقبّل إحراجا مضاعفا [...] ولها وظيفة تداوليّة هي سجن الطّرف المقابل في إطار حجاجيّ لا يمكن إلاّ أن يقبله. وإذا ما رفضه فإنّه يرفضه في جو سجاليّ مشحون . وهو ما يجعله غالبا يتردّد في اللجوء إلى الرّفض . وقد أثمرت أعمال عيسى اللّغويّة وأدّت المنتظرَ منها. وهو عمل تأثير بالقول يمكن تسميتُه بزرع الثّقة في نفس السّواديّ. وفعلا فقد زال شكّه وانخرط في الحوار طبقا لخطّة عيسى. وذلك بإنجازه عملي الجواب والرّجاء: "لقد نبت الرّبيع على دمنته وأرجو أن يصيّره اللّه إلى جنّته."
صدّق السّواديّ أقوال عيسى ووثِق به. ولكنّ عيسى كان يحتاج إلى دليل أكبر على هذه الثّقة. فكان ردّ فعله على سماع موت الأب حركة شبيهة بحركة من مات له عزيز إلى النّفس قريب. فانقلبت الأدوار. وأصبح المعزّي معزّى والمعزّى معزّيا. وازدادت صورته إشراقا لدى مخاطبه. لقد ضيّق عيسى الخناق على الرّجل إلى أن تأكّد من أنّه أسلس له القياد. فعاد مباشرة ودون أيّ تمهيد إلى غرضه الأوّل وهدفه الأساسيّ. فجدّد الدّعوة منجزا عملا مضمّنا في القول مباشرا هو التّخيير وعمل تأثير بالقول هو الإجبار. فقد حبّب إلى السّواديّ طعام السّوق ونفّره من طعام البيت أو كاد. واستغلّ السّياق المرجعيّ ليذكّره، من خلال عبارة "السّوق أقرب"، بما يعرف ويعاني، إرهاقِه وجوعِه. وأوحى إليه، في الآن نفسه، بطول المسافة التي تفصلهما عن البيت وبما يمكن أن ينجرّ عنها من انتظار ومزيد إرهاق. فأثّر فيه بالقول وأسال لعابه وأفقده القدرة على الكلام. فمال معه واثقا به مسلّما أمره له.
وأدّت أعمال التّأثير بالقول من خداع وطمأنة وحمل على الاقتناع إلى نشأة سوء تفاهم خلقه عيسى ولعلّه سيسعى إلى تعميقه. فما دام سوء التّفاهم قائما فخطّته تسير حسب ما يريد لها ويشتهي. ومن زاوية التّلقّي يستدعي العملُ غيرُ المباشر سيناريو الاحتيال في حين يذكّر عملا التّأثير بالقول بسيناريو الضّيافة. فهل سيظلاّن متراكبين إلى نهاية المقامة أم هـل سينفصلان ؟ وكيف ؟
إنّ التّفاعل القوليّ، مهما كان ودّيّا، مجال مواجهة يسعى خلالها كلّ متكلّم إلى فرض الذّات واحتلال الموقع الأفضل وإلى الحفاظ على ماء الوجه وتأكيد الوجه الإيجابيّ. وهو سعي يتمّ في الحوار وبفضله. وقد خسر السّواديّ صراع الهويّات هذا. فعيسى تكلّم وحدّد وجهة الحوار وأنجز بالكلام والحركة من الأعمال ما يمكن أن يسير به قدُما نحو هدفه. أمّا هو فوجد نفسه، دون أن يشعر، مجبرا على الخضوع لخطّة عيسى وعلى تأدية الدّور الذي ينتظره منه. إنّ خسارتَه صراعَ الهويّات تجعل منه "صيدا" محتملا. وتلقي مزيدا من الضّوء على قسَم عيسى. وتُنزّل المواجهة بين الشّخصيّتين في المقام الإيديولوجيّ الذي بدأت ملامحه تظهر منذ ظهور الريفّي وحماره على مسرح الأحداث الحضريّ. ونكاد نقول إنّ مآل الصّراع بين الطّرفين معلوم النّتيجة سلفا رغم أنّ إمكانية تلاعب الرّاوي بأفق انتظار المتلقّي تبقى قائمة.
أدّى الكلام المتبادل بين الشّخصيّتين ما عُهِد به إليه من أدوار. فاختفى مقامهما التّفاعليّ وعاود الظّهورَ المقامُ الذي طرفاه المباشران عيسى راويا مندرجا في الحكاية والرّاوي الأوّليّ. واستُهلّ بأعمال تقرير تتعلّق بدواخل السّواديّ قد يكون عيسى شخصيّةً استنتجها انطلاقا ممّا بدا له من ملامح الرّجل وسلوكه. ويستوقفنا تقريرا عيسى "وطمع ولم يعلم أنّه وقع". فهل يتراكب فيهما صوتا عيسى شخصيّةً وعيسى راويا ؟ فهل قال الأوّل في نفسه لحظة اللّقاء ونقل الثّاني قوله لحظة السّرد أم هل هو عيسى الرّاوي يتكلّم وحيدا بما أنّه يروي الحكاية بعد أن انتهت وقائعها ؟ الاحتمالان ممكنان. وقد نستبعد الثّاني لسبب تداوليّ. فتحقّق هذا الاحتمال يعني أنّ عيسى راويا خرق قانونين من قوانين الخطاب هما قانونا الإخبار والاستقصاء . ولكنّنا نعلم من جهة أخرى أنّ الخرق المعروف في علم السّرد بالاستباق ممارسة سرديّة قديمة. فلو كان عيسى الرّاوي هو المتكلّم لكان في ذلك خرقٌ لقوانين الخطاب وفي الآن نفسه احترامٌ لممارسة تكاد تكون، إلى عهد غير بعيد، من مواضعات السّرد. ومع ذلك نستبعد هذا الاحتمال استنادا إلى سائر مقامات الهمذاني التي تكشف أنّ الاستباق ليس من ممارسات راويها. وفي المقابل نرجّح الاحتمال الأوّل. وهو ترجيح يدعمه السّياق المقاليّ. فالتّقريران يذكّران بقول عيسى: "ظفرنا واللّه بصيد".
إنّ خطاب عيسى خطاب تضليليّ أتى، إلى حدّ الآن، أُكله. ولعلّ ثقته في قدراته الذّاتيّة واعتقاده في نجاح خطّته ليس لهما علاقة كبيرة به شخصيّةً. فالأرجح أنّهما من صنع منشئ الرّاوي الأوّليّ. فاللّذان فوّض إليهما السّرد يصوغان حكاية وفق ترسيمة معروفة سلفا ترتبط شخصيّتاها الرّئيستان والصّراع بينهما بمقام إيديولوجيّ محدّد. ونجد أنفسنا ميّالين إلى تصديق عيسى. فليس لنا دليل على أنّه يكذبنا القول. فنتساءل: كيف سيقع السّواديّ ؟ وتتعدّد الاحتمالات وكلّ احتمال هو مشروع سرديّ قابل للتّنفيذ ولنا حرّية صياغته انطلاقا من معارفنا الموسوعيّة المشتركة والخاصّة.
ويأخذ عيسى بيد السّواديّ في سوق الأطعمة. ويعيدنا إلى مقام الشّخصيّات. فينقل نبذا من حوار مع الشّواء وصاحب الحلوى. وينجز أعمال تقرير لا تخلو من قيمة إخباريّة عن السّوق. ويتحدّث إلى الشّوّاء فينجز أعمالا لغويّة مباشرة هي الطّلب: "افرِز لأبي زيد... ثمّ زن له... واختر له... وانضد... ورشّ... ليأكله أبو زيد هنيّا". وهي أعمال ناجحة بما أنّ الشّواء نفّذها عندما "انحنى على ساطوره...". ومن المقتضيات التّداوليّة لنجاح عمل الطّلب، أيّ طلب، أن يكون للطّالب سلطةٌ ما على مخاطَبه وأن يكون الطّلب قابلا للتّنفيذ والمخاطَب مستعدّا له قادرا عليه. ومن المقتضيات التّداوليّة لإنجاز عمل الطّلب، في هذا المقام، أن يكون مع الطّالب "عَقد على نَقد" وأنّ الشّوّاء، بحكم مهنته، يُطلب إليه فينفّذ. ففي ذلك ازدهارُ تجارته ونموُّ ربحه وتأدية لدور اجتماعيّ قد يعاقب القانون من يمتنع عن القيام به.
تكلّم عيسى فأسمع الشّوّاءَ والسّواديَّ. فأنجز في علاقته بالشّوّاء أعمالا مضمّنة في القول مباشرة وأنجز في علاقته بالسّواديّ عملا غير مباشر هو عمل تأكيد الدّعوة. وأضمر في كلامه إليه معنى مهمتا هو "أنت ضيفي". وقد أكسبت الأعمال الأولى عيسى وضعَ الحريف المرتبطَ بسياق مقاميّ أو جدوليّ مخصوص يمكن تسميته بسياق المطعم. ومن مقتضياته التّداوليّة انخراط الحريف في طقس اجتماعيّ يتمثّل في التّحوّل إلى السّوق وطلب بضاعة ما والحصول على تلك البضاعة واستهلاكها وسداد ثمنها. وأكسبه العمل اللّغويّ غير المباشر وضع المضيِّف المرتبطَ بسياق مقاميّ له لدى العرب مكانة هو "الضّيافة".
ولكن السّواديّ والشّوّاء لا يعرفان ما يعرف عيسى ونعرف. فليس مع عيسى "عقد على نقد". وبما أنّه معدَم فهو ليس حريفا حقيقيّا ولا مضيِّفا بالمعنى الحرفيّ للكلمة. وقد نجحت أعماله اللّغويّة لأنّ ما قاله صادف هوى لدى سامعيْه وجاء، في المقام الذي ورد فيه، مطابقا لما ينتظران. وساهم في نجاحها مقتضيان تداوليان. فالذي يطلب بضاعة لا بدّ، في الغالب الأغلب، من أن يكون معه مال كاف والذي يضيّف في السّوق يجب أن يكون قادرا على سداد ثمن ما يستهلك ضيفه. لذلك نفّذ الشّوّاء الطّلبَ ولم يعد السّواديّ يعترض على تسميته بأبي زيد. وفي إصرار عيسى على ما اختاره من كنية للسّواديّ تأكيد لعدم معرفته السّابقة به وسخريّة منه. وقد يكون فيه اتّهام للسّواديّ بأنّه تفطّن إلى حقيقة العلاقة بينهما ولكنّه فضّل تمثيلَ دور من يقرّ بهذه المعرفة السّابقة ما دامت توفّر أكلا لن يدفع ثمنه. وهذا يعني أنّنا شهود على مواجهة بين ممثّليْن لا نعرف كيف ستدور أطوارها اللاّحقة وإن كنّا نعلم سلفا أنّه قد لا يكون من المفيد طرح السّؤال "إلى من ستكون الغلبة ؟". فجوابه، ما لم يتلاعب الرّاوي الأوّليّ بأفق انتظارنا، ماثل في سائر المقامات. أو ليست تروي كلُّها "بطولاتِ" عيسى و"بطولاتِ" صاحبه أبي الفتح الإسكندريّ. أو ليس في سرد الحكاية الذّاتيّة ضرب من الغرور وادّعاء بأنّ هذه السّيرة جديرة بأن تُروى وأن تكون مثالا يحتذى به ؟
لقد أجاد عيسى تمثيل دوري الحريف والمضيِّف. فتحكّم في الكلام وانصاع له الشّوّاء وصاحب الحلوى والسّواديّ. فأمر ووصف وقرّر وسمّى. وفي آخر المطاف اقترح وعلّل: "يا أبا زيد ما أحوجنا إلى ماء يُشعشع بالثّلج ليقمع هذه الصّارة، ويَفثأ هذه اللّقم الحارّة." صدّقه السّواديّ وبقي ينتظر الماء. فغاب مقام تفاعليّ وطفا على السّطح المقام المتخفّي، مقام الرّاوي الأوّلي وعيسى راويا. فأخبر عيسى وقرّر: "ثمّ خرجت وجلست بحيث أراه ولا يراني أنظر ما يصنع". فكشف أنّه لم يكن صادقا في اقتراحه وأنّ هذا الاقتراح وسيلة يتخلّص بها من دفْع ما أكله هو و"ضيفه".
ويُفهم من المقتضى الدّلاليّ المضمر في قوله "خرجت " أنّ الأكل وما سبقه من كلام وما تلاه منه تمّا داخل محلّ لا نعرف إن كان واحدا أو اثنين. فالخروج تمّ من دكّان صاحب الحلوى. ولكنّ النّصّ لم يخبرنا عن خروج عيسى والسّواديّ من محلّ الشّوّاء. فهل المحلاّن واحد ؟ أيكون القارئ المثاليّ المندرج في النّصّ قارئا من معاصري الهمذاني تسمح له كفاءته الموسوعيّة بالإجابة عن هذا السّؤال ؟
ومهما يكن من أمر فإنّ عيسى المنسحب تحوّل من مضيِّف إلى شاهد على تبعات فعلته. فأنهى سيناريو الضّيافة وأشرك القارئ في توقّع مرحلة ما بعد الضّيافة وأقام حدّا فاصلا بين الضّيافة والاحتيال وأبان عن العلاقة بينهما. فالأولى سبب إلى الثّاني ووسيلة. وأخيرا فقد مثّل الانسحاب والموقع المختار حيلة سرديّة تجنّب اللّجوء إلى طرف آخر يروي ما حدث بين السّواديّ والشّوّاء. ومن مقاصد تلك الحيلة التّمهيدُ لتعليق عيسى نفسِه على ما شارك فيه من أحداث سواء كان بطلا أو شاهدا متفرّجا.
إنّ انسحاب عيسى بعد أن أصلح الافتقارَ المولّدَ للأحداث يفتح البابَ أمام احتمالات بصدد سلوك السّواديّ تمثّل، في الواقع، دعوة إلى المتلقّي ليساهم في مواصلة الحكاية. وقد اختار الرّاوي أن يقوم السّواديّ إلى حماره فوضع المتلقّي حيال مفصل احتمالات. فماذا سيكون موقف صاحب الحلوى ؟ هل سيُرسل في طلب عيسى؟ وهل سيترك السّواديّ ينصرف ؟ وإن اعترض سبيله فكيف سيعامله ؟ هل سيتمكّن السّواديّ من الخروج من الورطة التي وضعه فيها عيسى أم هل سيكون صاحب الحلوى ضحيّة حريفيْه ؟ الاحتمالات كثيرة ولكنّ الرّاوي اختار الاحتمال الذي يخلق صداما بين صاحب الحلوى والسّواديّ.
إلاّ أنّنا نفاجأ بأنّ طرفي العلاقة الصّداميّة هما السّواديّ والشّوّاء. فأين اختفى صاحب الحلوى ؟ أيكون هو نفسه الشّوّاءَ ؟ هل سها الرّاوي أم هل هو يتوجّه إلى قارئ مثاليّ مدرَج في النّصّ يتمتّع بكفاءة موسوعيّة لا تتوفّر لنا ؟ إنّ من المقتضيات التّداوليّة أن يكون السّرد متناسقا متماسكا. وهذا يفترض أنّ صاحب الحلوى هو نفسه الشّوّاء. ولكن ألا يمكن أن يكون الرّاوي قد خرق قاعدة الاتّساق والتّماسك ؟ لا أحد غير قارئ معاصر للهمذاني بمقدوره الإجابة عن هذا السّؤال.
لقد تغيّر السّياق. فتغيّرت علاقة الشّوّاء بالسّواديّ واستمدّ الأوّل من وضعه معتدى عليه قوّة ليمنع حريفَه من الخروج ولينجز من خلال الملفوظ "أين ثمن ما أكلت؟" عملين لغويين أحدهما مباشر وغير مقصود هو عمل السّؤال وثانيهما غير مباشر وهو الأمر بالدّفع. وقد تضمّن الرّدّ: "أكلته ضيفا" عملين أحدهما مباشر هو التّقرير وثانيهما غير مباشر هو الرّفض. فقد استند السّواديّ إلى مقتضًى تداوليّ ذي بعد اجتماعيّ يقول إنّ الضّيف لا يدفع. وبما أنّ لفظة "ضيفا" غامضة في المقام التّفاعليّ حريف / تاجر فقد ولّدت لدى الشّوّاء ردّي فعل متكاملين أحدهما بدنيّ تمثّل في الضّرب واللّكم وثانيهما قوليّ جسّدته أعمال الأمر والسّؤال والنّفي والتّكذيب والشّتم. وقد استند الشّوّاء، بدوره، إلى مقتضى ذي طبيعة اجتماعيّة اقتصاديّة. فللسّوق أحكامها. ومنها أنّ من يقتني بضاعة أو يستهلكها عليه أن يدفع ثمنها وإلاّ عرّض نفسه إلى ما لا تريد. فالضّيافة ليست من مصطلحات التّجّار ولا من قيمهم.
استهلك السّواديّ ما انتقى له عيسى من مآكل فاخرة لا يطلبها إلاّ من كان ذا مال وفير أو من كان، مثل عيسى والسّواديّ، لا ينوي سداد ثمنها. فانتهى دورَا الحريف "آمرا" والتّاجر "مأمورًا" منفِّذا. وحانت ساعة الحساب. فانقلبت الموازين بين الطّرفين. فظهر مفصل احتمالات جديد. فكيف سيردّ السّواديّ الفعل ؟ هل سيقابل العنف بالعنف أم هل سيرفع أمره إلى ممثّلي المؤسّسة القضائيّة إن كانت موجودة أصلا ؟ وما هو دليله على أنّه أكل ما أكل ضيفا ؟ هل سيتدخّل روّاد السّوق لفضّ النّزاع أم هل سيتدخّلون لإذكاء فتيله ؟
لقد اختار الرّاوي استسلامَ السّواديّ وخضوعَه لمشيئة التّاجر. وأنجز أعمال تقرير تخصّ هيأةَ الحريف "الصّيد" وحركتَه وقولَه: "فجعل السّواديّ يبكي ويحلّ عُقَده بأسنانه ويقول: كم قلت لذاك القريد أنا أبو عبيد، وهو يقول: أنت أبو زيد". فتنشط ذاكرة القارئ السّياقيّة المقاليّة. فتحيله الحركة والقول إلى بداية الحكاية. فيذكّره القول بردّ السّواديّ "لست بأبي زيد ولكنّي أبو عبيد" وتقابل حركةُ حلّ العُقَد بالأسنان حركةَ تطريف الإزار بالعَقد. فينقلب الضّيف مضيّفا. وتنتهي حكاية السّواديّ الذي قد يكون أراد الإيقاع بغيره فوقع. وقد وقع ودفع ثمن غفلته دون أن يتفطّن إلى أنّ أبا زيد شخصيّة من نحت خيال عيسى وإلى أنّ التباس الاسمين حيلة من الحيل المستخدمة للإيقاع به.
وينهي عيسى حكايته بخطاب صاغه شعرا ضمّنه أعمالا مباشرة هي الأمر والنّهي وعملا غير مباشر ليس هو التّبرير بقدر ما هو الإشادة بقيمة التّحيّل. ولا يتوجّه عيسى بهذا الخطاب إلى نفسه يهنّئها بالنّصر فحسب وإنّما يتوجّه به كذلك إلى من كان في وضع المعدَم زمنَ الازدهار الاقتصاديّ.
لقد تحرّكت الشّخصيات في فضاء إيديولوجيّ محدّد بالتّعارض بين أهل الرّيف والمدينة. وأُدير الصّراع بينها على قيمتين اجتماعيتين استخدمت إحداهما وسيلة إلى الأخرى. وبالعود إلى المرجع الكائن خارج النّصّ يتبيّن أنّ قيمة الضّيافة إيجابيّة وأنّ قيمة التّحيّل سلبيّة. فإلى أيّ القيمتين تنـتصر المقامة ؟ وهل تحمل فكرا ينتصر للمدينة على حساب الرّيف فتكون بذلك قد أعادت إنتاج السّائد أم هل هي تسخر من المجتمع الجديد، مجتمع الصّيد والصّيّاد والغاب ؟ وما هو العمل اللّغويّ الشّامل في هذه المقامة ؟ أهو الإشادة أم هو الإدانة ؟ ألا يكون السّخريّةَ التي تلاحظ أوّل ما تلاحظ في البناء الشّكليّ للمقامة ؟
فصاحبها بناها على غرار الحديث. ولكنّ الشّبه بينها وبين الحديث لا يتجاوز الشّكل الثّنائيّ التّركيب وصياغة السّند. فمتنها خال من الجدّيّة وما يُعرض من سلوك على المسلمين من متقبّليها يقودهم مباشرة إلى حيث لا يريدون. وبهذا المعنى تكون المقامة محاكاة ساخرة لمحاكى جادّ له في دنيا المسلمين وأخراهم عظيم شأن.
لقد استخدم الهمذاني الشّكل الموروث استخداما جديدا. وقد يكون مبتدع المقامة إلاّ أنّه لم ينشئها من عدم. ففي شكلها ممّا شاع في عصر الكتابة من أجناس أصداء. وفي مضمونها شبه بما حفلت به كتب الأدب من أخبار الشّطّار والمتسوّلين. وفيها من العصر الذي أنتجت فيه سمات وملامح. والمقامة البغداذيّة، موضوعُ تحليلنا، تنشدّ إلى سائر المقامات بأكثر من آصرة. وهذا يحملنا على القول إنّ الهمذاني لا يصوّر واقعا بل يُنتج المختلف داخل المؤتلف أو ينوّع داخل المنوال الواحد. وأيّا يكن العمل اللّغويّ الشّامل في هذه المقامة فإنّ عسر تحديده واختلاف القرّاء على مرّ العصور حول مقاصد تأليف المقامات وما في نصّنا من ثغرات ومسكوت عنه تؤكّد أنّ القارئ، أيّا كان مكانه وزمانه، عنصر من العناصر التّكوينيّة للمقامة.
لقد بيّن التّحليل التّداوليّ أهمّية النّظر إلى النّصّ الأدبيّ باعتباره فعلا تواصليّا وأثبت أهمّية السّياق في تأويل الكلام وكشف أنّ تجرّد النّصّ من سياق تلفّظه بفعل تباعد الأمكنة والأزمنة بين النّشأة والتّلقّي هو "متعالق الغموض الأساسيّ للأثر الأدبيّ الذي يدوم منغلقا على نفسه وخاضعا لقواعد أكثر إكراها من قواعد اللّغة العاديّة" . وإنّ التّحليل التّداولي يُسهم في تحرّر القراءة من سلطة النّصّ المطلقة ويخلق حوارا حقيقيّا بين الذّات المنشئة والذّات القارئة. وهو يخلّص النّصّ السّرديّ من بوتقة الدّراسة المحايثة التي سجنته داخلها المدرسة البنيويّة ويحلّ القارئ مكانة ويتيح له استغلال معارفه الموسوعيّة وقدراته الاستدلاليّة.
والتّحليل التّداوليّ يفتح آفاقا جديدة لتحليل النّصّ السّرديّ التّخييليّي قديمه وحديثه. ويوفّر زادا نظريّا مهمّا لدراسة الحوار وبناء الأحداث. ولكنّه، في المقابل، أهمل دراسة الخصائص البنائيّة للخطابين السّرديّ والوصفيّ. واهتمّ بمقاصد القول وأغفل طرائق القول. وقد لفت الانتباه إلى تراكب المقامات في النّصّ السّرديّ. وميّز في النّصّ السّرديّ التّخييليّ ما هو تخييل ممّا ليس تخييلا. ولكنّه ظلّ عاجزا عن التّمييز بين المقام التّخييليّ الرّاوي / المرويّ له والمقام الواقعيّ المؤلّف / القارئ. ولا شكّ أنّ القارئ استراتيجيّة نصّيّة. ولكنّ القول بقارئ نموذجيّ أو مثاليّ يطرح إشكالا. ألا يعني القول بالقارئ النّموذجيّ تسليما بسلطة النّصّ والكاتب ؟ ألا يتعارض مفهوم القارئ المثاليّ مع تعدّد القراءات وتنوّعها وتغيّرها من جيل إلى جيل ومن حضارة إلى أخرى ؟
إنّ القارئ المثاليّ كائن نصّيّ من صنع كاتب واع بما يفعل. أفلا يعني السّعي إلى التّماهي مع هذا الضّرب من القرّاء إنكارَ حقيقة يعلمها الكتّاب ودارسو الأدب وهي أنّ الكتابة تجاوز للذّات وتعبير عن "أنا" عميقة مختلفة عن "الأنا" الواعية بل مناقضة لها أحيانا ؟ ألم يحكم بلزاك في رواياته بالإعدام على طبقة الإقطاع والحال أنّه إقطاعيّ فكرا وملكيّ سياسة ؟ ألم يغيّر كثير من الكتّاب آراءهم في ما كتبوا مجاراة لآراء كبار النّقاد ؟ لقد أغلق الهمذاني، على سبيل المثال، نصّه بمفاتيحه وضمّنه مفاتيح تنفتح بها بعض مغالقه. ولكنّ الأكيد أنّ قراءة من لا معرفة له بالهمذاني ولا بجنس المقامة تظلّ، رغم انغلاق النّصّ على صورة قارئ مثاليّ، مبتورة. ومن الأكيد أيضا أنّ هذه المقامات دُرست من زوايا لم تخطر للهمذاني على بال ووظّفت أحيانا توظيفا قد يعترض عليه لو كان حيّا. ولكنّنا نعتقد أنّه سيكون، في جميع الحالات، سعيدا بمكانة مقاماته لدى القرّاء على مرّ العصور.
ويمكن تحميل هذا المقال مع هوامشه من الرابط التالي:

http://www.4shared.com/document/TfmWs9ip/___.html



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
انصاف خنقاوي
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
5

نقاط :
5

تاريخ التسجيل :
15/02/2013


مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي   مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2013-02-15, 18:45

مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي 976116 شكرا لك سيدي على هدا المجهود المقدر هل لك سيدي بمساعدتي في بحثي بخصوص المقامة الحريرية مقاربة تداولية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
آمال بن غزي
مدير المنتدى
آمال بن غزي

وسام النشاط :
وسام النشاط

وسام المبدع :
أفضل خاطرة

وسام الإداري المميز

البلد :
ليبيا

عدد المساهمات :
1570

نقاط :
2344

تاريخ التسجيل :
09/01/2010

الموقع :
بنغازي

المهنة :
أستاذ جامعي


مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي   مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي I_icon_minitime2014-11-15, 06:33

مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي 463596
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» اللسانيات التداولية والترجمة. مقاربة لإشكالية المعنى في الترجمة من وجهة تداولية.
» التراكيب النحوية من وجهة نظر تداولية
» التواصل التربوي : مقاربة تداولية
» ظاهرة الحذف في اللغة العربية: مقاربة تداولية
» النقد الروائي المغربي المعاصر: سعيد يقطين أنموذجا - د. محمد السليماني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: تحليل الخطاب و لسانيات النص-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


مقاربة النّصّ السّرديّ التّخييليّ من وجهة تداولية: المقامة البغدادية للهمذاني أنموذجا - محمد نجيب العمامي 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
التداولية اللغة ظاهرة بلال الخيام المعاصر البخاري مجلة مدخل الخطاب النقد ننجز الحذف مبادئ العربي اسماعيل الأشياء موقاي العربية اللسانيات كتاب قواعد على محمد النحو النص


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع