منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك بحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةبحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجربحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصوربحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةبحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةبحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودبحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيربحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة بحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنابحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة بحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجببحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديربحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حببحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصاربحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 بحث حوال تحليل الخطاب السردي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سارة تموشنتية
*
*
سارة تموشنتية

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
7

نقاط :
13

تاريخ التسجيل :
05/01/2015


بحث حوال تحليل الخطاب السردي Empty
مُساهمةموضوع: بحث حوال تحليل الخطاب السردي   بحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2015-03-22, 19:56

يعد مصطلح الخطاب من المصطلحات التي لاقت رواجا بين الباحثين العرب والغرب على حد سواء إذ انه يتصل باللغة اتصالا وثيقا . كما انه يحل مركزا مهما في الدراسات اللغوية واللسانية ،فما هو الخطاب ؟ وهل تعرض لمفهومه العرب ؟ هذا ما سأحاول الإجابة عنه .
 المطلب الأول مفهوم الخطاب في الثقافة العربية :
تطرق علماء اللغة العرب إلى تحديد مفهوم الخطاب فعرف" (خ،ط،ب)أصلان أحدهما الكلام بين اثنين ، ويقال خاطبه يخاطبه خِطاباً" وعرفه صاحب اللسان "بأنه مراجعة الكلام .وقد خاطبه بالكلام مخاطبة وخطاباً وهما يتخاطبان " ، ويرى التهانوي (ت ق12هـ) في" كشافه " أن الخطاب: "توجيه الكلام نحو الغيرِ للإفهام، ثمّ نُقل إلى الكلام الموجَّه نحو الغير للإفهام. وقد يعبّر عنه بما يقع به التخاطب. قال في الأحكام: الخطاب اللفظ المتواضع عليه المقصود به إفهام من هو متهيئ لفهمه" .
  وقد وردت الخطاب أكثر من مرة في القران الكريم منها قوله عز وجل﴿ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾ ، وقوله تعالى ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾  وقوله جل ثناوه﴿وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما﴾  من هنا نجد أن مصطلح الخطاب حمل في بادئ الأمر دلالة المحادثة وتبادل الكلام بين طرفين مرسل ومتلقي كما نجد أن العرب كانوا سباقين للكشف عن حقيقة هذه الكلمة بالرجوع إلى القران الكريم .
 المطلب الثاني مفهوم الخطاب في الثقافة الغربية :
مصطلح الخطاب" يحيل على نوع من تناول اللغة أكثر مم يحيل على حقل بحثي"  وهو ترجمة للمقابل الأجنبي DISCOURS   و"المأخوذ من اللاتينية DISCURSUS  ومعناه  الركض هنا وهناك"  ومن هنا نجد أن الأصل أللاتيني لايدل على المعنى المراد.وإنما تحول إلى معنى الخطاب منذ القرن السابع عشر فقط حيث دل قبل ذلك على الطريق الصدفي ثم المحادثة والتواصل  
وحضي هذا المصطلح العديد من التعريفات أولها ماكان على يد أفلاطون حيث بدأت أول محاولة لضبط المقال * وتلاها  الكتاب الذى ألفه ديكارت والموسوم ب »الخطاب في المنهج  «ومع ظهور مؤلفات ميشال فوكو بدا الخطاب يأخذ ابعاد ابستيمولوجية  واكتسى العديد من التعريفات  أهمها  تعريف هاريس "ملفوظ طويل أو متتالية من الجمل يمكن من خلالها معاينة بنية سلسلة من العناصر  بواسطة المنهجية التوزيعية وبشكل يجعلها تضل في مجال لساني محض" من خلال هذه المقولة نجد أن هاريس حدد مجال الخطاب ألا وهو اللسانيات ثم حدد منهج دراسته حسب رؤيته وهو المنهج التوزيعي .
كما نجد أيضا إميل بنفنيست يتطرق إلى مصطلح الخطاب فيعرفه بأنه "الملفوظ منظوراً إليه من وجهة آليات وعمليات اشتغاله في التواصل " بما معناه انه أي تلفظ أو كلام يستوجب
وجود طرفين متكلم ومتلقي شرط أن يمتلك الأول هدف التأثير في الثاني ،ويمكن تمثيل ذلك ب المخطط الآتي :
رســـــالـــة
المخاطِب المخاطب
الخطاب
يرى جاكوبسن أن الخطاب عبارة عن رسالة (إبداع ) يبثه المبدع (المخاطب) إلى المتلقي (المخاطَب) بواسطة قناة اتصال  حيث تخضع هذه الأخيرة إلى شفرة مشتركة بينهما ومن هذا المنطلق نجد ثلاثة وظائف أساسية يمثلها المخطط الموالي  :
السياق  

المخاطب                             الرسالة                          المخاطب

المبدع                                                                           المتلقي
وظيفة انفعالية                            وظيفة إنشائية                              وظيفة إبلاغية (اتصالية)


من هنا نجد أن الخطاب هو مايتعدى الجملة ويوصل رسالة إلى المتلقي  من اجل القيام بوظيفة معينة الا وهي التأثير في الطرف الثاني.
 المطلب الثالث مفهوم تحليل الخطاب :
هو عملية فك شفرة  الخطاب  من خلال تفكيك وحداته سواء كان هذا الخطاب ديني ، أو شعري أم أدبي ... من أجل الكشف عن مكنوناته وخباياه "حتى لانقف أمام النص مكتوفي الأيدي وفي هذا الصدد يقول سعيد علوش أن وقفة عابرة على نص هيروغليفي أوسانسكريتي لتجعلنا نقف ل المحاربين منزوعي الأسلحة مدهوشيين أمام كنوز لانملك مفاتيحها "
 المطلب الرابع أنماط الخطاب :
إذا أردنا تحديد أنماط معينة من الخطاب وجب مراعاة الأساسيات الآتية :{الموضوع ، والبنية والآلية }.
إذ هي من حيث الموضوع : خطاب ديني وعلمي و اديولوجي  وسياسي.... ،
ومن حيث أبنيتها الداخلية : خطاب فني( إبداعي ،الأدبي ) وهو بدوره ينقسم إلى الرواية والقصيدة والشعر وقصة  
أمــــــا مــن جـــــانــــب الآليـــة :نجد الخطاب السردي والخطاب الوصفي والخطاب الحجاجي

 المطلب الخامس الفرق بين النص والخطاب :
يمكن إجمال الفروق الواقعة بين الخطاب والنص في النقاط الآتية :
1ـ الخطاب الشفوي يتطلب وجود طرفين متكلم ومستمع وحضورهما في نفس زمن لإلقاء واجب بحيث يتلقى المستمع الخطاب مباشرة .
متكلم                                       مستمع
 في حين أن النص يتطلب وقتا أطول في التدوين والكشف المعاني الكامنة فيه .
2 ـ يتميز الخطاب بالعفوية بمعنى غير قابل للتنقيح أو المراجعة وإذا تمت مراجعة الكلام (الرسالة ) يكون بشكل أخر غير الأول كاستعمال – اعني ...أقصد ......
3ـ الخطاب الشفوي يتميز بخصائص صوتية يفتقدها النص المكتوب ك: النبر والتنغيم والوقف فهي تساعد على فهم المعنى أكثر .  في حين أن النص يركز على المعنى لاعلى طريقة الإلقاء.
4- الخطاب لا يتجاوز سامعه إلى غيره  بمعنى أنه مرتبط بلحظة إنتاجه ،بينما للنص ديمومة الكتابة حيث انه يحافظ على سماته مهما طال عليه الزمن .
5- تتميز النصوص بتنوع أبنيتها وإغراضها وتنظيمها الداخلي سواء من حيث الشكل أو المضمون.  
6ـــــ يركز الخطاب على التراكيب التي تجلب انتباه المتلقي.في حين أن النص يكتب ليقرأ.
المبحث الثاني :
مما سبق نستنتج مايلي : أن الخطاب يوجه بغرض الإفهام والتأثير في الأخر ،وقد حدد النقاد مناهج لتحليله ، كما أن النص موجه للقراءة والنقد والتحليل وقف مناهج محددة كما الخطاب  ومن بين هذه النصوص النص السردي .فما المقصود بالنص السردي ؟ ؟وماهي أنواع النصوص السردية ؟
 المطلب الأول مفهوم السرد:
1ــــــ مفهومه لغة :
جاء في لسان العرب:" السَّرْدُ في اللغة تَقْدِمَةُ شيئ إلى شيء تأتي به متسِقا بعضهُ في إِثْرِ بعض متتابعاً و سرد الحديث  ونحوه يسرُدهُ سَرْداً إذا تابعه . وفلان يسرد الحديث سردا ، إذا كان جيد السياق له .وسرد الشيئ سَردَا وسَرَدَهُ وأسردهُ" بمعنى الحكي أو القص المباشر من طرف شخص معين - السارد-.
من هنا نجد ان التعريف اللغوي للسرد لم يخرج عن مفهومه لمصطلح نقدي لاق رواجا بين العديد من اللغات .
2 ــــ مفهومه اصطلاحا :
ان وضع مفهوم شامل للسرد جاء على يد الشكلانيين الروس .أما علم السرد فهو قديم النشأة منذ عام 1918على يد إيخنباوم،إلا أنه لم يظهر كمصطلح إلا سنة 1969. أما مصطلح السرد في اللغة الفرنسيةNARRATIONومقابها باللغة العربية السرد والقص والحكي والاخبار والرواية وهو  بأبسط مفاهيمه الحكي  وهو يقوم على دعامتين أساسيتان وهما : وجود قصة تحتوي أحداث معينة.وأن يعين الطريقة التي تحكى بها هذه القصة وهذه الطريقة تسمى سردا،للأن القصة الواحدة يمكن أن تحكى بأشكال منتوعة ومتعددة .
وقد عرف السرد عدة تعاريف منها :
  "إنتاج حكاية ،سرد مجموعة من المواقف والأحداث"  معناه طريقة المستعملة في تنسيق رواية الأحداث المتسلسة وقال فيه رولان بارت "إنه مثل الحياة  عالم متطور من التاريخ والثقافة " شبه بارت السرد بالحياة واسع لا يمكن حصره كما أنه مفعم بالأحداث  المتوالية والمتداخلة الزمان والمكان وارتباطها الشديد بالإنسان حيث أن الإنسان عنصر أساسي فيها كما أن السرد لا يمكن أن يكون دون وجود شخصيات وروح فعالة فيه . وغير بعيد عما جاء به بارت أتى سعيد يقطين بمفهوم آخر للسرد استخلصه من مجموع القراءات للدراسات الغربية. فيراه "نقلا للفعل القابل للحكي من الغياب إلى الحضور ،وجعله قابلا للتداول سواء أكان هذا الفعل واقعيا أم تخيليا،وسواء تم التداول شفاها أو كتابة "  .كما أنه طريقة بناء المحكي ،وهو أيضا تعاقب الأحداث حسب وجهة نظر الكاتب والشخصيات ،الروائية المتعاقبة على الرواية الوقائع والأحداث.   ويتمثل السرد في ثلاثة أنماط هي:النص السردي(الرواية ) ,الحكاية والقصة  .


 المطلب الثاني مكونات السرد:
من تعريفات نستنتج أن السرد هو عمل تفاعلي بين عدة أطراف , حيث أن عملية الحكي تتطلب شخص يقوم بالحكي وقصة هي المحكية وشخص يحكى له .يسمى الشخص الأول» راويا  « والطرف الثاني»  مرويا له. «
الــمـــــــروي



الشكل الأول

1 – الراوي:
هو ذلك الشخص الذي يروي الحكاية سواء كانت حقيقية أو خيالية ,ولا يشترط أن يكون ظاهرا في الرواية بل قد يتقمص شخصية أخرى.  والفرق بين الراوي والروائي هو أن الروائي هو الشخص الذي يقوم بكتابة الرواية والراوي هو الشخصية التي يستعملها الروائي للتعبير عن رأيه في العمل الأدبي .
2- المروي:
وهو كل ما يصدر عن الراوي وينتظم ليشكل مجموعة من الأحداث يقوم بها شخوص معينين في زمان ومكان محددين والحكاية هي الجوهر المحكي.
3-المروي له :
وهو الطرف الذي توجه له الحكاية سواء كان ناقدا أو اى شخص آخر .


 المطلب الثالث أنواع السرد:
للسرد عدة أنواع نذكر منها :
أ‌. الــروايــة :
"وهي سرد لمجموعة من الأحداث ورصد لشخصيات ولعلاقات معينة تحكمها مجموعة من الروابط السردية ، التة تكون عالم الرواية " وعرفت أيضا على أنها نوع من أنواع السرد القصصي وتحتوي على (الشخصيات ،الأحداث ،تعالج موضوعا ما،في زمن ومكان معينين )وتتميز بكبر الحجم .
ب‌. القصة :
اختلف في تحديد مفهوم خاص بها وذلك يرجع إلى التشابه الحاصل بينها وبين الرواية وفي هذا الصدد بين روبير ستيفنسون الطرق لكتابة القصة فلخصها في :
1 .ان نختار حبكة ثم نجعل لهل شخصيات ملائمة .
2. نختار شخصة ونختار المواقف الملائمة لها .
3.نختار جو معين ونجعل الفعل والأشخاص يعبرون عنه.
ت‌. المقامات :
ظهر هذا النوع من من السرد في القرن الرابع الهجري على يد بديع الزمان الهمذاني وهو نوه من سرد يعالج قضايا اجتماعية ،ينقلها راوي واحد يتكررفي جميع الحكايات ،وتكون مدعومة بالسجع والشعر في بعض الأحيان أركانها الراوي والنكتة والشحاذ

المبحث3:
شهدت الساحة النقدية رواجا لعدة مناهج استعملت في تحليل الخطاب السردي  ،أشرها المنهج السميائي الذي يعد من بين المناهج الحداثية الأكثر رواجا في الدراسات النقدية ،فما المقصود بالسمياء ؟ ومن مؤسسها ؟وهل تعرض العرب  إلى مفهومها؟ ،وما المقصود بالنظرية السميائية في السرد؟
 المطلب الأول مفهوم السمياء عند العرب:
    عرض علماء العربية الى مفهوم السمياء منذ القدم وجدو لها عدة تعاريف منها:"السيمَةُ والسيماءُ والسيمِياءُ، بكسرِهِنَّ: العَلامَةُ. وسَوَّمَ الفَرَسَ تَسْوِيماً: جَعَلَ عليه سِيمَةً، وـ فلاناً: خَلاَّهُ، وسَوَّمَه لما يُريدُهُ، وـ في مالِه: حكَّمَهُ، وـ الخَيْلَ: أرْسَلَها، وـ على القَوْمِ: أغارَ، فعاثَ فيهم. و {من طينٍ مُسَوَّمَةً}، أي: عليها أمثالُ الخَواتيمِ، أو مُعَلَّمَةً ببياضٍ وحُمْرَةٍ، أو بعلامةٍ يُعْلَمُ أنها ليست من حِج" و"وسم من  الوسم  بمعنى  أثر الكي ،والجمع وسومٌ، وتقول وسمه،يَسِمُهُ وسماً ويسمُ والسمة ماوسم به الحيوان من ضروب الصور"  وتقول" توسم الرجل أي جعل لنفسه سمة يعرف بها "
مما سبق نجد أن المعاجم العربية اتفقت على أن أصل السمياء من الوسم ومعناه العلامة التي  توضع على الشيئ لتميزه عن غيره .وغير بعيد عما أورده علماء المعاجم فيما يخص هذا المصطلح نجد الجاحظ يبين العلامة وهي عنده تشمل كل الوسائل التعبيرية بكل أنواعها سواء كانت علامة لغوية أو غير لغوية وهي خمسة أنواع"اللفظ ،الإشارة ،العقد ،النصبة ،الخط ،الحال " والاشارة في هذا المقام المقصود بها الإشارة الغير لغوية والة تستعمل فيها اليد وهز الرأس ....
 المطلب الثاني مفهوم السمياء في الثقافة الغربية :
  بما أن العرب تطرقوا إلى مفهوم السمياء على انه العلامة فهل ذهب الغرب الى مثل ماذهبو اليه ؟
كان سوسور أول من أشار الى وجود علم الإشارة ونبه الى  أنه ذو طبيعة سيكولوجية متكون من صور ة صوتية إضافة الى فكرة موجودة في الذهن   ،وبعد ذلك تطورت الدراسات فتفرعت بين المدرسة  فرنسية وإما انجليزية وكباقي المصطلحات يعاني من مشكلة الترجمة من هذين الموردين إلى اللغة العربية ،في هذا المقام لا نريد الخوض في إشكالية المصطلح وإنما البحث عن أصل المصطلح " فالسيميولوجيا كلمة منقولة من اللغة الإنجليزية ويعبر عنها بمصطلحين semiotic و  semiology وهما منقولان عن الأصل تينيsémeîon "  وتعني "علم العلامة "أو علم الإشارة الدالة سواء كانت لغوي  أو غير لغوية وقد كان جون لوكال أول من قدم مصطلح السيميولوجيا  لكن نظرته لم تخرج عن إيطار النظرة العامة للغة وقد نظر إليها   بييرس على أنها علم الإشارة الذي يشمل العلوم الإنسانية والكونية .
    أما إذا عدنا إلى الترجمة الفرنسية للمصطلح semiologie فإننا نجد أنها تتكون من   semio وتعني العلامة واللاحقة logos  والتي تعني العلم من هنا نجد انه علم العلامة وقد أطلق على هذا العلم العديد من التسميات تصب كلها في معنى واحد فنجد في اللغة الإنجليزية مثلا sinifics ;semoitics  أما في اللغة الفرنسية فنجد  ;semiotique
Sémasiologie    .مهما تعددت تسميات هذا العلم سواء على المستوى الأوربي أو العربي فان كل التعريفات تجمع على انه علمالذي يدرس العلامة .
المطلب الرابع آليات المقاربة السميائية للنصوص:
بما ان "المنهج السميائي " ليس منهج واضح المعالم في تحليل النصوص وانما مقاربة تعتمد على اتحاد مجموعة من الإجراءات للكشف عن معنى في النص المدروس وهذة الإجراءات ليت ثابة في جميع عمليات التحليل فيمكن استعمال البعض وترك الاخر حسب النص المدروس .فمن النقاد من يعتمد على :
1 سميائية العنوان : لان العنوان وهو العتبة الأولى للولوج في معنى النص ،ولانه المنطلق وأول ما يواهج الناقد ،فوجب فك شفرته للحصول على المعني المقصود
2التناص :وهي ان يقوم الناقد او الباحث باليحث عن مختلف أوجه النناص الموجودة في النص سواء كان نتاص قرآني أو من الحديث أو من الشعر
3مبدأالمحايثة :"وهو اعتبار النص بنية مغلقة فا المحايثة هي عزل النص عن كل السياقات الخارجية"  
وهناك من يعتمد على مايسمونه بالمعايير  وهي
المعيار البصري ويكون في الصفحة الخارجية للرواية أو القصة يندرج تحته الألوان نوعية الخط  طريقة الكتابة الصور الموجودة على الغلاف ويحاولون قراءتها مثال رواية الطاهر وطار دماء ودموع الى وجه الرواية صورة تجسد الدموع والدماء موجودة بالقرب منها في صورة فنية تعكس دلالة العنوان.
المعيار التركيبي  ويبحث في عوامل اتساق وانسجام النص كالاحالة وغيرهاوهذا العمل يساعدنا في عملية تقطيع النص وهو الامر الذى أشار اله غريماس فالمقطع عنده" وحدة محلية من الخطاب السردي قابلة الان تكون قصة ،شرط ان تكون قابلة الان تندمج في نص"  
المعيار الفضائي :ويقصد به " استعمال المؤشرات الزمانية والمكانية في تقطيع النصوص والخطابات تجذيرا وتموقعا واندماجا"   لان الزمان والمكان مهمين في فهم النص وتعدد وجود الأزمنة والامكنة يعتبر مهما عند النفاد الانه يساهم في توضيح المعنى
تحديد الشخوص أي الشخصيات الأساسية والثانوية في العمل السردي لان تحديد الفاعل والشخص عمل مهم في تقطيع النص الى وحدات وبتالي استخراج الأدوار التي قاموا بها وتطور الاحداث .  







المطلب الرابع" المقامة البغداذية"  مقاربة سميائية:
النص:
"حَدَّثَنَا عِيَسى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: اشْتَهَيْتُ الأَزَاذَ*، وأَنَا بِبَغْدَاذَ، وَلَيِسَ مَعْي عَقْدٌ عَلى نَقْدٍ، فَخَرْجْتُ أَنْتَهِزُ مَحَالَّهُ حَتَّى أَحَلَّنِي الكَرْخَ، فَإِذَا أَنَا بِسَوادِيٍّ يَسُوقُ بِالجَهْدِ حِمِارَهُ، وَيَطَرِّفُ بِالعَقْدِ إِزَارَهُ، فَقُلْتُ: ظَفِرْنَا وَاللهِ بِصَيْدٍ، وَحَيَّاكَ اللهُ أَبَا زَيْدٍ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ وَأَيْنَ نَزَلْتَ؟ وَمَتَى وَافَيْتَ؟ وَهَلُمَّ إِلَى البَيْتِ، فَقَالَ السَّوادِيُّ: لَسْتُ بِأَبِي زَيْدٍ، وَلَكِنِّي أَبْو عُبَيْدٍ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، لَعَنَ اللهُ الشَّيطَانَ، وَأَبْعَدَ النِّسْيانَ، أَنْسَانِيكَ طُولُ العَهْدِ، وَاتْصَالُ البُعْدِ، فَكَيْفَ حَالُ أَبِيكَ ؟ أَشَابٌ كَعَهْدي، أَمْ شَابَ بَعْدِي؟ فَقَالَ: َقدْ نَبَتَ الرَّبِيعُ عَلَى دِمْنَتِهِ، وَأَرْجُو أَنْ يُصَيِّرَهُ اللهُ إِلَى جَنَّتِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَلاَ حَوْلَ ولاَ قُوةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيم، وَمَدَدْتُ يَدَ البِدَارِ، إِلي الصِدَارِ، أُرِيدُ تَمْزِيقَهُ، فَقَبَضَ السَّوادِيُّ عَلى خَصْرِي بِجِمُعْهِ، وَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللهَ لا مَزَّقْتَهُ، فَقُلْتُ: هَلُمَّ إِلى البَيْتِ نُصِبْ غَدَاءً، أَوْ إِلَى السُّوقِ نَشْتَرِ شِواءً، وَالسُّوقُ أَقْرَبُ، وَطَعَامُهُ أَطْيَبُ، فَاسْتَفَزَّتْهُ حُمَةُ القَرَمِ، وَعَطَفَتْهُ عَاطِفُةُ اللَّقَمِ، وَطَمِعَ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ وَقَعَ، ثُمَّ أَتَيْنَا شَوَّاءً يَتَقَاطَرُ شِوَاؤُهُ عَرَقاً، وَتَتَسَايَلُ جُوذَابَاتُهُ مَرَقاً، فَقُلْتُ: افْرِزْ لأَبِي زَيْدٍ مِنْ هَذا الشِّواءِ، ثُمَّ زِنْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الحَلْواءِ، واخْتَرْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الأَطْباقِ، وانْضِدْ عَلَيْهَا أَوْرَاقَ الرُّقَاقِ، وَرُشَّ عَلَيْهِ شَيْئَاً مِنْ مَاءِ السُّمَّاقِ، لِيأَكُلَهُ أَبُو زَيْدٍ هَنيَّاً، فَأنْخّى الشَّواءُ بِسَاطُورِهِ، عَلَى زُبْدَةِ تَنُّورِهِ، فَجَعَلها كَالكَحْلِ سَحْقاً، وَكَالطِّحْنِ دَقْا، ثُمَّ جَلسَ وَجَلَسْتُ، ولا يَئِسَ وَلا يَئِسْتُ، حَتَّى اسْتَوفَيْنَا، وَقُلْتُ لِصَاحِبِ الحَلْوَى: زِنْ لأَبي زَيْدٍ مِنَ اللُّوزِينج رِطْلَيْنِ فَهْوَ أَجْرَى فِي الحُلْوقِ، وَأَمْضَى فِي العُرُوقِ، وَلْيَكُنْ لَيْلَّي العُمْرِ، يَوْمِيَّ النَّشْرِ، رَقِيقَ القِشْرِ، كَثِيفِ الحَشْو، لُؤْلُؤِيَّ الدُّهْنِ، كَوْكَبيَّ اللَّوْنِ، يَذُوبُ كَالصَّمْغِ، قَبْلَ المَضْغِ، لِيَأْكُلَهُ أَبَو َزيْدٍ هَنِيَّاً، قَالَ: فَوَزَنَهُ ثُمَّ قَعَدَ وَقَعدْتُ، وَجَرَّدَ وَجَرَّدْتُ، حَتىَّ اسْتَوْفَيْنَاهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَبَا زَيْدٍ مَا أَحْوَجَنَا إِلَى مَاءٍ يُشَعْشِعُ بِالثَّلْجِ، لِيَقْمَعَ هَذِهِ الصَّارَّةَ، وَيَفْثأَ هذِهِ اللُّقَمَ الحَارَّةَ، اجْلِسْ يَا أَبَا َزيْدٍ حَتَّى نأْتِيكَ بِسَقَّاءٍ، يَأْتِيكَ بِشَرْبةِ ماءٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَجَلَسْتُ بِحَيْثُ أَرَاهُ ولاَ يَرَانِي أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ، فَلَمَّا أَبْطَأتُ عَلَيْهِ قَامَ السَّوادِيُّ إِلَى حِمَارِهِ، فَاعْتَلَقَ الشَّوَّاءُ بِإِزَارِهِ، وَقَالَ: أَيْنَ ثَمَنُ ما أَكَلْتَ؟ فَقَالَ: أَبُو زَيْدٍ: أَكَلْتُهُ ضَيْفَاً، فَلَكَمَهُ لَكْمَةً، وَثَنَّى عَلَيْهِ بِلَطْمَةٍ، ثُمَّ قَالَ الشَّوَّاءُ: هَاكَ، وَمَتَى دَعَوْنَاكَ؟ زِنْ يَا أَخَا القِحَةِ عِشْرِينَ، فَجَعَلَ السَّوَادِيُّ يَبْكِي وَيَحُلُّ عُقَدَهُ بِأَسْنَانِهِ وَيَقُولُ: كَمْ قُلْتُ لِذَاكَ القُرَيْدِ، أَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، وَهْوَ يَقُولُ: أَنْتَ أَبُو زَيْدٍ"
التحليل :
1. البنية السطحية في المقامة البغداذية :
هي  مغامرة يقوم بها عيسى بن هشام من اجل الحصول على الغذاء.
أ‌. تقطيع النص :نقطع النص من اجل الامام بنظام النص وذلك تطبيقا لتعريف غريماس للمقطع ومن هنا سنجد :
المقطع الأول :عسيى بن هشام ليس له نقود ويظهر ذالك في "اشتهيت الازاد وأنا ببغداذ، وَلَيِسَ مَعْي عَقْدٌ عَلى نَقْدٍ، فَخَرْجْتُ أَنْتَهِزُ مَحَالَّهُ حَتَّى أَحَلَّنِي الكَرْخَ"
المقطع الثاني عندما يلتقي السوادي : "فَإِذَا أَنَا بِسَوادِيٍّ يَسُوقُ بِالجَهْدِ حِمِارَهُ، وَيَطَرِّفُ بِالعَقْدِ إِزَارَهُ، فَقُلْتُ: ظَفِرْنَا وَاللهِ بِصَيْدٍ، وَحَيَّاكَ اللهُ أَبَا زَيْدٍ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ وَأَيْنَ نَزَلْتَ؟ وَمَتَى وَافَيْتَ؟ وَهَلُمَّ إِلَى البَيْتِ، فَقَالَ السَّوادِيُّ: لَسْتُ بِأَبِي زَيْدٍ، وَلَكِنِّي أَبْو عُبَيْدٍ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، لَعَنَ اللهُ الشَّيطَانَ، وَأَبْعَدَ النِّسْيانَ، أَنْسَانِيكَ طُولُ العَهْدِ، وَاتْصَالُ البُعْدِ، فَكَيْفَ حَالُ أَبِيكَ ؟ أَشَابٌ كَعَهْدي، أَمْ شَابَ بَعْدِي؟ فَقَالَ: َقدْ نَبَتَ الرَّبِيعُ عَلَى دِمْنَتِهِ، وَأَرْجُو أَنْ يُصَيِّرَهُ اللهُ إِلَى جَنَّتِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَلاَ حَوْلَ ولاَ قُوةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيم، وَمَدَدْتُ يَدَ البِدَارِ، إِلي الصِدَارِ، أُرِيدُ تَمْزِيقَهُ، فَقَبَضَ السَّوادِيُّ عَلى خَصْرِي بِجِمُعْهِ، وَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللهَ لا مَزَّقْتَهُ"
المقطع الثالث عندما يستدرج السوادي للاكل :" فَقُلْتُ: هَلُمَّ إِلى البَيْتِ نُصِبْ غَدَاءً، أَوْ إِلَى السُّوقِ نَشْتَرِ شِواءً، وَالسُّوقُ أَقْرَبُ، وَطَعَامُهُ أَطْيَبُ فَاسْتَفَزَّتْهُ حُمَةُ القَرَمِ، وَعَطَفَتْهُ عَاطِفُةُ اللَّقَمِ، وَطَمِعَ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ وَقَعَ "
المقطع الرابع عندما يذهبان الى المطعم :" ثُمَّ أَتَيْنَا شَوَّاءً يَتَقَاطَرُ شِوَاؤُهُ عَرَقاً، وَتَتَسَايَلُ جُوذَابَاتُهُ مَرَقاً، فَقُلْتُ: افْرِزْ لأَبِي زَيْدٍ مِنْ هَذا الشِّواءِ، ثُمَّ زِنْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الحَلْواءِ، واخْتَرْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الأَطْباقِ، وانْضِدْ عَلَيْهَا أَوْرَاقَ الرُّقَاقِ، وَرُشَّ عَلَيْهِ شَيْئَاً مِنْ مَاءِ السُّمَّاقِ، لِيأَكُلَهُ أَبُو زَيْدٍ هَنيَّاً، فَأنْخّى الشَّواءُ بِسَاطُورِهِ، عَلَى زُبْدَةِ تَنُّورِهِ، فَجَعَلها كَالكَحْلِ سَحْقاً، وَكَالطِّحْنِ دَقْا، ثُمَّ جَلسَ وَجَلَسْتُ، ولا يَئِسَ وَلا يَئِسْتُ، حَتَّى اسْتَوفَيْنَا، وَقُلْتُ لِصَاحِبِ الحَلْوَى: زِنْ لأَبي زَيْدٍ مِنَ اللُّوزِينج رِطْلَيْنِ فَهْوَ أَجْرَى فِي الحُلْوقِ، وَأَمْضَى فِي العُرُوقِ، وَلْيَكُنْ لَيْلَّي العُمْرِ، يَوْمِيَّ النَّشْرِ، رَقِيقَ القِشْرِ، كَثِيفِ الحَشْو، لُؤْلُؤِيَّ الدُّهْنِ، كَوْكَبيَّ اللَّوْنِ، يَذُوبُ كَالصَّمْغِ، قَبْلَ المَضْغِ، لِيَأْكُلَهُ أَبَو َزيْدٍ هَنِيَّاً، قَالَ: فَوَزَنَهُ ثُمَّ قَعَدَ وَقَعدْتُ، وَجَرَّدَ وَجَرَّدْتُ، حَتىَّ اسْتَوْفَيْنَاهُ"
المقطع الخامس عندما يدبر عيسى بن هشام خطة للهروب من دفع ثمن الغذاء والايقاع بالسودي ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَبَا زَيْدٍ مَا أَحْوَجَنَا إِلَى مَاءٍ يُشَعْشِعُ بِالثَّلْجِ، لِيَقْمَعَ هَذِهِ الصَّارَّةَ، وَيَفْثأَ هذِهِ اللُّقَمَ الحَارَّةَ، اجْلِسْ يَا أَبَا َزيْدٍ حَتَّى نأْتِيكَ بِسَقَّاءٍ، يَأْتِيكَ بِشَرْبةِ ماءٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَجَلَسْتُ بِحَيْثُ أَرَاهُ ولاَ يَرَانِي أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ، فَلَمَّا أَبْطَأتُ عَلَيْهِ قَامَ السَّوادِيُّ إِلَى حِمَارِهِ، فَاعْتَلَقَ الشَّوَّاءُ بِإِزَارِهِ، وَقَالَ: أَيْنَ ثَمَنُ ما أَكَلْتَ؟ فَقَالَ: أَبُو زَيْدٍ: أَكَلْتُهُ ضَيْفَاً، فَلَكَمَهُ لَكْمَةً، وَثَنَّى عَلَيْهِ بِلَطْمَةٍ، ثُمَّ قَالَ الشَّوَّاءُ: هَاكَ، وَمَتَى دَعَوْنَاكَ؟ زِنْ يَا أَخَا القِحَةِ عِشْرِينَ، فَجَعَلَ السَّوَادِيُّ يَبْكِي وَيَحُلُّ عُقَدَهُ بِأَسْنَانِهِ وَيَقُولُ: كَمْ قُلْتُ لِذَاكَ القُرَيْدِ، أَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، وَهْوَ يَقُولُ: أَنْتَ أَبُو زَيْدٍ"
المقطع الأول بطله عيسى بن هشام ونجد فيه مايلي :
- اشتهاوه لنوع جيد من التمر ألاوهو الازاد" ،"اشْتَهَيْتُ الأَزَاذَ"
- فقر عيسى بن هشام وتظهر في خلو جيبه من النقود.
ومن هنا نجد أن هناك حالة انفصال عن موضوع القيمة (فUم)،وجملة فخرجت أنتهز محاله... توضح لنا حالة انتقال افقية لعيسى بن هشام وهذا الانتقال هدفه الإرادة في الفعل ليتحول الى فاعل وصيغته :
ف (ف1) (ف1 U م.ج ) (ف1n م.ج)
حيث ان ف1=عيسى بن هشام
م.ج =الاشتهاء (واجب الفعل )+ الخروج (إرادة الفعل )
و التبليغ عن مواضيع الجهة كان انعكاسيا :
المرسل                                  موضوع القيمة
(الجوع ) (الازاذ )

الفاعل (عيسى بن هشام )

وبهذا التنقل في الفعل يقوم (ف1)بقلب الوضعية حيث يظهر في الحلة الغاولى منفصلاعن المال والنقود ويرغب في الحصول عليهما .وعندما يلتقي بالسوادي يوظف ف1 عنصر الحيلة والذى يدخل ضمن معرفة الفعل والتخطيط له للإقاع بالسوادي الذى يقع ضحية حيلة عيسى بن هشام ومن هنا يكون الفاعل مؤهل ويمتلك جهات التعيين =معرفة الفعل +القدرة على الفعل
ان دخول ف1+ف2 الى المطعم لتناول الطعام يعد مرحلة حاسمة في البرنامج السردي
ويدخل هنا ف3 –صاحب المطعم حيث يقدم كل مايطلبه ف1 إضافة الى انه يتساهل معه في الخروج عندما دبر حيلة جلب الماء  ل ف2  وهنا يكون قد مر بهذه المرحلة بنجاح ويسمى فاعل منجز وهنا يحدث التغيير
ف.ت : (ف3)         [ (ف1  م  ف2) ( ف1 م  ف2)]
حيث :ف.ت =فعل التحويل
ف1= عيسى بن هسام
ف2= السوادي
ف3= صاحب المطعم م
م =الوجبة الكاملة
2 :النموذج العاملي وهو يركز على قاموس الشخصيات النموذجية ويسمى كل واحد عامل :
محور  التبليغ :المرسل والمرسل اليه .
محور الرغبة : وطرفاه هما الفاعل وموضوع القيمة .
محور القدرة : وطرفاه هما المعارضون والمساعدون .
"والوصف السّردي السابق يمكننا من تحديد وتوزيع الأدوار العاملية وبالتالي ضبط الشكل العاملي لهذه المقامة ، بمعنى أننا سنصبّ في هذا الإطار البرامج السردية التي تعرّفنا وبقية الأجزاء الأخرى من الوظائف التي قامت بها الشخصيات . "
فمع بداية المقطع الأول وإعلان (ف1) اشتهاءه الأزاذ وخلو جيبه من المال وتنقله بحثا عن ذلك تتحدّد الأدوار العاملية الآتية :
-المرسل : هو الرغبة أو الاشتهاء.
- الفاعل : عيسى بن هشام .
- موضوع القيمة : الحصول على وجبة .
- المرسل إليه : عيسى بن هشام .
نحدد الان الدورين المساعد ودور المعارض: السوادي يحتل مرتبة العامل المساعد  الانه كان ضحية لحيلة ف1 ثم تحول الى مساعد لاواع
وفي المقطع الأخير وبعد خروج ف1 تحةل ف2 الى عامل معارض خصوصا عندما رفض دفع الثمن وف3 هو مساعد حقيقي الانه بلبى كل طلبات ف 1اضافة ترك ف1 يغادر المطعم .
المرسل                             موضوع القيمة                         المرسل اليه
       (الاشتهاء)                          ( وجبة من الطعام )              ( عيسى بن هشام)

المساعد الفاعل المعارض
السوادى عيسى بن هشام الشواء

2.تحليل البنية العميقة  :
نستطيع القول منذ البداية أن الوحدة المعنوية الأساسية في هذه المقامة هي "كيفية كسب المعيشة"  ، وهي تسيطر على النص من خلال :
أ‌- الحركة / الجمود . (تنقل البطل).
ب- الاحتيال / الأمانة . (حيلة البطل)
  ج- الفائدة / الخسارة . ( انتهازية البطل) .
كل صنف من هذه الأصناف يحتوي على أصناف دلالية دنيا تولّد مع بعضها وحدات دلالية ثانوية .
السمات المميزة لِ (ف1) و (ف2).

            (ف1)                            (ف2)
           مدني                                قروي
          متيقن من نفسه                      مرتبك
           ذكي                               ساذج
          واعٍ                                غير واع
         محتال                                أمين
          مخادع                               مغفل  

إنّ انتهازية البطل تحقق وحدة دلالية مقابل الأمانة ، وتغطي جزئيا الوحدة المعنوية الأساسية في النص . فالمادة "انتهز" تعني استغلال الفرصة بكل الوسائل وعدم تضييعها مهما كان الثمن ، مع تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة .
والواقع أنّ البطل انتهز الفرصة وأفاد منها حال ظهور السوادي . والانتهازية لا تكون إلا بالحيلة ، فالدور الغرضي الذي حدّدناه للبطل هو "محتال" مقابل دور غرضي للسوادي " مغفّل" . وبالتالي يمكن أن نرسم المعنى عبر المربع السيميائي الآتي  :

                             (ذكاء)
              حيلة                                 أمانة

          (خداع)                                   (غفلة)

              لا أمانة                            لا حيلة
                               (سذاجة)

يوضح هذا المربع أن التضاد القائم بين الحيلة والأمانة من جهة ، ومتضمنيهما (لا أمانة- لا حيلة) من جهة أخرى ، يقابل ذلك التناقض بين الذكاء والسذاجة من جهة والخداع والغفلة من جهة أخرى .
والمقامة انطلقت من الخداع إلى ممارسة الحيلة وذلك من قبل عيسى بن هشام ، حيث انطلت على السوادي بفضل ذكاء البطل الذي استطاع أن يجعل السوادي يأمن وتنطلي عليه الحيل وذلك نتيجة غفلته ، وكل هذا يندرج ضمن الانتهازية .
المراجع:

               
1. القرآن الكريم  
2. أحمد العناني ،تحليل الخطاب وتعليم اللغة الأجنبية ، المؤتمر الدولي لسانيات النص وتحليل الخطاب ،دار كنوز المعرفة العامة ،عمان ، الأردن ، المجلد الأول
3. احمد متوكل ، الخطاب وخصائص اللغة العربية  دراسة في الوظيفة والبنية والنمط ، منشورات الاختلاف الجزائر ط1 ،2010 ص25
4. بلقاسم دفة ,التحليل السميائي للخطاب السردي-في رواية الربيع العاصف- لنجيب الكيلاني ,مجلة الموقف الأدبي
5. بيير غيرو ،علم الإشارة السيميولوجيا  ترجمة منذر عياشي دار الطلاس ، دمشق ،سوريا ط1 ،1988.
6. جميل حمداوي ، المعايير السميائية لتقطيع النصوص والخطابات موقع دروب.
7. جيرالد برنس ، قاموس السرديات ،تر السيد إمام  ،ميريت للنشر والمعلومات، القاهرة ،مصر ،ط1 2003.
8. حميد لحمداني , بنية النص السردي –من منظور  النقد الادبي ,مركز الثقافي العربي للطباعة والنشر والتوزيع ,بيروت لبنان ط1 1991
9. دومنيك مانغو ،المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب ،ترجمة محمد يحياتن ، منشورات الاختلاف  الجزائر 2008
10. دي سوسور ،علم اللغة عام ،تر يوئيل يوسف عزيز مراجعة مالك المطلبي ،دارآفاق عربية ،بغداد العراق ،1985.
11. زهيرة بنيني . بنية الخطاب الروائي عند غادة السمان ـ مقاربة بنوية ـ  أطروحة دكتوراه جامعة العقيد الحاج لخضر  كلية العلوم الإنسانية  باتنة 2008
12. زياد الزغبي  .مصطلح الخطاب  وتجلياته في الدراسات الحديثة جامعة اليرموك ،20 تشرين الثاني 2013
13. عبد الجليل مرتاض ، التحليل اللساني البنوي للخطاب ،مجلة الأثر – مجلة الاداب      للغات الأجنبية -جامعة ورقلة ،الجزائر 2002العدد01
14. عبد الرحيم كردي البنية السردية في القصة القصيرة ، مكتبة الآداب ، القاهرة مصر ط3 مارس2005
15.  عبد القا در شرشار ،تحليل الخطاب السردي وقضايا النص منشورات دار القدس العربي ، وهران ط1 ،2009
16. عبد القادر شرشار ،المدخل الى السيميا ئيات السردية ،منشورات الدار الجزائرية بئر خادم الجزائر ،ط1   ،2015،
17. أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ،البيان والتبيين ،عبد السلام محمد هارون ،مكتبة الخانجي ، القاهرة ،مصر،ط7،1998،ج1.
18. ابن  فارس ، معجم مقاييس اللغة،  تح عبد السلام محمد هارون ، دار الفكر ،دب ج2ص198 مادة (خ ط ب )
19. فيصل الأحمر ،معجم السميائيات ،الدار العربية للعلوم ناشرون، لبنان ،ط1 2010.
20. قدور عمران محاضرات في تحليل الخطاب ،المدرسة العليا لالساتذة في الاداب والعلوم الإنسانية بوزريعة الجزائر
21. كلثوم  حاج هني ,رواية دماء ودموع لعبد الملك مرتاض انموذجا –العنوان التناص ,مذكرة مقدمة لنيل شهادة ليسانس الادب العربي ، جامعة حسيبة بن بوعلى , شلف 2011/2012
22. مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزبادي .القاموس المحيط ،تح مكتبة تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة اشراف محمد نعيم العرقوسي ،مؤسسة الرسالة ،بيروت لبنان ط1،2009.
23. محمد بلوافي ,السرد والأسلوب ,مقال منشور على موقع www.diwanlarab .com/spip.php ?
24. محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ،مختار الصحاح ،مكتبة لبنان، بيروت ،لبنان :طبعة مدققة 1986.
25. محمد علي التهاوني ، موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ـ تح علي الحروج مكتبة لبنان ط1،1996 ،ج1
26. محمد معتصم ،الذاكرة القصوى دراسة وتحليل الروايات (الرجوع الى الطفولة ، الساحة الشرفية ،محاولة عيش ) دار الثقافة ،الدر البيضاء , المغرب ط1،2006ص88
27. منظور ،لسان العـرب ،دار المعارف  ،دط ، دت.
28. مهى محمود إبراهيم  العتوم ،تحليل الخطاب في النقد العربي الحديث ـ دراسة مقارنة بين النظرية والمنهج ـ دراسة مقدمة استكمالا لمتطلبات الحصول على الدكتوراه في اللغة العربية .كلية الدراسات العليا .الجامعة الأردنية أب 2004
29. نعيمة  سعدية ،تحليل الخطاب والإجراء العربي ـ قراءة في القراءة ـ، أشغال الملتقى الدولي الثالث في تحليل الخطاب ،  جامعة قاصدي مرباح ورقلة.
بحث حوال تحليل الخطاب السردي 33534


عدل سابقا من قبل سارة تموشنتية في 2015-09-27, 16:24 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
آمال بن غزي
مدير المنتدى
آمال بن غزي

وسام النشاط :
وسام النشاط

وسام المبدع :
أفضل خاطرة

وسام الإداري المميز

البلد :
ليبيا

عدد المساهمات :
1570

نقاط :
2344

تاريخ التسجيل :
09/01/2010

الموقع :
بنغازي

المهنة :
أستاذ جامعي


بحث حوال تحليل الخطاب السردي Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث حوال تحليل الخطاب السردي   بحث حوال تحليل الخطاب السردي I_icon_minitime2015-04-09, 13:33

بحث حوال تحليل الخطاب السردي 463596
بحث حوال تحليل الخطاب السردي 976116
بحث حوال تحليل الخطاب السردي 408340
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

بحث حوال تحليل الخطاب السردي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الخطاب الأدبي/عناصر الخطاب السردي عند الطيب صالح.
»  تحميل كتاب الملتقى الدولي الثاني حول السرديات أسئلة الهوية في الخطاب السردي
»  تحميل كتاب الملتقى الدولي الثالث حول السرديات الخطاب السردي و فاعليات القراءة
» أريد كتاب : تحليل النص السردي للقاضي
» الخطاب السردي في أدب إبراهيم درغوثي/ شادية شقروش

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  :: المكتبة العامة المنوّعة :: المكتبة الثقافية العامة :: مكتبة تحميل اللسانيات (جديد)-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


بحث حوال تحليل الخطاب السردي 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
بلال العربية مبادئ مدخل النقد ظاهرة محمد الخطاب اسماعيل مجلة ننجز العربي التداولية على الخيام البخاري الحذف النص قواعد النحو اللغة موقاي المعاصر الأشياء اللسانيات كتاب


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | الحصول على منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع